أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العالي زغيلط - تاروايت (عبد الحق المؤجل) قصة















المزيد.....

تاروايت (عبد الحق المؤجل) قصة


عبد العالي زغيلط

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 20:59
المحور: الادب والفن
    


تاروايت (عبد الحق المؤجل)!

لقد عفا اللصوص عن القتلة وتمت الصفقة بابتسامات معدودوة.. وبأقلَّ من درهمين في زمن المناقصة العلنية المفتوحة تلا الإمام آية الكرسي..ثم آية الذين آمنوا وأتبعها بآية الذين كفروا وختمها بذكر الذين يحسبون كل صيحة عليهم..وها نحن نطلب من ربنا أن يمد في زمن "فخَّار يكسَّرْ بَعْضُو"..ولأنك مسلم مع وقف التنفيذ فإنه يسمح لك بالهذيان والابتسامة في وجه أخيك ما دمت لا تخسر سوى تعرية عاج اسنانك للريح .. الابتسامة في وجه عدوك قربان ،وفي وجه قاتلك إنما هي طريق مفروشة بالورد والريحان إلى جنات الرضوان ..والدنيا لا تساوي جناح بعوضة..ونحن عابرون في غبار كافر..والناس أبناء الموتى وجناح البعوضة مقبرة كبيرة ..والميت يضحك على حفار القبور..وعلى ظهر هذا الجناح أسست دول وممالك..وتسقط ممالك وجملكيات..وبكى الأطفال وردا وشهدا ..وتزوج اليتامى من يتامى وأنجبوا يتامى في عرس يشرف عليه أبناء الذين لا يهلكهم إلا الدهر.. آه من أكفان تنسج على جناحك أيها البعوض.وآه من جماجم الملوك يلعب بها الصبية في أزقة الآتي الذي لم يقرأ أخبارنا،وكرر مأساتنا ..وتكورت الابتسامة بصقة مقدارها ألف سوط من عذاب بئيس.
وابتسم الجميع من هذيان وتخريف (عبد الحق المؤجل) ..كما ابتسم الخنافس في ملعب الفاتحين الجدد..ولم تكن التي نكثت غزلها عاهرة وإنما أبوها لم يقرأ التاريخ..وهي لا تملك غير بئرها..وبئرها معطلة إلى أن تنتهي لعبتهم..والمدن تفتح أفخاذها حينما تقول العناكب: إن الله سخرها لبناء ناطحات السحاب.. والخيانة تلبس دماميل متقيحة وتغني في كل الدروب..وفنجان القهوة يقدم بالزغاريد للقادمين على صهوة كذبة مسروجة بشهادة عالية تنط عليها فئران البلاغة،وتسلخ ثعابين الحداثة بعض جلدها المصبوغ بالصلاة على النبي.
وقال الراوي :إن (عبد الحق المؤجل) حاول أن يلتقط شرفها المتهاوي.. وجمع من الأرض حبا استلطف به الحمام الزاجل في البلد الداجن..تبركا بأمير كل مؤمن بالله أو بأعدائه..وأقسم ساعتئذ بأغلظ الكفر .. لم يجد الإيمان الغليظ..فبقية مما ترك الفاتحون تناهبته الطوائف..وقليل القليل اقتاتت به بقية البقية لتبني أمجادها العاهرة بهصر دمنا ..وأقسم ..نسي لماذا أقسم ولكنه فارقها فراق غير وامق..وغير بعيد منهما كان موج الأطلسي يهدر ويصفع جدران المسجد ..وزوايا المسجد كانت مواعيد للغرام ..والكل يغني على أنثاه..لا تسألوا عن ليلى البدوية..طائراتهم ألقت عليها شظية من شكولاطة بمناسبة عيد الحب ومكتوب عليها :القصف أرحم أنباء من الجرب ..أما أنتم فلكم صبابة من كرامة جادت بها الأرض وتناهبتها دعوات الأئمة رضوان الله على غيرهم..والصورة لا تكذب..و لازالت سياط بني زبلون تمسد ظهر (عبد الحق المؤجل)..واللقمة تسوخ في حمأ القوادة..والعينان تتعثران بسفن البحر..بقوارب البحر..بحيتان البر..ولا زال (عبد الحق المؤجل) أَرْبَعِينَ سَنَةً..ليلها كليلها.. زائغا.. يتمنى لو كان هالكا..تائها لا يأسى عليه الله لأنه لم يفسق بعد..ربما في الليالي القادمة..ويا أيها الليل لا تنجل فنحن عراة وصلاتنا لا تقبل ..وأقسم..آه بماذا يقسم وكل القداسات عفرتها تواقيع الخيانة ..ويلكم ..لست كافرا ..فليس ثمة شيء أكفر به..
وقال مسفوع الناصية..وقيل مجزوز ..لأن المدير العام للقوة الناعمة في تلفزيون الغراب المخنث لم يشأ تقريب الصورة..وصححت المذيعة أقوال بوذا الحكيم :وفقا لما جاء في اجتماع وزراء اللغات الوطنية في جبال الونشريس بقاهرة المذل لكل دين يخيف إسرائيل إن هذا النوع من التحرك قد تم السيطرة عليه بفضل ابتسامات مؤذن مالطا وحرمه المصون،وسيتم تخفيض منسوب التبول الليلي العام الماضي من عشرون عملا! أقصد عشرين عمَّالا فوضويا غير منظم إلى خمسين émeutes وذلك من أجل الحفاظ على النشاط البركاني وتحسين مستوى الأداء اللغوي،ببتر كل الزوائد الدودية والثعبانية والدستورية أيضا.. وفقا لتعليمة سرية قالها جلالة المعظم ..مسفوع الناصية العام القادم..
وأفاق الدكتور مخصي الضمير مجبوب الشرف عديم النخوة ،طرطور الارادة..ارجموه فأنتم لا تعرفونه..أفاق من هول التصحيح الثوري الذي أعاد للناس لسانهم وطمأنهم على مستقبلهم في عام 2025 قبل وشاية يهوذا الاسخريوطي بالسيد المسيح،كما أوضح الدكتور المتوج بذهبية فض بكارة اللغة أن استخدام الفرنسية في نص قصصي أو نشرة إخبارية يعد تعديا صارخا على مواثيق الأمم المتحدة كلها على قتل المسلمين (آه.. ولد الهجالة ما قدرش يقولها،قالها الراوي فقط)وإنه يمكن الاستغناء عن émeutes الفرنسية وتعويضها بلكمة أمازيغية فضحى :تاروايت . أرأيتم ها نحن عززنا الوحدة الوطنية ونشرنا ثقافة تاروايت .
في المدخل الغربي للقلب المضرب عن الاحساس توقفت دورية الشرطة تسأل عن كتب التاريخ السري للكرامة..ورفعت تقريرها إلى جهات عليا جدا ..يعني قريبة منه عز وجل!..واطمأنت القلوب القطنية أن البلل تسرب في كل البارود..وأن الله انتصر لصالح الأقوياء.. ولهذا فكل مصالح الأمن والأجهزة السرية ومراصد حقوق الفئران المنتخبة وبعض السلاحف الأسطورية قد أجمعت على ضرورة اليقظة نهارا والشخير عند منتصف الليل..وذلك من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالكابريهات والعلب الليلية ومفسدي سهرات أبناء علامات الاستفهام والجمل الاعتراضية..ومسامير البلاغة ...إلخ
وقال (عبد الحق المؤجل): رأيت بأم أذني.. ما قيل في مديح القمل المتكئ على أجفان الوطن ..وتقيأت كتب التاريخ ..وأبقيت كل كتب تطريز النياشين للأوغاد.. ولَوْ كَانَتْ الدنيا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ،ولم أك كافرا..أنا (عبد الحق المؤجل)ابن كل الشتائم التي يفرح بها أبناء الذوات تحت شمس النشيد الوطني..فقط سألت أبي لماذا تكثر من غرس الشجر؟
وأجابني لأحتمي بها..ثم سكتَ..لتطعمنا..وسكتَ أيضا..لنشنق عليها أعداءنا..ولم يسكت ..كان يراهم في كل بقاع الأرض حتى امتلأت بهم السهول والحُــــزون..وجاء الأعداء يمتطون الظهر الذلول..سمعت آية الله العظمى تتلى فيهم أناء الليل وأطراف النهار:وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا..ولم أجد في هذي البغال زينة لي فتوقفت عند منتصف فجيعتي ..وها هي البغال توقع اتفاق اقتسام الزريبة،وتعلن ذلك بشحيج مدبلج في التليفزيون عن اللغة البغلية المبسترة دستوريا..وقد حصلت على حق الركوب القانوني..والاحتجاج الشرعي..ولا تسأل عن الحرون فله حقيبة..وانهزم النصر في مقلة الطفل الصغير وكسرت لعبته ،وصار الماء غورا ،وانحنت أشجار كانت باسقة وجفت أشجار كان عطاؤها ينبوعا دائما وكان ثمرها عميما..وأكلنا الكسرة ناشفة حتى تيبست امعاؤنا ..ووجفت قلوبنا..وقلنا نموت ليحيا الوطن..ثم جاء الراكبون الظهر الذلول..يشتمون بالكرباج..فنحن أبناء القمل والصئبان..ونحن الحفاة العراة ..وأنا سلالة التمرد..أي نعم! ليس في دمي غير التمرد.. أيتها البغال الأنيقة.
وقال الامام الاسخريوطي رضي الله عن لاعنيه..كلوا واشربوا..ولا تسرفوا..وضحك (عبد الحق المؤجل) بتوقيت معدة التمساح..لقمتي مغمسة بالدم..وأجفاني مراسي للانتظار ..انتظار المهدي أو غودو أو المهدي بن غودو..أوتسعة رهط من سجاني الأحلام عند بوابة الأفق المهشم بمطارق المخاوف..فكيف نسرف يا سيد قاتل أس خائن؟؟؟؟..كيف نسرف ولنا كل المسغبة..لا تسرفوا فقد حرم عليكم الاسراف..لست معنيا بالآية يا هذا.. لا تسرف في النقد..لا تسرف في الضحك..لا تسرف في البكاء المر..لا تسرف في التفاؤل ..لا تسرف في التشاؤم..لا تسرف في التشاؤل..لا تسرف ..
ويقول العارفون بـــ(عبد الحق المؤجل) أنه ما صلى ولا صام ولا قرأ القرآن ومع ذلك فقد دخل الجنة..واعترض الذين يملكون أعدل الأشياء توزيعا بين البغال :إنه لم يدخل بعد ولكنه مدرج في القائمة الاحتياطية، فهو في النعيم مع وقف التنفيذ..وقهقهت الضفادع الوطنية من انتقام القمح من الطاحونة، وقررت منح تأشيرة العبور في انتظار سفينة الأسئلة الرخوة تنقل (عبد الحق المؤجل) إلى أرخبيلات القردة المناضلة ليتمتع بقراءة القصص التي ألفها القدر وهو يحتسي سجارة الأشواق المصنوعة من أعصاب الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.


أ.عبد العالي زغيلط/ جامعة جيجل –الجزائر
[email protected]



#عبد_العالي_زغيلط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرابين للنسيان- قصة
- الفرقة الناجية
- قراءة في رواية -عصر الطحالب-* للكاتب: كمال بولعسل
- نهاية الوطنية القديمة
- عائشة -نائمة-...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العالي زغيلط - تاروايت (عبد الحق المؤجل) قصة