أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - حتى أنت أيها الموت!!














المزيد.....

حتى أنت أيها الموت!!


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6153 - 2019 / 2 / 22 - 09:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


وداعا رفيقي الغالي حسن العلمي البوطي..

حتى أنت أيها الموت (معذرة إذا كان لفظ "الموت" مؤنتا)!!
ماذا دهاك؟ نراك تحاصرنا من كل صوب وحدب.. تقتنص خيرة رفاقنا...
من أوصاك باقتفاء أثرنا الواحد تلو الآخر؟
أليس لحمنا مرا ودمنا حنظلا؟
لقد "متنا" منذ قتلنا النظام.. ماذا تريد بعد؟ فهل في الحياة الثانية موت؟
تبا، إننا نولد من رمادنا..
المناضلون لا يموتون؛ هل تعرف، أيها "الرقاص" المشؤوم؟ كما الشهداء والشعوب والقضايا العادلة، لنا الحياة الأولى والثانية، لنا الخلود، لنا التاريخ...
ما أبشع الموت الجبان، الموت الغادر..
هل تعلمون، الفقيد/الشهيد تناول فطوره اليوم (21 فبراير 2019) قبل أن يسقط صريعا..
ما أبشعك أيها الموت..
وهل تعلمون، مدى صمود رفيقنا حسن العلمي البوطي؟
لقد خبر الموت مبكرا الى جانب رفيقنا الشهيد عبد الحق شبادة في شهر غشت سنة 1989.
لقد عاش فعلا حياة ثانية. وها هو يعيش الخلود...
أذكر بطرقنا الخاصة، ونحن صرعى في دهاليز المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو)، ومباشرة بعد استشهاد رفيقنا عبد الحق شبادة يوم 19 غشت 1989، صدور بلاغ للوزارة الأولى الى الرأي العام بشأن حالة المعتقلين عبد الإله بن عبد السلام وحسن العلمي البوطي وعبد الفتاح بوقرو بالرباط وحالة المعتقلين نور الدين جوهاري وحسن أحراث بالدار البيضاء...
كان ذلك انتصارا باهرا لمعركتنا، معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري ورفاقهما، ولمعركة رفيقنا الشهيد عبد الحق شبادة ورفاقه.
لقد تم حينذاك تنقيل الرفاق الثلاثة (عبد الفتاح بوقرو وحسن العلمي البوطي وعبد الإله بن عبد السلام) وباقي رفاقهم الى السجن المركزي بالقنيطرة.
أسجل هنا بالمناسبة وللتاريخ (أعتذر منك رفيقي لتسجيل هذا البوح المر)، أننا توصلنا برسالة مكتوبة بدهاليز ابن رشد (دائما بطرقنا الخاصة) من لدن رفاقنا بالسجن المركزي بالقنيطرة تدعونا الى الالتحاق بهم، كما هو حال رفاقنا بسجن لعلو وأحد رفاقنا من مجموعة مراكش، فرفضنا...
رفضنا، لأن معركة الشهيدين انطلقت من أجل هدم كل السجون، أو على الأقل لتجعل من كل السجون سجن القنيطرة...
غادر رفيقنا حسن السجن يوم 16 غشت 1991. ومنذ ذلك الحين وهو يعاني تبعات إجرام النظام وسادية الجلاد البغيض "العاود".. كانت معاناة صامتة.. كان التحدي.. لقد قدم الفقيد/الشهيد صحته وشبابه قبل أن يقدم حياته خدمة لقضية شعبه...
حسن العلمي البوطي بطل بكل المقاييس.. بطل من طينة الأبطال المنسيين..
عار علينا ألا نتذكره حتى سقوطه!!
أهكذا سنفعل تجاه رفاق آخرين يختضرون أو يعانون في صمت!!
معذرة رفيقنا البطل، لقد انشغلنا عنك بالأبطال المزيفين، "الأبطال" الذين لم يذوقوا مرارة الاعتقال والتعذيب والإضرابات عن الطعام وتشرد العائلة...
بئس الانشغال...
بئس حياة الذل والهزيمة...
إن رحيلك وخزة في أجسادنا المترهلة، لعلها تستيقظ من سباتها وتستعيد ذاكرتها المفقودة والتائهة...
إن سقوط رفاقنا تباعا، يحملنا مسؤولية عظيمة تجاه الذاكرة والقضية..
ومن يتنكر لرفاقه ليس غير تائه، بل تافه.. إنه ميت منذ الوهلة الأولى...
لقد قتل النظام أسماء وأخرى. لكن المناضلين لم يموتوا...
مات الجبناء والمتخاذلون والانتهازيون والخونة، ولو "أحياء"... وعاش المناضلون والشهداء... وعاش الشعب...
وإن أذكر ما ذكرت اعترافا وتقديرا، لا يمكن أن أنسى أن بيت عائلة الرفيق حسن بحي بوقرون بالرباط كان مفتوحا أمامي في كل حين. فعندما كنت أغادر مدينة مراكش نحو مدينة الرباط، كنت أعرف مسبقا أن بيت عائلة رفيقي الفقيد/الشهيد بيتي؛ وكذلك بيت عائلة رفيقي العزيز عبد الإله بن عبد السلام.
ولا أخفي، صدقا وحقيقة، أن حسن العلمي البوطي هو عبد الإله بن عبد السلام، وأن عبد الإله بن عبد السلام هو حسن العلمي البوطي...
نعم الصداقة والرفاقية... نعم التضحية والوفاء.. نعم القيم النضالية الجميلة..
إنه درس لنا جميعا...
فما أحوجنا لهذه الصداقة وهذه الرفاقية...
لترقد روحك رفيقي البطل حسن في سلام...
وهنيئا لك رفيقي البطل عبد الإله، لقد أديت الرسالة...
لنواصل معركة الواجب تجاه رفاقنا والقضية...
لندعم عائلة رفيقنا/شهيدنا، دائما وأبدا...
كل العزاء لرفيقة فقيدنا/شهيدنا السيدة بشرى وابنه علي...
فما أحوجنا لبعضنا البعض أيها الرفاق النبهاء...
إن التاريخ يتعقبنا قبل الموت...
إضافة:
اللوحة رفقته من إبداع رفيقنا حسن العلمي البوطي، هدية لروح رفيقنا الشهيد بوبكر الدريدي وأمنا السعدية الدريدي (بنرزوق)، ولنا جميعا ولشعبنا المكافح وللتاريخ...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام أمامنا والموت وراءنا
- مرض الزعامة
- فنزويلا اليوم، كما الشيلي الأمس...
- الجبناء
- نقاباتنا: قواعد مناضلة وقيادات متواطئة..
- -بعيدا- عن السياسية، -قريبا- من السياسة...
- من لا يحب الحياة ليس مناضلا..
- أنا بريء منكم..
- الصبار وبوعياش وبنيوب: أوراق محروقة
- بعد انسحاب النقابات من الميدان...
- أسئلة المؤتمر السادس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل
- 02 مارس، 18 نونبر، أو طمس التاريخ!!
- جرادة مرآتنا..
- جرادة الشهيدة...
- في ذكرى الشهيد أمين تهاني
- النقابات والحكومة: الحوار -الاجتماعي- الناعم...
- الحلوى والبيضانسي...
- الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام: وقفة رمزية
- مسيرة 07 أكتوبر 2018 بالرباط: الأمل الحاضر والغائب
- النظام القائم بالمغرب -قماش وعضاض...-


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - حتى أنت أيها الموت!!