أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو البقلي - العلمانية بين الدفاع و الهجوم















المزيد.....

العلمانية بين الدفاع و الهجوم


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعودنا علي رؤية الصراع حول تلك الكلمة كثيرا و خاصة في المحافل الفكرية التي يكثر فيها التجاذب بين فريقين هم دائما علي عداء فكري و هم في الغالب العلمانيون بكل تيارتهم السياسية و في مقابلهم الأسلاميون , حيث دائما ما يكون أحدهم في حالة الهجوم (و في الأغلب هم الأسلاميون) و الأخر يكون في حالة الدفاع (و هم العلمانيون) و كثيرا ما تنتهي المناقشات بتكفير العلمانيون و إتهام الأسلاميون بالرجعية و الأصولية و ما شابة .

ربما لا يزال هناك إختلاف حول تعريف العلمانية حتي بين العلمانين أنفسهم فضلا عن مغالطات الأسلاميين من الناحية الأكاديمية و السياسية حيث يعرفها العلمانيون أحيانا بفصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة السياسية و أحيانا بفصل الدين عن الدولة و يعرفها الأسلاميون بأنها المرادف لللادينية التي حتما هي دعوة الي الكفر .

و هناك أيضا إختلاف في إعادة الكلمة الي أصلها حيث يراها البعض عِلمانية بكسر العين نسبة للعلم أي التفكير بالمنطق العلمي و البعض الأخر يراها عَلمانية بفتح العين نسبة للعالم أي التفكير في الحياة بعيدا عن الكهنوت الديني و المنطق الديني في تفسير الظواهر و العلم .

و أيا كان الأختلاف في إرجاع الكلمة إلي مصدرها ففي النهاية هي تؤدي الي معني واحد إتفق علية أخيرا فلاسفة العلمانية المصرية و علي رأسهم الدكتور مراد وهبة و هي الحكم بالنسبي علي ما هو نسبي و هنا بدأ تبلور تعريف ربما يفض الأختلاف و الصراع بين المتصارعين سواء علي التعريف أو علي تفسير العلمانية بشمولها كطريقة تفكير و منهج لإدارة الدولة .

و يظهر لنا جليا أن تلك الدعوي الجائرة التي يرفعها الأسلاميون في وجهه العلمانيون ما هي إلا مغالطات فكرية لأنها تتعلق هنا بضبظ لمفهوم حددة العلمانيون أنفسهم و خاصة في شقها السياسي و هو أن الدولة لابد أن تكون بعيدة بعدا كاملا في تعاملاتها مع المواطنين عن أي تمييز ديني قد يضير بفئة من فئات المجتمع لمجرد أنها مختلفة عن الأغلبية الدينية إختلافا عقائديا أو مذهبيا .

و تستمر المغالطات الفكرية في تصوير العلمانية بأنها معني لللادينية و في هذا تجني كبير حيث من الممكن أن يكون هناك مسلم علماني و مسيحي علماني و يهودي علماني و ملحد علماني حيث أن الدعوة العلمانية هنا تتعلق بطريقة التفكير العلمي و في شكل الدولة و طريقة إدارتها حيث أن الدولة في تعريفها السياسي هي مجموعة العلاقات التي تربط بين الأفراد و ليس كما يعرفها الأسلاميون بتعرفيهم المغلوط بأنها مجموعة من الأفراد و كفي حيث يسقطون تصورهم القبلي للجماعات علي التصور العلمي لفكرة الدولة , و من هنا يبرز الخلاف الذي في اساسة هو إختلاف بين تعريف علمي و تعريف مغلوط يراهن أصحابة علية إستغلالا لجهل العامة بتعقيدات التعريفات العلمية و السياسية .

و حتي و إن إفترضنا أن معني علمانية الدولة هو لادينية الدولة فتبرز هنا الأجابة التي في النهاية هي في مصلحة العلمانيين و هي أن الدولة في الأصل هي كائن إعتباري و ليس كائن حي يأكل و يشرب و يصلي و يصوم و يحاسب في النهاية أمام خالق , فتوصيف الدولة و كأنها فرد و تصنيفها الي دولة إسلامية و دولة مسيحية مثلا هو توصيف و تصنيف جائر لأنها في النهاية تحول الدولة الي شكل سياسي أكثر تخلفا من القبيلة بل يكرس ثقافة الحاكم الفرد و الفئة المستبدة التي تستبد بفئات المجتمع الأخري لمجرد أنهم مختلفين معهم عقائديا أو مذهبيا .

و يبرز إتهام أخر لدي الأسلاميين و هو أن الفكر العلماني هو فكر مستورد من الغرب الذي يختلف عن بيئتنا و ثقافتنا و ظروفنا التاريخية و الدينية إختلافا كاملا , و هنا ايضا تظهر الأجابات التي في رأيي من المفترض أن تكون منطقية و عقلانية و سأسردها في نقاط :-

أولا: تاريخ الخلافة الأسلامية لم يختلف كثيرا عن التاريخ الأوربي من ناحية العلاقة (الدينية-السياسية) حيث كان دائما و لا يزال هناك علماء السلطان الذين دائما ما يبررون تصرفات الحكام بتبريرات دينية و يصبغون عليهم الصبغة الدينية حتي يستمر سلطانهم في مواجهة الشعوب بل تبلورت تلك السلطوية الدينية في الغالب في صورة مؤسسات تابعة في النهاية الي السلطان ينصب فيها من يشاء و يعزل عنها من يشاء و لعل القصص المتواترة لتاريخ الأئمة الأربعة هي خير دليل علي ذلك, بل سأذهب إلي مثال قريب جدا و هو الدكتور سيد قطب أحد أهم منظري الفكر الأسلامي في العصر الحديث حيث إعتبرة الأزهر (التابع للدولة في وقتها و لا يزال) مارقا و كافرا و إعتبر كتابة الشهير "علامات علي الطريق " كتابا مضلل لا يجوز الأخد بة في الفكر الأسلامي .

ثانيا: الثقافة المصرية علي مدي تاريخها هي ثقافة متسامحة تقبل الجميع و ابلغ دليل علي ذلك علي مر العصور تعدد الألهة في مصر القديمة و غياب التعصب بين أتباع الألهة المختلفة , ثم عصر الدولة الرومانية التي تعرض فيها المصريون المسيحيون لضغوط كبيرة من جانب الدولة الرومانية قبل أن تتحول رأس السلطة إلي المسيحية ثم دخول العرب إلي مصر و تفضيلهم (كما يدعي الأسلاميون) للعرب المسلمين الوافيدن عن حاكمهم المسيحي الذي ينتمي لدين الأغلبية المصرية في ذلك الوقت و هو المسيحية , ثم نأتي للحقبة الليبرالية التي قبل فيها شعب مصر بعد ثورتة في عام 1919 أن تشكل وزارة يكون فيها مسيحيون و يهود مصريون رغم أن الأغلبية الدينية و لا تزال هي أغلبية مسلمة , و هذا إذ يظهر فإنة يظهر تفوقا مصريا خالصا من ناحية التسامح الديني لدي الشعب المصري و يؤكد ميل الشعب المصري للعلمانية التي تسمح للجميع بالوجود في ظل نظام تعددي يمثل فية كل أطياف الشعب تمثيلا سياسيا و ليس طائفيا .

ثالثا: أن الفكر الوهابي الذي يعتمدة الأسلاميين (و هو بالطبع الفكر الوافد علي المصريين و ليس الفكر العلماني المتأصل في ثقافة المصري منذ القدم) هو تفكير طائفي حيث أنة لا يكتفي بتقسيم البشر ما بين مسلم و كافر بل أنة يقسم الأغلبية و الأقلية السياسية الي أقلية و أغلبية دينية حيث يري بمعادلة بسيطة أنة بما أن معظم سكان مصر من المسلمين إذن لابد أن يحكم الأسلاميون , في صورة إنتقائية تنفي الأخر تماما لمجرد أنة إختلف في شئ يخضع للنسبية و هو السياسية حتي لو كان من أبناء جلدتة .

في النهاية أري أنة من الضروري بل و من الواجب علي كل مصري أن يبحث عن دولة تسع جميع المصريين بمختلف إتجهاتهم الدينية و السياسية لا دولة تنفي الأخر و تعتبر المخالف حتي من أبناء الدين الواحد هو كافر أو خارج عن الملة أو منكر لمعلوم من الدين بالضرورة .

لابد من البحث عن دولة تسع الجميع و هذا لا توفرة سوي الدولة العلمانية الديموقراطية التي تعطي تمثيلا للجميع و تضع معيار الكفاءة و المواطنة , المعيار الأول لأختيار ممثلي الشعب و ليس الطائفية أو القبلية أو أي إنتماء أخر يضع مصالح شخصية فوق مصلحة مصر العليا .



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- لعنة الجغرافيا تلاحقهم.. مسيحيو شريط لبنان الحدودي يدفعون ثم ...
- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو البقلي - العلمانية بين الدفاع و الهجوم