أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جاسم المطير - تقرير د . صاحب الحكيم عن جرائم صدام حسين وثيقة تاريخية مطلقة















المزيد.....

تقرير د . صاحب الحكيم عن جرائم صدام حسين وثيقة تاريخية مطلقة


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 04:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الكتاب – تقرير عن اغتصاب وقتل وتعذيب واعتقال أكثر من 4000 امرأة في العراق .
المؤلف : د . صاحب الحكيم - لندن .
الطبعة الأولى 2003

ما الذي حدث في بلاد الرافدين في حقبة أربعة عقود قاسية ..؟ ملايين الناس في العراق يشكون من أمراض عصبية حالما سقط نظام صدام حسين سواء كانوا داخل العراق او خارجه . كل واحد يشعر انه متعب نفسيا وجسديا .
المواطن العراقي يشعر بالمرض لكن الطبيب يقف مندهشا حين يقرأ تحاليل الدم ووظائف الغدد والكشف على الضغط ونبض القلب فلا أمراض فيها لكن الناس يشكون .
الأطباء في العراق وخارجه سرعان ما يدركون أن العلة لا تكمن في الإنسان العراقي المتوجع بل تكمن في وضع عام وخاص طارد الناس ولاحقهم بعنف في حياتهم اليومية ، أوجدته مخاوف السلطة التي حكمت العراق لأربعة عقود بالحديد والنار فأمرضت عقولهم حتى غدوا بلا أحلام ولا استقرار ولا أهداف وبلا أمل في مستقبل .
ما هو التفسير ..؟
من خلق الظاهرة ومن سجلها ..؟
ولماذا أحس الشبان العراقيون شيخوختهم مبكرا ..؟
من هو المسئول عن جريمة العذاب والملل والخداع والتزوير والكذب والقتل الفردي والمقابر الجماعية .. من يستطيع أن يلتقط أنفاسه ليقدم الجواب أو صورة مقاربة لجواب ..؟
أمضيت ثلاثين يوما في قراءة كتاب ــ تقرير الدكتور صاحب الحكيم الذي بدا لي من أول وهلة انه مدرك من مدركات الجرائم الكبرى التي ارتكبها صدام حسين من دون حاجة إلى استخدام أي نوع من أنواع الجانب البلاغي في لغة السرد المتواصل لعروض وصور الجرائم واحدة تتبع أخرى .. ساير فيها الجرائم من العمق إلى السطح تارة ومن السطح إلى العمق تارة ثانية ليحقق بالتالي تشويشا بالقارئ مما يستشفه من جرائم لا يستوعبها العقل البشري المعاصر .
ولأن وزن الكتاب يزيد على الكيلوين ونصف بقليل فقد أتعبني حمله من مكان إلى آخر داخل بيتي فعدد صفحاته 930 صفحة من الحجم الكبير ( حجم مجلة) . لكنني والحق أقول انه كتاب من طراز خاص غنيّ بتراكمية الجرائم التي ارتكبها صدام حسين شخصيا ونظامه الدكتاتوري بصورة عامة مما جعله كتابا من الوزن الثقيل حقا .
كل صفحة فيه ، ولأكون أكثر دقة ، فأقول أن كل قسم فيه يبدأ من النقطة التي انتهت فيها كتابات مماثلة ، عراقية وعربية وأجنبية، من تلك الكتب التي ألفها آخرون قبله حتى أصبح هذا الكتاب ــ التقرير بمنزلة نتيجة جرمية نهائية أو كمطالعة شعبية عامة ومفصلة تدين صدام حسين إدانة كبرى لا تقبل شكا ولا تبريرا ولا ترميما . وسوف أتطرق لاحقا للسبب الذي يدفعني لهذا القول ، بل استطيع القول : لو أن الأحكام التي صدرت عن المحكمة الجنائية العليا ببغداد تبرئ ذمة صدام حسين من جريمة الدجيل لبراعة المحامين ـ مثلا ـ ولو افترضنا أيضا انه تخلص من جرائمه في الأنفال وحلبجة وانتفاضة الشعب العراقي 1991 وغيرها من جرائم القتل الجماعي والفردي ، فقد ثبت عندي بالاطلاع والتعليل المؤكدين أن صدام حسين لا يسلم من وقائع دامغة جمعها الدكتور صاحب الحكيم في مدى 12 عاما ووضعها ودونها وصورها في تقريره بطرائق خاصة وبسجية بسيطة خاصة ، فيها من الرواية الموثقة ما يجعل كتابه هذا موقعا مؤثرا في قناعة الأجيال القادمة في داخل العراق وخارجه بحجم الجرائم الكبرى التي احتواها هذا الكتاب الذي يفصح عما ينطوي عليه العقل السادي الذي حرك صدام حسين ونظامه طيلة35 سنة فقد أدرجه كتاب – تقرير الدكتور صاحب الحكيم بزاوية ضيقة لا يستطيع لا لسان الطغاة ولا فقه أعوانهم ومحاميهم من تبرير جرائمهم
المنهج المعتمد في الكتاب – التقرير هو منهج تركيبي
جريمة بعد جريمة
وجريمة فوق جريمة
ثم تترابط موجودات الجريمة لتكون سيلا من صلب صناعة ألحقت بنظام معين وأصبحت من أوليات ممارساته ووجوده واعني نظام صدام حسين .
من خلال قراءتي استرعى انتباهي توظيف المؤلف لعدة أساليب فمرة أسلوب الحكاية ومرة ثانية أسلوب المقابلة والحديث مع الضحية ومرة ثالثة في تحليل خطاب ٍ رسمي ٍ وغير ذلك من سلوك جميع وسائل تبيين الجريمة .
صفحة بعد صفحة يدرك القارئ أن المؤلف رجل عارف بالجرائم المرتكبة لكن المعرفة تبقى فطرية إن لم تستند إلى نظام معرفي عام لكي يصبح الكتاب انعكاسا للواقع الذي عاشه الشعب العراقي تحت سياسات ومؤثرات صدام حسين المعلومة بالجريمة الفردية وبالجريمة العمومية .
يتفاضل هذا التقرير – الكتاب بالالتماسات التالية :
أولا ًــ إن صفحاته كانت تنافس بعضها اعتمادا على الأرقام والتواريخ وهي لا حصر لها في الكتاب.
ثانيا ً ــ إن تخريجات أرقام الجرائم المثبتة في الكتاب - التقرير دقيقة ومصنفة وفقا لوقائع مشهودة في أعين الثقاة الأحياء من الذين واجهوها وواجهتهم أو واجهت أبناءهم أو أقرباءهم، وهذه الوقائع لم تخضع لتأويلات نظرية أو لمبالغات مقصودة من هذا المتحدث أو ذاك من الذين قدموا شهاداتهم أمام الدكتور صاحب الحكيم ، بل اعتمد وضع قرائن ما حاز عليه من معلومات كما هي بمادتها الخام كمعلم من معالم الجريمة التي ارتكبها صدام حسين ونظامه .
ثالثا ً ــ حاول المؤلف أن لا يكون واقع جرائم صدام حسين خفيا ومجرد حكايات مروية بلسان أو عن لسان احد الضحايا، بل اخضع مادة السماع إلى الفحص والتدقيق و التأكيد والتدوين والإثبات . وقد أخذت صفحات الكتاب – التقرير تتسع واحدة بعد أخرى ثم تعلو فوق مرويات اللسان مسندة بالوثائق الصادرة عن قيادة حزب صدام حسين أو أجهزة حكومته القمعية.
هذه الثلاثية التي اعتمدها كاتب التقرير واعني ثلاثية ( الأرقام + الوقائع + الوثائق ) جعلت عمله ليس مذهلا حسب بل جعلته جزءا مهما من معرفة سياسية – قانونية قائمة على مظاهر وشروط جعلت مضمون الكتاب بنية ً تاريخية ً مهمة ً وواضحة عن جرائم صدام حسين ليس بحقوق الإنسان العراقي بل أسست لإدانته بجرائم ضد الإنسانية جمعاء بما ارتكبه من حروب ومؤامرات بحق شعوب أخرى .
تضمن الكتاب – التقرير جرائم متعددة الأنواع من قتل واغتصاب نساء وتعذيب أكثر من 4000 امرأة عراقية وغيرها من الجرائم الشاملة كجريمة العدوان على الشعب الإيراني وجريمة غزو دولة الكويت ومن بعدهما جريمة قمع انتفاضة الشعب 1991 وقبلها جرائم الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية وقد اظهر تسلسل الجرائم المرتكبة أنها بلا حدود وبلا موازنات وقد قل مثيلها ومقابلها في الجانب الموصوف لدى أنظمة دكتاتورية أخرى بما فيها نظام الفاشية الهتلرية .
ربما أراد صدام حسين أن تكون وقائع حكمه خفية إلى الأبد ، ومن شان الخفي أن يتجلى بعضه في أقصى الحالات ، لكن هذا الكتاب - التقرير أراد أن يكشف الخفي كله ، بل تمكن أن يكشف عمق الخفاء كله مسلطا الضوء على كل الظواهر الهمجية بدقتها وبنوعها الذي يسكت اللسان عن النطق أمامه ويشيب الشعر حين يقرا القارئ روايات الألم الإنساني غير المعقول والتي لا يمكن لأي احد أن يجد الأسماء أو المصطلحات المناسبة لها من شدة قسوتها .
الكتاب – التقرير كان برمته مسارا ناجحا وعادلا في إدانة نظام صدام حسين باعتباره عقلا همجيا ضد العقل والحرية والإنسان وسيظل ليس فقط 930 صفحة تدين الجريمة والمجرم بل هي وثيقة جلية من وثائق الكفاح ضد الأفكار والممارسات المعادية للبشرية .



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرامية بغداد مثل الجراد يقضمون كل شيء جميل
- مسامير جاسم المطير 1103
- الإعلام الأمريكي يلعب معنا لعبة حية ودرج ..!!
- مسامير جاسم المطير 1100
- مسامير جاسم المطير 1098
- أسوأ ما في الأحزاب أنها لا تتفق إلا في الظلام ..!
- كل ما يحتاجه الإرهاب هو جهل وغرور ونفاق وزير الداخلية ..!!
- إلى مدير الأعلام في جامعة البصرة .. نحباني للو ..!!
- نداء عاجل لتشكيل درزن من اللجان ..!!
- اقتراحات سنية – شيعية لوأد الطائفية ..!!
- بستات المقام العراقي المعاصر ..!!
- أبن الجوزي يصف الرئيس صدام حسين ..!
- بسبب قنينة الغاز الرجال أكثر أنوثة و النساء أكثر رجولة ..!!
- مسامير جاسم المطير 1082
- رحم الله من قرأ سورة الفاتحة ..!!
- أربعة قرون يتوهج فيها رامبرانت بالحب والحزن..
- إبراهيم الجعفري عشيق الليدي LIJNA ..!!
- بمنتهى الصدق : وزير التعليم العالي نائم ..!!
- عن داء الفساديزم
- ما هو الجديد في جامعة البصرة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جاسم المطير - تقرير د . صاحب الحكيم عن جرائم صدام حسين وثيقة تاريخية مطلقة