أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قراءة في غابة برجها














المزيد.....

قراءة في غابة برجها


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


لم تبْلُغِي عمْرَ الرياح
وفي يديكِ الوقتُ لم يُسقط نيازكه
لتشتعلي بما فيه الكفايةْ
أنا والنشيدُ كشرفتينِ تدافعانِ عن الفضاءِ
وقد توهّج بالبياضِ
أكنتِ تختزنين أشجاراً
وتبتدعينَ أعذاراً لوقفِ الريحِ؟
يا أنثى بلا أسماءَ...
أدعو بابَ صمتكِ أن يقول الفجرَ
إن الفجرَ ليس له نهايةْ
وأنا حليفكِ
صدّقي هذا الجنونَ
فمنه تنكشفُ البداية للبدايةْ
فبأيّ شعرٍ سوف يصحو الكونُ؟
أيّةَ خطوةٍ يخطو
وأيةَ وردةٍ يختارُ من أجلِ السّلامِ عليكِ
حين تباركين هواءَ شاعرك الحزينْ؟
لم تبلغي عمر الرياح
أنا هبوبُ الجامحين
لهم أنقّطُ في الظلامِ كواكباً سكرى
أخيّم بين فوضاها
وأنت بعيدةٌ وقريبةٌ
تتجمّلين بغيمةٍ شفافةٍ
تخفي وتعلنُ كيفما دارتْ...
فيا ربّ الفصولِ أعِنْ مخيّلةَ الأميرةْ
حتى تضيءَ حمامةً بيضاءَ تصغي
تنجلي في روحها الرؤيا
وقد تبكي وتغمض عينها في عينِ كلّ‍كْ
حتى تذوب كشمعةٍ في باب ليلكْ
ساحبها عذراء ساجدةً
تراها غضّةً كالفلّ
طيّبةً كإحساسٍ قديمٍ بالشتاءْ
فاختر لها قمراً يشمّ بياضها
ويدلّ فضّتها عليها
واترك لها أسرارَها منها إليها...
*
أنا والنشيد نتيهُ فيكِ فلا تخافي
ضعفُ الخلائقِ سرّ مشهدنا القويّ
ونحن جرَّةُ ممكناتٍ عُتّقتْ في اليأسِ
فيها خمرةٌ نُسيت
ومفتاحٌ لبابِ مغارة الذّكرى
وعشبٌ طازجٌ يكفي لوادٍ من خرافِ
فيها رموزٌ غافياتٌ خلفَ لغزِ الموتِ
فيها لعنةُ القلق الذي يتبادل الشعراءُ كعبته
ويحترقون في لهب الطوافِ
أنا والنشيدُ صغيرتي بحرانِ يقتتلان فيكِ
وربما تجدين بعضاً من زوارق في يدي
لابدّ من غرقٍ
ليرمي البحرُ ما ليست ضفافي
أنا لم ألوّث أرضكِ الخضراء
لم أسرق فواكه لستُ سيّدها
وما أطلقتُ ذئبَ الطينِ خلف شذاكِ
تلك حديقة الأشياء تفرطُ زهر شهوتها
بآنيةِ السلامِ
وأنا طويتُ عليكِ أجفاني
أخافُ عليك من صحوي
فظلّي في منامي
بيتاً من الأشباحِ أقصده
أدورُ أمام عتبته بهيجاً
أكتفي منه بأن يبقى قصيّاً
كلما أغويتهُ فتحاً
رجعتُ وداخلي وحشُ الندمْ
ينقضّ فوق سنابلي
ليسيل من أعماقها ذهبٌ ودمْ
وأقول يا أشباحُ ضيعي
واغمري مهد الأميرةِ
في وسادته طيور الصمتِ
حين تؤوب من أقصى الرحيلِ
وتنزوي بظلالها في غفلةٍ عنّي
كدارٍ كلما ضوّأتُها بالمنشدين ليمدحوها
أطفأتْ قنديلها
ورمت من الشبّاكِ أرضاً عاشقيها
كلما حاولتُ تأويل الغموضِ أمامَ شمعة هيكلي
فاجأتُ نفسي مبهماً
وغفوتُ تحت عرائش الهذيانِ أرسمها وأخطىء
أو أجمّل معجمي بشعاعها
وأرى إليها بالحواس الكامنة
أتبصّرُ المعنى الخفيّ وراء غابةِ برجها الفلكيّ
لا من قسوةٍ هي
لا قبول لأضحياتي عند مذبحها
إشارتها: نداءٌ
خلف مشهدها ضبابْ
وإذا استمعتُ إلى أناملها ارتفعتُ إلى السحابْ
وهناك تطردني, وتقذفني بأول نجمةٍ
أهي الأنوثةُ: لا سؤال ولا جوابْ؟
*
أنا والنشيدُ يواصلانكِ نشوةً في إثر نشوةْ
يا حضرةً أنا في مآذنها اخضرارٌ سرمديٌّ
أستعينُ بحبّه
وأنا به حلوٌ من الأعماقِ
حتى وحشةُ الموتى بقبر الروح حلوةْ
وبها نعيمٌ مستترْ
أدعو لها باليمنِ والبركاتِ كيف توجّهتْ
وأثيرُ حول كشوفها قلبي ليسندها
وقلبي ينتظرْ
حتّى تغادرَ وقتها
ليعودَ نحو ضلوعه ويعدّ كم ضلعٍ كُسِرْ
ولها الكلامُ يرقّ مخملهُ
لها من كرميَ الفيّاضِ أولهُ
لها ولهٌ ولي ولهٌ
أنا نسيانها الآتي
أقول لروحيَ: انتبهي
فقبلكِ ضاع من عشقوا وما انتبهوا
لها أني أضمّ خيالها وحدي
وأعكفُ في بقيّة وحدتي
لتجيئني ملكاً
مجلجلةً بأجراس الخيالْ
وتقول: اقرأ
فأقول: ما أنا قارىءٌ إلا الجمالْ
وأعودُ نحو المهدِ مرتجفاً
وفوق يدي حريقُ الحلمِ
أتلفُ قامتي
وأهيمُ ظلاًّ حلف قطعان الظلالْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثرٌ آخر للحب
- من جدل القلب
- من أجل استعادة بدوي الجبل
- المسرحي السوري وليد فاضل وشؤون مسرحية
- شهادة عابرة في شاعر ليس عابرا - تحية إلى مظفر النواب
- محمد الماغوط حصن النثر من بلاغة الشعر
- الحداثة الشعرية من أوهام التلقي إلى المستقبل
- تأبين شارع شجر الغوطة
- من محمد الماغوط إلى القصيدة الشفوية
- يوم من شعر أبد من وجود
- دعوة للخلاص من جبهة الخلاص الخدامية
- بورتريه لغياب دمشق - إلى غادة السمان وخيري الذهبي
- قصيدة النثر بين أزمة المرجعية ومرجعية الأزمة
- من نصوص الحب
- إشارات حول طفل القصيدة
- حدود التناصّ والتأثر جمانة حداد وصباح زوين نموذجاً
- توضيح آن أوانه من شاعر سوري حول المشاركة في نشاطات ثقافية بم ...
- مداخلة انتقادية حول بعض ما يجري من تحالفات داخل المعارضةالسو ...
- تصدعات روح المغني
- خماسيات


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قراءة في غابة برجها