لماذا الخوف على سورية الجولان وعروبته .....؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 06:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس هنالك من مُبرر لاجواء القلق والتهويل الاعلامي الذي يتم تداوله في الفضائيات العربية ووسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بموضوع الجولان .. فالوثيقة التي وقعها الرئيس الامريكي ترامب مُؤخراً وبرفقته رئيس الوزراء الصهيوني ننتنياهو لكي يمنح الكيان الصهيوني السيادة على الجولان ... هذه الوثيقة لا تعني شيئاً .. وليس لها مُطلقاً أي أهمية , ولا تحمل أي قيمة سياسية أو قانونية أو دولية , ومن وقعها يُدرك ذلك بالتأكيد ... ولكن كل ماهنالك إن هذا الاستعراض الهستيري والبهلواني في توقيع الوثيقة من قبل ترامب وبحضور نتنياهو الذي أثار استياء حتى بريطانيا ومنظمومة الاتحاد الاوروبي .. يهدف منه ترامب فقط مُساعدة صديقه الصهيوني وزميله في العنصرية واليمين المُتطرف نتنياهو في حملته الانتخابية, فيما تلاحقه العديد من قضايا الفساد .
هذا من جهة .. ومن جهة أخرى فإن تحرير الجولان وعودته الى السيادة العربية السورية ليس بلأمر المعقد من وجهة النظر العسكرية , ويتماشى بالكامل مع الشرعية الدولية .. لاسيما وأن الجولان غير مقتظ بالمستوطنين الصهاينة كما هو الحال في فلسطين .. لذا فإن تحرير الجولان لا يتطلب عقود طويلة من الزمن كما تتطلبه قضية تحرير فلسطين .. فالاحتلال الصهيوني لمعظم أرض فلسطين يتم كما نعلم في إطار ما يُسمى بالشرعية الدولية لدولة الكيان الصهيوني مع صدور قرار التقسيم أواخر عام 1947.. لا سيما مع وجود الملايين من المستوطنين الذين يُقيمون في فلسطين وبعضهم منذ ما قبل عام 1948 بسنوات وأصبح لديهم للاسف سلالة طويلة من الاحفاد والاجيال الذين يعتقودون بأن فلسطين هي وطنهم الحقيقي وأن العرب هم المعتدين ويريدون طردهم من "" أرض أجدادهم "" ... هذا عدا عن الامكانيات العسكرية الهائلة التي تتمتع بها دولة الاحتلال الصهيوني والدعم العسكري اللامحدود الذي توفره لها المنظومة الامبريالية الغربية .... لذا فإن مسألة تحرير الجولان تختلف جذرياً وهي ليست سوى مسألة وقت لن يطول لأكثر من بضعة سنين أخرى على أبعد تقدير .. لا سيما وأنه قد إزدادت في السنوات الاخيرة وعلى نحوٍ كبير جداً القدرات العسكرية والتكتيكات والمقدرات القتالية للجيش العربي السوري وحليفه الاستراتيجي الميداني في المقاومة اللبنانية من خلال مئات المعارك الضارية التي تم خوضها في مختلف أنحاء سوريا .. وهذا الامر ضروري للغاية لمواكبة ما تتطلبه عملية تحرير الجولان من تغيير في موازين القوى العسكرية في الميدان وزيادة في الحشد العسكري والاهم من ذلك التحكم في فرض قواعد الاشتباك التي تُؤدي الى إنهاك العدو على هذه الجبهة, بحيث يضطر في نهاية الامر الى الانسحاب مُكرهاً من الجولان كما حدث في هزيمته وانسحابه من جنوب لبنان عام 2000 وبعد ذلك في عدوانه عام 2006 على يد المقاومة اللبنانية التي تلقت منذ تأسيسها كل الدعم والتسليح من سوريا .
وعلى أية حال ولطمأنة المُتشائمين (ولا يلومهم أحد في ذلك) , فإن تحرير الجولان هو ضمن الخطط العسكرية الاستراتيجية الرئيسية للقيادة السورية وقيادة المقاومة اللبنانية , وسيتم على نطاق واسع مُتابعة التحضير له بما في ذلك تحرير مزارع شبعا, ولكن بعد الانتهاء من معارك تحرير إدلب وعفرين وجرابلس والباب وشرق الفرات والتنف ... وهي كما نعلم معارك لا يُستهان بها وتتطلب الكثير من الرصد والاستطلاع الميداني والحشد العسكري والمفاوضات والاعتبارات السياسية والامنية ...الخ , ولا سيما الحفاظ على حياة المدنيين والمعطيات الاقليمية والتنسيق مع الحلفاء الاقليمين والدوليين , ولا سيما الحليف الروسي ... لذا يُرجى من بعض الاخوة والاصدقاء الاعزاء التحلي بالصبر وبعد النظر والابتعاد عن القلق .. وأن لا يُساهموا من خلال تشاؤمهم وقلقهم بنشر الاحباط والقلق وتوزيعه في كل الاتجاهات .

#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل