أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - البحث عن قران العراق الضائع















المزيد.....

البحث عن قران العراق الضائع


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ظل العراق، كبنية، وكتكوين مجتمعي، خارج الادراك، الذاتي، الوطني، وعلى مستوى مايسمى المعارف المجتمعية، بالاخص خلال مااستقرت عليه، اعلى درجات تطورها،خلال العصر الاوربي الحديث، ليس هذا وحسب، بل ان كل مايخص المجتمعات البشرية، ومحركاتها الفعلية، ومايقف وراء حركة التاريخ، قد ظلت بناء عليه،بمستوى ادنى من المطلوب، والواجب وعيه، وسواء تعلق الامر بنظرية ماركس "المادية التاريخية"، او اجمالي نظريات "علم الاجتماع" فقد ظلت الرؤية، وحدود العقل، ونطاق مدركاته، احادية، نابعة من نوعها الذي صدرت عنه من المجتمعات، اي ابعد من ان تكون، مقاربة للحقيقة المجتمعية، ومضمرات حركة التاريخ، وسيرورته، واغراضه الكامنة في المجتمعية التحولية، الازدواجية الرافدينية.
ان صورة المجتمعية المتداولة، والمتعارف عليها، باعتبارها "النمط"، او "النموذج المجتمعي"، هي بالاحرى صورة نوع من المجتمعية، بذاته، ينتمي من بينها للاحادية، الى جانب نمطين اساسيين اخرين، وجدت عليها المجتمعات البشرية، عند نقطة نضج هذه، ومع اكتمال مقوماتها، هي اولا: مجتمعات الدولة الاحادية، ومثالها نموذج الحضارة المصرية ( حضارة النهر الواحد، والمجتمعية الاحادية)، والثاني: مجتمعات "احادية اللادولة"، ونمطه مثلته في امريكا اللاتينية، حضارةالازتيك، والمايا، وعرفتها امريكا قبل الغزو الاوربي الاستيطاني، واستراليا قبل الغزو الاوربي، وبعض افريقيا، وبعض من اسيا، واما الثالث فهو مجتمع الازدواج، الجامع بين الاثنين، وهو فريد في نوعه على مستوى المعمورة، ونشأ ابكر من سواه في ارض مابين النهرين ( حيث حضارة نهرين، لانهر واحد، ودولتين لادولة واحدة، رغم انهما تعيشان في كيان واحد، وهو مالاشبيه له في اي بقعة من الكرة الارضية، يمتد ليصبح نمط الحضارتين، اي حضارة النهر الواحد، مثل الحضارة الاشورية، وبغداد ايام العباسيين، وبابل الفراتية، على نفس الارض، الى جانب الحضارة الاولى السفلى، الاساس، وخصوصيتها الثنائية، وليدة دوائر مجافية ثلاث، البيئة المعاكسة، واولهما نهران مدمران، معاكسان للدورة الزراعية، والدولة الاكراهية التوأم، والمحيط، خلف الجبال الجرداء، والصحارى الضاخه للسلالات، من كل الجهات عدا الجنوب، نحو مصب الهجرات، بؤرة الخصب، في ارض السواد، مايجعل العملية الانتاجية هنا قائمة، وتجري ابدا، على حافة الفناء، ويجعل المجتمعية الاولى السومرية، نمط مجتمع كوني، تحولي.).
وثمة داخل النمطين المجتمعيين، الاحاديين، تباينات واختلافات، مثل الفارق بين مجتمع اللادولة الاحادي الجزيري العربي، وبين اشكال مجتمعات اللادولة، في امريكا اللاتينية، بالاخص من حيث النمط الاقتصادي الغالب، فمجتمع الجزيرة، يحكمه اقتصاد الغزو المرتكز لتوسط تجاري قاري، ومجتمع الدولة الاحادي المصري، يختلف عن مجتمع اوربا الطبقي الاحادي، فاوربا الاحادية، هي اكثر واعلى مجتمعات صنفها، دينامية، بفعل قوة التناقض الداخلي، والانقسام الطبقي الافقي الحاد،ضمن بنيتها، مقارنه بالمجتمعية المصرية الاولى، الاحادية السكونية، الاجترارية.
لاسباب موضوعية، واخرى متاتية من طبيعة العقل، وحدوده المتاحة، خلال فترة المجتمعية الاولى، وعند اول اطوار اشتغاله، تغلبت خلال طور طويل من تاريخ الانسانية، الرؤية، او المفاهيم النابعة من المجتمعية الاحادية، ولان مجتمع الازدواجية التحولي، مفرد في بابه، ونوع بنيته، وتعقيدها الاستثنائي، مقابل كثرة مجتمعات الاحادية، وقربها من البداهة، وتدني طاقة العقل على الاسيعاء بداية، فان الانسان قد كتب عليه، المرور بمرحلتين من اعقال وجوده والعالم، الاولى احادية، طويلة، استمرت من بداية المجتمعية، الى الوقت الحاضر، واخرى في طريقها للانبثاق، والتحقق وعيا، قبل التحول لممارسة حياتية، وواقع.
ومع بدء تكشف قرآن ( كتاب) الازدواج العراقي، المؤجل، ينقلب العالم، ولاتعود اعلى اشكال المفاهيم المتعلقة بالحياة، والتاريخ، صالحة للاستعمال، فالتاريخانيات الاوربية الحديثة، واعلاها نظرية التحول للشيوعية، لاتعود مقبوله ازاء مفهوم "النشوئية العقلية"، ومسار تحرر الانسان من الجسد، اي كل مايعود لبقايا الحيوانية العالقة به، والباقية من زمن "التحولية، او الصيرورة الاولى الحيوانية"، وهذا يعني، تعدي وعبور نطاق مايعرف بنظرية "دارون"، عن الارتقاء، المنحصره في النطاق الحيواني، وبحدود "الحيوانية الصائرة الى الانسان العاقل المنتصب"، والعاجزة عن رؤية الاغراض الكامنه، وراء وجود الكائن الحي على الارض، والمتعدية للبيولوجيا الارضوية، الى العقلية، المتعالية، باتجاه الاكوان العليا.
لم يوجد الانسان ابتداء، من الخلية الاولى، وتحولاتها، ومسار صيرورتها، الى "الانسان العاقل"، لكي يقف امام حاجز الجسد، وبقايا الحيوانية العالقة، وليس سوى عقل هو اقرب الى التدني الحيواني، يمكن ان يقبل مثل هذا النكوص، امام حاجز، لايوجد اي دليل على كونه، عتبة نهائية، او مستحيلة التجاوز، بناء لممكنات الوجود، وقوة حضورالطبيعة، التي سبق ان حولت الخلية الاولى،عبر مراحل الصيرورة والتحول، الى الكائن المزدوج ( عقل /جسد)، قبل بدء زمن، و "صيرورة" تفارق المكونين.
غير ان "التحوليّة"، وهي خاصية وجدت بالاصل في الكائن الحي، الصائر الى انسان باعتبارها قوة الحياة، التي من دونها، لااستمرار، ولاصيرورة، كانت دائما محكومه لشروط تطابق مع ظروف تحولية بيئية، كامنه في الطبيعة، تترافق وتتفاعل مع قفزة استثنائية، تكون مودعة في الكائن الحي، وهي عملية انتخابية تطابقية، وليست عشوائية ـ كما قد توحي نظرية "دارون" ـ تغيرت مع المجتمعية، لتصبح بدل الفردية الاستثنائية،بالتداخل مع الطبيعة، مجتمعية /بيئية، بحيث يكون هنالك "مجتمع متحول"، وجد بالاصل بصفته قفزة واستثناء، كما هو مجتمع النهرين، وآليات العيش الابدي على حافة الفناء، التي تنتظم وجوده، ان العقل الاحادي، قد ظل الى اليوم، عاجزا عن ادراك كنه فرضية، ومن ثم احتمالية، او امكانية "التحول"، خلال زمن مابعد انبثاق العقل، وانتصاب الكائن البشري.
وقد تكون اهم واخطر الانغلاقات، التي ينكص عندها العقل الاحادي، التصورالمغلق المتاتي من فرضية الابدية البيولوجية، ولانهائية المجتمع والجسد، مايولد نمطا من الابتسار المفهومي المجتمعي، ويسيّد نوعا بذاته من المجتمعية، المتصفة بالتراكمية اللانهائية، مع استبعاد الاحتمال الاهم، كما هو متجسد في المجتمعية المزدوجة التحولية الرافيدينة، والمرتكز لاليات "اللامجتمعية"، و "اللاثباتية"، و "الضد مجتمعية"، المتطابقة مع، والسائرة نحو، مابعد مجتمع، ان تاريخ العراق، محكوم من بين كافة المجتمعات، لقانون "الدورات والانقطاعات"، الفناء بعد الصعود، عرف الى الان، ثلاث دورات، وانقطاعين حضاريين، الدورة الاولى السومرية /البابلية، اعقبها انقطاع استمر من سقوط بابل 539 قبل الميلاد، الى القرن السابع مع الفتح الجزيري الاسلامي، حتى القرن الثالث عشر، مع سقوط القمة الكونية، بغداد هذه المرة 1258، والى القرن السابع عشر، حين اخذت مفاعيل الانقطاع بالتراجع، وبدات دورة الصعود الحالية، الثالثة، بينما اللاثباتية واللاتراكمية، ان لم تكن "التبديدية المجتمعية" هي القانون الغالب، كما يقتضيه واقع الدولتين، والمجتمعين المتضادين، حيث الكيانية المزدوجة، غير ممكنه، ولاقابله للتحقق، او التجسد، سوى بالعبور الى اللامجتمعية، العتبة المفضية للتحول والانتقال الكوني الاكبر.
بهذا، وعلى مثل هذا الاساس، يصير من المستحيل، تصور انطباق احكام، وتقديرات، ونمط ممارسات، ماتزال غالبة، وتنتمي للمجتمعية الاحادية الزائلة، فضلا عن انعكاسات مستعارة عن اعلى اشكالها، على واقع مغاير لها، متجاوز، بنية ومفهوما، لكينونتها. والامر ينسحب هنا على عموم السردية التاريخية الاحادية، المركبه على تاريخ العراق من خارجه، كما هي معتمدة، ومتداولة الى اليوم، باعتبارها جملة من المصادرات، ومحاولات اكراه واقع تحولي، لامجتمعي، لاشتراطات من طبيعة وتكوين آخر، مختلف جوهرا وكليا، الامر الذي تلح اليوم ضرورة تفكيكه، وازاحة ثقله المتراكم من عقود طويلة، لصالح الرؤية الوطن /كونية العراقية، الناهضة، كتاب العراق الضائع، يقترب من التجلي، بمناسبة اخر تداعيات الحداثة، وعصرها، ونهايات مسارها، كما تتجلى اليوم، عند لحظة، انتهاء زمن الغيبة، وبدء الظهور، بمعنى اقتراب زمن التحول،ان مسار العملية السياسية الطائفية المحاصصاتية، اخر اشكال تجلي الاحادية بنموذجها المتهالك، وافاق الثورة المتدرجة عليها، هي مما سيكون مناسبة لاماطة اللثام عن "كتاب" العراق الضائع، وعلو نظرته الكونية. الامر الذي سيغير مسار الاحداث، ودلالاتها، ومغزاها، كما يبدل شكل الممارسة، بدلالة تغير افقها، واهدافها، العراق اليوم يشارف على الذهاب، نحو تكشف كينونته، وجقيقته الكونية الكبرى.. ومعه العالم، والانسان، حيث البدء الكوني الجديد، الثاني، بعد البدء السومري الافتتاحي العظيم الاول.
ـ يتبع ـ
ـ قرآن العراق وزمان الإنتفاضات والنبوات



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق بين مستنقعين يهز العالم
- ظاهرة انبعاث النبوة في العراق
- الاستئنافات والايقافات: النجف وانتهاء زمن -الغيبه-(4)
- الاستئنافات والايقافات الغيبة- ومابعد اسلام (3) ؟؟
- التشيّع هل هو حركة إيقاف للاسلام؟(ب)
- التشيّع هل هو حركة إيقاف للاسلام؟(أ)*
- الاستئنافات المستحيله ومازق التشيع الامبراطوري الايراني (2)
- الاستئنافات المستحيله ومازق التشيع الامبراطوري الايراني (1)
- نحو استعادة العقل العراقي دوره الكوني /4
- نحو استعادة العقل العراقي دوره الكوني /3
- نحو استعادة العقل العراقي دوره الكوني /2
- نحو استعادة العقل العراقي دوره الكوني/1
- حنا غريب: الجهل اعلى مراحل الشيوعية*؟
- المرجعية والانتخابات: المهدي على الابواب استقبلوه!!! ملحق 2
- المرجعية والانتخابات: مرجعية انتهاء زمن الغيبة/ ملحق 1
- المرجعية النجفية والانتخابات: ثورة داخل المرجعية(2/2)
- المرجعية النجفية والانتخابات -المجرب لايجرب- (1/2)
- مابعد غرب ؟؟
- كتاب مروة: بحثا عن طريق آخر/ ملحق
- كتاب -مروة-: ترحيل اليسارلخدمة الراسمال؟؟(2/2)


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - البحث عن قران العراق الضائع