أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - رؤية مغايرة لقصة الكون المرئي















المزيد.....

رؤية مغايرة لقصة الكون المرئي


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 20:06
المحور: الطب , والعلوم
    




إثر تراكم النظريات والفرضيات والحصيلة الهائلة من عمليات المراقبة والرصد والمشاهدة على مدى عقود طويلة، لم يعثر العلماء على الجزء الأهم والأكبر في الكون المرئي ألا وهو " المادة المضادة ، والمادة السوداء أو المظلمة، والطاقة المظلمة أو المعتمة " مما دفع بالبعض منهم على نحو جدي، إلى إعادة النظر في جميع النظريات والفرضيات المتوفرة والمدروسة حالياً في الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية المتخصصة في علم الكونيات والفيزياء النظرية والفيزياء الفلكية .
فعلى مدى أكثر من نصف قرن، وعلماء الفيزياء يبحثون، بلا كلل أو توقف وبدون انقطاع، عن المادة السوداء أو المظلمة دون أن يحققوا أي نجاح يذكر، والأمر نفسه ينطبق على جهود البحث عن الطاقة المظلمة أو المعتمة التي فرضت نفسها نظرياً على الوسط العلمي منذ أكثر من ربع قرن وهما المكونان الأكثر غرابة وغموضاً ولغزية في الكون المرئي .
هل أخطأ العلماء أو ساروا في طريق خاطئة ؟ " من الصعب جداً أن نعرف ، متى يمكننا تحديد أن الشذوذ الناشئ في أي نموذج كوني، كافي ومهم بالقدر الذي يتيح لنا أن ندعو إلى هجر النموذج والتخلي عنه علمياً " كما يقول العالم الفرنسي توماس لوبلتييه Thomas Lepeltier، صاحب كتاب " الوجه الخفي للكون، قصة أخرى مغايرة لعلم الكونيات La Face Cachée de l’univers, une autre histoire de la cosmoligie" الحاصل على الدكتوراه يحتل كرسي الأستاذية في الفيزياء الفلكية ومؤرخ للعلوم "بعبارة أخرى يتساءل هذا العالم متى يمكن للجهود المبذولة في مجال ما، اعتبارها عناداً لا طائل منه وغير مقبولة علمياً ؟ والحال أن هذا التساؤل من الحساسية بمكان أننا نتواجد دائماً في وضع تكون فيه الرغبة لتأكيد صحة النموذج عالية جداً أكبر بكثير من الرغبة في دحضه . وهو حال العالم توماس بوشير Thomas Buchert، من مركز الأبحاث في الفيزياء الفلكية في ليون ـ فرنسا التابع للمركز الوطني للأبحاث العلمية والحائز على منحة من المجلس الأوروبي للأبحاث سنة 2017 لمشروعه المسمى آرتهوس RThUS الذي يعمل على دراسة تأثيرات غياب التجانس والإتساق في الكوسمولوجيا النسبية " والذي ينطوي على العودة الصارمة والملتزمة بمعطيات النسبية العامة لآينشتين ، وكيف يمكن لحسابات رياضياتية دقيقة ومضبوطة تسمح بتجاوز عقبة الطاقة المظلمة أو المعتمة وتجاهلها أو اعتبارها غير موجودة . فالنموذج المعياري للكوسمولوجيا يعتبر الكون متجانساً ، وذلك يعني أن جميع وجهات وزوايا النظر فيه متساوية داخله، كما يوضح علماء الكوسمولوجيا التقليديين . كما لو أننا نستخدم الهندسة النيوتنية ، التي تتعامل مع فضاء ثابت ، ولكن بعد إجراء بعض التعديلات والتصحيحات النسبية ، وفي هذه الحالة يتوجب علينا اللجوء إلى المادة السوداء أو المظلمة والطاقة المعتمة أو المظلمة ، بيد أن التوزع المنظور والمرصود للمجرات يسمح بصياغة فرضية أو نظرية أخرى مغايرة بسبب أن الكون في حقيقته ليس فقط غير متجانس بسبب توزع المادة بل وكذلك بسبب هيكيليته وهندسته .
هل يمكن أن نقول وداعاً للطاقة المظلمة أو المعتمة التي تمدد وتوسع الكون؟ ربما. فحل معادلات النسبية العامة لكون غير متجانس تبدي لنا في غاية التعقيد ما يتطلب أو يستدعي التخلي عن الفرضيات والنظريات التي تعد مفتاح النموذج المعياري ولكن في الحصيلة النهائية ستقوم المادة المرئية بتفسير شكل الفضاء أو المكان ولن تعد هناك حاجة لدعوة أي شيء إسمه طاقة مظلمة أو معتمة تقوم بتمديد الكون على نحو متسارع ، ويتعين علينا إنتظار الإنتهاء من مشروع آرتهوس RThUS في آب 2022 لكي تشق الفكرة طريقها في الوسط العلمي المتخصص.
في المقابل، يرغب الباحث والعالم غابرييل شاردان Gabriel Chardin المدير العلمي المساعد للمعهد الوطني للفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات في المركز الوطني للأبحاث العلمية ، بتفحص نظرية أخرى مغايرة ركنها الفيزيائيون على جهة واستبعدوها مؤقتاً وهي الفرضية والنظرية القائلة بوجود كتل سالبة masses négatives بالتوازي مع الكتلة الموجبة masses positives التي نعرفها مثلما يوجد شحنات كهربائية موجبة وسالبة. فالجسيمات الأولية للمادة المضادة مزودة بالكتلة السالبة كما تفترض هذه النظرية. والمادة المضادة هي القرين للمادة العادية واللذين ظهرا في نفس الوقت ، والمختفية حالياً ولم يعثر عليها العلماء بعد وليس لها أي اثر اليوم في كوننا المرئي مما يشكل لغزاً في النموذج المعياري. يؤكد العالم غابرييل شاردان Gabriel Chardin قائلاً :" في النموذج الكوسمولوجي الذي اقترحناه وطورناه مع أورليان بنوا ليفي Aurélien Benoit Lévy، وأسميناه " كون ديراك ميلن Univers de -dir-ac – Milne، تتموضع المادة المضادة في المناطق الكائنة بين المجرات، و التي كنا نعتقد أنها فارغة . فبينما تقوم الكتل الموجبة بعملية الجذب تقوم الكتل السالبة بعملية النبذ والطرد والنتيجة أن الأولى تقود إلى تشكل البنى الكبرى للكون في حين أن جسيمات المادة المضادة تنتشر بين المجرات وتستمر بعملية الدفع للهيكيليات الكونية الكبرى مشكلة فضاءاً في حالة توسع وتمدد دون الحاجة للطاقة المظلمة أو المعتمة . يرد المعارضون والمنتقدون لهذه النظرية بأن المادة والمادة المضادة يفنيان بعضهما البعض باعثتين لأشعة غاما وبالتالي كان يجب أن رصدها ويرد عليهم شاردان " هناك منطقة فراغ تصل بين المادة والمادة المضادة تمنع احتكاكهما وتفاعلهما وبالتالي تتيح تفادي الالتقاء بينهما وفنائهما المباشر. ولكن من وقت لآخر هناك رشقة من المادة التي يبعثها الكوازار ، على سبيل المثال، يمكن أن تخترق وتتغلغل في السحابة أو الغيمة الباردة للمادة المضادة ما ينتج دفقات من أشغة غاما هي تلك التي نرصدها بين الفينة والأخرى . والحال أن وجود هذين النوعين من الكتلة يغير سمات وخصائص الفراغ مما يغير من قوانين الثقالة أو الجاذبية حسب هذه النظرية المعروفة بنظرية موند MOND ، فهذه النظرية تسمح بالتخلي والاستغناء عن المادة المظلمة أو السوداء والطاقة المظلمة أو المعتمة وتحل لغز المادة المضادة بقي أن نتيقن من أن للمادة المضادة كتلة سالبة وهذا محل تجارب تجرى حالياً لإثبات ذلك. تجدر الإشارة إلى أن العالم الفرنسي جون بيير بتي سبق أن تحدث في نموذجه الكوسمولوجي، المستوحى من الأوميين، عن الكتلة السالبة والمادة المضادة التي تشكل كوناً توأم لكوننا المرئي. يتبع



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان ما له و ما عليه في الكون المرئي 4
- الإنسان ماله وما عليه في الكون المرئي 2
- الإنسان ما له وما عليه في الكون المرئي 2
- عمر الكون ومعضلة الزمن 6
- عمر الكون ومعضلة الزمن 9
- عمر الكون ومعضلة الزمن 8
- الإنسان ماله وما عليه في الكون المرئي 1
- عمر الكون ومعضلة الزمن 7
- العراق بين مطرقة إيران وسندان الولايات المتحدة الأمريكية
- عمر الكون ومعضلة الزمن 5
- الكون الأرمل
- 6الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 6 -
- سؤال قديم وسيبقى إلى الأبد هل نحن وحيدون في هذا الكون؟ - 1 -
- قراءة في كتاب الدكتور فالح مهدي - مقالة في السفالة نقد الحاض ...
- عمر الكون ومعضلة الزمن 4
- عمر الكون ومعضلة الزمن 3
- عمر الكون ومعضلة الزمن 2
- كتاب جديد للدكتور جواد بشارة قراءة في كتاب - كون مرئي وأكوان ...
- 5الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 5 -
- 4الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 4 -


المزيد.....




- فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء
- غوغل ومايكروسوفت تؤكدان أن الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاص ...
- سلي أطفالك ونزليها ..  تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على ا ...
- كيف تظهر صور الأقمار الصناعية آثار الضربات المتبادلة بين إير ...
- طلاب معهد العلوم السياسية بباريس ينددون بالحرب الإسرائيلية ع ...
- «شاهد توم وجيري» استقبل الآن تردد قناة سبيس تون الجديد على ا ...
- «وحش الهواتف الذكية»….تعرف على مواصفات ومميزات هاتف vivo X10 ...
- -كلنا فلسطينيون-.. هتافات مؤيدة لغزة تصدح في أعرق جامعات فرن ...
- رابط التقديم في شركة المياه الوطنية 2024 لحملة الثانوية العا ...
- لأول مرة منذ 56 عاما.. قطار روسي يشق الصحراء عابرا إلى سيناء ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - رؤية مغايرة لقصة الكون المرئي