أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - فوقوا بقى– مناظرة فى:هل القرآن بشرى الفكر أم إلهى















المزيد.....



فوقوا بقى– مناظرة فى:هل القرآن بشرى الفكر أم إلهى


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-فوقوا بقى(2) .
-الأديان بشرية الفكر والهوى(109) .

هذا البحث رغم دسامة محتواه وتعدد موضوعاته إلا أنه يمثل مقتطفات من كتابات سابقة مستفيضة أي إننى إستعنت بأمثلة قليلة من كتاباتى السابقة لأثبت بشرية القرآن لحماً ودماً وأعصاباً أو قل للدقة بشرية الهوى .
كنت أتمنى أن يمنحنا الحوار المتمدن ساحة للمناظرات بين أصحاب التيارات الفكرية المختلفة , ولكن لا يأس ليأتى هذا البحث هادفاً إلى إقامة مناظرة مع الأخوة المسلمين حول محتواه ليتخذ شكل الحوار الراقي مع البعض أمثال الأخ سعيد من الجزائر الذى أحترمه كشخصية مهذبة إسلامية متحضرة , وليتخذ أيضا شكل التحدي مع البعض أمثال بشاراة أحمد تلك الشخصية البالونية المتعجرفة المتعالية ولنرى ماذا سيؤول له حاله .

* آيات خاصة بالنبى محمد .
يعج القرآن بالكثير من الآيات الخاصة بالنبي محمد والتي تتعامل مع مشاكله العاطفية خاصة لتستغرب من هذه الآيات وكيف تكون من إله , وماجدواها لمئات الملايين من المسلمين , فإستحالة ورودها من إله إذا كان موجوداً لأنها تنال من عظمة ورفعة وألوهية الإله وتضعه يخوض فى التوافه , فلك أن تعلم أن الإله مالك هذا الكون الهائل بكل مجراته ونجومه التى تبلغ 225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة يعتنى بالقصص العاطفية لمحمد .. إله يمتلك ويدير هذا الكون الهائل ينصرف عن إدارته لتتصادم مجرات وتنهار وتتفجر نجوم تبتلعها ثقوب سوداء ليعتني بالقصص العاطفية لمحمد , فهل هذا منطقى أم أننا أمام نصوص بشرية كتبها محمد ليتعامل ويفى رغباته العاطفية .
فى الأحزاب 50: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين . ترجي من تشاء منهن و تؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك )
وفى الأحزاب 37 ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْد مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا) .
وفى التحريم 1 ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم) .
وفى الأحزاب 53 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ) .. هذه بعض الآيات التى تخص النبى ولتقف وتتأمل في منطقيتها ومغزاها ولتسأل هل من المعقول أن تصدر من إله كلى العظمة والرفعة لتصل الأمور أن ينزل آية تمنح محمد رخصة نكاح إمرأة تهب نفسها له أو تلك الآية التي تسمح له بالزواج من زوجة إبنه , ولك أن تتوقف أمام الإله كلى العظمة والرفعة ليأمر بالإستئذان عن دخول بيوت النبى , فهل هذا صادر من مدير وصاحب مملكة تحتوى على 225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة !!! ثم لك أن تسأل ماجدوى مثل هذه الآيات فى القرآن وماجدواها بالنسبة للمسلمين؟!! فألا يعنى لك أننا أمام نصوص بشرية كُتبت بدون لباقة وحكمة .

* آيات حسب الطلب أو قل هو التأليف .
كثير من آيات القرآن جاءت تعالج مواقف محددة وهذا مايعرف بأسباب التنزيل أى الأسباب التى دفعت كاتب النص أن يكتب الآيات , ولك أن تعلم أن معظم آيات القرآن ماعدا قصص الأنبياء كان وراءها حدث يطلب المعالجة والإفتاء , فهل هذا يعنى أننا أمام نصوص إلهية محفوظة منذ الأزل أم أننا أمام نصوص بشرية تعالج حدث أو طارئ أو إشكالية لتمارس فعل الإنسجام والتوافق مُتقيدة بملابسات وظروف الحدث , فهل يمكن أن تعتبر تلك النصوص التوافقية نصوص إلهية , وهل يصح إعتبار تلك الآيات دستور ومنهج وشرع حياة وهى التى إرتبطت بحدث خاص زمانى ظرفى محدد ؟! , وماذا لو لم يتحقق هذا الحدث الخاص؟!

- روى الترمذي والبيهقي وأحمد عن أم سلمة أنها قالت : يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجل نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) . وكانت أم سلمة قد قالت للنبي : يا نبي الله ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرون فأنزل الله عز وجل ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ) كما روى الترمذي والنسائي وأحمد
, كذا قالت أم سلمة للنبى : يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء , فأنزل الله عز و جل ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) كما روى الحاكم والترمذي
وفي رواية عن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله إني أردت من أهلي البارحة ما يريد الرجل من أهله ؛ فقالت : إنها قد نامت فظنتها . تعتل فواقعتها , فنزل في عمر ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) .
بماذا تفسر هذه المشاهد فألسنا أمام آيات جاءت حسب الطلب لتفى رغبة ومراضاة الجمهور .

- عبد الله بن أبى السرح هرشها .
لدينا قصة عبد الله بن أبى السرح ولمن لا يعرفه فهو صحابي جليل أسلم قبل صلح الحديبية وأوكل إليه محمد مهمة كتابة الوحي , ثم ارتد هذا الرجل عن الإسلام!!. وهو الذي نزلت في شأنه آية: (ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) لذا فإرتداده بالرغم أنه كان صحابى نال ثقة النبى بكتابة الوحي وهذا يعطى علامة إستفهام كبيرة , ولكننا لن نحتار كثيرا عندما نتوجه إلى كتاب أسباب التنزيل للواحدي ليشرح لنا سبب نزول آية " وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ " فيقول : نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِالإسْلامِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ يَكْتُبُ لَهُ شَيْئًا، فَلَمَّا نَزَلَتِ آية سورة الْمُؤْمِنُونَ: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ من طين أَملاهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ عَجِبَ عَبْدُ اللَّهِ فِي تَفْصِيلِ خَلْقِ الإِنْسَانِ، فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-هَكَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيَّ ، فَشَكَّ عَبْدُ اللَّهِ حِينَئِذٍ وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَقَد أُوحِيَ إِلَي كَمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ كَانَ كَذَّابًا لَقَدْ قُلْتُ كَمَا قَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ , وَارْتَدَّ عَنِ الإسلام .هَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ .. فكيف تفسر هذا ؟!
- هل هو توارد خواطر بين الله وعبد الله بن ابى سرج .
- هل هرشها عبد الله بن أبى سرج لذا قال : " لَئِنْ كَانَ مُحَمَّد صَادِقًا لَقَدْ أُوحِيَ إِلَي كَمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ كَانَ كَذَّابًا لَقَدْ قُلْتُ كَمَا قَالَ " .
- هل محمد أُعجب بتعقيب عبد الله : " تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " , فأقتبسها ولم يفطن أن هذه العبارة تنفى التوحيد فهناك خالقين والله أحسنهم .

- طب إكتب دى كمان .. لعيونك يا ابن مكتوم .!
آية ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر ) . آية ذات قصة عجيبة نتأملها من صحيح البخاري وأسباب التنزيل للواحدي : فلما نزلت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله, قال النبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا زيداً ، وليجئ باللوح والدواة والكتف . ثم قال : اكتب لا يستوي القاعدون . وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى ، قال : يا رسول الله فما تأمرني ، فإني رجل ضرير البصر ؟ فنزلت مكانها ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر ) الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح .
بماذا تفسر :
-هل الملاك جبريل كان على باب الخيمة وعندما وجد تدخل بن مكتوم أجرى إتصال موبايل مع الله , فأشار الله بالتعديل ليهمس جبريل بعدها فى أذن النبى .
- كيف تفسر تعديل الآية , وهل كانت فى اللوح المحفوظ منذ الأزل , أم ان مشهد عمرو بن مكتوم لم يكن وارداً .
- أم أن الأمور بسيطة فى فهمها , فكل آيات القرآن جاءت لتعالج أمور فى حينها ليتفاعل محمد مع الحدث ومتطلباته ليخرج آيات تفصيل تتوافق مع كل ظرف .

- ولا يهمك نشطبها .!
فى البقرة 284( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ) ليستصعب الصحابة هذا الحكم لدرجة ان هناك من بكى , فالله قرر أن يحاسب البشر عما يضمروه فى أنفسهم أي على نيتهم ليدرك محمد ذلك فأطلق أولا حديثه (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) ليعقبها بآية ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) سورة البقرة 286 .فكيف تفسر هذا؟
- الله لم يُدرك أن الآية الأولى البقرة:284 مَعطوبة غير صالحة وستلقى الرفض والإستهجان فتدارك خطأه هذا فى البقرة 286 ليلغى الأولى , فلم يتأخر الله كثيرا , وجل من لا يسهو .
- محمد إخترع الآية الأولى وعندما وجد الإستهجان إضطر لتعديلها فى الآية الثانية فليس من المعقول أن الله يُخطأ ولا يَعلم .

- سبوبة وضاعت .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . ذهب أكثر العلماء إلى نسخها بقوله تعالى: ( أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُم صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُم فَأَقِيمُوا الصّلاةَ وَآتوا الزكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .
عندما تُليت الآية الأولى لم يعمل بها غير علي بن ابى طالب فكان له دينار فباعه بعشرة دراهم, فكان كلما ناجى الرسول صلى الله عليه واله وسلم قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات. وروى ابن جرير بإسناده عن مجاهد قال: " قال علي رضي الله عنه آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي: إذا ناجيتم "., وقال الشوكاني: وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عنه - علي بن أبي طالب - قال: " ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت، وما كانت إلا ساعة يعني آية النجوى ". فما تفسيرك لهذا ؟
- سبوبة كان يأملها الرسول وضاعت عليه .
- عندما وجد الله أن الصحابة أصحاب ضيق يد أو مقطرين على النبى نسخ الآية , فلا تتوقف أمام هذا النسخ السريع بعد الساعة , فقد زود الله جبريل ب600 جناح ليقطع مليارات السنين الضوئية فى ساعة .
- محمد كان يأمل أن يقدم الصحابة صدقة عند لقاءه وعندما وجد استنكارهم وشح يدهم تراجع .

* اسباب التنزيل التى تعنى بشرية وظرفية النص .
لا تعتبر الصور التي عرضناها من أسباب التنزيل حالة خاصة بل سنجد أن كل الآيات القرآنية التي تُصدر مواقف إيمانية ونهجية وسلوكية إرتبطت بحدث خاص له أصحابه وشخوصه وظرفه الخاص , فالنص جاء لتلبية ومعالجة موقف بذاته ولولا هذا الحدث ما جاءت أي آية , وهذا يفسر لنا التناقض فى النصوص القرآنية التي أثرنا بعضها ويوجد الكثير لنضيفه ليكون مصدر التناقض هو تغير الأحداث والمشاهد ووضعية وحال المُشرع والمشروع الاسلامى لنخلص من هنا أنه من الخطأ بل من الخطورة التعاطي مع نصوص جاءت لحدث تاريخي محدد كمنهج فكر وسلوك ومواقف دائمة فلا يصح تثبيت المشاهد التاريخية والتماهي فيها لأنها ستستدعى بالضرورة نفس النهج والرؤية والفكر التصادمي المتعنت القديم بالرغم أن الظروف تغيرت تماما .

- الآية القرآنية التي وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن , وتعنى وضع ساتر بينهن وبين المؤمنين أي بمثابة ستارة وليس غطاء للرأس والوجه : ( يا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لايستحى من الحق وإذا سألتموهن ( أى نساء النبى ) متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا إن ذلكم كان عند الله عظيمًا ) الأحزاب 33 .
هذه الآية تتضمن ثلاثة أحكام: الأول عن تصرف المؤمنين عندما يدعون إلى الطعام عند النبي , والثانى : عن وضع الحجاب بين زوجات النبى والمؤمنين , والثالث: عن عدم زواج المؤمنين بزوجات النبى بعد وفاته .
قيل فى أسباب نزول الحكم الأول من الآية عن تصرف المؤمنين عندما يدعون إلى الطعام عند النبي , فسبب نزول الآية عندما تزوج النبى من " زينب بنت جحش" إمرأة زيد, فدعا الناس, فلما طعموا جلست طوائف منهم يتحدثون فى بيت النبى, و" زينب" مولية وجهها إلى الحائط , فثقلوا على النبي , ومن ثم نزلت الآية تنصح المؤمنين ألا يدخلوا بيت النبى إذا ما دعوا إلى طعام إلا بعد أن ينضج هذا الطعام, فإذا أكلوا فلينصرفوا دون أن يجلسوا طويلا ًيتحدثون ويتسامرون. تفسير القرطبى .
وقيل فى أسباب نزول الحكم الثانى من الآية والخاص بوضع حجاب بين زوجات النبى والمؤمنين , إن عمر بن الخطاب قال للنبى: " يا رسول الله, إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر, فلو أمرتهن أن يحتجبن ". فنزلت الآية. وقيل إنه إثر ما حدث عند زواج النبى بزينب بنت جحش نزلت الآية بأحكامها الثلاثة تبين للمؤمنين التصرف الصحيح عندما يدعون إلى طعام فى بيت النبى, وتضع الحجاب بين زوجات النبى والمؤمنين, وتنهى عن الزواج بزوجاته بعد وفاته.

- لنا فى آية الجلابيب بَيان أوفى فهي أكثر وضوحا وتبيانا ونصها: ( يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلاليبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين ) سورةالأحزاب 33.
سبب نزول هذه الآية أن عادة العربيات وقت التنزيل كانت التبذل, فكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء (الجوارى) , وإذ كن يتبرزن فى الصحراء قبل إستحداث الكُنف (دورات المياه) فى البيوت , ومن هنا كان بعض الفجار من الرجال يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجوارى أو من غير العفيفات , وقد شكون ذلك للنبى ومن ثم نزلت الآية لتضع فارقاً وتمييزاً بين الحرائر من المؤمنات وبين الإماء وغير العفيفات بإدناء المؤمنات لجلابيبهن , حتى يُعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر يتتبع النساء دون أن يستطيع التمييز بين الحرة والجارية أو غير العفيفة. أنظر لكل كتب التفسيرات وأسباب التنزيل . إذن الحكم فى هذه الآية أو القصد من إدناء الجلابيب أن تعرف الحرائر من الإماء والعفيفات من غير العفيفات , حتى لا يختلط الأمر بينهن ويُعرَفن , فلا تتعرض الحرائر للإيذاء وتنقطع الأطماع عنهن .

- فى آية ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).قال ابن عباس فى أسباب التنزيل : نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة بدر ألم تروا ما أصابكم فلو كنتم على الحقّ ما هُزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم.
وفى موضع آخر عن الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا شُعيب عن الزهريّ قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه أن كعب بن الأشرف اليهودي، كان شاعرًا وكان يهجو النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويحرّض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤْذُون النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه أشدّ الأذى، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم وفيهم أنـزلت: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلى قوله: فَاعْفوا وَاصْفَحوا.
هذه آية أخرى تجد حضورها فى الفكر الإسلامي بأن اليهود والنصارى يأملون أن يردوا المسلمين عن إيمانهم لتجد التهيؤات بالمؤامرات الصليبية اليهودية قد تصاعدت وما سيصاحب هذه التهيؤات من كراهية وتوجس ونفور لتجد حضورها فى ذهنية المسلم بينما الآية تعتنى بمشهد محدد بل يمكن القول بأنه حدث تافه عن شاعر يهودى يهجو النبى أو كما قال ابن عباس فى نفر من اليهود يعايرون المسلمين بهزيمتهم فهل يعنى هذا أن نعمم هذه الرؤية على مدار الزمان ليتصور المسلم أن اليهود والنصارى يأملون أن يردوهم عن إيمانهم لتُنتج حالة من الإحتقان والعداوات من لا شئ وحتى لو سلمنا حتى بأن هذه الرغبة متواجدة دوماً فى اليهود والنصارى فهى ليست بذات قضية تستحق ,فالمسلمين يأملون أيضا أن يردوا اليهود والنصارى عن إيمانهم لتأتى الآية بغية تجييش المشاعر وتحصين الشرانق .

- آية ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فى أسباب تنزيلها : كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو وَكَهْمَسُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ وَقَيْسِ بْنِ زَيْدٍ- وَهَؤُلَاءِ كَانُوا مِنَ الْيَهُودِ يُبَاطِنُونَ نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ لِيَفْتِنُوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ- فَقَالَ رِفَاعَةُ ابن الْمُنْذِرِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ وَسَعِيدُ بْنُ خَيْثَمَةَ لِأُولَئِكَ النَّفَرِ: اجْتَنِبُوا هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ وَاحْذَرُوا لُزُومَهُمْ وَمُبَاطَنَتَهُمْ لَا يَفْتِنُوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ، فَأَبَى أُولَئِكَ النَّفَرُ إِلا مُبَاطَنَتَهُمْ وَمُلَازَمَتَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ الْيَهُودَ وَالْمُشْرِكِينَ وَيَأْتُونَهُمْ بِالْأَخْبَارِ وَيَرْجُونَ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الظَّفَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، وَنَهَى الْمُؤْمِنِينَ عَنْ مِثْلِ فِعْلِهِمْ.. وَقَالَ جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ بَدْرِيًّا نَقِيبًا، وَكَانَ لَهُ حُلَفَاءُ مِنَ الْيَهُودِ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ. قَالَ عُبَادَةُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ مَعِي خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ يَخْرُجُوا مَعِي فَأَسْتَظْهِرُ بِهِمْ عَلَى الْعَدُوِّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ .
نجد روايات متقاربة لأسباب تنزيل آية " يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" ولكن يجمعها عامل مشترك واحد أنها تعاطت مع حدث محدد بشخوصه وتفاعلاته , فما المعنى والمبرر الذى يجعل هذه الآية تعبر عن موقف ونهج ثابت وذات رؤية سارية المفعول على مدار الزمان والمكان .

* تناقضات فى النصوص القرآنية .
عندما نقول أن الأديان نتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا تعسفاً أو إدعاء بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء من دراسة الأساطير والقصص التي تروج لوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم فى مقابل ذلك أي إثبات على وجودها بالرغم من عظم تلك الإدعاءات والقصص المروية عنها وذيوعها , كما لا تكتفي بشرية الأديان بحجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم كالشمس التى تشرق وتغرب وتدور حول الأرض المسطحة, وتلك السماء التى بمثابة سقف مرفوع على أعمدة فى بعض الميثولوجيات وبدون أعمدة مرئية فى ميثولوجيا أخرى لتلتصق بها النجوم كمصابيح إضاءة, كما يضاف لبشرية الأديان طرحها لمنظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعاتها لم تعد تتناسب مع أنساقنا العصرية , وإذا كان هذا يعنى شئ فهو أننا أمام تصورات ورؤية إنسان قديم عن الوجود , هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته وتعاطيه مع واقعه لينسج قصص وخيالات وشرائع لا تخرج عن طبيعة فكره ومستوى معارفه فلا يغيب هذا عن أي عقل مطلع على النص التراثي والباحث بموضوعية لم يصيبها التخدير والإنبطاح أمام المقدس , أي عقلية حيادية متزنه وضعت الحصان أمام العربة ولم تتبع العكس .
دعونا نعرض بعض المشاهد من القرآن تثبت بجلاء بشرية النص ولن نطالب هنا أن يتحلى أحد بعقلية حيادية نزيهة ولا أن يتخلص من نظرته المقدسة , فالمشهد بما يحمله من جلاء ووضوح كفيل أن يثقب العيون الغافلة ويصفع العقول المخدرة بسكرة المقدس بمشاهده الفجة ذات التناقض الحاد والتي لن يجدى معها أى مرواغات وإلتفافات باحثة عن تبرير وتلفيق فهي لن تترك سوى الحرج الشديد وتجعل العقل يتحرر قليلا من شرنقته متحسساً رؤيتنا عن بشرية الأديان .
لن يكون سبيلنا الإتكاء على حالة غموض أو إلتباس فى فهم النص تستنتج التناقض , فالتناقض من الفجاجة والوضوح تجعله لا يقبل أى تأويل أو مرواغة فهى تصريحات إلهية تتعلق بالحدث لتصرح بشئ فى موضع وتذكر خلافه فى موضع آخر ,أى أننا سنتناول تضارب الحدث والمشهد الإخبارى الذى يدل على بشرية كاتب إعتراه السهو والغفلة وعدم التركيز .

- أيهما أولا العجل أم الصاعقة ؟!
لدينا تناقض غريب لن يجد من يبرره فهو يضع سيناريو لحدث فى آية ثم يغيره فيما بعد في آية أخرى , ففى سورة البقرة نقرأ (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم" باتخاذكم العجل" فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "فأخذتكم الصاعقة "وأنتم تنظرون) لنجد مشهد اتخاذ العجل للعبادة قد سبق مشهد أخذ الصاعقة لبني اسرائيل ثم نقارن هذا بما ورد في الآية 153:( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم" ثم اتخذوا العجل" من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا ) أى أن الصاعقة أخذتهم ثم اتخذوا العجل فى قول لا يحتمل اللبس بقوله :(ثم اتخذوا العجل).
نحن أمام مشهد متناقض شديد الغرابة لا يترك أى مساحة للتفسير والتبرير فهو لا يعتني بنسخ حكم مثلا بل بسرد مشهد تاريخى ذو سيناريوهين متضاربين.!

- هل ينطقون أم لا ينطقون .؟!
فى مشهد إخبارى أيضا عما سيدور فى يوم القيامة للكافرين نجد مشهد متناقض فالله يقول ( يوم نختم على أفواههم ) وأيضاً (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) وكذلك (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون) مما يدل على أن الكفار فى يوم القيامة ممنوعون من الكلام حتى للدفاع عن أنفسهم , ولكننا نجد في آية أخرى أنهم ينطقون ويتكلمون بحرية (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ ) فصلت. وفى آية أخرى (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) الأنعام. وفي آية ثالثة (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ ) الأنعام .
إذن لدينا آية تقول بإخراس الكفار عن النطق فى يوم القيامة ( يوم نختم على أفواههم ) وآيات أخرى نجدهم ينطقون ويتكلمون فما معنى هذا سوى أننا أمام تناقض وتضارب شديد لن تجد ما يسعفه أو يبرره فهو يتناول مشهد إخباري من علم الله , لذا لن تخرج الأمور عن وصف بشري لمشهد متخيل تأثر هذا الوصف بما يعتمل في نفس هذا الشخص من مشاعر وانفعالات لحظة التأليف .

- يتساءلون أم لا يتساءلون .!
في نفس مشهد يوم القيامة نجد القرآن يخبرنا عن حال البشر ( فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ) كما يسترسل فى سرد المشهد الرهيب ليوم القيامة بقوله: ( يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) ليتضح أن هول الموقف لن يسمح لإلتفات المرء فيه لأخيه أو أمه وأبيه فضلاً عن إنشغاله بباقي الناس مما يؤكد قوله " لا يتساءلون ".ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول: ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) .ويقول أيضاً :( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ). مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون ..فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا ؟!

- هل الإيمان إطمئنان أم وجل .؟!
يقول القرآن في وصف المؤمنين ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد. وهذا وصف جميل يجد صداه لدى أهل الإيمان وكثيراً ما يتم ترديده بأن القرآن وذكر الله يمنح الطمأنينة والأمان ونرى هذه الدعاية والتوصيف تجد سبيلها أيضا عند كل أصحاب الإيمان , فالمسيحى واليهودى يجد طمأنينة وسلام عند تعاطيه مع الكتاب المقدس , فالانسان رهين أوهامه يستطيع أن يطوع عقله وعواطفه ليتقبل ما يريد أن يتقبله , ولكن القرآن لا يحافظ على هذه البشارة التى قدمها بأن القرآن يجلب الطمأنينة لنجده فى آية أخرى في سورة الأنفال تقول : (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وَجلت قلوبهم) فنحن هنا أمام معضلة, فالفعل هو ذات الفعل وهو ذكر الله , والفاعل هو نفس الفاعل وهو المؤمن , ولكن الله يقرر في الآية الأولى أن ذكر الله يطمئن القلوب ثم يذكر في الثانية أنه يصيب القلوب بالوجل وهو الخوف والاضطراب .!

- الله والنسيان .!
بحكم أن الله كلى المعرفة وعالم الغيب وما تخفيه الأنفس فيكون منطقياً ألا ينسى , فالنسيان حالة إنسانية تعنى الضعف والوهن لذا يقول في مريم 64 (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّا) وفى طه 52 : [فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى] ولكن نفس القرآن يجعل الله ينسى كما فى التوبة: 67 ( نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ) .!
فهل ينسى أم لا ينسى ؟!.. يمكن تفسير الآية الأخيرة أنها جاءت كإنفعال بشرى يشوبه العصبية تجاه المخالفين فكما جعل صاحب النص الله يضل ولا هادى بدونه ولا سبيل نجاة من ضلاله ليختم البشر بختم الضلال كرد فعل ضد الناقدين والمعارضين الذي عجز عن مواجهتهم ليسوق أن نقدهم لم يأتى لقوة حجتهم بل جاء كنتيجة قدرية لتضليل الله لهم رغماً عنهم لتقترب آية " نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ" من هذا النهج الفكري كنهج عناد , ولتبقى فى النهاية تناقض أمام من يرفضون بشرية النص وعليهم ان يتوقفوا عنده .

- الله ليس كمثله شئ أم مثله .
يُعتبر القرآن اكثر الكتب الدينية تعظيماً وتبجيلاً للإله بآية ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ونجد هذا فى مواضع عدة ( سبحان الله عما يصفون ) المؤمنون 91 - (سبحان الله رب العرش عما يصفون ) الانبياء 2- وفى الشورى 11 ( فاطر السموات والارض.. ليس كمثلة شى وهو السميع البصير) وهو يعنى ان الله لا مثيل له وأرى هذا شئ ينزه الإله ويبعده عن أى تشبيه أو تمثيل فمهما حاولنا أن نجد له شبه أو مثيل فسيكون الله مخالفاً لذلك , ولكن القرآن يعج بعشرات الآيات التى تغرق الله فى المثيل والشبه وذلك بالإفراط فى تناول الصفات البشرية كالغضب والإنتقام والقوة.. الخ , كما تغرقه فى التشبيه الإنساني كون له وجه ويد وساق وقد تناولنا تلك الآيات سابقا ولنضيف هنا مشهد جديد عن الإله الذى يشارك الملائكة الصلاة على النبى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب:56. فإذا كان لنا أن نندهش من إله يصلى على عبده ومدى تهافت هذا المشهد الذي ينال من الألوهية فلنا أن نتوقف أيضا عن فعل مشاركته للملائكة ومدى انسجامها مع ليس كمثله شئ .!

- هل عذب الله عاد يوماً واحداً أم عدة ايام ؟!
فى سورة فصلت نجد أن الله عذب عاد فى عدة أيام ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ) بينما فى سورة القمر19 إكتفى بيوم واحد ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ 18إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ) .

- تناقض فى قصة الخلق - خلق الأرض قبل السماء أم السماء قبل الأرض . !!
( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ ) سورة فصلت 41: 12 - وفى آية أخرى (هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم ) سورة البقرة /29.
واضح من هذه الآيات أن خلق الأرض جاء أولا ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ) و( فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) كما نلاحظ إستهلال الآية بخلق الأرض فى يومين ويأتى تقدير الأقوات قبل خلق السماء , ولكن فى موضع آخر جاء خلق السماء قبل الأرض ( أَأَنْتُمْ أَشَّدُ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا ) سورة النازعات 79: 27 . فما معنى ذلك ؟ وأيهما خلق أولا الأرض أم السماء .؟!!

تناقضات عقائدية
- الموقف من إيمان اليهود والنصارى .
(إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون ) سورة المائدة 5: 69 . هنا وضع الله اليهود والنصارى والصابئة مع المسلمين فى مرتبة واحدة من حيث المصير فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون طالما آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا , ولكن هذه الآية تتناقض مع سورة آل عمران ( مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين )سورة آل عمران 3: 85.فهل هم خاسرون أم لا ؟ وهل الإسلام يعتمد أي رسالة سابقة بعد مجيئه كونه خاتم الرسالات وناسخ ما قبله ليكونوا من الخاسرين أم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .؟!

- الصفح والغفران أم الجهاد وإغلظ عليهم .
فى سورة الحِجر 15: 85 آية جميلة ( إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ ) فهى دعوة طيبة للصفح والتسامح ولكن ما تلبث أن تبددها وتناقضها آية سورة التوبة 9: 73 ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَإغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ) ..فهل التعاطى مع الكفار والمشركين يكون بالصفح أم بالجهاد والإغلاظ عليهم ؟!
أتصور سبب التناقض أن الآية الأولى جاءت فى مرحلة تكوين الإسلام الذي لم يطلب التصادم , أما الآية الثانية فجاءت في مرحلة التمكين والقوة والسيادة للحضور المحمدي , ولكن وفقا للمنطق الإلهي فمن المفترض إن الله يرسل رسالة محددة غير ملتبسة للعالم أجمع في كل زمان ومكان , فهل يريد الصفح الجميل أم الجهاد والإغلاظ عليهم ؟!

- هل الله يضره شئ أم لا يضره .؟!
الله لا يضره شئ فيُفترض أنه إله عظيم لن يناله الضرر من عبيده لذا جاءت سورة التوبة فى هذا السياق ( إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )التوبة -ولكن نفس الإله يتعرض للضرر والأذى من عبيده ليغضب من هذا الأذى ويلعنهم فى الدنيا والآخرة ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) الأحزاب 57 . فهل الله يضار فى شئ أم يضار ويتأذى لدرجة أنه يفقد أعصابه ويلعن .؟!

- شئ غريب ..تناقض فى آيتين متتاليتين .!
فى سورة النساء لدينا آيتان متتاليتين متناقضتين والغريب أنهما متجاورتين هذه المرة ففى النساء 78:4 (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِب ْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ) . وفى النساء 79:4 ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا ) .
ففي الآية الأولى تقر بشكل واضح أن الحسنه والسيئة من عند الله , أما الآية الثانية تجعل الحسنه فقط من الله أما السيئة فمن البشر , لتشكل هاتان الآيتان إشكالية كبيرة أدت لظهور مذهب القدرية كفصيل فكرى إسلامى , فهل السيئة من الله أم من أنفسنا .
فى الحقيقة ان كثير من الآيات القرآنية تجعل السيئة من الله كأنه يفتن ويضل مثل القول ( قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ ) طه 20 .و العنكبوت 29 ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ).

- موقف متناقض من الكفار .
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْن) سورة الأنفال 8: 65. ليناقضها ( وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً )سورة الأحزاب 33: 48
ففى الآية الأولى دعوة صريحة للنبي على تحريض المؤمنين على القتال , وفى الآية الثانية دعوة إلى عدم طاعة الكافرين والإنصراف عن أذاهم بسلام وليتوكل المؤمنين على الله ويكفيهم هذا فالله وكيلهم .!

-هل هناك إكراه فى الدين أم لا .؟!
آية سورة البقرة2: 256 (َلا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ). من الآيات الجميلة فى القرآن والتي أرى ان الكثيرين من المسلمين الطيبين يتعاطون معها وكذلك آية ( وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) سورة الأنعام 6: 107 فهاتان الآيتان تدعوان لعدم الإكراه فى الدين ولتتحقق حرية الإيمان فلست عليهم بوكيل ولكن ما يلبث أن يتبدد كل هذا أمام آية سورة البقرة 2: 193 (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ) . وفى موضع آخر (قُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ ) سورة آل عمران 20. لتناقضها آية أخرى ( قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) سورة التوبة29 .

- هى عشر رضعات معلومات تم نسخهن إلى خمسة .
فى قول لعائشة : كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن . ثم نسخن : بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن . الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1452 فكيف تفسرهذا المشهد :
- قول عائشة "وهن مما يقرأ من القرآن" يدل على بقاء التلاوة وأن النبي توفي وبعض الناس يقرؤها , فأين هى الآن سواء الناسخة أو المنسوخة , فألا يعنى أن التحريف والنقص قد نال القرآن .
- لا يقول أحد أن عائشة طائشة فهى الحميراء أم المؤمنين التى يؤخذ منها نصف الدين , لتبقى المصيبة أن المسلمات لا ينفذن أمر الله فلا عشر رضعات ولا خمس , وللأسف هناك من يستهزئ ويسخر ويستهجن رضاع الكبير .

- الآيات المحفوظة والداجن .
في صحيح إبن ماجة، يُروى لنا : (عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها) .
- داجن تمكن من إبتلاع آية الرجم وآية رضاعة الكبير, وبذلك أحرج الداجن الله القائل "إنا لحافظون".
- القصة حقيقية بدليل إنتهاج المسلمين لحد الرجم ولكن ما الضمانه أن الداجن لم يأكل آيات أخرى فى مناسبات أخرى مما يلقى ظلال كثيفة على حفظ القرآن والتحريف .
- تتبدد حيرتنا وقلقنا عندما نُدرك إنها كتابات بشرية شأن أي كتابات يمكن أن يعتريها التبديد والفساد .

- ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .
ما تفسيرك لقول عائشة ما أرى ربك إلا يسارع فى هواك :
- عائشة فقستها أو هرشتها لتسخر من محمد وتفضح أمره بأن النصوص تأتى من مطبخه مُلبية رغباته وشهواته .
- عائشة مراهقة إنتابتها الغيرة فذكرت تلك المقولة عندما وهبت خولة بنت حكيم نفسها للنبى , ولكن هذا القول يكفرها ويخرجها من الإيمان فقبل إساءتها للرسول فهي طعنت فى الألوهية والرسالة والوحى , والغريب أن التراث لم يذكر مجرد معاتبة الرسول لها بالرغم أن قولها يعنى الكفر .
- هذا الحديث ضعيف مدسوس من الإسرائليات أو من الشيعة الرافضة التى تتحامل على عائشة ولنريح دماغنا وأعصابنا . ولكنه ورد فى البخارى وفى كافة كتب التراث .

* أخطاء علمية في القرآن .
للأسف المسلمين لا يخجلون شأنهم فى ذلك شان اليهود والمسيحيين الذين يغفلون عن عمد للهراء والمغالطات العلمية فى القرآن والكتاب المقدس ليصل الزيف والتدليس حده بإدعاء الإعجاز العلمي فى كتبهم وماهو إلا تلفيق وتدليس وَلي للنصوص الدينية ولكن قبل الحديث عن الإعجاز العلمى الذى سنفضحه لاحقاً , حان أن يواجه المسلم المغالطات العلمية الساذجة فى قرآنه .
فالأرض مسطحة بالقرآن ( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) سورة الغاشية آية 20 (وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا ) سورة الذاريات آية 48 , ولها أطراف ( بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفََلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) , والسماء سقف ( وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) سورة الطور آية 5 ,(و َيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ ) سورة الحج آية 65 , أضف لذلك إلى أن كل المفسرين قالوا أن الله يمسك السماء وان لم يمسكها فإنها ستقع على الارض ويهلك من فيها و(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) سورة الرعد آية 2

النجوم فى القرآن لرجم الشياطين ففى كتاب بدء الخلق 63 باب فِي النُّجُومِ 3 : قَالَ قَتَادَةُ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ أَخْطَأَ وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ .
وفى كتاب بدء الخلق 63 باب صفة الشمس والقمر أيضا : الشمس تسجد عند العرش . حديث 3032 :(حدَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ .... قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
كذلك الشمس تشرق وتغرب بين قرني الشيطان ففى كتاب بدء الخلق 63 باب صفة إبليس وجنوده 11,حديث‏ 3099:‏ (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ .... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ وَلَا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ أَوْ الشَّيْطَانِ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ ) .
والشمس تغرب في عين حمئة وردت في أطار رحلة ذو القرنين ) حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما" قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حُسنا ) سورة الكهف 18 : 86 تفسير الطبري : "عين حامية " فقال ابن عباس : إنها عين حمئة ... فقال كعب : أما الشمس فإنها تغيب في ثأط ، فكانت على ما قال ابن عباس ، والثأط : الطين .

*تهافت البلاغة
هناك إلحاح غريب على أن القرآن يحوى إعجاز بلاغى ليعزى هذا إلى أن مصدر القرآن إلهي وليس بشري , بالرغم أننى أرى يجب أن تكون أهمية الكتب المقدسة بما تحويه من حزمة أفكار وقيم وسلوكيات أكثر من أهمية رطانة اللغة إلى أننا سنتوقف أمام بلاغة القرآن طالما يريدونه بلاغياً , فلا يصح أن يكون مصدره إلهى ويقع فى الأخطاء النحوية والإملائية .
هناك أخطاء نحوية وإملائية عديدة بالقرآن يمكن الإطلاع عليها فى مقالاتى ومقالات كتاب آخرين ولكنى سأكتفى هنا بمثالين لا يقبلا أى محاولة للمرواغة والتلفيق والزيف الذى إعتاده محتالي التفسير ليخترعوا لغة جديدة يفسرون بها الأخطاء البلاغية , فما سأعرضه هو الأخطاء عند تطابق الآيات ليظهر الخطأ فى الموقع الأعرابى .

- بطونها أم بطونه .
فى المؤمنون 21 ( وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها) لتتكرر هذه الآية بصورة كربونية فى النحل 66 ( وان لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه ) وهذا حال القرآن فى تكرار الآيات لتتطابق بنفس الكلمات ولا نعرف ماهي البلاغة فى ذلك التكرار , فالبلاغة تعنى الدقة والإيجاز والوصول للمعنى بأقل عدد من الكلمات بلا رتابة وتكرار, ولكننا سنتوقف أمام خطأ نحوى حل بآية سورة النحل , فكلمة الأنعام هى صيغة جمع مؤنث , وكان ينبغى أن يأتى الضمير المتصل العائد عليها بنفس صيغة الجمع المؤنث , لكنه جاء بصيغة المُفرد المُذكر مخالفاً لقواعد اللغة والبلاغة , فالصواب يقول : نسقيكم مما فى بطونها , وهذا ما جاء فعلاً فى آية المؤمنين ليضم القرآن بين دفتيه الصيغة الخاطئة والصحيحة والمُفترض أن الإثنين كلام الله .!
هذه الجزئية سيعجز هواة التلفيق والتزوير فى إيجاد تفسير نحوى لها , فكما نلاحظ أن لديهم قدرة غريبة فى الغش بتقديم تفسيرات بهلوانية للآيات التى تحوى أخطاء لغوية نحوية وإملائية ولكن فى هذه الحالة التي نحن بصددها لن يجد أصحاب التلفيق سبيلاً , فالآيتان التى يأتى فيها (بها) و( به) فى موقع إعرابى واحد جاء بعد ( وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في) أى القاعدة النحوية التي ستستخدمها فى إعراب الآية الأولى هى نفس القاعدة فى تطبيقها على الآية الثانية سواء أكانت وفق قواعد اللغة التي نعهدها أو قواعد ملفقة لتبرر الخطأ أي لابد ان يكون هناك خطأ لا سبيل للخروج منه .!

- صائبون أم صائبين .
كذلك الحال فى سورة المائدة 69 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) وهنا يقول الصابئون و هذا يخالف ماقاله فى آيتين آخريتين لتأتى الصابئين , ففى البقرة 62 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) .وفى الحج 17(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد ٌ) .
لنلاحظ أن كلمة الصائبون فى آية المائدة 69 خاطئة , فنحويا يتطلب أن تكون كلمة " الصابئون" منصوبة لأنها اسم "ان" أى تكون "الصائبين" وهذا ما تحقق فى آيتى البقرة 62 والحج 17 .
لنزيد الأمور حرجاً فلا يستطيع الملفقين ومحتالى اللغة ممارسة ألاعيبهم فى كسر قواعد اللغة وإختراع نحو جديد لنقول أن كلمة الصائبون والصائبين جاءتا فى نفس الموقع إعرابى واحد فى الآيات الثلاثة بعد ( إِن الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى ) أى القاعدة النحوية التى سيتم إعتمادها سواء صائبة أو مُلفقة لا سبيل للخروج عنها .. فهل هى صائبون ام صابئين أم كتابات بشرية اخطأت .. وما هو الإعراب عند مرددي الإعجاز البلاغى وكيف الخروج من هذا المأزق ؟!.

أكتفى بهذه المقتطفات التي تثبت بشرية القرآن وليرجع من يريد الإستفاضة لمقالاتي السابقة أو فلينتظر أجزاء أخرى في هذا الملف حال نجاح إقامة مناظرات محترمة خاصة مع أصحاب الصدور المنتفخة ولنرى .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات وثورة فى المسألة الأخلاقية
- الإله الوهم والوجود والأزلية
- مجلتى - العدد الثالث
- فوقوا بقى(1)-الأديان بشرية الفكر والهوى(108)
- تأملات فى الإنسان والحياة والوجود
- تأملات فى الإنسان
- مفاهيم خاطئة وأشياء نرددها لا نفطن لها
- ثقافة تحتفى بالجهل والإنبطاح والبلادة والتهافت
- آن الأوان لتبديد وهم المصمم..إهداء للأخ مروان
- ما الجدوى وكيف - 300 حجة تُفند وجود إله
- المغالطات المنطقية التى تنحرف بنا عن الفهم الصحيح للحياة
- تأملات فى أسئلة لفهم الإنسان والحياة والوجود
- رقصة الكيكى تفضح مجتمعاتنا الهشة وثقافتنا البائسة
- نفهم الحياة من ذكرياتنا وإنطباعاتنا البدئية العفوية
- أوهامنا البشرية - وهم الوعى وإشكالياته
- تتمة مائتان حجة تُفند وجود إله
- العقل الدينى فى محنه,كيف يعتقدون بهذه السذاجة المفرطة .
- تأملات فى لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون
- بحث فى أسباب إنهيار الإتحاد السوفيتى والأحزاب الشيوعية
- ليست منظومة فاشلة فحسب بل مُخربة مُدمرة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - فوقوا بقى– مناظرة فى:هل القرآن بشرى الفكر أم إلهى