أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شه مال عادل سليم - ستبقى حلبجة حية في ذاكرة شعبنا* 2 _2















المزيد.....

ستبقى حلبجة حية في ذاكرة شعبنا* 2 _2


شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:30
المحور: حقوق الانسان
    


‹٤›

بدات الطائرات تصب حممها على حلبجة
قنابل عنقودية تسقط على البيوت
قصف مدفعي مكثف
الناجون يركضون نحو الجبال بملابسهم الملونه و المزركشه كانهم قطار العيد يتوجه نحو السماء ……….
اطفال تركوا احذيتهم خوفا من الموت و الدمار
الساعة الثانية عشر الا خمسه و عشرين دقيقة بالضبط
حلقت خمسون طائرة فوق سماء مدينة حلبجة
خمسون ﺸﺒﺤﴼ يقصف المدينة بدون رحمة
القصف مستمر، الطيارون فخورون و بعد ﺃكمال مهمتهم كانوا يرجعون الى مواقعهم ليكمّل سربٌ اخر
ستون طائره
سبعون طائره
محمله بغضب وسموم الريس .... تقصف الاحياء السكنية
اصبحت البيوت اكواماً من حجر
انتشرت رائحة البارود
تساقط الابرياء في الشوارع واوراق الشجر
نام الاطفال في السراديب خوﻓﴼ من همجية الطيارين وصداميتهم الشرسة
توسع القصف و شمل قرى ( عبابه يلي ، احمد ئاوا ،ﻫﻪواره ، خورمال ، ﺩﻩﻠﻪﻤﻪره و ﻋﻪﻨﻪﺒﻪ )
الشظايا تتطاير
القصف مستمر .....
الساعه الثالثه ظهرﴽ
مضت الساعات الاولى ثقيلة، طويلة …….
الشيخ يصلي و يدعو الله ان ينتقم من مسببها
حاول اهالي حلبجة الخروج من ملاجئهم ولم يفلحوا ولم يستطيعوا الانتقال
الطائرات فوق البيوت
. . . .

قنابل
دمار
انفجارات
خراب
اشلاء ممزقه



الساعه الرابعه عصرﴽ
اطلقت الطائرات صواريخاً معبئة بالغازات القاتله
تحولت حلبجة الى مدينة اشباح
الشفاه متيبسه الوجوه متشققه
انتشرت في الجو رائحة التفاح
فقد قسم من اهالي المدينه البصر
بدا الناس يتقيأون
اطفال يرفسون الارض بارجلهم الصغيره كالطيور المقطوعه الراس
السم ينتشر مع الهواء
الموت يتسلل الى كل بيت
الاطفال . . ناموا وهم جالسون
عوائل . . سقطت بجانب موائد الطعام
الموت للجميع
الموت للحيوانات
للطيور
للحشرات
اباء يحموا اولادهم ويحاولون ان يصدوا الغازات السامة ....
(عمر خاور( 8حمل طفله الرضيع و ركض باتجاه الباب الخارجي و لكن الغازات السامه قد غمّت الجو وتغلغلت في رئاتهم لتقتلهم على قارعة الطريق…… فناموا نومتهم الاخيره في متحف حلبجة
سقط الشيوخ،
الاطفال،
النساء . . .
سقطوا ولم يتاح لهم الصمود امام هذه الكابوس المخيف
جثث منتشره داخل البيوت و في السيارات و تحت الخيم
خلت المدينه من الاحياء
جثثة متشابكة …… اراد الاطفال ان يلحقوا بامهاتهم حتى في نومهم
طفلة رضيعة لم تترك ثدي امها حتى في موتها
اراد الشباب ان يلحقوا بحبيباتهم
اراد الشيوخ ان يلحقوا بقدرهم
فر كثيرون و عبروا الجبال و الوديان حاملين معهم قدورهم الملوثه بالسموم
مات بعضهم في احضان الجبال و بعضهم تحت خيم الهلال الاحمر الايراني9
حلبجه نامت دون ضجه
نعم دون ضجة
الطيارون فرحون
كانوا يرقصون وهم
حاملين انواط الشجاعه و اوسمه (رافدين) رئيسهم المجنون و يشربون نخب الانتصار………………

‹٦›
ناموا ياأحبتي
ناموا ياأحبتي
ﺴﻴﺄتي يوم عندما تنهضون في الصباح سوف تجلسون
في المتاحف و ليس في عتمة الغرفه الملوثه بالسموم
و حينذاك ستفاجئون العالم ﺒﺄجمعه بسرد قصة
مدينتكم المنكوبة ……
ناموا ياأ حبتي
ناموا و لاتتطلعوا اليه …… هذه ليست دمعتي بل دموع الالهه قد أخترقت السماء لتطفئ لهيب أجسادكم
وتقبل عيونكم ……
ناموا حتى تستجمعوا قواكم لتناشدوا العالم الصامت وتناشدوا ضمير الانسانية ……
ها هو ( ﺨﺎﻠﻪ مينه ) يعزف على الناي السحري…
ها هو الشيخ الذي ينتظر آذان جامع ﭙﺎشا بصوت( ﻤﻪلا شريف)
ها هو صوت( أحمد مشكي ) يكسر الكابوس الاصفر و يغني لا شعورﻴﴼ ( سياﭽﻪمانا )
ها هو ( عبدالله ﮔوران ) 10 جالس في ( باخى مير ) و يلقي قصيدته الشهيره قصيدة الشهيد
ها هو( هادي العلوي )11 يشرب ﭽﺎي من سماور النازحين، يخشخش الهواء المسموم بحبات مسبحته الكبيرة وﻴﺄنّ مع أنين أطفال حلبجه حتى يبح صوته ﮐﺄنه ينزع المعطف الابيض عن ( شنروي وسورين)12ويقدم براءته من هويته ﻷطفال حلبجه ...

وأنا – بدوري – كتبت في دفتري الانصاري الصغير الناجي من سموم علي13القاتلة ...
اللعنة على الصمت الذي أصبح عنواﻨﴼ و سلوﮐﴽ و أخلاﻗﴼ في زمن السيانيد السام و الخردل القاتل والانفال………
اللعنة ……
اللعنة ……
اللعنة ……
اللعنة .......
اللعنة .......
اللعنة .......
اللعنة .......
اللعنة .......
انتهى
اذار ١۹۸۸
جبل ئاوﻩﮔﺭﺩ


* كتبت هذه الكلمات المتواضعة في جبل ئاوه ﮔﺭد احد قمم جبال سفين التي تفصل ناحية هيران عن مدينة كويسنجاق والتي كانت احدى معاقل القوات الابيشمه ركه منذ الستينات .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


8 عمر حمه صالح سليمان المعروف ﺒ( عمر الخاور ) من مواليد 1933 , خاور اسم والدته والذي عرف به منذان كان شابا يافعا . ......
عمر الخاور من منا لا يعرفه ..؟ فهو من احد الضحايا السلاح الكيمياوي في حلبجة، مات وهو يحضن مولوده الجديد محاولا الهروب و النجاة من القصف و لكن لم يستطع، فوقع امام بيته مختنقاً بالغازات السامة . . واصبح رمزا وسفيرا لمدينته المنكوبة , ولم ينجوا احدا من عائلته المكونة من 12 فرداً ...


9 بالفارسية، شيروخورشيد وترجمتها، الأسد والشمس .

10 عبد الله ﮔوران ولد الشاعر عام 1904 في مدينة حلبجة في كوردستان العراق , مارس مهنة التعليم من عام 1925 - 1937 ثم موظفا في دائرة الاشغال حتى اعتقاله عام 1951 نتيجة نشاطه الوطني ثم خرج من السجن و تكرر اعتقاله عدة مرات الى ان حررته ثورة 14 تموز المجيدة في 10 / 1958 / 8 حيث استقبلته الجماهير الغفيرة بحرارة . يتمتع الشاعر بمكانة مرموقة في الادب الكوردي باعتباره رائدا من رواد التجديد في الشعر الكوردي المعاصر و نصيرا بارز للسلم و مناضلا صامدا . وفي عام 1962 عين استاذا محاضرا في القسم الكوردي في كلية الادب بجامعة بغداد .
توفي في 18 1962 /11 /نتيجة اصابته بمرض السرطان . وكان الخالد ﮔﻭران شاعرا ملتزما وداعياً للفكر الماركسي ,عضوا فعالا في الحزب الشيوعي العراقي حيث عمل محررا مع زملائه ((كاكه حه مه وحمة كريم و حسين عارف و الشاعر احمد دلزار)) في جريدة ئازادي لسان حال الفرع الكوردي للحزب الشيوعي العراقي و التي صدرت بعد عقد المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي في شباط 1945 وتابعت الصحيفة صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة ثم صدرت بصورة رسمية و علنية بتاريخ 1 1959 / 5 /وكان صاحب امتيازها الخالد نافع ملا يونس المحامي، واصلت ئازادي حضورها الى يوم اغلاقها في عام 1960 . له عدد من الدواوين الشعرية الخالدة وقصائد رائعة منها انشودة الصامدين , الشهيد , المراة , في السجن والخ ........ لقد غنى ﮔﻭران الخالد لنضالات الشعب العراقي بعربه و اكراده .

11هادي العلوي مفكر و كاتب و باحث عربي عراقي وصديق لشعبنا الكوردي شانه شان اسماعيل البيشكجي و الجواهري الكبير وكاظم حبيب و منذر الفضل و شاكر خصباك واحمد ابو مطر و اخرين، عبّر عن صداقته الاصيلة للشعب الكوردي بمواقفه الرائعة في الوقوف بجانب الحق و العدل و ضد استعمال الاسلحة الكيمياوية في كوردستان وكلنا نتذكر برائته الشهيرة لاطفال كوردستان بالضد من سياسات النظام الدكتاتوري ضد شعبنا الكوردي في عام 1988 وبالتحديد بعد جريمة حلبجة الشهيدة والتي مطلعها :- ايها الطفل الكردي المحترق بالغاز في قريته الصغيرة , على فراشه اوفي ساحة لعبه هذه براءتي من دمك اقدمها لك . معاهدا اياك الا اشرب نخب الامجاد الوهمية لجيوش العصر الحجري . ولا امد يدي الى واحد من انظمة العصر الحجري . اقدمها لك على استيحاء ينتابني شعور بالخجل منك و يجللني شعور بالعار امام الناس اني احمل نفس هوية الطيار الذي استبسل عليك وليت الناس اراحوني منها حتى يوفروا لي براءة حقيقية من دمك العزيز . انا المفجوع بك الباكي عليك في ظلمات ليلي الطويل . في زمن حكم الذئاب البشرية الذي لم نعد نملك فيه الا البكاء . اقبلها مني ايها المغدور فهي برائتي اليك من هويتي .


12 شنروي و سورين، جبال واقعة على الحدود مع ايران , تشرف على مدينة حلبجة ذات القمم البلورية المكللة بالثلج طيلة ايام السنة .

13 المقصود المجرم علي حسن المجيد والذي كان مشرفا وحاكما عسكريا على كوردستان ولقب ﺒ( علي الكيمياوي) بعد جريمة حلبجة .



#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستبقى حلبجة حية في ذاكرة شعبنا*1 _2
- القاضي رؤوف رشيدعبدالرحمن اثلج قلوبنا
- من شهداء ۸ شباط الاسود
- هكذا استقبلوني في مسلخ امن صداّمي * 4 - 4
- هكذا استقبلوني في مسلخ امن صداّمي 3 - 4
- هكذا استقبلوني في مسلخ امن صداّمي 2 - 4
- هكذا استقبلوني في مسلخ امن صداّمي ..... 1- 4
- البعثييون المجرمون ..... بلباس جديد
- سجن نقرة السلمان في مذكرات شهود عيان .... 3- 3
- سجن نقرة السلمان في مذكرات شهود عيان 2- 3
- سجن نقرة السلمان في مذكرات شهود عيان 1 - 3
- حلبجة .... وسموم الدكتورة جرثومة
- ساكنة سليمان....مسيرة معطرة بالنضالات


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شه مال عادل سليم - ستبقى حلبجة حية في ذاكرة شعبنا* 2 _2