أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الازدواجية المجتمعية و -تحوليّة- مابعد الشيوعية!















المزيد.....

الازدواجية المجتمعية و -تحوليّة- مابعد الشيوعية!


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازدواجية المجتمعية و"تحولية" مابعد الشيوعية !
عبدالاميرالركابي
لم تكن الازدواجية المجتمعية صدفة، وهي اتسمت من حيث مسار التشكل المجتمعي، بعد حقبة اللقاط والصيد، بكونها محطة انتقال نوعي داخل الصيرورة المجتمعية المتشكلة والمتجهه الى الاجتماع وانتاج الغذاء، الامر الذي يفشل الغرب ونظرياته الاجتماعية في ملاحظته، مكرسا فكرة الانتقال المباشر الى المجتعمية، فورا بعد حقبة الصيد واللقاط، ويذهب من قراوا وتابعوا ماعرف ب " تاريخ البشرية"، العديد من "الحضارات"، تصل مع توينبي الى 26 حضاره، من بينها طبعا حضارة وادي الرافدين وووادي النيل، والشيء ذاته يفعله اخرون، باحثين عن الكهوف والتجمعات الزراعية الاولى وتلك المنقرضة منها(1) في جرمو، او اوربا، وغيرها، مما لامجال للبحث فيه هنا، وما لاموجب له، الا من زاوية التفريق بين زمنين ومرحلتين، هما مرحلتى "التجمع" اولا، وهي حقبة طويلة، ماقبل مجتمعية وممهدة لها، تعقبها وتنتهي الى،"المجتمعية التحولية".
والفارق بين اللحظتين جوهري وكبير بما لايقاس، فمع سومر، لاتبدا الحضارة كما صرخ "نوح كريمر" مدللا على اولى خطواتها وحسب ، انما تيدأعند اقصى جنوب الرافدين:"المجتمعية التحولية"، فتكتمل اسس ومقومات الانتقال المجتمعي، الى "اللامجتمعية" عبر تفاعل الانماط المجتمعية الثلاثة، التي تكون قد اكتملت تشكلا هي الاخرى، كصيغة نهائية، موافقة على مستوى المعمورة، لديناميات التحول، عبر عملية تاريخية تستمر لقرون.
ومن بين المجتمعات الاحادية، والمتميز من بينها، مقارنة بالازدواج الامبراطوري المجتمعي، يحضر الازدواج بصفته مكمن التحولية والغاء المجتمعية كطور في التاريخ الانساني، من خلال " فك الازدواج" المحطة الاخيرة، وهو اللحظة الاخيرة من التفاعليه الازدواجية، تبدأ علائمها الان، فديالكتيك الازدواج، لايؤشر في نهاية المطاف الى انتصار شكل مجتمعي على اخر، اي ان نهاية الدورات الرافيدينية الثلاث، لاتفضي الى انتصار " مجتمع اللادولة الاسفل" على مجتمع " الدولة التمايزية القاهرة" العليا، ولا العكس، فالعراق الحالي، في نهاية دورته الثالثة، لايسير، او يتجه الى احتمال سيادة نوع من المشاعية اللادولوية، المميزة كليا عن مفهوم ومقترح النظام الشيوعي الماركسي الطبقي الاوربي، كما اقترحه ماركس، باعتباره سليل مجتمع احادي مغلق، نهاياته الممكن تصورها من ذات طبيعته، يمكن ان تشير موضوعيا،بالاحرى الى مايمكن ان يصبح من قبيل العتبة الضرورية في مجتمع احادي طبقي، قبل الانتقال نحوالتحولية، وهو ماسيحتاجه الغرب كحل لازمته الكبرى المبتدئة من الان، لاجل ان يتبين مساره، وسبيل استمراره الحيوي خارج مطلقاته الاحادية الراهنة، وبهذا يكون ماركس مبشرا بما بعد شيوعيته، بمعنى عدم كفاية المراحل الخمسة التي يتقرحها، بانتظار طور اعلى، مامن شانه تغييرحدود وابعاد نظريته وممكناتها، ناهيك عن قيمتها وجدواها التاريخية، في حال استقامت ضمن الاليات المضمرة في قلب التاريخ، والسيرورة المجتمعية الاشمل.
هل يعني ذلك تاخيرا لمكان، او دور المجتمعات الطبقية الاحادية، ومحاولة لازاحتها من العرش السلطوي، الانتهائي المطلق، الذي حظيت به واحتازته في العقود الحديثة، لاشك اننا سنكون هنا وبهذه المناسبة، امام ردة فعل يصعب التكهن الان بمقدار حدتها وحجمها، اونوعها ومستوى رفضها لمثل هذا التقدير للاليات التفاعليه الكونية، مع ان الغرب معني بان يغير مفهومه للتاريخ، ولما يعرف حتى الان ب "الحضارة"، لابناء على الحدود المتاحة له تفكريا حتى بصفته التكوين الاعلى والارقى داخل نمطه، وان يستعيد التسلسل التفاعلي المجتمعي، خارج النطاق المتاح له، ليرى موضع تحقق بدايات التاريخ المجتمعي الاعلى منجزا، بما لايقاس باي منجز تحقق في اللاحق، بحكم البكورة، ونوع تحديات التاسيس، وان لايصر على تعمد النسيان والغمط المتضمن في التفاعلية والفعالية بينه وبين شرق المتوسط، مع حضوره الروماني الاول، وظهور مالم يكن بالحسبان، او حتى التخيل، يوم تبين عمليا، ان منطقة احتشاد الانماط المجتمعية الثلاثة، تنطوي على قوة تحرير غير ظاهرة ولامنظورة، هائلة القدرات على المستوى التحريري المباشر، ولاكان بالامكان تخيل انبثاقها، من مجتمع احادي لادولة، يحكمه قانون الغزو، مدخر كاحتياط في خلفية مجتمع الازدواج، ومهيأ وقت الحاجة لتحقيق مقومات اعادة احياء اليات التاريخ، في دورة ثانية رافدينية عباسية/ قرمطية، اعادت حضور امبراطورية الازدواج، والعاصمة الكونية البابلية الثانية، لعالم الريع التجاري.
وليست المعركة المتوقعه مقتصرة على الغرب لوحده، وهو بذاته كاف ومقتدر، فالمشكله الكبرى قد تتاتى من عالم الببغاوية الشرقي في منطقتنا، ومن تعصباته البدائية التعالمية الكاريكاتيرية، مع تدني بنيته العقلية، وهؤلاء سوف يجدون اليوم، امامهم ليس نافذه استثنائية يتيحها التاريخ ويوجبها، في السياق التطوري الكوني، وليس الذاتي المشرقي، وحسب، بما ان ماقد اقتنعوا به عجزا واستعارة، بما يخص التاريخ وقوانينه، ونوع استهدافاته، قد هيأت لهم مثل سم او مخدر، الاسباب كي يتيهوا وراء سحابات من الوهم، هم فيهاصفرعلى الشمال، ان لم يكونوا بالاحرى اداة ضد ذواتهم، ومجرد اختراق حققه الاخر في البنية المنهارة، المتراجعه خلال زمن الانقطاع التاريخي الثاني، الحال على المنطقة منذ 1258 مع سقوط بغداد.
ولايجب ان نتردد بناء عليه ونحن في البدايات، فنحجم عن عرض المقارنات التاريخية بين تلك التي حققتها الجزيرة العربية في القرن السابع، مع اقدام النبي محمد على تحويل مجتمع محارب، الى العقيدية المجتمعية ب"قرآن الجزيرة"، بدل المجتمع الغزووي المحارب صاحب الميزات الحربية الاستثنائية كينونة، على مستوى الفرد والجماعة، وتوجيه انطلاقته، نحو عالم الريعية التجارية الواقعه في حينه تحت وطاة الاختناق المطرد على يد روما وفارس، فما ينقص العقل في هذه المنطقة الى اليوم، هو نفسه ماينقص اوربا على صعيد الرؤية، المحركة فيما وراء النصوص، وتعذر اكتشاف الميزات التكوينية المجتمعية، وطابع المنطقة الاساس، وماهي مهياة له، بناء لكينونتها التكوينة المجتمعية، وبالاخص احتشاد الانماط الثلاثة فيها، ووقوعها عند نقطة الجذب التفاعليه الكونية من الجهتين، الشرقية والغربية، وطاقة هذا المكان علي الرد المادي المقرون بعد الاستيعاب، بالانقلاب المفهومي، الامر الذي من شانه تبديل كل نظرة، وطريقة تعامل ابناء هذا المكان مع ذواتهم التاريخية، خارج تعبد النصوصية والسيرية غير الموضوعه داخل اطار استهدافاتها، مثل النظر للخلفاء للطور الراشدي خارج التعليل المجتمعي، مع تجاهل اثر وفعالية بنية اللادولة الجزيرية (2) الامر الذي كان من البديهي ان يحجب في "قران الجزيرة" العربية، اي تطرق لمفهوم الدولة، كما يظن البعض، بل ان يفصح عن مفهومه للدولة المطابقة لمنظوره كنتاج مجتمع لادولة.
وينطبق هذا بداهة، على كل ماهو متراكم وخارج الصلاحية من تمثلاث، قومية، او اشتراكية مجتمعية، او ليبرالية تحاكي مقترج مجتمعية الاحادية الطبقية بصيغتها الاخيرة الاعلى، والمؤدية للطور التحولي الراهن، بينما سيكون البحث متجها، لا الى اعادة اعلان الصيحة في مكة، بل عن قراءة للمضمر الذي طوته الغائية الكونية العليا عن الانسان، وحادت به عن الادراك الى مابعد غرب حديث، وهو امر ليس بالحصر يخص العراق، حيث التردي العقلي بالمقارنه بالحقيقة المضمرة، والتاريخية الاصيلة والبنيوية، بل على صعيد المكان ثلاثي الانماط، وممكنات تعدية لنطاق القطرية الحالية، والكيانيات المفترضة، او المتخذة بحكم التقسيم الحديث للدول، صوب عالم لامكان فيه للمحدوديات الكيانية المجتمعية. نحن اليوم امام مالم يكن بالامكان افتكاره، او ادراكه، كممكن، بالضبط كما خروج مئة وعشرين الف مقاتل، هم قنبلة عصرهم النووية حربيا، من الحفاة حملة السيوف الصدئة، من جزيرة العرب، بما انهم يرضعون الحرب مع حليب امهاتهم، ولا اختصاص بينهم اسمه الجيش، او صنف ومهنة المحارب، الذي هو ابن مكان، الانسان فيه محكوم بان يقتل ليعيش، ليعموا العالم. ويغيروا ايقاع الكون، مع تحريرهم للاليات الحضارية الرافيدينية المتوقفه حتى حينه، فتنبثق امبراطورية الازدواج الكونية الثانية، المتمتعه باقصى انفتاح للافق الريعي التجاري.
تنتمي هذه المنطقة من العالم، الى المقدر الحاسم، بين مرحلتي اللقاط والصيد، وانتهاء المجتمعية وحلول اللامجتمعية، او مابعد المجتمعية، العالم المطابق لطور الانفصال بين العقل والجسد، وبداية انتقال الكائن البشري بصيغته العقلية، الى الاكوان العليا، وهو سر الوجود ومنتهى غاية ومشروع الكون الذي عين للكائن المعروف اليوم بالانسان، ان يوضع على الارض ابتداء من الخلية الاولى، الى مسلسل التحولية الصائرة الى انسان، مع انبثاق العقل، وبدء طور النشوئية الحالي، ةقد شارف على التحقق بصيغة التحولية المجتمعية ومن خلالها، بينما تتحول باطراد اليوم الى الهدف الاعظم، لكل مايعتور ويحيط بالكينونة البشرية وبشغلها، خارج التصورات والاعتقادات القاصرة، الاحادية، الامر الذي نحاول اليوم فتح الباب باتجاهه، وللاشارة الى قرب انبثاق ضوئه الباهر العظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يتابع النشوئي "نومان بريل" بتدقيق ومواكبه تفصيلية، مسارات ظهور وانطفاء اشكال مما يسميه الحضارات التي نطلق عليها اسم "التجمعية" ماقبل المجتمعية، راجع/ بزوغ العقل البشري/ ترجمة اسماعيل حقي/ مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر/ القاهرة ـ نيويورك/ 1964 .
(2) يطلق عبداهــ العروي على الفترة الراشدية، تسمية من نوع "حمل الكافة على مقتضى الشرع"، وينسى، او هو لايعرف، بان الشرع محمول بالاصل هو نفسه على مقتضى الواقع، وان الدولة الراشدية، هي دولة "مجتمع لادولة" احادي متطابقة معه راجع: عبداهلح العروي/ مفهوم الدولة/ المركز الثقافي العربي/ الدار البيضاء ـ المغرب.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازدواج الكياني والعالم: مابين النهرين
- هل العراق كيان امبراطوري؟
- بيان الانتقال الى الوعي الكوني
- بدائية نظرية -الخلق- و-البدئية-الكونية
- مياه العراق الجوفية تكفيه لقرن /4/
- نداء الى اهل البصرة الاشاوس
- مائيا : العراق لايحتاج لتركيا وايران/ 3/
- مائيا: العراق لايحتاج لتركيا وايران/2/
- مائيا: العراق لايحاج لتركيا وايران/1/
- نهاية اكذوبة - الموت-: مابعد الجلجامشية
- اللامجتمعية الرافدينية: فك الازدواج والكونية الثانية
- الثورة اللامجتمعية : العراق يقود العالم؟
- اللامجتمعية : والمنجز النائم تحت التراب؟
- اللامجتمعية ؟
- قرآن العراق وزمان الانتفاضات والنبوات
- البحث عن قران العراق الضائع
- عراق بين مستنقعين يهز العالم
- ظاهرة انبعاث النبوة في العراق
- الاستئنافات والايقافات: النجف وانتهاء زمن -الغيبه-(4)
- الاستئنافات والايقافات الغيبة- ومابعد اسلام (3) ؟؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الازدواجية المجتمعية و -تحوليّة- مابعد الشيوعية!