أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - هي العنيدة فمن أين جاءت الذئاب؟ في رواية صلاح شعير















المزيد.....

هي العنيدة فمن أين جاءت الذئاب؟ في رواية صلاح شعير


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 6034 - 2018 / 10 / 25 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية لراويتي العنيدة والذئاب
بقلم : ســيــد جــمــعــه ســيــد /ناقد تشكيلي وأديب

“الأكثر غرابة من هذه الغرابة نفسها ، أن تتحول الأشياء ،
التي ينبغي النظر إليها علي انها غريبة ، إلي أشياء عادية ومألوفة ”
د ./ شاكر عبد الحميد
في كتابهِ
” الغرابة .. المفهوم وتجلياته في الأدب ”
تـــمـــهـــيـــد
في 14 / 12/ 2017 م .
اهداني الأخ والصديق العزيز / صــلاح شــعــيــر ..
وهو ناقد و روائي ، ومحاضر إقتصادي قدير ، لهُ حضورٌ قويٌ وَفعال ، في المنتدياتِ والندواتِ الثقافية ، أهداني قصتهُ ” العنيدة والذئاب ” فقرأتها عدة مرات ، ولكني لم أرفعها إلي رفوفِ مكتبتيِ ، وبقيت طوال هذه الشهور علي طاولتي ، أعود إلي قراءة فصلٍ او أكثر ، واتركها وأعود إليها بعد فترةٍ أخري قارئاً لفصولٍ اخري ، ربما لأنني إستأنستُ فِيها شيئاً لم تتحدد ملامحه أو لنقل لم أهتدْ إلي عتبةٍ ابدأ منها هذه السطور .
س ج
************

كتب المؤلف / صلاح شعير علي غلاف قصتهِ :
” تفقد الحياة بهجتها متي غابت القيم الروحية بين البشر بصفة عامة ، وتاكدت تلك الحقيقة عندما تحولت مشاعر الحب بين الرجل والمرأة في أحيان كثرة إلي مجرد وعاء للغريزة فقط ، ومن هنا تحول المنزل إلي قفص من طوب ، والفضاء الفسيح إلي سجن عتيق .
لقد أفل جزء من الشمس المروءة ، والصدق عن سماء الوطن قبل 25 يناير 2011 م ، وتقلصت بعض الفضائل داخل النفس البشرية ، نتيجة تسلل فصيل يعاني من الخلل التربوي ، وسوء الفطرة لسدة الحكم، لذا سقطت قلاع القيم واحدة تلوا الآخري ، فلا يمكن أن تثمر أغصان الحب زهورا بدون اخلاقٍ حميدة . ”

********* **********
ا لـــقـــصـــة :
” ليلي فتاة ذات جمالٍ غير عادي ، عانت منذ طفولتها مشاعر تربية خاطئة من امها التي فرقت بينها وبين أختيها ، نما بداخلها خصلة ” العناد ” والنفورِ من النساء وبجمال الأنثي الذي إلتفت به وميزها بين البناتِ ايام دراستها قبل سنوات الجامعة أو في الجامعة وحتي بين السيدات حين تزوجت ، و صار كلٍ من العناد والجمال هما أسلحتها ، وبسبب العنادٍ والجمالِ تبدلت سلوكياتها ومشاعرها ، وصارت الذئاب بشراستِها تتألب عليها للنيل منها إما للإقتصاص منها لعنادِها أو قهرها وإحتوائها ، حتي تحولت إلي ذئبة مثلهم بأنيابٍ شرسة تجيدُ ليس فقط الدفاع عن نفسها ، بل مواجهتم وتحقيق الإنتصار عليهم . وكان حب الله في النهاية واحداث 25 يناير 2011م بداياتٍ الإستواء النفسي ثم السلوكي ” .

********* ********



الرواية مع زخمِ الأحداثِ والشخصياتِ و تعددها بل وتقاربها في التأثير والمؤثرات التي اضافتها لإبراز الدواعي والخلفية التي قام عليها البنائي الدرامي والروائي للرواية وإهتمام الكاتب بهذا التنوع العددي والمُتشابه وتكثيفهُ تأكيدً لِما يأخذنا إليهِ عبر هذا التنوع المُتشابه لكمّ هذه الشخصيات والذي يقربُ من حد التكرر المُتوقع ، فكأننا امام شخصية واحدة محورية تحملُ نفس السماتِ المرضية ، وإن كانت تحملً اسماءٍ مُختلفة ، إن هذا التشابه في السماتِ يعطينا دلالة ، علي وجود الظاهرةِ المراد الإشارة إليها وهي الإنحدار الجمعي للمجتمع لبؤرةِ الإنسلاخ المُميت من سلوكيات وآداب وقيم دينية ومرورث قيميّ إجتماعي ضارب في أعماق الشخصية المصرية مهما تعددت البيئات ، وإختلفت الطبقاتِ الإجتماعية .
إن الرواية في احد جوانبها الهامة ، تعبيرٌ قوي لأحداثِ ما بعد إنتفاضة 25 يناير & واحداث 30 يونيو وكلاهما لا يحملان ما جرت عليهما التسمية بكلمة ” ثورة ” – ونحن هنا ليس في مجال التعريف أو إستحقاق كل منهما لكلمة الثورة – المؤلف … رصد بعينٍ حكيمةٍ وخبيرة ، والتقط احداثاً وسعي إلي بناء درامي قوي ومؤثر يعكسُ حالة المجتمع ، ومدي عمق التأثر والتأثير المُتبادل علي الفرد والأسرة وبالتالي علي المجتمع ككل ،فأجاد من خلال الإنتقاء لشخصيات متعددة ، تتلاقي جميعها في المواصفات كما تتلاقي وتدور كل شخصية في فلك الشخصية المحورية ” العنيدة ” والتي بصورة ما تتشابه مع الجميع تحت وطأةِ التأثر والتأثير المُتبادل فتتحول إلي ” ذئبة ” لا تقل عنهم ضراوة ، بما يؤكد في النهاية سقوط المجتمع كله أشرارهِ وخيّريهِ في البئرِ ، و ليتمُ ” التحول ” الذي حدثنا عنهُ دكتورنا الناقد / شاكر عبد الحميد في كتابه ” الفن والغرابة مقدمة في تجليات الغريب في الفن والحياة ” ، فهذه الصور او الشخصيات تمثلُ مفهوم ” الغرَابة ” الأدبية كونها غرابةً آتية من مصدرٍ غير آمن وتحملُ غير المألوف وغير العادي المُتعارف عليه ، لذا يتطلب من المجتمع الإلتفاف حولهِ و التعرف عليه ، ثم العمل علي عزلهِ تمهيدا لدحرهِ وإعادتهُ إلي حيثما جاء ، للتخلص منه نهائيا .
وهذا الجانب أجاد الكاتب بنائهُ بحرفيةٍ تخدم رؤيته لحدثين سياسيين لهما تأثيرُ حاد علي المجتمع ، أجاد رصدهما في محاولة منهِ لإقالة عثرة المجتمع الحالية قبل أن يتهاوي ساقطاً في بئرٍبلا قرار .

ننتقل إلي جانبٍ أخر ، يُضفي عُمقاً فكرياً للإبداع في هذا النص الروائي للكاتب / صلاح شعير ، وهذا الجانب يتعلق بمفهوم الغرابة كما جاء في تصدير هذه القراءة من كتاب دكتورنا الناقد الفاضل / شاكر عبد الحميد ، في كتابه ” الغرابة ، المفهوم وتجلياتهِ في الأدب ” .
الغرابة – تعني وفق ما جاء في التوطئة بالدراسة المذكورة – الغرابة ضد الأُلفة ، وهي نوعان : غرابة غير المألوف ، وغرابة المألوف ، وفي فصلٍ كامل خصصه عن هذا المفهوم جاء فيهِ :
” كرسنا للحديث عن مفهوم الذات ، وعن تطور هذه الذات – إرتقائها – نحو السواء أو نحو التفكك والإختلال والمرض وما يصاحب هذه الحالات من مشاعر خاصة بالغرابة ” .
وهذه الجزئية ، ودون تلبيسٍ للنص ، أو لَيِهِ وتطويعهُ لهذه العبارة ، سنجد ان بطلة القصة – ومن خلال الأحداث والشخصيات التي تدور في فلكِها – تعاني من الّغُربة ، والإغتراب الذاتي عن السمو والإستواء الإنساني المألوف والمعتاد ، لتضيعُ في فضاءِ غير المألوفِ والمعتاد من القيم والسلوكيات الراشدة والرشيدة ، ونجدها ، ومن في دوائرها من الشخصيات تحولوا ومعهم إغترابهم إلي كائنات اخري غريبة وغير مألوفةٍ ، ذات سِماتٍ وتصرفاتٍ سلوكية ممجوجة ومرفوضة ، بل ومقيتةٌ ، أشبهُ بالذئاب التي اُصطلح علي أنها تحملُ أقصي وأقسي صفات التوحش من بين الحيواناتِ غيرِ المُستأنسة والتي تثيرُ الخوفِ الرعبِ وعدم الآمان أينما حلّت واستقرت ، وللعجب هي لا تستقر في مكانٍ كسائرِ الحيوانات .
ولعل هذا الربط التقني الملموس يُبين ويُبرز ما إهتم به الكاتب كإشارة وتحذير من غربةٍ وإغترابٍ وإبتعادٍ عن جادة المجتمع السليم .
و قد اخترت من كتاب الدكتور / شاكر عبد الحميد .. فقرة لا تُشير إلي هذه القصة وإنما إلي قصة “وليم ويلسون ” المعروفة كتبها إدجار آلان بو :
” هذه القصة جسدت ذلك التناقض الموجود داخل الإنسان ، الإنسان الذي يكافح من اجل البقاء علي قيد الحياة ، وفي الوقت نفسه يسعي من أجل تدمير نفسهِ ، اي من اجل الموت ، وهذا مثالٌ آخر علي الغرابة في الحياة التي يُجسدها الأدب ،فسعيّ الإنسان من اجل البقاء علي قيد الحياة أمر مألوف ، أما غير المألوف والغريب فهو قيامهُ خلال الوقت نفسهِ بتدمير ذاتهِ بأفعالٍ تقربهُ من الموت والدمار بكل ما يناقض الدافع الأول الإيجابي الخاص به . ”



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية العنيدة والذئاب: نسيج إبداعي يخلص إلى أن الأيمان بالقي ...
- كتاب -من حكايات العمر- سيرة ذاتية تتحرك بين السياسة والأدب، ...
- حكاية الفتى الباحث عن الخوف قصة لبناء عقل الطفل
- رواية العنيدة والذئاب تحمل خصائص الأدب العالمي
- الساحرة والحكيم مسرحيّات متنوعة شديدة التميّز
- رواية العنيدة والذئاب لصلاح شعير قاموسًا لغويًا نفسيًا
- -عمل المرأة في ظل التحديات الاقتصادية- كتاب ينتصر للنساء الم ...
- -سنوات المراهقة تمر بهدوء- كتاب لحماية الطفل العربي من الضيا ...
- -الهروب من جنة آدم - تصور معاناة المغتربين في الخارج.
- العنيدة والذئاب لصلاح شعير بروفيل كروكي للشخصية المحورية.
- سابق الريح .. قصة روسية للأطفال تؤكد عالمية القيم الإنسانية
- رواية -العنيدة والذئاب- بين الأدب والتحليل النفسي.
- -بيوت آمنة- كتاب جماعي يطالب بوقاية الأسرة العربية من الأوجا ...
- شرين عبد الوهاب ونهر النيل
- -قصة شجرة في مهب الريح- نمط إبداعي فريد موجه إلي الطفل.
- تجربني في أدب الخيال العلمي رواية -الظمأ والحنين-
- -صورة صلاح الدين الأيوبي في الآداب الأوربية- بين الأنصاف وال ...
- التواصل الأدبي بين الشعوب حوار ثقافي بين الحضارات
- -رئيس التحرير- تكشف أسرار صاحبة الجلالة
- أدب الطفل من أدوات بناء الإنسان.


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - هي العنيدة فمن أين جاءت الذئاب؟ في رواية صلاح شعير