أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي زغيلط - نهاية الوطنية القديمة














المزيد.....

نهاية الوطنية القديمة


عبد العالي زغيلط

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية الوطنية القديمة

على مدى أكثر من خمسين عاما من الزمن عاش النظام السياسي الذي أفرزته حرب التحرير كالوريث المتلاف،فقد استنفذ كل ميراث الثورة،مع ما في الاستغلال من بشاعة وقبح وتنكر للشهداء، و من حول هذا النظام تشكلت ــــــ مع تعاقب الأيام ــــــــــ فئات وجماعات وأحزاب،وعصب،وطفيليات منتفعة، تتغنى بالوطن والوطنية، وليس من هم المنتفعين أن يبقى الوطن أو ينهض أبناؤه،بل ربما من مصلحتهم أن يعود السيد القديم سافرا عن وجهه لا كما يعمل الآن من وراء ستار شفيف!
لا عجب أن نشأت الوطنية بمعنيَيْهَا العاطفي والمذهبي معا ــــــــ كما يقول معظم المؤرخين ــــــــ في أوساط الجزائريين المهاجرين، في عشرينات القرن الماضي، وتقلبت بين تيارات فكرية عديدة،وارتكبت من الأخطاء بقدر ما أيقظت من الضمائر، وكانت ثورة نوفمبر تتويجا لهذه الوطنية،ورأسمالها الذي به تفاخر.
غير أنه وبعد أن وضعت الحرب أوزارها واستقر الأمر لمن تَغَّلب،أصبحت الوطنية رصيدا رمزيا ـــــ والثورة عنوانها البارزـــــــ كما أصبحت مرجعا يناوش به النظام السياسي كلَّ من ينازعه الحكم أو ينتقد مسلكه،أو يشكك في شرعيته،بحيث بدا طيلة عقود كما يقول جلبير غرانغيوم «مفتقرا بشكل تراجيدي إلى مرجعيات رمزية،فالمرجع الذي لا يكف عن الإحالة إليه هو الكفاح وحرب التحرير»، مع أن هذا المرجع هو إرث مشترك بين أبناء الجزائر الذين محضوها الإخلاص،ولم يبخلوا عليها بالمهج.
لئن كانت الثورة في مبدئها وفي منتهاها شعبية فإن قدرها ــــــــ كقدر كل الثورات ـــــ أن صار إرثها الرمزي رصيدا يُضَخَّمُ لحساب فئات محدودة تَسِمُ نفسها بِشَارَاتِ الحُكم، وتَصِمُ غيرها بعقوق الوطن والكفرِ بتاريخه، بل صارت مثل كثير من الأحبار والرهبان في العصور الوسطى المسيحية تأكل أموال الشعب، وتنهب خيراته بالباطل، وتأخذها العزة بالإثم صدًّا لأية محاولة جادة للإصلاح أو لبعث وطنية حقيقية؟!
لقد استشهد من أبناء الجزائر على مدى عقود من الزمن الكثيرون لينجلي عنها ليل الاستدمار،بَيْدَ أن معالم استدمار جديد/ قديم ترتسم في الأفق الملبَّد، هذا إن لم يكن قد عاد فعلا، وما ذاك إلا لأن قيم الوطنية التي يتغنى بها أدعياؤها لا تعدو منصبا حقيرا يقهرون به الناس،وكرسيا وثيرا يُـــظْهِرون به هيبة لا يؤمن بها أحد،وأبَّهَة فارغة لا يلتفت إليها عَالَمُ اليوم القائم على قوة الأوطان وجدارة الإنسان،وفاعليته.
إن الإرث الرمزي أو الريع الرمزي للوطنية ـــــ والأمر سيان عند المنتفعين ـــــــ يبلى وينضب مثلما يقولون عن نضوب البترول والغاز،وإن التنقيب عن أسس جديدة تكون جامعا للجزائريين،وعاصما لهم من التفرق والتناحر أصبح أكثر من ضرورة،أما التغني بأمجاد الماضي،والضحك على شعب مُحْـــتَقر، ومكبوت،والاستئساد عليه بتأدية دور تافه يجود به اللص الأمريكي أو الفرنسي،فلن يدفع إلا إلى مزيد من تآكل ما تبقى من الوطنية واهترائها،حتى ولو رضي هذا اللص بالدور المنوط بنا كخزان لوقوده،وحراس لحدوده،لأن التنادي بوطنية كرة القدم أو الراية والنشيد، لن ينفع ساعة يجف الضرع، وينفض السامر،ولات حين مندم!
أ.عبد العالي زغيلط /جامعة جيجل
[email protected]



#عبد_العالي_زغيلط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائشة -نائمة-...


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي زغيلط - نهاية الوطنية القديمة