أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - حنا غريب: الجهل اعلى مراحل الشيوعية*؟















المزيد.....

حنا غريب: الجهل اعلى مراحل الشيوعية*؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حنا غريب:الجهل أعلى مراحل الشيوعية*؟
عبدالاميرالركابي
حاولت ان ادعي امام نفسي، بالانشغال بين شؤون الانتخابات العراقية، وكتابي الذي انا منكب عليه، واهتمامات اخرى ليست اقل الحاحا، وقلت تكرارا، ليس الامر بالداهم، او المستعجل، فمسالة الشيوعية المنحدرة اليوم الى الهاوية، سوف تتوالى فصولا، وليس ماكتبه السيد حنا غريب عن الصين و "اشتراكيتها"، اخر ماهو متوقع من فصول ترديها المتسارع، والذي يستحق التوقف عنده، والاشارة اليه، كما حدث مع كتاب "كريم مروه" وعبقريته الفذه، مع ان الاخير، لم يكن جائزا السكوت عليه، بعدما قد احيط بما احيط به من ضجيج، مفتعل، ومقصود، دافعه على الاغلب، عكس المعلن، فقوى العلمانية في طورها الاستعاري الاول، تزداد شعورا بالافلاس، وبمزيد من الخروج من دائرة الفعل، او الضرورة، وهي لاتملك لافكريا ولا عمليا، ماتواجه به الوضع التي هي منغمسة، وغارقة فيه، بينما هي تزداد عجزا عن مواجهة، طغيانه الكاسح.
الحزب الشيوعي العراقي، في المقدمه، يقود منذ سنوات قاطرة الانحدار، من تأييد الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي من قبل امريكا والغرب في التسعينات، بالتحايلات اللفظية، الى تاييد الغزو الامريكي، الى الاشتراك في المشروع السياسي الطائفي الذي ارساه الاحتلال، وصولا الى التحالف مع، والسير في ركاب رجل دين مزاجي، مطلق السلطات، وشبه متاله، تحت شعار"دولة مدنية"، اي قمة مايمكن تصوره او تخيله من الانحدار، على الصعد كافة.
حتى لانضع تعرضنا هذا في الاطر الدنيا، سعيا وراء قصد اخر، محركاته تاريخية، لن نترك مجالا للبعض كي بحولوا تعرضنا لما ورد على لسان سكرتير الحزب الشيوعي اللبناني، وهو رجل مستقيم ونزية و "خوش ادمي"، مناسبة صالحة للادراج ضمن تقاليد المماحكات الصراعية، فتوضع في خانة "العداء المغرض" للمناضلين، المحملين باثقال الشهداء، والتضحيات التي لاتحصى، وبالاخص جوقة الغوغاء، والبسطاء السائرين في ركابهم، والناعقين منهم وراء كل ناعق، او اصحاب الاغراض والمصالح من بينهم، فالمقصود هنا، عودة للقول بان حقبة تاريخية من العلمانية والشيوعية العربية، قد انتهت اليوم، وصارت جديرة في الحد الادنى، باعادة النظر الشامله، تحت وقع، ومع اعلاء مهمة الرجوع الى "الخاصيات" التي ظلت في الماضي منبوذه ومستنكرة، باسم الببغائية، والنقل الاعمى، والتقليد الفارغ من اي تمحيص مستند للعقل، والحقيقة المعيشة.
لقد حدث عبر القرنين المنصرمين، ان ظهرت تحت وقع الحضور الغربي، وحداثته، بعض الانتباهات والافكارذات الطابع الاولي الابتدائي، دلت على واقع عربي غير مؤهل لمماشاة اللحظة التاريخية، على المستوى الذاتي، وقد يكون ذلك من قبيل حكم التاريخ والواقع، الخارج عن ارادة الفاعلين، ان لم يكن كذلك قطعا، وبلا التباس، فالعالم العربي كان وقتها واقعيا، ومن ثم معرفيا، وعلى صعيد الوعي، خارج احتمال تحقق اي نوع من الفعالية التاريخية الحية، وهو ماتجلى فعليا، في شكل ونمط تحسساته بالمتغير العالمي المتجسد، مع بدء انحسار السلطنة العثمانية، واواخر ايامها، مقابل صعود الغرب الاوربي، وتزايد حضوره النموذجي والمفهومي، والمباشر، وطاة.
ولن يكون منطقيا هنا، وفي عجالة مخصصه لناحية بعينها، من نواحي الخضوع المفهومي للمستجد الغربي، التوسع لدرجة الغوص بالتفاصيل المنضوية تحت شعار "اللحاق بالغرب"، او "لماذا تقدم الغرب وتاخرنا" العديم الدلاله، والمؤسس على استسلام مفهومي حضاري مسبق. انتهى لايجاد صيغ تفكرية التحاقية، لاغية للوزن، او الحضور الذاتي، تجلت عبر الصيغة "العلمانية" منه، واكثرها اتساقا ـ كما هو مفترض ـ وتنظيما عمليا، باكثر اشكال الببغاوية والنقلية، كما تجسدت في الاحزاب الشيوعية العربية. فالتحقت منذ تاسيسها بالنمط، او النموذج الشيوعي الصاعد وقتها، بصيغة "الماركسية اللينينة"، كما تتمثل ب "نظام"، ودولة "اشتراكية"،محكومة لمنظومة من الافكار، ووسائل الممارسة، اهمها حزب لينين، كما هو حاضر في "مالعمل" . مع افتقار كلي وتام، لاي شكل من اشكال التفكير الخاص، او الاضافة، او محاولة تدبر الشؤون التاريخية والحضارية، للواقع الذي تنتمي له.
في كتاب "كريم مروة" الاخير، والذي سبق وتناولناه ، يلوح اعتراف علني بالتعبد في محراب الشيوعية الروسية، مع كل مايتوقع من مصير لظاهرة من هذا القبيل، حين تغيب الالهة المعبودة، بينما يتلفت الشيوعيون حاليا، فلايجدون في خزانة ماضيهم، اي احتياط يرتكزون اليه، والسيد حنا غريب، رجل مسكين، يريد ان يعتقد، بان الصين يمكن ان تعوض ربما، عن الاله المختفي المنهار، وفي بلد هائل الحجم، القطاع الراسمالي الخاص فيه، يزيد على ال 50 بالمئة، والعام دون الثلاثين بالمئة، يرى غريب كمنظر فحل، ان الامر يتعلق بتنمية اشتراكية، او ب "اشتراكية السوق"، وهو بالطبع لايمكن له كمصدق بعالمية و /اممية/ الراسمالية او كونيتها، ان يتصور الاستحالة التاريخية التكوينية البنيوية الصينية، التي تحول دون الانتقال من "الاقطاع " الصيني التاريخي الراسخ، الى البرجوازية والراسمالية، بوسائل التتابع الماركسي المادي التاريخي، مايحول حركة "ماوتسي تونغ" فعليا وتاريخيا، الى حركة برجوازية، وممثلة للبرجوازية، والانقلاب التاريخي الصيني، الى انقلاب برجوازي بوسائل مستعارة من خارج البنية الصينية، وهو مالم يتمكن الشيوعيون العرب من تحقيقه، او حتى الاقتراب منه.
وقد تكون، لابل ومن البديهي، اذا لم ناخذ التزويرات الايديلوجية بالاعتبار، وضع حركة "ماوتسي تونغ" في خانه المنجزات الكبرى، ان لم تكن العبقرية، فاستغلال الشيوعية ونظرية ماركس، لتحقيق غرض تاريخي مستعص في بلاده، بغرض تحقيق مايضادها، لايوازي باي شكل، شيوعيات العرب التي لادور لها في بلادها، سوى العزف على قيثارة احد المعسكرين، ابان القطبية الدولية، مع عمى كلي، وقحط في النظر الى الواقع الخاص، لكن الاغرب اليوم، ان ياتي حنا غريب، ليواصل اطلاق معزوفة، ماعاد احد يرغب في سماعها اطلاقا، كأن يصر امامنا على تملق الراسمالية الصينية، وهو بهذا متقدم على ابن بلده كريم مروه، الذي يلحق الشيوعيين بالرسمالية العولمية، قاصدا متعمدا، بينما غريب، يعتقد / على عماه/ بانه بمايقوله، يمكن ان يحول الصين بقدرة قادر، الى اشتراكية.
صحيح ان الصين لاماضي استعماري لها، الا ان بدايات وبوادر تغلغلها في افريقيا، تكاد تكتب لها سجلا من هذا الصنف، ليست بداياته مما يمكن نسبته للاشتراكية اطلاقا، ان راسماليات الشرق، "مختلفة" طبعا، بمقدار اختلاف بنى الشرق التاريخية ـ حيث افتقاد الملكية الخاصة، على حسب راي ماركس، وهو مايفسر برايه قوة حضور الله ـ عن الغرب "الطبقوي"، وهي قد تسجل من هنا وصاعدا، انماطا من السلوك، ليس بالضرورة تطابق حرفيا، سلوك الراسمالية الغربية، الاستعماري الكلاسيكي، الفج، والمباشر، الا انها تبقى في الجوهر، راسمالية و "امبريالية" بشروط تعدد الراسماليات، كما كانت الصين تتهم "الاتحاد السوفياتي" سابقا، ايام الصراع التنافسي بين المركزين، الصيني والروسي، على زعامة الكتلة "الاشتراكية".
والسؤال الذي صار جديرا بالاعتماد، بتركيز شديد اليوم، هو : ماذا عن العالم العربي الباقي متخلفا، يرواح، ان لم يكن يتراجع، بينما العالم تتكاثر فيه الراسماليات وتتزاحم، شرقية وغربية اوربية، وامريكية، بدل راسمالية الطرف الواحد الاوربي الامريكي؟ لقد وعى العالم برمته" ذاته"، بضوء العصر والحداثة، وتصرف بمقتضاها، سواء بالالتفاف، والاقلمة، او بالتناغم الكلي، بينما العالم العربي واقف عند اعتاب بدايات الاحتكاك بالغرب، والتحديث، خارج الفعل التاريخي، عاجز بالدرجة الاولى، واولا، عن وعي ذاته، بناء على مستجدات التاريخ، كما هي ممثلة في الانقلاب الغربي، وحداثته، وتحديه.
حنا غريب، يبدو لنا بغاية الغرابة، وهو يكرر لوك بضاعة الايديلوجيات البالية، والتي لم تفض سوى الى الكوارث، والى مزيد من التردي، فيبلغ بهذه المناسبة ذروة، ان لم يكن اعلى مايمكن بلوغه من مراحل الجهل، بدل الشعور بالحسرة، وبعظم حجم المضاع من التاريخ، والجهود، والتضحيات التي يحب الشيوعيون التغني بها، من دون ذكر ماقد آلت اليه، ومانتج عنها، بينما المنطقة تغرق في الكارثة، مايضعهم بموقع وضرورة المحاسبة عليها، من لدن التاريخ وادبيا، وبالادانة الفكرية والسياسية المجتمعية.
لاشك ان السيد حنا غريب وامثاله، وكل عينته، يستحقون ان يوضعوا في المتحف، كما كان يحلو لماركس ان يكرر، "الى جانب الفاس والمحراث"، وسط حركة تجديد حداثية ثانية، تبدأ بموجبها اعادة بناء الرؤى والافكار، والمقاربات، وكل اشكال الممارسة، انطلاقا وتاسيسأ على تردي المسارات، وعقم اشكال معالجة الواقع والتاريخ، والخاصيات البنيوية، بالايديلوجيا التي تعزف خاج الحقيقة، وبعيدا عن المجريات الفعليه لصراع شعوب المنطقة التاريخي، مع قوى الهيمنة المتسيدة في العصر الحديث، مفهوميا ونموذجا.
ولعل هذا يكون من هنا فصاعدا، شعار الحياة الاول، وان تلاحق بقايا، وكل اشكال وتمظهرات ترسانة الايديلوجيا العقيمة، المبددة للطاقات، الخطرة، كلما حاولت الظهور متلبسة اثوابا، تظنها جديدة وحية، فتكرس العجز والانغلاق، والتهافت، كما في حال "كريم مروة"، و"حنا غريب"، مع رافعي شعار الضحك على ذقون الناس، والعجز المطلق : "الدولة المدنية" المستحيلة، المثيرة للسخرية في العراق، بعد اعلاء راية النضال "المجيد" تحت راية "بريمر"، وكل مايمت بصلة لهذا النمط من بقايا ظاهرة العقل المستقيل، والتشبة المستسلم بالغرب، خارج الحقيقة الوطنية، لابل ضدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• يرتكز التناول اعلاه، على / حنا غريب:" مشروع جمهورية الصين الشعبية السياسي والاقتصادي بعد المؤتمر ال 19 للحزب الشيوعي الصيني" المنشور في "الحوار المتمدن" يوم 20/4/2018.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية والانتخابات: المهدي على الابواب استقبلوه!!! ملحق 2
- المرجعية والانتخابات: مرجعية انتهاء زمن الغيبة/ ملحق 1
- المرجعية النجفية والانتخابات: ثورة داخل المرجعية(2/2)
- المرجعية النجفية والانتخابات -المجرب لايجرب- (1/2)
- مابعد غرب ؟؟
- كتاب مروة: بحثا عن طريق آخر/ ملحق
- كتاب -مروة-: ترحيل اليسارلخدمة الراسمال؟؟(2/2)
- كتاب -مروة-: تشاطر متهافت ؟؟(1/2)
- -فهد- والتشاركية العراقية التاريخية (3/3)
- -فهد- والتشاركية العراقية التاريخية (2/3)
- الابراهيمية -العليّة- لا المحمدية الموسوعيسوية؟
- -فهد- والتشاركية العراقية التاريخية (1/3)
- تباشير انتهاء عصر الراسمالية والاشتراكية؟
- العيشية المجنحه: عراق الحروب العشرة(2/2)
- المعيشية المجنحة: عن خطل الثباتية الارضية(1/2)
- الشيوعية والتشيع العراقيان .. ردم الهوة؟
- ملحق بالوثائق: الشيوعيون هل حرضوا؟
- الشيوعيون هل حرضوا على قتل الصدر؟
- خرافة فكر العرب ابان نهضة الغرب (2/2)
- خرافة فكر العرب ابان نهضة الغرب ( 1/2)


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - حنا غريب: الجهل اعلى مراحل الشيوعية*؟