أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ملهم الملائكة - العراق البريطاني والعراق الأمريكي















المزيد.....

العراق البريطاني والعراق الأمريكي


ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)


الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 17:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بين العراقين مساحة تغطيها الانتماءات العقائدية، فالعراق البريطاني الذي تشكّل كدولة في عام 1921 كان قومي العقيدة سنّي المذهب، أما العراق الأمريكي فولد عام 2003 وجاء معوّلماً مجرداً عن التوجه القومي وشيعي المذهب. هذا المقال قراءة لما جرى، ولا أدّعي أنّها القراءة النهائية أو الحاسمة، فعالمنا بات سلسلة قراءات متنافسة، وأنا في النهاية كاتب وصحفي ولست سياسياً.

*العراق كدولة لم يُكمل بعد من العمر مائة سنة بعد، ولكن هناك أرض العراق - ويطلق عليه لإزالة اللبس "عراق العرب" تمييزاً له عن كل ما وقع شرق دجلة باعتباره "عراق العجم".
*وهناك أرض السواد وهو الوصف العباسي ويختص بمرحلة تاريخية غطت فيها بعض أراضي بلد النهرين غابات النخيل فوصفت بأرض السواد، وهو بلد الرافدين، وهذا تعريف ملتبس قُصد منه الافتراق عن كلمة بلاد ما بين النهرين التي حوّلت العراق الى مجرد شريط من أراضي ينحصر بين دجلة والفرات. *وأصل هذا الوصف باللاتينية ميزوبوتاميا كما كشف موقع History.com المتخصص بالتاريخ ، وهنا تبدأ المشكلات، لأنّ الوصف لا علاقة له بحدود الجغرافية السياسية، بل بتضاريس المنطقة، وبذلك فإنّ الوصف حسب الموقع المذكور يمثل الجزء الشرقي من منطقة الشرق الأوسط ويشمل أراضي كل من العراق والكويت تركيا وسوريا (منزوعة عن تقسيم بلاد الشام ).
*وبذلك فإنّ الحديث عن أرض سومر والآشوريين والبابليين والكلدانيين والآراميين لا تحده حدود العراق الحالي فحسب بل يتمدد عرضياً وطولياً لجغرافية تشمل جيران ومناطق بعيدة تصل أحيانا حتى روسيا (كما هو الحال في أرض الكرد المسماة كوردستان التي تصل إلى مناطق في روسيا).
*بابل هي بالتأكيد عاصمة البابليين، ولكنّ حدودهم الأخرى ليست ثابتة، وأور عاصمة السومريين، ولكن حدودهم غير معلومة، والموصل "نينوى" عاصمة الآشوريين، لكن حدودهم غير معلومة، الدولة الأكدية عاصمتها أكد التي لم يعثر عليها أحد، ولا يمكن تحديد موقعها، وكذلك فإنّ سرجون الأكدي أكبر ملوكها قد مد الحدود إلى أبعاد شاسعة، بضمنها مناطق الهلال الخصيب، وهضبة الأناضول، والأراضي المحيطة بضفتي الخليج، وأرض إيلام، وهذا كله يخرج عن العراق الحالي بمسافات شاسعة.
*لذلك وخلال أقل من قرن، خاض سكان هذا البلد (العراق) حروباً مع أنفسهم ومع جيرانهم في محاولات لأثبات الهوية.
* أما الحدود في الخارطة التي نعرفها اليوم والتي يتقاتل القوميون للدفاع عنها، ويذبح زوار فيسبوك أنفسهم لإظهار تمسكهم "بترابها المقدس الغالي"، فقد رسمها البريطانيون والفرنسيون ضمن اتفاقيات سايكس بيكو، وهذا هو العراق البريطاني، ويمكن أن نحصر تاريخه بين عام 1921 وعام 2003.
*ضمن سايكس بيكو تشكلت فلسطين وإسرائيل دون حدود واضحة نهائية، ما عرّض المنطقة لحروب أغلبها حروب سعت لتثبيت الخرائط البريطانية الفرنسية، وكان العراق البريطاني ضمنها.
* تشكّل العراق الأمريكي بعد حروب كبرى خاضها صدام حسين بدماء العراقيين بالشكل الآتي:
*عام 1980 حتى عام 1988 "الحرب العراقية الإيرانية"، التي وافقت عليها الإدارة الأمريكية لأنها تحد من خطط خميني لتصدير الثورة الإسلامية، لكنّ الولايات المتحدة لم تسهم في المعارك عسكرياً.
*عام 1983، الحرب على الكرد وعلى الشيوعيين الأنصار في كردستان العراق.
*في شهر آذار/ مارس من عام 1988، الحرب على حلبجة وأطراف السليمانية، حيث مجزرة الهجوم الكيماوي التي لا تنسى.
*منذ عام 1986 وحتى عام 1989 حملات الأنفال على الكرد في شمال العراق والتي غيرت ديموغرافيا المنطقة بشكل كبير.
*منذ 2 آب/اغسطس 1990 وحتى 28 شباط/ فبراير 1991 غزو الكويت، وضمها إلى العراق، ثم تحريرها بسهولة من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة.
*في ربيع عام 1991 (بين نهاية شباط والأيام العشرة الأولى من شهر آذار) قامت انتفاضة عفوية ضد صدام حسين الذي نجح في سحقها وقتل آلاف ممن شاركوا فيها.
*بين أعوام 1990 و2003، شهد العراق سلسلة نزالات خاضها صدام حسين بدم العراقيين وقوتهم ضد الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي فرض حصارا على العراق.
*تكللت سنوات الحروب خلال ما يقرب من ربع قرن بعمليات تحرير العراق في 20 آذار/ مارس 2003، وانتهت بعد ثلاثة أسابيع في 9 نيسان/ ابريل عام 2003 بهزيمة ساحقة لنظام صدام حسين، رافقها سقوط للعراق البريطاني، حيث نُهبت ودُمرت كل مقومات الدولة، وبات على الأمريكيين أن يبنوا دولة جديدة، وتولى هذه المهمة بول بريمر الحاكم المدني للعراق حتى عام 2004، وتواصل منذ تولي مجلس الحكم والحكومات المتعاقبة المستمرة حتى اليوم.
*العراق الأمريكي لا تشغله الخرائط البريطانية، لذا لم يعد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أولوية بالنسبة له ولا بالنسبة للدول الأمريكية في المنطقة، ولكي يعيش العراق الأمريكي لابد له من التحالف مع الدول الأمريكية الأخرى في المنطقة، وهذا لم يتبلور بعد بوجود الصراع الشيعي السني.
*تحاول روسيا أن تجد لها موطئ قدم في المنطقة التي تتغير خرائطها ومشاريعها وأولوياتها السياسية، وقد نجحت في حسم المشهد لصالحها في سوريا، ولكن هل تحاول روسيا أن تغيّر سوريا الفرانكو - بريطانية إلى سوريا روسية؟
*عراق اليوم إذاً هو العراق الأمريكي، وهو ما زال في مرحلة التشكّل، حيث اعتمد المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية الذين اطلقوا العمليات على استراتيجية ونظرية بثتها مستشارة الأمن القومي الأمريكي آنذاك كونداليزا رايس وعرفت باسم "الفوضى الخلاقة".
*ضمن تفاصيل نظرية الفوضى الخلاقة، الحراك الإيراني ويقوده المرشد علي خامنئي، والحراك التركي الإخواني ويقوده المرشد التركي رجب طيب أردوغان، ونتج عنه الربيع العربي وتداعياته المستمرة .
*وضمن الفوضى الخلاقة أيضاً ظهور القاعدة، ثم داعش والحرب على الإرهاب كناتج عرضي عن المعادلة السنية الشيعية التي قامت على أنقاض انهيار المشاريع القومية، والتي تقرر أطراف الصراع في المنطقة، فهي تحقق توازناً طائفياً مع المشروع الشيعي المسلح التي أطلقته إيران وتتابعت حلقاته بدءاً من حزب الله عام 1982 وصولاً إلى الفصائل الشيعية اللامتناهية التي تظهر كل يوم.
ألمانيا- شتاء 2019



#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)       Mulham_Al_Malaika#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الرؤساء الخالدين والجنود المجهولين
- الأكثرية والأقلية - تبادل أدوار بملابس دامية
- 8 شباط - بديهيات قتلت عبد الكريم قاسم
- أين اليسار عن حشود المهاجرين إلى أوروبا ؟
- رغم الدماء مازال العراق العراقي فتياً !
- الحرب على نادية الأيزيدية الفائزة بجائزة نوبل
- بعد قرن من ثورة أكتوبر، أين تقف حرية المرأة ؟
- علم العراق- لواء الوطن أم بيرق الوهم؟
- صديقي أسعد ورحلته من البصرة إلى القمة
- وداعاً للهوية الحمراء فالناس تريد الاشتراكية
- آسو براون الإيرانية الألمانية التائهة !
- بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟
- -الرئيس- ومسدس الريس
- الزعيم ومسدس الزعيم
- الحب اليساري والحب اليميني
- سميّة العذراء حسب إرادة الكاهن
- رائد فهمي: -قيم العولمة وضعت إشكالية على الوعي الطبقي-
- حقائق و أوهام عن الماء
- الملتحون في كل مكان- حقائق عن اللحية
- أين غابت القروش والفلسان والدراهم ؟


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ملهم الملائكة - العراق البريطاني والعراق الأمريكي