أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - -قرّة- عيونكم سائرون .. رايتكم بيضة سائرون!!














المزيد.....

-قرّة- عيونكم سائرون .. رايتكم بيضة سائرون!!


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6179 - 2019 / 3 / 21 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النشيد الوطني في أي بلد، هو النشيد الذي يعبّر بكلماته عن إنتماء أبناء ذلك البلد دون تمييز ومحاباة وأفضلية اليه، بل ويذهب النشيد الوطني أحيانا الى أبعد من حدود الوطن ليكون رسالة حب وسلام الى شعوب الأرض المختلفة . فالأوطان وخصوصا تلك التي تمتاز بتنوعها العرقي والديني والطائفي، ليست ملكاً لأكثرية قومية أو دينية أو مذهبية. ولو راجعنا الأناشيد الوطنية لبعض الدول المتعددة الأعراق والأديان والمذاهب، لما رأينا فيها أية إشارة الى ما يمجّد عرق على آخر، أو دين على آخر، أو مذهب على آخر. فالشعب بمجموعه، والوطن بترابه الموحد هو من يتغنى به النشيد الوطني، والنشيد الوطني في هذه الحالة لا يعرف الهويات الفرعية، ولا طريقة للوصول اليها بشكل ملتوي وغير مباشر. أو إنتهازية للوصول الى أفئدة و "عقول" فئة منه وإن كانت أغلبية.

النشيد الوطني ليس مجرد نص شعري يلحّن وينشد في المناسبات الرسمية، بل هو رسالة قصيرة وغنية عليها أن تؤثر على المتلقي، ليقتنع بمحتواه ويتأثر بمضامينه إيجابيا، بما يؤثر على تشذيب سلوكياته. لذا يعتبر النشيد الوطني وهو ينشد في المدارس، اللبنة الأولى لبناء مجتمع معافى، كونه يخاطب عقول فتية سينهضون مستقبلا بأعباء وطنهم. والنشيد الوطني ليس بنصّ مقدّس، بل هو قابل للتغيير والتحوير طبقا للظروف التي يعيشها أي بلد. فلو أخذنا الأناشيد الوطنية للبلدان التي كانت تقاوم الإستعمار، نرى فيها كلمات قاسية تحرض على "العنف" ضد المحتلين، وتدغدغ المشاعر الوطنية عند الناس. لكن وما أن يتغير الوضع بتلك البلدان وتتحرر من نير الإستعمار، وتباشر ببناء وطنها وشعبها، فنشيدها السابق سيكون من الماضي، إذ لا يمكن بناء وطن ومجتمع عن طريق خطاب تحريضي، وحينها يجب تغيير النشيد الوطني بآخر جديد، يحمل سمات العهد الجديد وخطابه وأهدافه.

العراق بلد متعدد الأعراق والأديان والطوائف، ولا يحمل أيّة صفة قوميّة أو دينية أو طائفية الى جانب إسمه الرسمي، الذي هو الجمهورية العراقية، والذي أراد البعثيون لتأثرهم بالذكورية تغييره الى جمهورية العراقّ! ولم "يكن العراق على مرّ تأريخه الحديث، العراق العربي أو الإسلامي، وكيف يكون وهناك الكورد والتركمان والأرمن وغيرهم، وكيف يكون إسلاميا وهناك المسيحي والأيزيدي والمندائي وقبلهم اليهودي قبل تهجيره، لذا فأن النشيد الوطني عليه أن يكون نشيدا بعيدا عن الإقصاء وإن غير المباشر لأي مكون من مكوناته، فهل النشيد الوطني المقترح من قبل تحالف "سائرون"، يحمل مميزات وأهداف نشيد وطني حقيقي.

ما يراد تمريره عبر البرلمان كنشيد وطني للعراق، هو مزيج من مفاهيم دينية وطائفية وقومية ، وتمجيد للبعث والجلّاد صدّام حسين. فالعراقيون ليسوا كلهم مسلمين، وليس كل المسلمين من الطائفة الشيعية ليوظّف الشاعر إسم الإمام الحسين في النشيد الوطني، لـ "يقشمر" به الأحزاب والجمهور الشيعي، ليكتب "فهذا حسين وذي كربلاء من العز صار لسانً ودم" مع جلّ إعتزانا بالإمام الحسين، ولماذا لم يذكر الحسين وهو يكتب قصيدته (گرة عيونك سيدي .. رايتك بيضة سيدي) في مدح الطاغية صدام حسين ثمانينيات القرن الماضي. فهل الحسين لم يكن حينها شهيدا!؟ وهل كلمات كـ "عراق العلوم ونهرُ الأدب ستبقى تراثً لكل العرب" تمثّل الكورد والتركمان والأرمن وغيرهم، أم أنّهم ليسوا بعراقيين!؟ ولم يكتفي الشاعر بهذا التوظيف الطائفي والقومي، بل ذهب وهو يضحك على ذقون الكثير من الشيعة ساسة وجمهور الى أبعد من ذلك بكثير. فهو يمجّد علنا علم البعث والذي هو علم القومية العربية، ليس من خلال العلم نفسه فقط، بل ومن خلال عبارة "الله أكبر" التي كتبها المجرم صدام حسين بدمه على الرغم من نجاسة الدم في الإسلام، ليقول "تشرف بحمل اسمَ رب السماء لتبقى أعز و أغلى علم"!! وهل مثل هذه الأبيات الشعرية ستؤثر بالمواطن الكوردي والتركماني والمسيحي والمندائي والأيزيدي ، بل وحتى المسلم السنّي ليتفاعل معها!؟

الأمم الكبيرة والتي تعتز بأوطانها تبحث وهي تعتمد نشيد وطني يمثل شعبها دون تمييز، عن قصائد تمثل الأمّة بأكملها ومن تنظيم كبار شعرائها. فها هي الهند تتبنى قصيدة "جانا غانا مانا" للشاعر الهندي الكبير طاغور كنشيد وطني، والذي قال لاحقا " قد أشدت في أغنية جانا غانا مانا بالشخص الذي يصنع مصير الهند والذي يرشدنا عبر مراحل الصعود والهبوط، عابري السبيل، الشخص الذي يرشد الناس إلى الطريق..". فمن سيرشدنا الى الطريق، نحن عابري سبيل الوطن المثخن بجراح سيوف الدين والطائفة والقومية، نحن من إحترق ماضينا ونرى مستقبلنا أسير للصوص!؟

كان على تحالف سائرون وهو يتبنى نهج وطني بعيد عن المحاصصة كما يقول!! أن يتقدم بإقتراح تبنّي علم جديد للبلاد، ونشيد وطني يمثل تأريخنا وجغرافيتنا وطبيعتنا وتراثنا. لا أن يتقدم بهذه القصيدة المليئة بالشحن الطائفي والقومي، والتي لن تكون بأفضل من "نشيدنا الوطني" الذي كتبه الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان والذي أُنْتِخب ضمن أسوأ عشرة أناشيد وطنية بالعالم أثناء دورة الألعاب الاولمبية بلندن عام 2012 ، والتي كتبت صحيفة "التلغراف" اللندنية وقتها "بأنه يذكّر الناس بمأسي صدام حسين ، وفيه خيلاء وتعالي ويصدر رسالة خطيرة"


سلام على الجواهري الكبير و

سلامٌ على هضبات ِ العراق ِ... وشطـّـيه ِ والجُرف ِ والمنحنى
على النخل ذي السعفات ِ الطوال، وشُمِّ الجبال، تُشيعُ السَـنا
سلامٌ على نيّرات ِ العصور ِ... ودار ِ السلام، مدار ِ الدُنى



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد الفيليون في حوار قناة دجلة الفضائية حول مشروع قانون ا ...
- زعماء الشيعة والجغرافيا والخيانة
- رواندا نحو الفضاء .. والعراق نحو الهاوية
- أنا مواطن عراقي .... أنا أرفض
- إشكاليات مفهوم العمليّة السياسيّة بالعراق
- 14 شباط .... الكارثة
- التحالفات اليسارية مع القوى الدينية في تجربتين
- كم فنحاس إسلامي في العراق اليوم ..؟
- خطاب كراهية من جامع البعث
- ساسة وعمائم العراق لا رجولة لهم ولا كرامة
- الى عريان .. ضميرك موزغيرك .. للوطن شدّك
- ماركس بين باريس وبغداد
- الحل في جعل العراق تحت الوصاية الأممّية
- العمائم هي من أهلكت العراق
- هل خرجنا جزئيا من نهج المحاصصة!؟
- الزهاوي يدعونا للثورة على الجحيم.. كما ثورته (2)
- ومضات من كربلاء والكوفة
- الزهاوي يدعونا للثورة على الجحيم.. كما ثورته (1)
- أنّهم يقتلون النساء.. أليس كذلك؟
- ولاية فقيه السيستاني السياسيّة أخطر من ولايته الدينية


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - -قرّة- عيونكم سائرون .. رايتكم بيضة سائرون!!