أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العالي زغيلط - الخردة (قصة)















المزيد.....



الخردة (قصة)


عبد العالي زغيلط

الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


الخردة (قصة)

نال "الخردة" كما أصبح يسمى صفعة مدوية على خدّه الأيسر فاندفع إلى اليمين المتطرف، لم يكن جزاءه من جنس عمله، فمن سرق ممحاة من زميله ليمحو بها بعض ذنوب تدوين العشق المبكر على كرّاس القسم توددا لتلميذة لذيذة المبسم ظن أنها ستحبه يوما ما، هذا السارق لا يستحق كل هذا العسف، ولا كل هذا الصفع، ولم يعلم إلا بعد أن تحولت حياته أو حكايته كبّة من عقد ومتاهة مثعبنة لم يعلم أن الحب ممنوع على من هم في مثل سنه! يحتاج إلى السن القانوني وإلى انتخابات يرتفع بها على أكتاف المواطنين الأحرار ليقضي في المكاتب الأوطار...
كانت صفعة المعلم الذي كاد أن يكون رسولا عقابا لــ "الخردة" على تلصصه، وقد تيمته من تأتي إلى مكتبه فيأمر الصغار أن يطأطئوا رؤوسهم كي ينال القطوف الدانية، لكن السائل المخاطي الساخن قمع "الخردة" وأجبره على رفع رأسه وسط المطأطئين وخنخن بصوت ارتد في جنبات الحجرة المطرقة ورأى باشتهاء المشهد الرومنتيكي القريب إلى الأيروتيكي... رأى يد الذي كاد أن يكون رسولا وهي تنزلق على الفخذ المرمري...
علمه المعلم ما لم يعلم،علّمه استراق اللذة والتلصص على الرجفة في شفاه أضناها الشوق، ولم تكن الأرقام ولا الحروف صديقة للخردة، فقد زهد فيها وزهدت فيه،ولم تنفعه مواعظ لقمان لابنه، كان يحس أنه غير معني بها.. مواعظ تصف الإنسان بالحمار إن رفع صوته، وهو لا يسمع إلا زعيقا وصراخا من أبويه...فليمت لقمان وحكمته بغيضهم..ولم تكن تزيده تحية العلم بداية الأسبوع ونهايته إلا شقاوة وتمردا..طقوس بليدة وباردة، تبدأ كل أسبوع بقسمة ضيزى، وتنتهي بإشهاد المسروقين الصغار أنهم عقدوا العزم أن تحيا الجزائر في الوحل والمسغبة ونقيق الضفادع ونباح بني زبلون..كانت حناجرهم الغضة الطرية تلهج بالشهادة: فاشهدوا..فاشهدوا..فاشهدوا...كره الوطن والوطنية من يوم أن بهدله المعلم أمام "محبوبته" فقد اصطف التلاميذ أمام سارية العلم يتقدمهم "الخردة"، كان اليوم يوم خميس، وكانت سعادته كبيرة، وقد كلفوه على غير العادة بإنزال العلم، وارتفعت الأصوات بالنشيد و"الخردة" يسحب الحبل لينزل الراية المقدسة كما يقول لهم المدير في المناسبات، لكن عقدة ما عطلت الحبل على الانزلاق السلس على الجرار، وبقي العلم معلقا وسط السارية،واضطرب "الخردة" وتردد في جذبه بعنف ..وأحس بالإهانة من ملاحظة المعلم:
ـــــ أنت ما تصلح لا للنعي لا للبردعي...لوكان تروح للبحر تلقاه ناشف...يا خي حالة ياخي..
وأخيرا تشجع وسحب العلم وأنزله إلى الأرض ثم طواه مع "محبوبته" ودسه في محفظته،على أن يسلمه إلى الإدارة،وأنساه الزهو والعجب والتيه الطفولي بمهمة إنزال العلم أن يسلمه إلى الإدارة،وعاد بالعلم إلى البيت والنشوة تغمره من لمسة الحنان،وإنزال الراية بحضور الزملاء والخلان...
كان صوت المدير صبيحة يوم السبت يملأ الساحة والمعلمون مطرقو رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم ..أين العلم؟ أين الراية يا أوغاد؟ وهل يحق لذلك الحمار أن ينزل الراية التي مات لأجلها مليون من الشهداء الأبرار..ونصف مليون من الحركى الأشرار؟!.. واستمر المدير الذي رقي للإضارة كما ينطقها مفخما من شأنها، رقي لأنه ابن مجاهد وابن أرملة شهيد في إطار التعاون جنوب جنوب وتحت لتحت، وفي إطار تسوية الملفات الملتفة مع السيقان في حجرات المكاتب المغلقة أبوابها والمفتوحة كاميراتها...والمنتشية كمراتها...استمر يشتم ويؤنب ويؤكد على القيم الوطنية النبيلة التي فقدها الجيل..جيل الشاذلي ...ولم يقلها..
ـــــ هاتوه..
وقف "الخردة" مذؤوما مدحورا مذعورا أمام المدير ذي الكرش الرائدة في التخزين والتسويق للمسؤولية بأنها ليست تشريفا بل تفريش وتفرشيك..وأنها تخريفٌ وتخويفْ، وليست تيسيرا وتسهيلا وتخفيفْ ..وأن البطن العظيم تهابه الشعوب الجائعة..وكانت الكرافطا مائلة إلى جهة اليسار كلسان كلب أنهكه اللهاث ..لم يكن "الخردة" يدرك هذه المعاني، لكن الراوي ابن الحرام يعرف كيف ينكأ الحكاية ويقشر أبطالها الذين لم يقوموا بأية بطولة سوى صناعة الإنسان المقهور والدفع به إلى أعتاب اليأس،وحافة الانتحار، ولولا القص لكانوا نسيا منسيا ولعافتهم حتى المزبلة التي ألصقوها بالتاريخ ظلما وزورا فقالوا : مزبلة التاريخ...
ـــــ أنت من أنزل الراية؟ ما اسمك؟
ـــــ بوعلام !
ـــــ بوعلام وتنسى الراية ؟ هذي والله مليحة وحلوّة..بوعلام وينسى الراية!!
لاذ "الخردة" بالصمت، وبقي يبحلق في كرش المدير،وبدا له الحوار معه أشبه ما يكون بحوار الأديان، ينتهي دائما بعبارة "لكم دينكم ولي دين"، أو بحوار شمال جنوب الذي ينقضي بعبارة "هاتو واش عندكم" ولم يفهم معنى الراية، فهذه المرادفة لم تصادفه طوال مساره الدراسي المتعثر، فكل ما يعرفه هو "الدرابو"، وأخيرا أنقذته التي خفق قلبه لأجلها..إنقاذا لم يدم طويلا..
ـــــ نعم ، إنه هو من أنزل "الدرابو" وطويناه معا كما يطوى الكتاب..
ـــــ الدرابو نتاع ناناك ...قولي العلم الوطني..
ـــــ وأين وضعته؟ هيا تكلم..
ـــــ أخذه بوعلام إلى الإدارة؟ واصلت تحاول إنقاذ الخردة ...
ـــــ هل سلمته إلى الإضارة؟ سأله المدير في حنق، وإصرار على تفخيم الدال المسكين حتى ينسجم نطقه مع فخامة الكرش العظيم..
دارت "الإضارة" في رأس "الخردة" دائرة فارغة ذرعها عشرون ألف ذراع، وبضع كراريس ورزمة من قبلات في الرواق..وانعقد لسانه، ولم يجد ما يجيب به صاحب الحمل الكاذب والأسنان الصفراء، فكل ما في مدرسته من مبان هي قاعات للدرس ومسكن للمدير، ومطعم يحب الأكل فيه بشراهة وتعنتر.. فيسرق البيض والجبن هدية للتي يحبها..
ـــــ وضعته في محفظتي..
ـــــ وأين ذهبت به..أين هو الآن؟
ـــــ في البيت؟
ـــــ لتمسح به أمك الأرض يا وحد "الخردة"
ودَّ راوي سيرة "بوعلام الخردة" غير العطرة لو أنه أجاب صاحب الحمل الكاذب بأن أمه تحب الأرض وتخدمها، فهي ابنة التين والزيتون وطول سنين، وأنها نخلة باسقة طلعها نضيد،وأنها تحب العلم وتقبله ولن تؤذيه..ولكن "الخردة" ولد لتروى سيرته لا ليجيب صاحب الكرش وما حوى..
نزلت الصفعة الوطنية على خده الأيسر،ذلك الخد الذي تسعر بالصفعات قبل أن يصعره للناس، كأنه متهم أبدي، أو كأنه في خدمة بقية أعضاء الوطن الذي تسكنه الروح الشريرة..والصفعة التي تنزل على مرأى "حبيبته" قلبت صفحة حياته.. كان ذو الكرش يرغي ويزبد، وينشر القيم المتقيحة في ساحة العلم،وكان التلاميذ خائفين ممن يخيف معلميهم...
جاءوا براية ممزقة قديمة متسخة، أحضروها من مخزن الكتب القديمة، والدفاتر المهترئة، والكراريس الممزقة،وبعدما نفضوا عنها الغبار رفعوها بتأخر عن الدرس دام ثلاثة قرون وأربع لكمات وركلتين لحقت بالشقي ابن الشقي صاحب الخنونة التي وسخت العلم والعلم بفتح العين وبكسرها أيضا ...والعين أمام ذوي الكروش القابضين على القروش لا ترفع،لأن رفعها مهمة تتم في "الإضارة" الوطنية لتسيير موارد الدموع والمخاط والهستريا الجماعية..
عاد الولد الشقي يحمل تورما في خده الأيسر، وعاقدا العزم على أن يحيا الهروب من هذه الثكنة، وورقة مطوية يسلمها لولي أمره الذي جاء يصاحبه في اليوم التالي إلى المدرسة ...وسمع من ذي الكرش أن ولده لا يصلح للدراسة، وأن مكانه خارج هذه الأسوار، كان ذو الكرش يوجه الكلام لولي "الخردة" والبصاق يتطاير من شفتيه زبدا رابيا، وكان ولي التلميذ كالولي الصالح يرفع يديه إلى السماء التي كثيرا ما أمطرت عليه أطفالا وضجيجا، ومصائب، وكثيرا ما جادت عليه بالسحاب العقيم..
ـــــ لك كل الحق سيدي المدير، هذا الولد أتعبني كثيرا، لقد حلت عليه اللعنة منذ ولادته..ولد شقيا، يوم مولده انقطعت الكهرباء ثلاثة أيام، وبضع ساعات، وسرقت يومها بقرة المير الوحيدة التي تسر الناظرين ،وطوقت قوات الدرك القرية واستجوبوا الناس ..وسُرق خم أمه التي انشغلت به..وكما ترى فأترابه نجحوا جميعهم وهو لا يزال يبدئ ويعيد، ولم يتعلم بعد الأبجدية...
ـــــ نعم، ابنك أعاد السنة الخامسة ثلاث مرات، وضبط يسرق أدوات زملائه، وفي كل مرة يخرج لنا بمقلب جديد وبفعلة أشنع، إلى أين بهذه التصرفات..لا ينتهي عن تصرف إلا لأسوأ من الأول...
كبر"الخردة" وضاقت به القرية بما رحبت، ضاقت من سرقاته فعرف بـ"سرّاق الجاج" فخرج مهاجرا إلى العاصمة،وتقلب في مناصب وأعمال كثيرة، منها نائب بناء مكلف بتقشير طلاء الدور والقصور، ومنصب موزع زجاجات المشروبات على الزبائن والزبونات، وشغل منصبا هاما عند موزع حفظات الأطفال والنساء، وبائع للجوارب الصينية في ساحة الشهداء، ونال بخفة يده في النشل ليلا ما لم ينله من كد ورشات البناء والمقاهي والحوانيت وحتى البارات، فسيرته غير العطرة تسبقه دائما، والحذر من يده الخفيفة مطلوب.. وكبر الفتى و"تاب الله عليه" كما يقول عنه أنصاره ومريدوه، فقد ضبطه الأخ "كرفاس" من أتباع الشيخ مولاي "عبد التواب الرحموني" يسرق حذاءه فكان له من الناصحين، وتنازل له عن الحذاء ودعاه إلى التوبة، وأن باب التوبة مفتوح،وأن الإخوة بباب الواد سيهدونه سبيل الرشاد..وبدأت مسيرة التوبة المظفرة، فأهمل لحيته حتى نما شعرها وصارت سنة، ثم ترك سروال الكفار وألقى عليه قميصا، وصار يحضر الحلقات وينتظر البركات، وقصد مكتبة "كرفاس" المسماة "ابن الأثير" لبيع كل ما يحتاجه المسلم، فاقتنى منه قميصا كقميص عثمان، وطاقية تخفي ماضيه عن العيون والأعيان، وكتبا تجعل المرء أفقه من أبي حنيفة النعمان، فقرأ منها بعض المتون،واهتم بالفتن ما ظهر منها وما بطن ،فقرأ "أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية" وقرأ " بيان فساد المعيار حوار مع حزبي متستر" وتعلم القراءة من المطويات والفتوى بالمرويات.. ونال التزكية من شيخه والتبرئة من سيده، لتبدأ رحلة الولاء والبراء..ولكن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة،ولو أمطرت فاليهود بالمرصاد،والمصارف والاقتصاد علم يعرفونه ولا يتركون أمثال "الخردة" أن يقتربوا منه، لقد تركوا له الجنة ونعيمها،والحور العين ليستمني في خياله ريثما تنفرج السماء بمن ترضى معيشة الضنك،والحياة الآسنة معه إلى أن تأتي القيامة التي طال انتظارها...
عاد "الخردة" إلى القرية،والتمس له أصاحبا يدعون معه إلى الهدى،وكبرت حلقته،ونال رضا الإمام الذي عينه ذات يوم وزير الشؤون الدينية بنفسه،ذاك الوزير الذي رفع أيام كان على المنبر العصا وقال بملء حنجرته حتى سمعته الحيتان في البحر والجرذان في الجحر: لو تحولت هذه العصا إلى بندقية لوجهتها إلى صدر النظام...
واستعاد "بوعلام الخردة" سمعة جديدة، فبئس الاسم الفسوق،والإسلام يجبُّ ما قبله، وخيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام إن فقهوا..رمم السمعة القديمة مؤذنا متطوعا، ثم مؤذنا موظفا وبدأت حلقته تكبر،وتكاثر أنصاره ممن آمنوا ذات يوم بالغول ورضاع البزول، ثم تابوا في باب الواد،ونزلوا إلى قراهم لهداية الضالين من العباد..وتزوج من أخت أخ في الله،واختلط الحابل اللغوي بالحالب الشهوي واحتاجت الخلطة إلى بن مسكويه لتطهير الأعراق وفك الساق عن الساق..ورضيت به "بشماقة" تلك التي أدمنت الصفاقة ورضي "بوعلام" بالمؤمنة الحافظة للغيب بما حفظ الله، ورممت اللغة ثقوبا في السير غير العطرة لآل "الشيخ" وكفى الله المؤمنين القتال،وانفتح باب الجدال ونصبت المشانق وأدليت الحبال، وخاف الإمام المعيَّن من قبل الوزير من تنامي اسم "أرنولد الخردة" أو "بوعلام الخردة" ولكن هيهات فليس يعود ما فات، وها هو الحبل يلتف على عنقه فتوى تتلوى، وأشاع "أرنولد الخردة" أن الإمام يهجر السنة،ويدعو إلى البدعة،والبدعة في صرف زكاة الفطر نقدا،وما أنفقها النبي إلا بُـــرا ،والتي ينطقها بفتح الباء، وشعيرا فاعتبروا يا معشر الحمير...وجاءه مرسول التوقيف،فسمع للقلب وجيف وبكى كيوم نال الصفعة الأولى،وطلب نقله من مسجد التقوى مؤذنا إلى مسجد الأمير إماما وخطيبا.. وصار الناس له سامعون وبرأيه يلهجون وبفتواه يسترشدون.. وإنا لله وإنا إليه راجعون....
****
يتذكر"عبد الفتاح منور" كل هذه المسيرة المظفرة لصاحب الفتوحات العرفانية والفيوضات الربانية والبركات السلفية والشآبيب الرحمانية، شيخ العارفين وسيد الزاهدين، مميت البدعة ومحيي السنة في قرية "بوفكران" التي تسميها القرى المجاورة أولاد بوفكران..أي أبناء السلحفاة والله أعلم ...يتذكر أنهما افترقا من زماااااان وتفرقت بهم السبل ،ومضى كلٌّ إلى غايته، يتذكر أن اسم الخردة قد توارى وانطمس وانمحى من ذاكرته التي أقامت بها الأفكار والجدليات والنظريات إقامة وامق للحكمة ،ومحب للعلم وعاشق للمعرفة، يتذكر أن أستاذ الرياضيات كان يناديه بالخوارزمي،وأستاذ العلوم الشرعية يسميه بالغزالي، ويطريه أستاذ العربية بأنه الرافعي وأن ما يكتبه أوراق ورد منثورة ..وبدأت تتوارى من ذاكرته أسماء "المارق" و"الزوبيا" و"الجربوع" "النية"و"الهوزي" شرشور" "وزعبور" و"فرفور" و"العطراشة" و"طرباق" و"بشماقة" "وجيبوها يا لولاد".."ونديرو حالة" و"البخوش" و"طرينيطا" و"الزنبيل" و"عمار الجيدوكا " وبوعلام الخردة سراق الجاج" وغيرها من همزات الشياطين ونبزات الألقاب التي التصقت بأصحابها ولم تفارقهم إلى أن ماتوا أو رحلوا....
كان يحمل ذاكرة مثقلة وقلبا مترعا بمتاعب صنعها بنو كلبون بأعصاب الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلم تكن جرابه خالية من سهام يصيب بها من يشاء متى شاء لكنه كان يعفو ويصفح...كان يعرف الذين يلمزونه في الخرجات،ويغمزونه في الأسفار والترحال..كانت القرية الظالم أهلها هي نقطة ضعفه، ولم يجرب أن يكون نبيا، فقد عرف أن لا كرامة لنبي في قومه، ولم يحاول أن يعزف لهم لحنا أو أن يكون زامرا لأن زامر الحي لا يطرب، تلك إذن كرة خاسرة، وقد رأى معلمه يجرجره "بوبوط" من شعره يوم استحر القتل بالذين قالوا عليها نحيا وعليها نموت، وأدرك بفطنته أن الذين ينادونه من وراء الحجرات منشغلون بفاكهة لهم وأبا لأنعامهم، وأنهم لا يفقهون قولا ولا يبنون دولة، وأن ألفا منهم كأف ،وسيأكلون كعادتهم من مائدة معاوية إلى حد التخمة، ثم يتجشأون في صلاتهم خلف علي حتى يردوه مضرجا في دمه،ثم يأكلون لحم الاثنين معا في غيبة وغيبوبة مقدارها أربع عشرة قرنا وبضع إهانات وشيء من سدر وشوك وذنوب...
كان يعرف أن زعيم القوم حالبهم وهو لا يحسن الحلب والصر ،فقد ولد طائرا حرا يهجم على الفكرة فتلين قناتها، ويأخذها من معينها أخذ عزيز مقتدر..عرف المصلحين من كتبهم، فقرأ لرشيد رضا،ولمحمد عبده وقرأ لمحمد عبد الوهاب،وعرف العقاد وطه حسين والرافعي وخاض معاركهم فانتصر لهذا ثم انحاز لذاك،ولم يشعر بتأنيب الضمير ولا بتأليب تقرير يكتبه واش محترف يرضي ولي نعمته بإلقاء أولياء الله الصالحين لقمة سائغة في فم أم قشعم.
عرف الحداثة والحدوثة والمحدثين بالتشديد والمحدثين بالتليين وذاق من عسيلة الفلسفة ،وقلبها ظهرا لبطن،فاستهواه الجابري،وطه عبد الرحمن،وناوش الشحرور،وطوح بنصر حامد أبي زيد ،وذلل الفقه والأصول...وكانت له جولات فيها صال ويصول...والحديث عنه يطول...والراوي العليم بخبايا الحكي هو الراوي الذي غابت عنه أشياء وأشياء منها ما يقال ومنها مالا يقال إلا أن يتفضل .....فيقول
***
ولدت فقيرا معدما، وعشت حرا بكفاف وعفاف، عرفت أصنافا من البشر،كما عرفت الكلاب الضالة، وتوسدت الكارطون،وصحبت القطط المتشردة في ليالي العاصمة،وفي صيفها الخانق الرطب، عملت في الورشات، والمطاعم، وعرفت ما عرفه أترابي من أبناء الأنديجان الجدد، عرفت حشوة الاستقلال من فساد الحكام من أيام الموسطاش الذي ولدت بعد وفاته ببضع ساعات، فكنت شؤما على الاشتراكيين وأصحاب الثورة الزراعية والثقافية والخرطية أيضا وكذلك...
درست في مدارس الشاذلي وسخرنا من شعره الأبيض وتأنيثه المذكر وتذكيره المؤنث،وتحطيمه الأسماء الموصولة وقوله "البلاد لي ما عندهاش مشاكل ماشي بلاد والحمد لله أحنا ما عندناش مشاكل" وتعلمنا الفقه من معلم لا يحسن إلا تدريس الفقه، وكان أبناء البلدة المؤهلون لشغل مناصب قيادية في الأسواق والطرقات يحفظون فقه الوضوء بصيغة دارجة وسريعة: "وجهي ويديا راسي ورجليا مع الدلك والفور والنية هذا ما عنديا"...وكان يحفظنا أن شعب الجزائر مسلم وأنه إلى العروبة ينتسب قبل أن تظهر الخديعة...وجاء أكتوبر ومع ريح عاتية عصفت بالشاذلي وأفرغت الأسواق والورشات وملأت الساحات والطرقات بالإضراب والكباب والكلاب والركع الساذجين...ثم الركع المساجين ثم الركع الإرهابيين ثم الركع التائبين ..ثم لا شي غير انتظار غودو أو طوفان نوح يمحي الزريعة النتنة ويستخلف بنا ربنا قوما غيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا...
نلت الليسانس في العلوم الشرعية وفي الآداب، ثم الماجستير في الفقه المقارن، وعرفت أولئك الذين يقرؤون سطرين لنتشة مترجمين عن الفرنسية التي ترجمتهما عن الألمانية ويملأون ليلهم تفلسفا نتشويا محشوا بحذلقات ما بعد الحداثة بعد أن أكلوا هامبورغر محشو بلحم فاسد ما قبل حداثي في إحدى زوايا المدينة الخالية من البيرة والمرأة والحداثة والقدامة والقمامة والهراء...
لم أفقد إيماني بالله، فقد رأيت الله في كل شيء، ولا يحسن بالمرء إنكار ضوء الشمس من رمد،ولا يحسن بالإنسان هجو الماء الزلال إذا كانت العلة في الفم، فالله موجود، وبنو زبلون موجودون أيضا وقد أكلوا الغلة وسبوا الملة وقالوا ما علمنا لكم من إله غيرنا، فتفلسف المستفيدون وفي أعقابهم تفلسف "المحشوة لهم" أن الله غير موجود،أو هو مجود وغير مكترث بالبشر، ولكنني فقدت الإيمان بخزعبلات كثيرة أدخلتني في دائرة الشك ،وألبت علي المتساقطين في طريق المدرسة..فنالتني نبال القرية، وتساءلت كصاحب الحمار بعد عودتي إليها : أنى يحي الله هذه القرية؟ ومات حماري وطعامي وبقيت بعيرا أجرب؛ لا زوجة لي ولا أولاد، ولا أهل لي ولا وطن ولا كأس ولا سكن...غربة داخل الغربة، وحمل للصليب في طريق الجلجلة، ولا خلاص إلا باللحاق بحماري وطعامي...وإلى الله المصير...
صلاتي في مسجد القرية المسمى " الأمير عبد القادر" يذكرني بالجامعة التي تخرجت منها،ويذكرني بالأمير الذي أنهكته الحرب مع قوم ليسوا شرفاء يعاونهم الخونة وبنو زبلون ..أرتاح لبساطة العمران،ويضيق صدري ولا ينطلق لساني بالداخلين إليه كأنهم حمر مستنفرة، أبلع لساني صوما عن كلامٍ يدخلني في جدل ليس هيجليا بالضرورة، وقد عفت نفسي كثرة الجدل وقلة العمل..
جرجرت جسدي المتعب الواني إلى المسجد فتناهى إلى مسمعي صوت غراب يواري دين الله في مقبرة اسمها الوطن..يقول إن بيوتنا عورة وما هي بعورة..ويقول إن نساءنا كاسيات عاريات، ولم يقل إنهن يطعمن صغارهن بالتخفف من ثيابهن.. فالحرة تجوع ولا تأكل بثديها..وازداد الصوت ارتفاعا وأنا على أعتاب المسجد بأن "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس" فانطلقت يدي تمسح على وجهي المجوسي، والوجه يعتذر لليد أنه أخذ العبرة من "بوبوط" الذي نتف لحية المعلم وأفرغ مزاود الدقيق في الطريق وأن من لسعته الحية خشي الحبال والقوادين، وأن حلق اللحية من تمام الإسلام ...وسكت الوجه المجوسي عن الكلام المباح وبقي مكبر الصوت يرشق الأذن بالصراخ أن إمامة الحليق لا تجوز وإن كان حافظا فتجوز مع الكراهة "لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم إن الفاسق تصح إمامته وإن كان الأتقى أولى منه"....
مرحبا يا فسوق، مرحبا يا جنون..وعجن "الشيخ" كلامه ،ودهس العربية ثم دعس رحمتها ولم يبق فيها ولم يذر، فكانت الأفعال تتطاير بالنصب عليها،وكانت الأسماء ترفع إلى أعلى عليين ولأوهى الأسباب يلقي بها مجرورة غير مأجورة في قعر الجحيم، نالت العربية من العذاب الأليم ما ناله حليقو اللحية والمصورون، وسامعو المزامير التي لا يعرفها داوود ولا نوح ولا الفراعنة...ودخلت باحة المسجد فجلست..وقد وقعت عيني على عين "الشيخ" بارك الله في لحيته ورزقنا من علمه، وأسبغ علينا من وفرة الشعر ما نستر به عوراتنا التي انكشفت للكافر الذي يسرق الأرض والعرض والماء والسماء، ويرش علينا بوله حكاما أتقياء ندعو لهم بالرحمة والمغفرة وقوة الباه، واتساع السرير في مكاتب الجماع، وأن يعينهم بالبطانة الناعمة الصالحة، التي يتبطنونها آناء الليل وأطراف النهار،وأن يرزقهم من بترول الحاسي والبواخر الرواسي والعهدات بالرباعي والخماسي...والعياذ بالله من شر الحاسد، وشر الكافر بنعمة ولي الأمر الطائع للوساس الخناس...
جلست ولم احيي المسجد، فكأنني جئت شيئا إدَّا..خزرني "الشيخ" رضي الله عمن رضي عنهم خزرة وكأنها خُرزة بمثقب أبي إيفانكا، وبإشراف مجمع البحوث الفقهية من آل "الشيخ" ومن آل سفاه "الشيخ" الذي لا حلم بعده، تجاهلت الخزرة الخارزة واستمعت لبقية حديثه بعربية أكلوني أبناء الكلاب وأصدقاء الخنزير..ومن يقول للشيخ "غطّي قاعك" وأشكون يقول "للصيد فمك ناتن"...أرواح وفكها يا أبو إيفاكا، فالفتوى منك بصك غفران وذنوبي بلغت عنان السماء...وصك الغفران لا يجود به "الشيخ" لمن أمات سنة وأحيا بدعة ...والله على ما أقول شهيد.. فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا...
****
في المسنجر وصلتني رسالة مبدوءة بالسلام وطلب الهداية لي،والتوفيق في الاقتداء بالسنة على فهم سلف الأمة، وقهقه شيطان عجوز من تصاريف الأقدار فوصفتها بيني وبين نفسي الأمارة بالسوء بعبث الأقدار..قرأت الرسالة واعدت القراءة..مبدوءة بالحمدلة ومشفوعة بالبسملة وعامرة بالنصح الغامز،والكلام الحامز، والتهديد المبطن،والوعيد المغلف بالخشية والخوف من الديان يوم لا ينفع مال ولا بنون،وأنا والحمد لله ليس لي مال وأنى يكون لي ولد ولم تكن لي صاحبة؟ فأنا غير متزوج، ولن أتزوج لدواعي أمنية استفدتها من "بوبوط" ناتف اللحية المقدسة ومفرق الجماعات غير المسلحة، ومجرجر الذين عليها ينفون إلى صحراء رقان أو صحراء نيفادا لممارسة الرياضة مع العقارب والحيات الشامخات الحاقدات...إلخ...
عاودت القراءة فوقعت عيني على أفعال مخلة بالحياء اللغوي، فقد قال لي : اتقي الله، وقال لي عليك بطاعت الله، وذكرني بأن النبي (ص) كان يتزوج النساء ويأكل الطُّعْمَ...وتأكدت من كلام الشيخ أن النبي فعلا كان أميا، وما كنت تخطه بيميك إذا لارتاب المبطلون...
ـــــ وعليكم السلام أخي...
ـــــ والله إني أحبك في الله
ـــــ شكرا جزيلا
ـــــ بل قل بارك الله فيك ، أحبك الذي أحببتني فيه..
ـــــ شكرا على النصيحة
ـــــ لا زلت تصر على هذا اللفظ العلماني؟!
ـــــ اللفظ قرآني، وقليل من عبادي الشكور
ـــــ أنت تهجر السنة؟
ـــــ ومتى كان ذلك؟
ـــــ اليوم في المسجد...
ـــــ كيف ذلك؟
ـــــ لباسك غير محتشم،ولم تصلي تحية المسجد..
ـــــ كنت تخطب فراق لي حديثك العذب، وخطبتك العصماء،وصوتك الجهوري،وتأسيك بالصحابة..
ـــــ أتسخر مني؟!
ـــــ حاشا لله..لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم...
ـــــ عارف بللي أنت تعرف شوية فالدين ولاعبها مثقف وماش عارف واش ،وإخواني ولبرالي وشيوعي وماش عارف واش ..
ـــــ بالراحة عليا يا "الشيخ" ..أنا حشيشة طالبة معيشة، لا أوذي أحدا...عايش على هامش الهامش...
ـــــ لا لا باين عليك تكره السلف الصالح..
ـــــ يا الشيخ أنا لا أكره أحدا، قلبي يتسع للجميع،والكراهية ليست من شيم المؤمن بالله..
ـــــ تخالف السلف في لباسك،وحديثك ومسلكك، تتكلم بلغة الفلسفة،وتلبس لباس الكفار،وتخالف السنة جهار نهار،فلم تتزوج الثيبات والأبكار، وتقول لي أنك لا تكره السلف...
طلع الزبل الديمقراطي الوطني إلى مجلس الأمن القومي،استدعيت الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع ومقارنة الأديان ، ذررت فوقهم شكا كثيرا وبعضا من الإلحاد لهكذا مواقف عفنة، وتساءلت بيني وبين نفسي كيف لهذا الكائن الذي انتقل من ظلمات الصرف الصحي كجرذ منبوذ فقد اسمه العائلي وفقد رباعيته بالخمر الرديء وملأ المشافي بأبنائه اللقطاء ونقل الأمراض بالزطلة الرديئة والحبوب المهلوسة، فكيف لمن مارس اللوطية الصغرى واللوطية الكبرى أن يعتلي منبر رسول الله، أربُّ يبول على رأسه الثعلبان لقد هان من بالت عليه الثعالب ...كيف لهذا الكائن الوسخ أن يتجرأ على مناقشتي..ويفسقني ويكفرني ويبدعني..هزلت وبان هزالي وسامني كل مفلس..
ـــــ وكيف لي باتباع السنة يا الشيخ؟
كان سؤالي هذه المرة تمهيدا لإرسال الصواعق على لاحسي الأحذية والصحون والملاعق، من الذين اكتشفوا الجاذبية بعد نيوتن وحجوا بعد رمي الجمرات،وأطلقوا لحاهم بعد القارعة، وارتقوا بالشيخ الذي نسي ماضيه وراح يفتش في حاضر الناس لينجيه من الوسواس الخناس...
ـــــ تزوج؟
ـــــ لست من أولي الإربة من الرجال..تكفل أنت بالسنة وعدد مثنى وثلاث ورباع...واقض على العنوسة ...
ـــــ إن شاء الله وإنا لفاعلون..وماذا عن اللحية؟
ـــــ أنت أصغر مني سنا ولا تعرف "بوبوط" وكيف أجلس الذين آمنوا من أمثالك على القوارير المكسورة، وكيف كان يتلذذ بنتف السنة المشعرة،ويلقي بها للنار المطهرة،وكانت ناره مجوسية ولذته سادية من عهد عاد...أأزيدك يا إمام؟
ـــــ ذاك عهد قد مضى، ونحن اليوم نتفيأ ظلال الأمن والأمان، بنعمة من الله وبفضل من ولي الأمر حفظه الله ..
ـــــ سمعت مقالتك وعرفت مقصدك،وهذا الضجيج الذي تلوث به أسماع الناس عرفته أنا أيام كنت في مدارج السالكين إلى جيوب الناس وأعراضهم، يوم انخرطت في طريق الكدية والسرقة واللصوصية والنشل وخفة العقل واليد، عرفت ربي أيام كنت أنت لا تفرق بين الألف والعصا، وتخنخن في نطق الصحابة "سحابة"، عرفت ما لم تعرف منذ أن كنت لصا لبيض الدجاج إلى أن صرت "أرنولد الخردة" أو "الخردة أرنولد" في باب الواد، وقد منحك تفكيك السيارات المسروقة وبيعها اسما وسمعة،إني اعلم من الله ما لا تعلم قبل أن ترفع صوتك بالآذان في جامع الأمير لتسرق إيمان الناس وعقولهم...روح ألعب بعيييييد أنا حامض عليك يا الشيخ.



#عبد_العالي_زغيلط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنّاء في عين الفوّارة
- إذا الشعوب كُوِّرت!
- لا توبة لك أيها الراهب
- علامة تع(!)ب /قصة
- تاروايت (عبد الحق المؤجل) قصة
- قرابين للنسيان- قصة
- الفرقة الناجية
- قراءة في رواية -عصر الطحالب-* للكاتب: كمال بولعسل
- نهاية الوطنية القديمة
- عائشة -نائمة-...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العالي زغيلط - الخردة (قصة)