أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كفاح محمود كريم - هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟















المزيد.....

هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 12:05
المحور: حقوق الانسان
    


في سلسلة محاكمة الرئيس السابق ورجال حكمه وحلقاتها التي ربما تمتد أشهر وسنوات إن أمد الله بعمره وأطال طلته علينا وزادنا من فضائل فكره وفلسفته وأنعم علينا بنصائحه ومواعضه، وذكرنا بأنه ما زال رئيسنا، وعَيَرَنا بأنه كان يحكمنا منذ أربعين عاما.
وبصرف النظر عما جرى ويجري من مجريات الأحداث في صالة المحكمة التي ما برح رئيسنا القائد يذكرنا بأنها واحدة من منجزاته ومكاسب ثوراته، وفيما يتعلق بأداء القاضي الأول والثاني وأجتهاداتهما في التعامل والتعاطي مع المتهمين بليونة أو خشونة وكيفية إدارة المحكمة وهامش الحرية الممنوح للمتهمين في التعبير عن آرائهم ونظرياتهم وتحويل صالة المحكمة إلى ما يشبه تلك الصالات التي كان رئيسنا الضرورة يطل من خلالها على جماهير الأمة العربية المجيدة ورعاع شعبنا العراقي المتخم بمبادئ الحزب والثورة ومتابعة أحوال الأشقاء في جيبوتي والصومال والرفاق المناضلين في أريتيريا وعرب الجنسية في بلاد الشام والبوابة الشرقية للأمة. فأنها محكمة ربما تكون الأولى من نوعها في تاريخنا منذ مئات السنين أو ربما أكثر، فلم يذكر لنا التاريخ وكتابه إن أميراً للمؤمنين أو مليكا أو أميرا مبجلاً أو رئيسا قائدا أو غير قائد (وهم قلة قليلة) قد حوكموا كما يحاكم رئيسنا الضرورة بهذا الشكل الممتع، بل تعودنا على إنهاء الخلاف بدقائق وإن تكرمنا بساعات وبضربة سيف أو فقع عين أو محاكمة ثورية باسم الشعب الذي فقد أسمه منذ مئات السنين وأعطى وكالة عامة بالتصرف نيابة عنه لزعمائنا وقادتنا الميامين، وفي كل محاكماتنا التي جرت لتغيير الملوك والرؤساء كانت منظومة التهم جاهزة وموروثة وهي الخيانة العظمى والعمالة للاستعمار والرجعية والشيوعية ولا حاجة للمتهم بمثل هكذا أعمال أن تتأخر محاكمته أكثر من دقائق أو ساعات ومن ثم إرساله إلى الجحيم بمن معه كما حصل لأولاد الشريف حسين المستقدمين لإدارة العراق من أرض الحجاز لعدم ( توفر هكذا ملاكات آنذاك في بلد أنجز الكتابة والعجلات قبل آلاف من السنوات ) وما حصل للزعيم الأوحد في أولى محاكمات البعث لشعوب العراق، حيث أنجز الرفاق المناضلون مهمتهم الثورية خلال ساعات أو ربما أقل وأرسلوا كريمنا الأمين ورفاقه الميامين إلى الجحيم بتهمة الخيانة والشعوبية والكفر والإلحاد.
إذن يبدو إن (الشغلة) جديدة علينا نحن المحكومين منذ مئات السنين ولم نسمع أو نشهد إلا ما أنجزته حضارة (المنحرفين) في غرب الدنيا، حيث لا كبير عندهم إلا الدساتير والقوانين، وإننا إن اختلفنا فالحد بيننا السيف والدم.
يبدو لي إن مداخلات الرئيس السابق ورجال حكمه وأسلوبهم المسرحي في الحديث والأداء، هناك ما يبرره على خلفية ثقافتهم ونمط تفكيرهم وسابق علاقاتهم بالأخوة الأعداء ممن استباحوا العراق أرضا وشعبا ومن تجربتهم معهم في عاصفة الصحراء أو كما يشتهي صناع الشعارات (أم المعارك)، حيث اكتشفوا بأن الرئيس القائد شيطان عاقل وهو أفضل ألف مرة من شيطان أحمق ( على ذمة الراوي )وعليه قرروا أن ينتصر الجمع المؤمن على ثلاثة وثلاثين جيشا ودولة، وتستمر مأساة شعوب العراق بين حصار العالم وحصار القائد الملهم وشعارات الصبر والصمود والعبور.
في هذه المحكمة كانت ملة الكفر واحدة، فالأعراب هم الأعراب ما تغيروا ورب الكعبة منذ سيدهم أبا لهب وأبا سفيان وحتى قائدهم بطل التحرير القومي، رغم أن الكثير اعتقدوا في مرحلة ما بعد تحرير الكويت إن تغيراً جوهريا أصاب مواقف الكثير منهم، إلا إن الأحداث التي تلت سقوط بغداد ومعها انهيار وهروب (القيادة السياسية للحزب والثورة)، وتبعثر أشلاء حزب كان يظم الملايين من أعضاء السخرة والأنكشارية، وتبخر مقولات القائد الهمام في إعطائه قطعة أرض بجوار إسرائيل التي سينهي وجودها خلال ستة أشهر وما إلى ذلك من مخدرات المبادئ والشعارات.
بعد كل ما حدث من زلزال أو تحرير أو احتلال أو ما شئتم أن تسموه في نيسان 2003 توضحت الأمور أكثر لدى أولئك الذين يعولون على دول الأعراب ونظمها وإمكانية التعاطي معها، خصوصا ما كان منها ملاذا آمنا لقوى وشخصيات معارضة أو مختلفة مع نظام الرئيس صدام.
فمنذ الوهلة الأولى انبرى أقصى اليسار وأقصى اليمين في دول الأعراب للتعاطي مع بقايا وأشلاء النظام الهارب والمنهار واستقبال عناصره وغنائمهم، فمنهم من أستقبل عوائل (آل الرئاسة) وما خف حمله وغلى ثمنه ومنهم من حول بلاده إلى ضيعة لحالمي العودة إلى دولة البعث، ناهيك ما تفعله وسائل إعلامهم منذ فجر التاسع من نيسان وحتى أن أصبح العراق حمامات دماء بفعل إصرارهم على تسطيح العقول وتشنيج العواطف والعبث بمفاتيح الغرائز لتخريب العراق وتحقيق نبوءة صدام بأن العراق سيصبح حفنة تراب إذا ما أسقط نظامه، وقد تلاحقت الأحداث وكأنما هناك تناغما بين جميع دول العشائر والقبائل، فأطلق صدام سراح مئات الآلاف من القتلة والسراق والمغتصبين وناكحي المحارم وشواذ الآفاق والأخلاق عشية احتلال العراق، وفي المقابل أطلق سراح المئات من تجار المخدرات والمهربين وتجار السياسة والانقلابات في أحدى دول الجوار من الأعراب شرط تسفيرهم إلى أرض العراق لإعانة الرفاق، وبدلا من (عوجة) واحدة أصبح لدى الرفاق عشرات العوجات من عمان إلى الرباط مرورا بدمشق وحلب ودبي وأبو ضبي وقطر وكثير كثير من فرسان ورايات الأنفال والمقابر الجماعية وحراس البوابة الشرقية.
إذن؛ هيئة الدفاع عن السيد الرئيس صدام حسين ورفاقه كما يحلو لرئيسها في تسميتها تداعى لها سدنة الحضرة الأعرابية وقابضي كوبونات النفط من كل الأرجاء، فذاك من عمان وشقيقه من قطر العروبة والجزيرة وثالثهما ممن يطربه مزمار الملوك وتفزعه سيوف الحروب وشقيقتهم المصون رفيقة القائد أيام العز والقصور ورابعتهم في الطريق وخامسهم خادمهم المطيع كبير قضاة الأخوة الأعداء ومن يدري من سيأتي بعد ذلك حينما يحتدم الوطيس.
ورغم أيماني المطلق بالعملية القانونية والقضائية وسير أحداثها وعدالتها وإيماني بأنه للمتهمين حقوقاً لاتقل عن حقوق المدعين في المحكمة، إلا أني أرى إننا لا نحاكم شخصا بذاته لجريمة جنائية مجردة مما يحيط بها من أفكار وسلوك وإصرار إلى هذا اليوم من قطاعات واسعة من الناس، خصوصا إذا ما تمعنا في دفوعات المتهمين من أنهم كانوا ينفذون واجبات وطنية ودستورية حسبما جاء في قوانين ودستور العراق أبان حكمهم وعليه كنت أرى أن تنظر المحكمة في شرعية النظام بمجمله منذ اغتصابه للسلطة بقوة السلاح والتآمر يوم 17 تموز 1968 ومحاولة عناصره في اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم التي أعترف بها صدام حسين جهارا أمام المحكمة في جلستها الخامسة عشر وكل التجاوزات القانونية منذ استيلائهم على السلطة اغتصابا وحتى جريمة هروب القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية في نيسان 2003. وترويج دعاوى وقضايا القتل والاغتيال فيما بينهم منذ انقلابهم وإفشائهم لأسرار الدولة العراقية لأشخاص أجانب ممن كانوا يشاركوهم في حكم العراق فيما عرف بالقيادة القومية، إضافة إلى قضايا إشاعة الأفكار العنصرية والشوفينية وتكفير المذاهب والأديان الأخرى والخيانة العظمى مع الكورد منذ الأشهر الأولى بعد اتفاقية آذار عام 1970 وتخليهم عن أراضي عراقية لدولة أجنبية فيما عرف باتفاقية الجزائر.
إن هيئة الدفاع عن صدام حسين ورجاله لا تدافع عن شخص الرئيس وجماعته بقدر دفاعها عن نهجه وأسلوب حكمه وتفكيره وطبيعة نظامه القائم على الشكل الذي عاشه العراقيون منذ 1963 وحتى هذا اليوم، وأقول هذا اليوم لأنهم ما زالوا يحكمون الناس بنفس الأسلوب والتفكير والأبادة والتقتيل وإشاعة الرعب والإرهاب والاغتيال والاختطاف والتعذيب سواء ما كان من خلال ما يسمونه بالمقاومة أو من خلال عناصرهم التي زرعوها في أجهزة الدولة الجديدة والتي تمارس نفس السلوك وبمسميات مختلفة.
إن هيئة الدفاع عن النظام السابق، إنما تبرر وتصوغ وتشرعن كل ما جرى في العراق وفي كوردستان من إبادة جماعية للطبيعة والإنسان وتعتبر مئات الآلاف من ضحايا الأنفالات وحلبجة والجنوب والأهوار من النساء والرجال والأطفال، مجرمين استحقوا الموت الزؤام لما اقترفته أيديهم ضد دستور دولة البعث والأعراب وهي تقر وتعترف بأن كل ما حدث كان لحماية الثورة وحزبها مع الإصرار والترصد



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كفاح محمود كريم - هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟