أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أدهم مسعود القاق - شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة














المزيد.....

شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 10:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر،
ومسيرة الكفاح المتعثّرة

لم يكن الأستاذ لطف مزهر من الوصوليين والانتهازيين، بل كان ساعيًّا على دروب الكفاح ضدهم، كان رجلًا حقيقيًّا، رجلًا يعرف كيف يكون إنسانًا، رجلًا يحترم عمله، رجلًا لم يقربْ الرذيلة في أوساط اجتماعية وسياسية أفعمت بالرذائل.
كان متفوقًا في دراسته منذ نعومة أظفاره، وكان طفلًا جميلًا محبًّا ومحبوبًا، كيف لا يكون ذلك وهو ابن الأستاذ صلاح مزهر، مؤسس ومشرف بيت اليتيم في السويداء، والشاعر الذي تغنّى بالوطن وبالأبطال الذين ساروا على درب حريته وتحرره، صلاح مزهر صديق الثوّار الذي وجّه ابنه البكر لطفي لينهل من العلوم المتاحة كلّها.
عرف عن الأستاذ لطف الله أنّه لم يتوان يومًا عن القراءة المتنوّعة والجادّة، فتفوق بدراسته، واختار أن يدرس الاقتصاد، حتّى تفوق باختصاصه، فعينّ موظفًا في وزارة الماليّة، وارتقى بالمناصب حتى أضحى من أهم الكوادر المتخصصة بالشؤون الماليّة، ولم يكن بعيدًا بتفكيره الماليّ ونهجه عن الانحياز لصالح الفقراء، فقد استقى فهمه للاقتصاد والمالية من الفكر الماركسي، الذي كان منتعشًا في خمسسينيات القرن العشرين؛ إذ كان الأستاذ لطف الله مزهر عضوًا في اللجنة المنطقية للحزب الشيوعيّ السوريّ اللبناني، ولمّا كان من الذين ينتصرون للوطن وللسلوك الشريف البعيد، كل البعد عن المتنفذين بأحزاب المهزلة في تلك الأيام، فقد هجره رفاقه، وابتعد بدوره عن صفوف الحزب ليبدأ مشروعًا فكريًّا سياسيًّا مرتكزًا على الفكر الاشتراكيّ، والأقرب للماركسيّ اللينييّ منذ بدايات سبعينيات القرن العشرين، وقد وعى الأستاذ مزهر - منذ تلك الفترة المبكرة - حقيقة الأحزاب السياسيّة المفعمة بأمراض المجتمع الطائفية والقبلية والعشائرية، لا سيما الشيوعيّة، التي كان قريبًا منها.
ثمّ تمكّن الأستاذ لطف الله مزهر من العمل على تأسيس سهرة المثقفين في جرمانا، وقد كانوا، جلّهم، من المعارضين لسلطة نظام الحكم الفاسدة، وكانوا ينحون بتفكيرهم الفكر الوطني المتّشح بالفكر التقدميّ، ونجحت تلك السهرة الشهيرة، ومارست أنشطة سياسية على مستوى محافظة دمشق وريف دمشق والسويداء وبعض محافظات سوريا ومدنها، والحقّ أنّ مزهر قاد تلك السهرة بجسارة الرجل المجرّب، لا سيما أنّه كان من بين صفوفها بعض المقرّبين من أجهزة السلطة وأحزابها التقدمية، والذين كانوا يعيقون تفعيل أنشطة روادها، ويمارسون فعلًا سكونيًّا خوفًا على وظائفهم السلطويّة.
انتدب الأستاذ لطف مزهر من وزارة الماليّة إلى مؤسسة الإسكان العسكريّة؛ التي كانت ناشطة في مشاريع البناء وغيرها، وذلك للتدقيق بحساباتها، وكان من الذين أطلقوا يده على التدقيق خليل بهلول رئيس تلك المؤسسة المحققة نجاحًا ملحوظًا، وقد ذكر الأستاذ مزهر عن تجربته، وذكر بهلول أنّه كان خير معين له بعمله، الذي حقق عن طريقه إنجازات هامة في كشف لصوصية ترتبط بأمناء فروع المخابرات والمتنفذين بمواقع السلطة، إلّا أنّه لحظة وصوله لمنبع الفساد الذي استشرى في تلك الفترة، اعتذر إليه بهلول، قائلًا له: إنّ ما حققت فيه يكفي، لأنك لست قادرًا على من ستطال أسماءهم عمليات الفساد، ولست قادرًا على حمايتك.. ويومها، استطاع بهلول أن يكافئه بشقة سكنية في مساكن برزة بدمشق؛ إذ خصّصت له وسدد مزهر قيمتها تقسيطًا، وذلك بعد أن عرف بهلول أنّه مستأجر بيتًا متواضعًا في جرمانا.
رجع الأستاذ لطف مزهر إلى وزارة الماليّة، وعهد إليه مناصب رفيعة اسميًّا؛ إذ إنّ سلطة الفساد كفّت يده عن أيّ عمل، وتركته عرضة للدوام من دون تكليفه بأيّة مهام.
منذ 1989م وبداية سقوط النظام الشيوعيّ، ثم ظهور غورباتشوف، وانهيار الاتحاد السوفييتي، شرع مزهر بالتحذير من صعود نجم الإمبريالية العالميّة، وبالفعل كانت توقعاته بمكانها الصحيح، فالتجديد الذي طمح إليه غورباتشوف وتغيير أدوات السياسة القديمة ووسائلها المدمرة للإنسانية، قابلتها الولايات المتحدة والنظام الإمبريالي بالإمعان المتزايد لامتلاك أسلحة تدمير شامل، وبرعاية بؤر الفساد العالميّ، وتسليم أربابه القرار السياسي العالميّ.
توفيت ابنه له وهي في نحو السابعة عشرة من عمرها؛ نتيجة إصابتها بمرض عضال، وحينما تخرّج ابنه البكر مازن من قسم الرياضيات، أصيب – أيضًا - بمرض عضال، ووافته المنيّة، مما جعل الأستاذ منكفئًا عن النشاط الاجتماعيّ.
شارك مع والده صلاح مزهر في ترجمة كتاب عن أزمة الرأسمالية العالمية، ونشر 1972م، كما كتب في الفكر السياسيّ ومسرحيات عديدة، وعلى الأقل رواية كبيرة ضمت بين دفتيها تجربته في قالب سرديّ تاريخيّ؛ إذ زاوج فيها بين السردين الروائي والتاريخيّ، ولا أعرف إن كان قد نشر تلك المؤلفات التي كنت قد اطلعت عليها على شكل مخطوطات في أواخر تسعينيات القرن الماضي في منزله الكائن في برزة، كما اطّلعت على أعمال ببيلوغرافيّة كان يقوم بها عن مكتبة أبيه الأستاذ صلاح ومكتبته ومؤلفاتهما؛ حينما انتقل إلى مسكنه في جرمانا، وذلك في مطلع الألفيّة الثالثة؛ إذ انزوى في بيته، واختار أن يعمل على إنجاز مشروعه بعيدًا عن بيئة مجتمعيّة فاسدة.
التعازي الحارة لزوجته أم مازن، وابنه قاسم وابنته في جرمانا، ولأهله في السويداء.
د. أدهم مسعود القاق، ريف دمشق، جرمانا



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وترجّل فارس آخر، عبد الله هوشة شهيد القهر
- هيثم عبيد، عبرت حرًّا، وبقينا عبيدًا
- وداعًا مي سكاف، وداعًا.. سلامًا عى موتك المشتهى
- مقدمة في علم المخطوطات
- وداعًا نبيل فهد العباس، شهيد التهجير والغربة القسريّة
- النقد التاريخي وقراءة الحاضر
- في ذكرى 5 يونيه / حزيران، 1967: صبرًا شعب سوريا على مأساتكم ...
- أوهام عبد الإله بلقزيز في استعادة الممانعة بمواجهة الثورة ال ...
- الدراسات الثقافية والتغيير المجتمعيّ
- في الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة شعب سوريا العظيم
- أين رياض الترك ومنتهى الأطرش الآن؟
- العيوب النسقية الثقافية
- المقاومة الثقافية وشباب الربيع العربي
- الثوّار السوريون يكذّبون رؤية نوال السعداوي في الحاكم بأمر ا ...
- مؤتمر مراكز البحوث العربية والتنميّة والتحديث بالقاهرة: -نحو ...
- الثورة السورية بؤرة ثورات الربيع العربي، ومؤتمر الرياض
- وفاة الأستاذ منذر الشمعة، في غربته القسرية
- التنوخيون الدروز وسط التنوع الجغرافي والمجتمعي في بلاد الشام
- اقتراب ثوّار سوريا من الوثبة الأخيرة
- التناص والمناص، قراءة تطبيقية جبران، مريم المجدلية، ودرويش، ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أدهم مسعود القاق - شهيد الإقصاء، لطف الله مزهر، ومسيرة الكفاح المتعثّرة