أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - إهداء له 2 شاي بالاكراه














المزيد.....

إهداء له 2 شاي بالاكراه


فاطمة هادي الصگبان

الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


إهداء له(1)

شاي بالإكراه

استيقظت باكرا وبدأت بترتيب الأشياء المبعثرة وإعادتها إلى أماكنها المناسبة ، قبل أسبوع من هذا اليوم حطت الرحال في هذه القرية المعزولة، وفي شقة صغيرة من مجمع هادئ مطل على البحر ياخذها صباحا لأماكن لن تزورها أبداً ، ويعدها بأمنيات قد تتحقق بعضها والآخرى تنتظر توائمها الثلاث.
ما ان همت بإعداد إفطارها المتأخر واذا بطرقات آتية من بابها الخائف من كل ماهو غريب وغير متوقع ، ترددت قليلا لتواجه ذلك الخوف الذي اعتادته في قريتها تلك وماتخبئة الأيادي الطارقة من أسواط وسكاكين وأفواه ناقمة وعيون حاقدة .
قطع ذعرها صوت هادئ ينادي بهمس خافت وكأنه صوت عصفوريين يتناجيان.
تمكنت من جمع شجاعتها وماأن فتحت الباب المذعور حتى قابلت عينيها فتاة شابة ذات بشرة نقية صافية ، حتى خيل اليها انها أمام مرآة من شدة النقاء.
دعتها للدخول بعد ان فهمت انها احدى الجارات وابتدأت الحسناء بالكلام الذي لم تفهم منه الا النزر اليسير .
رحبت بالجارة وحاولت ان تكون جسرا للتفاهم معها مرة باستخدام القاموس وبالإشارة مرات متعددة، بعد زمن قصير غادرت الجارة على وعد ان تزورها في عطلة نهاية الأسبوع .
قبيل الموعد بدقائق فتحت دولابها وحاولت ان تنتقي زيا يليق بالمناسبة ، بعثرت أشياءها وإعادتها وتسآلت أي سواد سترتديه ؟
اتخذت قرارها وأكملت زينتها ..... توجهت لجارتها ..
استقبلتها الجارة بعبارات الترحيب المعتادة في لغتها المحلية وأيضا ردت عليها بلغتها المعروفة وهي الإشارة .
دخلت غرفة الضيوف المزدحمة بالقرويات الحسناوات وأخذت تتطلع في سرب الطيور الملون الذي يهمس بخفوت ، اعادت التطلع الى سوادها المجلجل بالمدافع والصواريخ والضجيج المزدحم في بوحها الصامت .
حيت الجمع بتحية الإسلام المتعارف عليها والمفهومة بكل اللغات ....
استطاعت ان تحشر نفسها بين الجالسات ، لم تستوعب اغلب الحوار الحاصل بين الجمع البالغ مايقارب عشرين امرأة في غرفة لاتتجاوز مساحتها اثنا عشرة مترا مربعا، لم تتمكن من الحوار لكنها دققت في الوجوه التي تخلو من كل شائبة ، والكلام الذي ينافس هديل الحمام ، والأغاني التي تزرع الفرح وتنثر البسمات على الوجوه ، بعدها قام الجمع برقصة جماعية وطلبوا منها المشاركة ....
أجابت بالإشارة ان قومها لايرقصون جمعا وإنما فرادى ...
بعدها طلبن منها الغناء فأجابت ان صوتها سئ ...
فردت المجموعة لابأس كلنا كذلك ...
بدأت بغناء الفخاتي الذي ينتظر ما لا يأتي ...تأثر قسم من النسوة والبعض الاخر لم يهتم لكن ربة الدار طلبت منها أغنية أخرى فهذه تبدو حزينة ....
إجابتها انها أغنية قومها في كل حين ... وفي كل مناسبة ! صمتت المرأة ..
سكنت الجالسات بعد قدوم أطباق الطعام ، وكل واحدة احتضنت طبقها كالأم الرؤوم لولدها .
وكانت المشقة في كيفية التنسيق بين تناول الطعام والاحتفاظ بطبق الطعام وكوب الشاي بين هذا الازدحام .
فقررت أمرا ان تنهي شايها وتتفرغ للطعام ، لكن ربة المنزل لم تمهلها ماان تنهي كاسا حتى تملئه ثانية لها رغم تكرار كلمة شكرا ،وظلت يداها مقيدتان ، وعيناها تنظران بحسرة لقطع المحشي التي تلمع كلالئ أمام ناظريها وسائل الصلصة الذي ينضح من ورق المحشي كرحيق القبل وحبات الفستق التي تتنافس للظهور من بين قطع البقلاوة سال لعابها أمام هذه الكنوز ولكن دون ذلك أهوال وأهوال ....اختتمت الجلسة ولازالت ناظرة لذاك الطبق المغري بما لذ وطاب والذي لم تنل منه الا القليل...خرجن النسوة مودعات وبقيت مع جارتها وثالثتهم قرقرة الجوع وفي القلب غصة ...
ماان غاصت بارتياح في أريكة الجارة واذا بأبريق كبير من الشاي ، قفزت من استراحتها متسائلة عن هذا الكابوس الذي يابى الرحيل .... استغربت الجارة فنوهت باعتقادها انها تفضل الشاي ....فهي لم ترفض الكؤوس المقدمة لها. استطاعت بالإشارة هذه المرة ان تفهمها بانها لا تحب شرب الشاي ، فعلمتها الآخرى وضعية الملعقة المقلوبة كدليل اكتفاء .......
(1)إهداء الى شيخ الأدب اللاذع استاذنا إبراهيم عبد القادر المازني .



#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهداء له (1) ضحكة الصبار
- مزامير
- خوار


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - إهداء له 2 شاي بالاكراه