أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - مرض الزعامة














المزيد.....

مرض الزعامة


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرض الزعامة أو "الذكاء الانتهازي"..

ليست الزعامة مرضا عندما يختارك الآخر (وليس أي آخر) زعيما، أي عندما تستحق أن تكون زعيما، وحتى دون أن تسعى الى ذلك. ويشرف كل مناضل أن يكون أو أن يطمح الى أن يكون زعيما، لما فيه خدمة قضية شعبنا والشعوب المضطهدة وكافة القضايا العادلة. لكن، تكون الزعامة مرضا عضالا عندما تختار نفسك "زعيما" من أجل خدمة مصالحك ومصالح أسيادك. وفي كثير من الأحيان تكون مصالح الأسياد في المقدمة، وليلتقط "الزعيم" المزعوم الفتات القذر.. وكم من "زعيم" وضع نفسه زعيما على نفسه، ولو حبا في التسلط وفي الشهرة من منطلق الذاتية المفرطة وتصفية الحسابات!!
الزعماء الحقيقيون يفرضون أنفسهم من خلال تضحياتهم ونضالاتهم المشهودة وإبداعاتهم وإنتاجاتهم المتميزة. وقضيتهم تنصفهم وشعبهم ورفاقهم والتاريخ... أما الزعماء المزيفون، فيفرضون أنفسهم من خلال حوارييهم وأتباعهم وكذلك تملقهم وانبطاحهم. إنهم انتهازيون حقيرون طولا وعرضا... إنهم "زعماء" تحت الطلب؛ وللدقة، إنهم مرتزقة...
جل زعمائنا يختارون/يضعون أنفسهم زعماء، رغما عنا، بل دون علمنا.. ويستمدون "مشروعيتهم" من جبروت أعدائنا وساديتهم، حيث يكفيهم تقديم مفاتن الولاء ومراسيم الطاعة لحمل شارة الزعامة وامتلاك امتيازات الزعامة، بما في ذلك توظيف النفوذ وتجاوز "القانون" وممارسة العبث في كل تجلياته. وعراب هذه العينة من "الزعماء" ومحتضنها هو النظام القائم. فهذا الأخير يصنع "الزعماء" كلما كان في حاجة إليهم (الضغط على الزر)، ثم يتخلص منهم متى شاء، أي متى انتهت صلاحيتهم وذبلت بشرتهم. وهو نفس الأسلوب الذي تمارسه الامبريالية في علاقتها برؤوس الأنظمة الرجعية. فكلما تهالك نظام رجعي، تزج برأسه في متاهة النسيان، إذا لم تكسر جمجمته الفارغة؛ وتصنع رأسا/رؤوسا أخرى لمواصلة البطش والاضطهاد بما يتناسب وشروط المرحلة الجديدة...
وحتى لا "نبخس الناس أشياءهم"، فليس من البساطة بمكان أن يرضى عنك النظام "زعيما" أو أن يختارك ليجعل منك "زعيما". فالسباق محموم للفوز بصفقة "الرضى"، ويتطلب الأمر ذكاء خاصا، قد يصنف ضمن الذكاءات المتعددة، وهو "الذكاء الانتهازي"... إن كثيرا من الأسماء الانتهازية فشل في امتحان "الحظوة"، وانسحب ذليلا. وهناك أسماء أخرى انتهازية "قاومت" بشراسة وانتظرت دورها، ومنها من فاز ومنها من اندحر..
إن الحديث عن الزعامة ذو شجون. ولنا في الواقع المغربي تجارب مروعة وأخرى رائعة.. إن أكثر "زعمائنا" انتهازيون، بل أنذال. ويتحملون القسط الأكبر من المسؤولية في معاناة شعبنا. تجدهم في المجال السياسي وفي المجال النقابي وفي المجال الجمعوي (الثقافي والحقوقي...) والإعلامي، وحتى في المجال المهني، خاصة مجالي الصحافة والمحاماة... فلم يسلم حقل من الحقول من سمومهم ومؤامراتهم. لقد لعبوا أدوارا خسيسة في تشويه الوعي السياسي و"فرملة" الصراع الطبقي (إجهاض المعارك البطولية وتكسير الأشكال النضالية وتسييد أساليب المهادنة والمناورة الفجة...). فعندما ندعو الى النبش في تاريخنا وذاكرتنا، نقصد إبراز الحقيقة التي تدين "زعماء" مرحلتنا، وخاصة منهم من ساهم في تأبيد مآسينا منذ اتفاقية "إيكس ليبان" المشؤومة، هذه الأخيرة التي وضعت خيراتنا ومستقبلنا في يد المستعمر الفرنسي الذي لا زال جاثما على أنفاسنا الى اليوم.. إن كشف الحقيقة سيقلب تاريخنا رأسا على عقب.. ستنفضح "الوطنية" المزعومة و"الثورية" المفترى عليها.. سنعرف مصير شهدائنا ومختطفينا، سنعرف جلادينا ومضطهدينا ومستغلينا وأبطال الريع والمتاجرين في ثروات بلادنا البرية والبحرية والجوية...
أما التجارب الرائعة والرائدة، فقد خلدها الشهداء من خلال تضحياتهم وإرثهم النضالي. وكم نتأسف لهدر تضحيات المعتقلين السياسيين السابقين وانخراط جلهم في متاهة النظام التي لا ترحم!! ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، لقد صار "رفاق" الأمس "زعماء" الأمس واليوم. لا نريد ذكر الأسماء، لأن تفسير الواضحات من المفضحات... لكننا نسجل للتاريخ أن الخيانات وموجات الردة قد كلفتنا الكثير.. سنوات، بل عقود من النكوص والتراجع وفقدان الثقة في النضال والمناضل...
لقد صارت الزعامة موضة في الصف "اليساري"، وترى الصغير والكبير يلهث وراءها، من داخل المغرب ومن خارجه. والملاحظة الفاقعة هي لهات البورجوازية الصغيرة وراء الزعامة، ولو عبر الصورة في الوقفات والمسيرات والندوات، لدرجة حضور "الزعبم" لالتقاط الصورة وكفى (الانسحاب). أما العمال، فغارقون في معاناتهم وكذلك الفلاحين الفقراء وباقي المشردين. وتجد "المجتهدين"، وخاصة المنظمين، لا يكلون من ترديد الشعارات التقليدية و"المكيفة" وتوظيف هذه المعاناة في هذا المحفل أو ذاك، بالمغرب وخارجه، ومن معانقة "الأجساد" السياسية المهترئة، ومن الدوران في الحلقات المفرغة، في انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي. أما "المتسكعون" (غير المنظمين)، فكلام نهارهم يمحوه كلام ليلهم. يحترفون النميمة والقيل والقال والكذب والافتراء، الى أن "يتقاعدوا" في مزبلة التاريخ...
لا أحد يملك الحقيقة، لكننا نملك أنفسنا. والمناضل حقيقة يملك نفسه بدون منازع. لنضع أنفسنا على السكة الصحيحة، لنرتبط ببعضنا البعض.. لننتظم، ولننخرط في معارك أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم العمال والفلاحين الفقراء...
لنسر على خطى تجارب الشهداء الرائعة والرائدة...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنزويلا اليوم، كما الشيلي الأمس...
- الجبناء
- نقاباتنا: قواعد مناضلة وقيادات متواطئة..
- -بعيدا- عن السياسية، -قريبا- من السياسة...
- من لا يحب الحياة ليس مناضلا..
- أنا بريء منكم..
- الصبار وبوعياش وبنيوب: أوراق محروقة
- بعد انسحاب النقابات من الميدان...
- أسئلة المؤتمر السادس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل
- 02 مارس، 18 نونبر، أو طمس التاريخ!!
- جرادة مرآتنا..
- جرادة الشهيدة...
- في ذكرى الشهيد أمين تهاني
- النقابات والحكومة: الحوار -الاجتماعي- الناعم...
- الحلوى والبيضانسي...
- الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام: وقفة رمزية
- مسيرة 07 أكتوبر 2018 بالرباط: الأمل الحاضر والغائب
- النظام القائم بالمغرب -قماش وعضاض...-
- أطر التوجيه والتخطيط التربوي وأطر الإدارة التربوية: واقع واح ...
- الأب مزياني: حضوركم معنا بمثابة حضور ابننا الشهيد مصطفى


المزيد.....




- مشاركة لافتة لعارضة الأزياء السعودية أميرة الزهير في عرض بإي ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مدخل مجمع الأركان العامة في دمشق.. م ...
- تداول فيديو منسوب لترامب بزعم أنه دعا لـ-ضم لبنان إلى سوريا- ...
- ضربة دمشق بعد ساعات قليلة فقط على تهديد وزير دفاع إسرائيل.. ...
- بعد سرقتها في زمن النازية.. فسيفساء بومبي تعود لتسترجع كتابة ...
- أقليات العراق - البحث عن ملاذ دائم في ألمانيا
- لقاء مرتقب بين ترامب ورئيس وزراء قطر.. أمل جديد للتوصل لهدنة ...
- تصريح صحفي حول القرار الحكومي بحل المجالس البلدية ومجالس الم ...
- الديون: سياق ومفاهيم
- وثائق قضائية: لندن وضعت خطة سرية لنقل آلاف الأفغان إلى بريطا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - مرض الزعامة