أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ملهم الملائكة - الأكثرية والأقلية - تبادل أدوار بملابس دامية














المزيد.....

الأكثرية والأقلية - تبادل أدوار بملابس دامية


ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)


الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يبدو بديهياً هو أنّ الأكثرية هي القوة، والأقلية هي الضعف، والأكثرية هي الإرادة السائدة والأقلية هي الإرادة المتنحية، الأكثرية هي "الجماعة" والأقلية هي الفئة الباغية، لكنّ هذا ليس ثابتاً بل يتغير كل يوم، وتتبدل الحقائق بشكل نسبي.

بدءاً لا أحب وصف "أقلية"، فهو يدل على الهوان والضعف والضعة والهامشية والتحقير، وقد يحاججني الحقوقيون بأنّ وصف أقلية منصوص عليه في وثيقة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة، لكنّ هذا يبقى غير مؤكد، لأنّ التسمية هنا في هذه الوثيقة خاضعة لإرادة المترجم، وكم من مترجم لا يدرك الفرق الشاسع بين وصف أقلية، ووصف مكوّن أصغر.
لا أود هنا أن أتفلسف، بل سأمضي إلى الحقائق كما هي:
*الأمم الكبرى قهرتها دائما مكونات صغرى، وهذا حال كل دعاة ديانات التوحيد، فقد خرج أنبيائهم عن الإجماع، وجمعوا حولهم أمة ضعيفة لكنها صاعدة، فكبرت وقهرت الأمم الأقوى.
*النبي نوح كان واحداً، جمع حوله عصبة صغيرة وبضع حيوانات وملايين البكتريا والحشرات في جوف الكائنات الراكبة في فُلكه، ومن هذه الأقلية تناسل العالم حسب تاريخ ديانات التوحيد المروي في الكتب المقدسة.
*النبي موسى خرج عن الفرعون ومصر وقبائل بني إسرائيل القديمة، فصنع مكوّناً صغيراً قهر كلّ الأمم القديمة، حتى جرى ما جرى واختلفت قبائل بني إسرائيل فتاهت في سيناء وفي النهاية باتت أمة.
*خرج النبي عيسى على اليهود الأغلبية، فجمع حوله الرافضين للنظام القديم، وهم المنفيون والفقراء والمعدمون والبغايا التائبات والمجرمون التائبون (وما أشبه هذا بفكرة التوّابين التي تروجها الأحزاب الدينية عبر العالم اليوم بأبشع صورة)، ومنهم صنع عصبة قليلة، فغلب المكون الصغير المكونات الكبرى، وبات هو الأكبر.
*خرج النبي محمد عن اجماع قريش والقبائل الوثنية في الجزيرة العربية، ثم امتد الإسلام بالسيف، فقهر المكون الصغير الصغير القادم من جوف الصحراء على ظهور الخيول العربية الرشيقة أمم فارس وبيزنطة وجنوب أوروبا والأمم المسيحية والقبائل اليهودية والأمم الوثنية وسط آسيا واقصى شرقها في ماليزيا والفلبين، وأجبرها في المناطق العربية وغير العربية على "اعتناق" الإسلام رغنم أنّ القرآن ينصّ على أن "لا إكراه في الديان"، وهكذا دخلت تركيا وإيران وكل أمم "ستان" في الإسلام، رغما أو هداية، وبات المكوّن الصغير هو الأكثرية.
*وينطبق هذا أيضا إلى حد كبير على الديانات الوثنية، فالديانات كلها خرجت من مكوّن صغير يحمل عقيدة قدسية باهرة، تحشد حوله. فماغي وزرادشت وبوذا ورام وكريشنا وبوترا وبراهما ومئات الأنبياء وأنصاف الآلهة قد بدأوا مكونات صغرى وجمعوا حولهم أمما فباتوا أكثرية.
*تقول أغلب الكتب والمصادر أنّ المسيحية هي الأكثر انتشارا بين الشعوب، وهذا يعني أن العصبة الضعيفة التي تحلقت حول المسيح وأغلبهم من الطبقة المنبوذة في المجتمع باتت أمة كبرى اليوم.
*لو جمعنا الديانات الوثنية (غير التوحيدية) عبر العالم فإنّ عديد تلك الأمم سيفوق 3 مليار نسمة، وهذا يجعلها من أمم الأكثرية.
*تقول ويكبيديا أنّ اللادينيين يبلغ عددهم اليوم 1,2 مليار نسمة عبر العالم، ما يجعلهم مكوّناً أكبر قد يصنع أمته في زمنٍ ما.
*يُجمع العالم أنّ الإسلام من أسرع الديانات نمواً في العالم، وهكذا فلوعدنا إلى النبيّ الأميّ ومن حوله وهم بضع مئات من "أراذل قريش حسب الوصف السائد آنذاك" المهاجرين إلى المدينة، فسنشهد أننا إزاء معجزة أخرى، فعديد المسلمين يفوق 1,5 مليار نسمة اليوم.
*مثل ذلك قامت الدول، فماركس مفكر، تعلم منه لينين الذي صنع تجمّعاً سياسياً هو الحزب الشيوعي الذي كان مكوناً صغيراً مهملا، قاد الأكثرية العاملة "البروليتارية" وصنع الكتلة الشيوعية التي قسمت العالم قسمين، ثم فقدت موقعها ولكننا نرى آثارها في الصين وفيتنام وكوريا الشمالية وكوبا.
*وعلى طريقة المدرسة العقلية، لننقل الحديث إلى المايكرو كوزم "العالم الأصغر"، في الجيوش، الجنود هم الأكثرية، والمكوّن الأصغر هم الضباط، الضباط يقودون الجنود إلى حتوفهم، فيُسجل النصر مجداً للجنرالات، ويُدفن الجنود رمزياً في نُصُب الجندي المجهول المرمرية اللامعة الأنيقة.
*في المدارس يمثل التلاميذ والطلبة المكوّن الأكبر السائد، والمعلمون والمدرسون هم المكوّن الأصغر القائد، لكن التلامذة والطلبة هم مكوّن في مرحلة الصناعة، ولن يصل جميع أفراده إلى مستقبل مقارب لمستقبل المعلمين والمدرسين على الأقل، فإذا حسبنا الوضع نسبياً، فالمكون الأقوى هم الأساتذة، فهم صناع جيل المستقبل.
*في ممالك الحيوان، يقود النمل والنحل ملكات إناث، هنّ المكون الأصغر لكنه الأقوى، ويمثل الذكور جنودا وعمالا هم حشود الأكثرية التي تقودها الملكات.
*في حياتنا يوجد بيل غيتس واحد، لكنّه نجح في أن يشغّل ملايين الناس وفق كومبيوتراته وبرمجياته. ويوجد مارك زوكربيرغ واحد، لكنه يمتلك اليوم نحو ملياري متابع على اختراعه العجيب فيسبوك، إنّه رجل صنع أمة، ولعله مثل إبراهيم الذي تصفه ديانات التوحيد بأنه كان أمّة.
وهكذا سنخلص إلى أن ليس كل مكوّن كبير أو أغلبية هو السائد القائد، بل قد يصبح تابعاً لمكوّن أصغر صنعه شخص واحد فبات عابراً للتاريخ والجغرافية وقد يصل إلى الفضاء مع الصواريخ التي تحمل الأقمار وتطير كل يوم.
بون- ألمانيا



#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)       Mulham_Al_Malaika#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط - بديهيات قتلت عبد الكريم قاسم
- أين اليسار عن حشود المهاجرين إلى أوروبا ؟
- رغم الدماء مازال العراق العراقي فتياً !
- الحرب على نادية الأيزيدية الفائزة بجائزة نوبل
- بعد قرن من ثورة أكتوبر، أين تقف حرية المرأة ؟
- علم العراق- لواء الوطن أم بيرق الوهم؟
- صديقي أسعد ورحلته من البصرة إلى القمة
- وداعاً للهوية الحمراء فالناس تريد الاشتراكية
- آسو براون الإيرانية الألمانية التائهة !
- بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟
- -الرئيس- ومسدس الريس
- الزعيم ومسدس الزعيم
- الحب اليساري والحب اليميني
- سميّة العذراء حسب إرادة الكاهن
- رائد فهمي: -قيم العولمة وضعت إشكالية على الوعي الطبقي-
- حقائق و أوهام عن الماء
- الملتحون في كل مكان- حقائق عن اللحية
- أين غابت القروش والفلسان والدراهم ؟
- الشهيدة والشهيد وما بينهما !
- هل تعشق المرأة أن يتأملها الرجال؟


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت
- ما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟
- اضبطها على جهاز الأن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على ال ...
- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب ...
- -إسرائيل- تدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابل ...
- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ملهم الملائكة - الأكثرية والأقلية - تبادل أدوار بملابس دامية