أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح هدايا - سوريا من قضة وطنية محقّة لقضية صراع دولي















المزيد.....

سوريا من قضة وطنية محقّة لقضية صراع دولي


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 04:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابع السوريون، بين ثوريّ ومعارض ومؤيّد، ما يسمى بالضربة الأمريكيّة وتبعاتها، بين من يراها المخلّص ومن يراها اعتداء على رئيس نظام المقاومة، بين من يشكّك بجدواها ومن يؤكد أهميتها. وتتفتح شهوة الشائعات والأكاذيب لاستثمار الحرب النفسية وإشاعة الفوضى لمصلحة طغمة سياسية عدوانية تعيش في معاكسة لتاريخ الشعوب، تعتاش من البلطجة والتضليل.
على الرّغم من عدم اليقين بطبيعة الضّربات وأهدافها؛ فما يحصل هو مجال خصب لقراءة المواقف المستقبلية في ضوء الحدث وتطوراته وبناء تصورات واستنتاجات للاسترشاد بها. الموقف الأمريكي أثار الذعر والاضطراب وأربك النظام وميليشياته، وجعل قادة عسكريين من ميليشيا حزب الله يغادرون سوريا إلى لبنان، كما أخذ بروسيا إلى مجلس الأمن في مواجهة كلامية حادة مع الموقف الأمريكي والبريطاني، لتحميلهم المسؤوليّة لعرقلة السلم وشق الصف الدولي واسخدام للفيتو استفزازي.
فوضى الملفات السياسية الدوليّة في سوريا وتحالف نظام الأسد مع روسيا وإيران، أدى إلى هذا الواقع، وربما سيؤسس لحرب طويلة أشد شراسة وامتدادا. الثمن الكبير الذي دفعه السوريون في الحرب مرشح للصعود، ومرشحة ساحة المعركة لمزيد من التوسع والتّعمّق؛ فالذي ارتبطت يده بالوحشيّة في قتل السوريين سيستمر حتى يدفع حصته من ثمن الحرب ؛ فالحرب لن تكتفي بأن تبقى ضربة خاطفة، لأنّ التحشيد لها كبير. ولا يمكن أن تكون لمجرد ضرب مطار وبعض المواقع الكيماوية؛ كما لا يمكن أن يكون مجرد مسرحيّة أمريكيّة بالتنسيق مع روسيا؛ فأمريكا لا يمكن أن توجّه اسطولا عسكريا بهذه الضخامة بهدف التمثيل. ولو كان هناك توافق أمريكي روسي كامل على الملف السوري الإيراني، ما قرعت أمريكا طبول التهديد بحرب.
يبدو أن أمريكا وصلت لقناعة أنّ مصالحها في الشرق الأوسط مهددة بشدة، خصوصا بعد اجتماع أنقرة الأخير بين روسيا وإيران وتركيا. كما جاء الاستخدام الكيماوي تحديا لقوتها؛ فجاء القرار الأمريكي بالضرب العسكري. القرار حرّك العالم؛ فانكشفت حالة الرعب وفقدان البوصلة والعجز عن الرد المكافىء . لكنّ المشهد ليس بهذه البساطة، بل هو معقد جدا؛ فليس سهلا أن تتخلّص روسيا من تبعات التورط في هذه الحرب وهي تصرّ على السير منفردة بالملف السوري مع حلف النظام وإيران واستمرار الفيتو. ولا يمكن أن تتخلى بسهولة عن حلفائها هؤلاء، وهم ركائزها على الأرض.
السؤال الأصعب هل من السهل حدوث مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا، ليس فقط سياسيا واقتصاديا، بل عسكريا أيضا؛ خصوصا أن مزيداً من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا في الانتظار، وأنّ دولاً أوريية دخلت مع أمريكا في الضرب العسكري مما يزيد في حصار روسيا دوليّا؟ الصراع يبدو أنّه يتفاقم، وكلا الطرفين يسعى لبناء تحالفاته وتمتينها. روسيا تملك منظومة دفاع تستطيع أن تقاتل فيها؛ لكنّ المرجح أن الاستعداد الامريكي أكبر وله حلفاء؛ مما يجعل القادم محملا بالتحديات الجديدة.
أمريكا تشن حرباً، ليس فقط، كما تدّعي من أجل الكيماوي، بل لتستعيد نفوذها في المنطقة ولتلقي بسخرية الفيتو الروسي في مكبّ النفايات ، ويمكن ألا تكون خاطفة وسريعة، حتى لو بدأت بضربات محدودة ورمزية ذات أهداف عسكرية كيمائيّة كما قيل. وقد لا تنحصر في سوريا، ولا تتحدّد بالاطاحة برأس النظام السوري، بل تتوسّع، للإمساك بخيوط اللعبة السياسية والعسكرية في المنطقة وفي الملف السوري السياسي، بدءا بتأديب رأس النظام على تجاوزه الخطوط الحمراء، وصولا لحل سياسي مرورا بتحجيم حراك القوى الأخرى في المنطقة، خصوصا إذا اقدمت روسيا، لاحقا، على مساعدة إيران ونظام سوريا في نقل المعارك لأماكن أخرى حليفة لأمريكا. لذلك حجم الحرب وطبيعتها ومداها يبقى في إطار التساؤل وقيد التطورات، خصوصا في شكل الردود التي قد تحرّك حربا أوسع. وهناك ملامح صراعات قادمة تنبىء يهذا، تظهر في بعض التصريحات والممارسات؛ فإسرائيل تستعد عسكريا وأمنيا للحرب خوفا من استهدافها بطيران من حلف النظام السوري، ردا على هجوم أمريكي. كذلك تصريحات حزب الله للمواجهة. الاستعداد الأمريكي؛ فأمريكا ترسل عتادا عسكريا كبيرا؛ وبحسب التايمز اللندنية؛، فالأسطول العسكري الأمريكي هو الأضخم منذ غزو العراق 2003. وهو متحالف مع بريطانيا وفرنسا.
روسيا لا تريد أن تخسر مكاسبها في المنطقة مما يزيد صراعها مع أمريكا رغم تحاشي الاحتكاك المباشر؛ لكن، إلى متى سينجو هذا النزاع من تصادم مباشر ومواجهة عسكريّة؟ أمريكا صرّحت أنها لا تريد حربا مع روسيا، لكنّ نشوب الحرب لايعني أن المتحاربين يضمنون النتائج.. النتائج قد تكون تدميرا كبيرا يلحق أطرافا كثيرة؛ لاسيما مع إصرار روسيا على تمثيل دور الندّ لأمريكا والاصرار على دعم نظام بشار الدكتاتور وتسويغ جرائمه. من الصعب التنبّؤ بدقة. فالأمور لا تسير كلها وفق السياسة والمنطق والعقل، بل وفق جنون اللحظة. هذه مقدمات لمعركة قد تكون ممتدة لكي تشمل إسرائيل ولبنان.
إيران في قلب المعركة، فسيكون من أهداف الحرب ، أيضاً، تقويض حراك ميليشياتها في المنطقة، وتحجيم دورها ومشروعها الذي أخذ يهدد مصالح أمريكا وإسرائيل، وإن لم تحارب ستكون خسارتها في سوريا وفي المنطقة استراتيجيّة، وسينعكس، أيضا، على نقوذها ؛ فالحرب دفاعا عن أهدافها السياسيّة في المنطقة وارد؛ فغير مستبعد أن إيران وميليشياتها، وعلى رأسها حزب الله، في ضوء هذا الوضع، قد تسهم في التصعيد، وترد على حرب ضدها بحرب مضادة ضمن إمكاناتها؟
تركيا، أيضاً، داخل المعركة، وعليها اتخاذ موقف واضح وذكي؛ لأنّ وضعها حساس؛ فأي موقف تأخذه سياسيا أو عسكريا في هذا الاستقطاب، قد يكلفها كثيرا خصوصا؛ أنّها بين خطّين متناقضين روسيا وامريكا....وهناك أزمة اقتصاديّة تلوح في الأفق، وتقبل معها مشاكل داخلية، لن تكون أسهل من الخارجية. السياسة التي سارت فيها تركيا وغيرها من دول المنطقة بالاستفادة من القائم وإنقاذ ما يمكن أنقاذه وتأجيل الاستحقاقات أثبتت الأيام أنّها تزيد في العجز ولا تساعد في حل المشاكل العالقة.
أما حزب الله، فالانكشاف السياسي لبرنامجه بعد تورطّه بقتل السوريين لمصلحة إيران والنظام، أفقده كثيرا من شرعيته السياسية والجماهيرية. إسرائيل هاجمت عشرات المرات سوريا ولم يقم حزب الله بالتصدي لإسرائيل والدفاع عن سوريا، كما يدّعي؛ فشرعيّة معركته فقدت كثيرا من المقومات السياسية المعنوية على الرغم من استمراره بالحشد باسم الممانعة والمقاومة.
أمريكا ربّما بدأت معركة بضربات رمزيّة، وقد تأخذ مدى واسعا... لكن الأكيد أنها أسقطت المسارات الروسية الإيرانية للحلول، خارج المسار السياسي الدولي وزادت في تعقيد المعركة أمام روسيا. المعركة القادمة أمام السوريين طويلة وصعبة وخطيرة، لكنّها يمكن أن تفيد السوريين بإعطائهم الدعم السياسي والمعنوي لرص صفوفهم والعمل على مصالحهم الوطنية؛ فهي معركة تحرير، تحتاج نضالا وطنيا عسكريا وسياسيا. السوريون الذين أصبحت قضيتهم قضية عالمية نتيجة تدخل دول كثيرة، أمام تناقضين الأول أن هذا النضال يتطلّب تضحيات جسيمة. الثاني أن هذه الحرب قد تصبّ في مسار الإطاحة بالطغيان السياسي، سواء بالإجبار على حل سياسي وفق جنيف، أو بتنفيذ عمل عسكري لتحقيق تغيير سياسي. وبالتالي هناك ضرورة ملحة لتعديل العمل في إطار المشروع الوطني التحرري، وترجمة ذلك في الأداء السياسي وتحديد الأهداف الاستراتيجية والتحرك داخلها ضمن حامل إعلامي وخطاب ذكي لمواجهة الحرب الإعلاميّة التي استطاعت ان تؤثر في مسار الأحداث ميدانيا..

الضربات الأمريكيّةـ تؤكّد أن حرب الثورة السورية جزء من حرب دولية، لا يمكن النّأي بالنفس عن العالم؛ ولايمكن في الوقت نفسه، الانجرار كالأذناب في الحرب أو كالقطيع نحو أوامر الراعي. الحليف الاستراتيجي للثورة هو العمل السوري الناضج المتوحّد على ميثاق وطني . الأغلبية ليست بالعدّد لكن بقوة القيم وتماسكها. خطيئة كبرى أن يستمر العمل السوري متخبطا ارتجاليا شعبويا، في مسارات تتناقض مع المصلحة الوطنية. لابد من أن يعتمد على رؤية استراتيجيّة قيمية يجري ترجمتها سياسيا وعسكريا.



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة -سنوات الدم-..لا -شهر عسل-
- تحديات الذات في هيجان الثورات
- نظرة في الخطاب ما بعد الثورة
- آن للربيع السوري أن يزهر مشروعا
- مآل النهضة
- معركة حلب منعطف في مسير الحرب الدائرة في سوريا
- حرب ذات..بين غرب وعرب
- بين التّشوّه والاستقامة
- انقلاب ..وموجة عكسية مرتدّة
- ثورة الحرية هي ثورة تغيير وبناء عقل ووعي..
- في مواجهة الوهم
- سواعده الحرّة تبني مجد غده
- في يوم المرأة العالمي
- الربيع فصل دم باهظ الأثمان
- الحروب وصور جديدة
- حرب استنزاف من أجل الحياة
- تفسيرات غير محيرة
- كيف سيخرج الشعب من عنق الزجاجة؟
- السّؤال المتبقي
- النكبة بالكرامة الإنسانية قبل نكبة العروبة والإسلام والأقليا ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح هدايا - سوريا من قضة وطنية محقّة لقضية صراع دولي