أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني : في ربوع بلاد الرافدين، وعنها.. ذكريات واحداث (1/4)















المزيد.....

رواء الجصاني : في ربوع بلاد الرافدين، وعنها.. ذكريات واحداث (1/4)


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 23:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في ربوع بلاد الرافدين، وعنها.. ذكريات واحداث (1/4)
رواء الجصاني
----------------------------------------------------------------------

مع طول فترة الاغتراب، يشتد الاستذكار، ويسخن الحنين لمرابع الطفولة والصبا والشباب وما يلحق بهم من فترات زمنية .. هكذا يتخيل، بل ويعيش صاحبنا المتغرب/ المنفي/ المهاجر لبلاد التشيك منذ اربعين عاما بالتمام والكمال، وما برح مستوطناً فيها مردداً " أنا في عزٍ هنا غير في قلبي ينـزّ جرحُ الشريدِ" بحسب الجواهري الخالد، وعن براغ ذاتها..

ومهما قيل ويقال عن تعريفات للوطن، والأغتراب حتى فيه احيانا، تفيض الذكريات لمن له ذاكرة نشطة - وتلكم منقصة يحسبها صاحبنا- وكم كرر انه يحسد الآخرين ممن لا يبالون، ولا يجمعون الشوارد، ولا حتى الراسخات، ويعيشون لدنياهم، وكأنهم باقون بها ابدا ..

وبلا شك – بل من المؤكد وإن كره الكارهون- ان تقدم العمر، وتقادم الزمن، يلهب أكثر فأكثر مشاعر الحنو لبلاد واحباء وأهل، وربوع عيش ودراسة وعمل ومهام .. وها هو صاحبنا يجول هنا ولو عجولاً، وفي الذاكرة على الاقل، بين مدن بلاد ما بين الرافدين، وضفافهما، وهو – ربما- من القلائل الذين شيئ لهم ان يتنقلوا ويزرعوا، ويمرعوا، ويحزنوا ويفرحوا، فيها فترات قصرت وطالت، لمرة أو مرات، بحسب ما فرضته الوقائع والظروف..

1/ البداية من البصرة.. والقرنة
وعاش صاحبنا في الفيحاء عامين، كما نقل الاهل له، ولكنه لا يتذكر عنهما شيئا، اذ كان عمره اقل من سنتين، حين انتقل اليها والده، السيد جواد الجصاني، مديرا لمعارف اللواء (المحافظة) عام 1950 وغادرها عام 1952 الى مهمة تربوية اخرى ببغداد.. اما (صاحبنا) فرجع الى البصرة عام 1967 في زيارة قصيرة لليلة واحدة مع اصدقاء ثلاثة: باسل محسن الشبوط وفراس فوزي جميل وماهر سليم، بعد ان قضّوا نهارا في الكوت ..
وفي عام 1968 كان صاحبنا في البصرة ضمن سفرة جامعية - علمية، ولنقل سياحية بشكل ادق، حيث المرح ولهو الشباب (والشابات).. وقد حاول المشرفون على السفرة زيارة مطالع الكويت، ووصل الطلاب بباصهم الناقل الى الحدود البرية معها، ولم يفلحوا بعد ان رفض قبول الزيارة لعدم وجود موافقات رسمية مسبقة.. كما مرّ صاحبنا بالمدينة الفيحاء، وبأبي الخصيب (وهي اسم على مسمى) في الطريق عبر (السيبه) نهرا الى عبادان الايرانية مع صديقه: وليد فائق الأمين، عام 1970 لتغيير الجـو، ولبعض المغامرات الشبابية! ....

ثم عاد صاحبنا الى البصرة من جديد، والى مدينة القرنة تحديدا مهندسا مقيماً لأستصلاح اراضي "السويب" اواسط السبعينات، وكانت الفيحاء على مرمى نظر، وراحت زيارتها مرة كل اسبوع على الاقل، وطوال نحو ثمانية اشهر.. اما القرنة مستقر العمل، فلها في القلب ذكريات وذكريات!.. ومنها ليلة صاخبة، مع الاصدقاء معين القريشي ووليد الامين، ومحمد الشكرجي، ثم معهم الى الناصرية، عبر الجبايش ذات الاهوار الساحرة مبنى ومعنى..

.. ومن المؤكد ان يبقى الحديث ناقصاً عن البصرة، ما لم تجرِ الاشارة عن معارف واصدقاء واحباء صاحبنا من البصراويين (والبصراويات اولاً !) في الدراسة والعمل المهني والسياسي، وما بينهما كثير!.. وحين تفيض الذاكرة يصعب الامر في الاستذكار من بحر ذلكم الكم الواسع، ويتسع فيض المحبة بلا حدود .

2/ في بعقوبة والصدور والخالص
ولمدينة بعقوبة حيز مهم في استذكارات صاحبنا، اذ أنجب فيها والداه: السيد جواد، والسيدة نبيهة ولدين وابنتين، خلال السنوات الممتدة بين 1938- 1947.. وقبل ذلك كان لهما إبنان، الاول، البكر، وُلد في النجف، والثاني في رستمية بغداد... اما صاحبنا فقد انجباه في الكوت عام 1949 كما سبق القول، وهو مسك الختام او كاد !!.
لقد شغل السيد جواد الجصاني، والد صاحبنا، في الاعوام السنوات اعلاه، وقبلها، وبعدها قليلا، مهمة مدير معارف (تربية) لواء / محافظة بعقوبة (سميت ديالى لاحقا) : مركزا واقضية ونواحي في فترة كانت فيها المدارس، والتعليم عموما في طور الترسخ والبناء في العراق الجديد. وكم سمع صاحبنا من نزهاء وغيرهم، الجميل والثناء على اداء وعلاقات ومواقف والده في فترة تسنمه لذلك المنصب، ومن بين اولئكم العزيزة د. سلوى زكو، التي كانت والدتها مديرة لاحدى مدارس بعقوبة، والفقيد الجليل د.غانم حمدون، الذي كان هناك في الاربعينات، طالبا، كما تقول الذاكرة ..

ومن ذكريات صاحبنا عن بعقوبة وتوابعها، مشاركته ناشطاً في مخيم لتشكيلات حركة (الجوالة) نٌظم لمدة اسبوع عام 1963 لطلبة متوسطات وثانويات بغداد، في منطقة الصدور، حيث السد السياحي الشهير على نهر ديالى ..

ثم توالت الزيارات لبعقوبة مرات ومرات، حيث الماء والخضراء، والوجه الحسن طبعا... فقد حدث ان تعيّن – صاحبنا – مهندسا مشرفاُ على بناء دائرة ، ومرفقاتها، تتبع مديرية استصلاح الاراضي الخالص، اوائل السبعينات الماضية، ولنحو عام كامل تقريبا.. كما - وللطرافة ليس ألا- يستذكر صاحبنا انه اشتغل، في اواسط السبعينات مقاولا ثانوياً لبعض منشآت معسكر بعقوبة، وفشل تماما، وخسر كل رأسماله الذي دخل فيه تلك المغامرة، وكان بحدود مئة دينار فقط، نصفها دين من احد الاصدقاء!.

3/ حديـث الكــوت وجصان، والحيّ .. والصويرة
... وعن مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) يطول الحديث عند صاحبنا، اذ وُلـد فيها بتاريخ 1949.11.24 حين كان أبوه مديرا لمعارف اللواء (المحافظة) اواخر الاربعينات، ومطالع الخمسينات الماضية.. ثم عاد اليها صاحبنا في السنوات اللاحقة مرات ومرات كما سيرد في السطور التاليات، زائرا وضيفا وعابرا، كما مهندسا خلال اوائل السبعينات الماضية، في الصويرة، القضاء التابع للكوت / واسط.

وللكوت خصوصية اخرى في حياة صاحبنا، فهو يلقب بالجصاني، ولكنه ليس من مدينتي " بدرة جصان" الكوتاويتيّن (الواسطيتيّن).. فقد جاء ذلك اللقب بسبب اقامة الجد الثاني لصاحبنا: السيد الفقيه "علي العريضي الحسيني" في جصان، ولسنوات خلال القرن الماضي، قادما اليها من مستقره في النجف الأشرف، حيث الاباء والاسلاف. وكم كان – صاحبنا- يرغب، ولم يوفق، بزيارة "جصان" ورديفتها "بدرة" الشهيرتين بطيبة الاهل والطبيعة والثمار..

وفي مدينة الحيّ: الكوتاوية - الواسطية، قضى صاحبنا عدة ليالِ عام 1958 في مضايف شيوخ آل ياسين: عبد الله وبلاسم، برفقة الوالد السيد جواد، صديقهم العتيق، ومنذ ان كان مديرا لمعارف اللواء (المحافظة) . ومما تحتفظ به الذاكرة عن تلك السفرة ان صاحبنا أركبَ فرساُ لأول مرة في حياته، وقد جمحت به، وكاد ان يتهشم، وتلك كانت "عبرة" لمن يعتبر، وقد أعتبر الرجل منها، والى اليوم !.

ومما يتذكره صاحبنا عن الكوت ايضا سفرة خاصة، في نصف السبعينات الاول، بصحبة زوجته نسرين وصفي طاهر، وصديقه على الراعي، ومعهم: العزيزان علي حسن (ابو حيدر) وزوجته زهور اللامي، وقد استشهدا لاحقا بطلين، خلال خسة البعثيين الثانية، اوخر العقد السبعيني الاخير.

كانت تلكم السفرة الى الكوت بضيافة مسؤولين في منظمة الحزب الشيوعي هناك، الذين تكرموا للقادمين بمائدة عامرة في جزرة وسط النهر، قرب سدة الكوت. زادتها لطفاً بشاشة المضيفين، وحفاوتهم .. ثم تأتي المفاجأة بان يكون السمك، كالعادة سيد الطعام، الاول والاخير، في مثل هذه الحال وذلك المكان، ولم يكن أحد يدري من المضيفين أن صاحبنا لم يذق السمك في حياته، بل ويعادي من يأكل تلك السمكات الانيقات اللعوبات، ويا له من إحراج للجميع في حينها !.

أما مدينة الصويرة، القضاء الخصيب في لواء الكوت (محافظة واسط لاحقا) فقد عمل بها صاحبنا مهندسا للري والبزل لنحو عام في منتصف السبعينات الماضية، مسؤولا في مشروع استصلاح الاراضي هناك، وكان من المشاريع الأروائية المهمة عهد ذاك.. وكم يتذكر صاحبنا هنا اهل الصويرة الكرام، وخاصة أصدقاءه من آل النهـر، العريقيـن في تلك المدينة المعطاء.

4/ وفي سامراء وتكريت، وعنهما
ولسامراء الامامين العسكريين، والخليفة المعتصم بالله، والقباب والملوية و"ثرثارها" وعنها، ذكريات وصورعند صاحبنا، مع والدته نبيهة بهدف "الزيارة" خلال الخمسينات الماضية، أومع والده السيد جواد، وهو يقوم بجولة تفتيشية لمدارس القضاء في السنوات نفسها .. كما سفرات مدرسية عديدة مع احبة واصدقاء.. وكذلك مرورا بها في السبعينات حين كان – صاحبنا – مهندسا مشرفاً على بناء منشأة في تكريت، تابعة لمؤسسة التربة واستصلاح الاراضي التي كان موظفا فيها ..

وبالمناسبة وقد وصل الحديث الى تكريت، تحضر في ذاكرة صاحبنا دعوة العشاء التي اقامها له وجيه جليل من وجهاء تلكم المدينة، تلطفا واحتفاء... ثم تنتهي الجلسة بعد احاديث واحاديث وأذا بالداعي الكريم يلتفت الى المحيطين به وهم من "المسؤولين" هناك – اواسط السبعينات- ليقول لهم: كيف تكذبون وتقولون عنه – اي صاحبنا – بأنه شيوعي، وكافر؟! .. انه سيد من آل البيت، ويجاوزكم جميعا في الاخلاق والثقافة!!.
------------------------------------------------------------
* يتبع القسم الثاني، وذكريات عن العمارة وعلي الغربي والناصرية وقلعة سكر والسماوة والديوانية والرمادي والحبانية وهيت.



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواء الجصاني : شهادات وتاريخ ورؤى، في الثقافة والسياسة والحي ...
- رواء الجصاني،وبعض حديث عن شؤون الكتب والمكتبات 2/2
- رواء الجصاني : وبعض حديث عن شؤون الكتب والمكتبات 2/1
- هكذا، ولهذا ... آمن الجواهري بالأمام الحسين
- شهادات عن مناضل وطني، من العراق
- رواء الجصاني: أغلاط، وربما مواقف .... وتوضيحات ورؤى
- رواء الجصاني : الجواهري ... ومواقف من الجحود والجاحدين///
- رواء الجصاني: وقفات سريعة عند الاحتجاجات الشعبية في العراق، ...
- واحدٌ وعشرونَ عاماً على رحيلِ الجواهري الخالد: ستبقى، ويَفنى ...
- أحدثكم عن : نضال وصفي طاهر .. أمرأة من العراق
- في الذكرى المئوية لميلاده: وصفي طاهر ... بين تموزيّن
- رواء الجصاني: لمحات من تاريخ عراقي، في ذاكرة براغ
- رواء الجصاني: الجواهري يناغي، ويناجي والدته : تَعالى المجدُ ...
- رواء الجصاني: الجواهري، حول مواقف المثقفين، التنويرية.. والت ...
- رواء الجصاني : الجواهري يؤرخُ لبعضِ سيرتهِ ... شعرا //
- محطات في سيرة فرات الجواهري .. وحياته، في ذكرى ميلاه الثامنة ...
- رواء الجصاني : الجواهريّ، يصمتُ مدوياً.. ويتصدى!
- مثقفونَ بكاؤون وندّابونَ، بلا نَظير !
- رواء الجصاني : شهاداتٌ، وسيرة ٌ، ومسيرة... في الذكرى السبعين ...
- رواء الجصاني : نموذجٌ عن ترويج بعضِ “المثقفين“ للطائفيةِ وال ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني : في ربوع بلاد الرافدين، وعنها.. ذكريات واحداث (1/4)