أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الخدمة الأساسية التي يقدمها عادل عبد المهدي لإيران؟














المزيد.....

ما الخدمة الأساسية التي يقدمها عادل عبد المهدي لإيران؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6063 - 2018 / 11 / 24 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أكن بعيداً عن الواقع العراقي حين أشرت بصراحة ووضوح إلى أن العراق يعتبر دولة شبه مستعمرة لإيران خلال فترة حكم نوري المالكي ورهطه بين 2006-2014، واستمر هذا الواقع الفاعل إلى حدود كبيرة في فترة ولاية حيدر العبادي 2914-2018، رغم محاولاته تقليص التدخل الفظ والمستمر لإيران واتباعها في شؤون العراق كافة، ليس بواسطة مستشاريها المدنيين والعسكريين والدينيين الطائفيين، وعلى رأسهم العميد قاسم سليماني، فحسب، بل وبوجود جيش جرار من المدنيين والعسكريين، من جواسيس وعيون وحرس ثوري وبسيج وجيش المقدس وقوى واسعة في الحشد الشعبي في العراق، ومنها إزاحته لـ "فالح فياض" من مسؤولية الحشد الشعبي وتوليها بنفسه باعتباره القائد العام للقوات المسلحة. لقد استفادت إيران بشكل كبير من وجود المالكي وإلى حد ما غير قليل من العبادي، على رأس الحكم وهي لا تزال تستفيد، من العراق، ولاسيما في المجال الاقتصادي من حيث التصدير أولاً، وعرقلة التنمية الاقتصادية عبر أعوانها في الوزارات المسؤولة عن التنمية، بما في ذلك قطاع الكهرباء والمالية والمصارف ثانياً، وعبر السوق السوداء ولاسيما المخدرات التي تدخل العراق من جميع المنافذ الحدودية مع إيران، إضافة إلى تهريب العملة الصعبة بأساليب وطرق كثيرة ثالثاً.
ورغم إن العبادي لم يسع إلى إغاظة إيران جدياً أو إعاقة استفادتها من الاقتصاد العراقي، فأن إزاحته لفالح فياض من الحشد الشعبي، كانت وحدها كافية لسقوط ورقة الود الأخيرة المتبقية بين إيران والعبادي، وأصبحت الرغبة في إزاحته لا تخطئها العين المجردة. وأول إجراء حصل بعد تشكيل الجزء القليل من الوزارة الجديدة برئاسة عادل عبد المهدي هو عودة فالح فياض لقيادة ورئاسة الحشد الشعبي، ومن ثم ترشيحه من كتلة البناء ليكون وزيراً للداخلية، وآخر من نفس الفصيلة لوزارة الثقافة..، وكلهم مشهود لهم بالحب الشديد لإيران وللنهج الطائفي المتطرف الذي تتقنه إيران ونقلته للفكر والسياسة العراقية.
وبهذا أصبح عادل عبد المهدي شخصية مرغوباً بها من جانب إيران، الذي لم يتوقف عن مدح الحشد الشعبي ودوره فحسب، بل واستجاب لمطلب فالح فياض بمساواة رواتب الحشد الشعبي برواتب الجيش العراقي، وأغلب أعضاء الحشد الشعبي هم من قوى المليشيات الطائفية المسلحة الموزعة بين بدر وعصاب أهل الحق وحزب الله ومن لف لفها، وهي كلها مرتبطة فكرياً وسياسياً بإيران، اعترف عادل عبد المهدي بذلك أم أنكره، فهي حقيقة لا تخطئها العين ايضاً، إنه الحرس الثوري العراقي، إنها جيش حزب الله اللبناني-الإيراني. ولم يبق سوى وزارة الداخلية ليتحقق لإيران هيمنة كاملة على كل أجهزة الأمن والشرطة وقوى مكافحة الإرهاب والقوة الخاصة والتي شكلها نوري المالكي خارج الشرعية الدستورية، "فدائيي المالكي" وهي على غرار منظمة "حنين" التابعة لحزب البعث وبقيادة صدام حسين، كم إنها تذكرنا بـ "فدائيي صدام حسين"، وقبل ذاك بـ "فدائيي يونس سبعاوي" التي شكلها وزير الاقتصاد في حكومة انقلاب رشيد عالي الكيلاني في مايس/أيار 1941 ومسؤول الأمن عملياً في قيادة ذلك الانقلاب.
إن أكبر خدمة قدمها عادل عبد المهدي لإيران هي تسليمه قيادة الحشد الشعبي لفالح فياض أولاً، وتأكيده على دور هذا الحشد في السياسة العسكرية العراقية ثانياً، وربما سيكون تعيينه لاحقاً لفالح فياض وزيراً للداخلية ثالثاً. أما منافع إيران في القضايا الأخرى، في مجال الاقتصاد والمال والبنوك وتعطيل عملية التنمية الإنتاجية واستكمال مشاريع الخدمات، فتأتي لاحقاً ومن خلال الوجود المكثف لإيران على أرض العراق وفي جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات. ولهذا لم ينته الموقف الفعلي الذي لا يزال يشير إلى إن العراق تابع لإيران في سياساته ومواقفه الداخلية والدولية، وأشبه بمستعمرة، رغم كل المحاولات التي تجري من البعض في التخفيف من هذا الواقع المزري والمعيب والمخل باستقلال وسيادة العراق والتي تجعل دولة العراق هشة حقاً، شاء بعض المسؤولين الذين يسعون إلى تخفيف هذه التبعية ذلك أم أبوا! فالواقع المُر هو القائم والذي يفقأ العين.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنتهي كوارث وآلام وأحزان مسيحيي ومسيحيات العراق؟
- الفساد: مأساة ومهزلة العراق المستمرة، نوري المالكي وعلي العل ...
- حين تُغيَّب الديمقراطية وتسود الطائفية يسقط القانون: العراق ...
- توحش السياسات النيولبرالية الترامپية ومخاطر العالم المتفاقمة ...
- توحش السياسات النيولبرالية الترامپية ومخاطر العالم المتفاقمة ...
- توحش السياسات النيولبرالية الترامپية ومخاطر العالم المتفاقمة ...
- هل في مقدور عادل عبد المهدي نزع عباءته الإسلامية المهلهلة؟*
- أهمية ودور الشبيبة والنساء في نشاط قوى التيار الديمقراطي الع ...
- لنحيي معاً ذكرى وفاة المناضلة الوطنية والأممية ورائدة المرأة ...
- ما الجديد في أوضاع العراق الراهنة؟
- شكوى ضد نوري كامل المالكي، رئيس وزراء العراق السابق، موجهة إ ...
- نداء ملح وعاجل إلى جميع منظمات المجتمع المدني العراقية والعا ...
- عندما يهمل غضب الجماهير، يحتقن ويتفجر!
- ماذا يعني منح نادية مراد جائزة نوبل للسلام؟ وماذا ينبغي أن ن ...
- نظرات في كتب معاصرة - الكتاب الأول
- وفاءً للمناضلة السودانية الديمقراطية والأممية الشجاعة فاطمة ...
- رسالة مفتوحة إلى الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح/ أمين عام تج ...
- هل يمكن للدولة الطائفية الفاسدة بناء دولة ديمقراطية واقتصاد ...
- هل يمكن للدولة الطائفية الفاسدة بناء دولة ديمقراطية واقتصاد ...
- ما القديم الجديد في الدولة العجائبية والغرائبية العراقية؟


المزيد.....




- بعمر 79 عاما.. أمريكية تهجر صخب نيويورك لتعيش الحلم الفرنسي ...
- الرئيس بزشكيان أصيب في الهجوم على مركز القيادة وإسرائيل خططت ...
- استحواذ -نخبوي- على المناصب القيادية العليا.. حتى في ألمانيا ...
- دراسة حديثة: الشمبانزي تتبع صيحات الموضة تماماً كالبشر
- -زلة لسان- ترامب حول لغة رئيس ليبيريا تثير جدلا وحكومة منروف ...
- نتنياهو: إيران لا تزال تحت المراقبة ونظامها في ورطة كبيرة
- وزير الطاقة الإسرائيلي: غزة يجب أن تبقى مدمرة لعقود
- كل الشكر لكل من ساعدنا وتضامن معنا في استعادة منزلنا المحجوز ...
- رسوم ترامب الجمركية الجديدة.. تداعيات وتوعد بالمزيد بحلول ال ...
- -لن يُحاسب-، عندما تفقد عاملات في منظمّات حقوقيّة الإيمان با ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الخدمة الأساسية التي يقدمها عادل عبد المهدي لإيران؟