أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير الكرودي - -الإصطفاف..-














المزيد.....

-الإصطفاف..-


منير الكرودي

الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 06:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في هذه الظرفية الدقيقة التي يمر منها شعبنا الأبيّ، من حصار اقتصادي، عسكرة، اختطافات، محاكمات صورية، محاضر عدت في السراديب المظلمة للأجهزة الإستخباراتية، مؤامرات تذكيها الدولة المغربية باستعمال أذيالها، دكاكين سياسية أو نقبة مُشَقّفة كانت، في ما صار يطلق عليها "الخزوماشوقية"، ترهيبا وتنكيلا بالأحرار والحرائر..

في هذه الظرفية العصيبة من الصراع المرير الذي يقوده شعبنا الأعزل في مواجهة أعتى دولة دكتاتورية تتوفر على إرادة قوية في استكمال جرائم الأجداد في إبادة شعب يقول دائما وأبدا نعم للحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، شعب سلاحه السلمية وقوة حناجره، وإرادة مستميمة لنزل أغلال العبودية التي يطوقه بها نظام تربّى على إتيان كل الجرائم في حق الإنسان والإنسانية، يساعده في ذلك صغار الذّمم، وعبيد بخارى..

في هذه الظرفية المشحونة بالإرهاب المضروب على طول شعبنا، وبهذا الضوضاء الذي ينثره البعض من حول الحراك ليلوّثوا به أسماعنا، تنفيذا لمقررات أعدّت في الدهاليز المُنَتَّنَة بمساعدة هؤلاء الذين تمدرسوا على أيدي الخيانة والغدر وكل أشكال "تَشْكّامْتْ"، وبهؤلاء الذين تخرجوا ببذلات أنيقة، أحذية ملمعة ومحافظ سوداء تختزن أسرار النذالة، من جامعات العمالة والإغتراب الهوياتي..

في هذه الظرفية التي طلّ علينا فيها نقبة مشقفة، فجأة أفاقت من سبات على حراك تجاوزها، حراك شعبي تجاوز كل بروتوكولات صالوناتها، وفنادقها الخمس نجوم، ومحاضراتها المدفوعة الأجر، وكل نفاقها الإجتماعي كنسق طبقي يجمع الشلة المهلّلة الناقرة للدف من مختلف الفئات والأعمار في طبق التّرفع والتعالي الواطي على مجتمع البساطة، مجتمع -الفقر والجهل-، مجتمع السماحة، مجتمع -الأمية-، مجتمع الوداعة والبراءة والسذاجة، مجتمع الطيبة والشهامة، مجتمع الممانعة الذي صنفتموه في خانة -تَكْلْبُونِيتْ، فقط لأنه قال لكم "كفا أنتم لستم منا، ونحن لسنا منكم.."، فما شَدَّكُم إلى مجتمع متخلف جاهل أُمِّي، أما كان لكم أن تبحثوا لكم عن مجتمع الرفعة والسّمو والوعي، مجتمع طبقي يقرأ لماركس، وعلى نهج لينين سائر، وبخطة ستالينية مقتدي، وبتضحية ترودسكي متمسك، وبرفع أنخاب الشمبانيا محتفي..!

في هذه الظرفية أحبّ إليّ الإصطفاف إلى فئة شعبي بغبائها وسذاجتها، بجهلها وأمّيتها، بقلة حيلتها وفقرها، على أن أنتمي إلى مجتمع الرفعة الخاوية، مجتمع البذلات وربطات العنق والأحذية الملمعة، مجتمع المظاهر المنصوبة للإشهار، مجتمع النفاق، مجتمع النميمة والغيبة وأكل أعراض الناس، من الأحباب والأصدقاء، إن غابوا، مجتمع الخيانة، مجتمع أمّية المثقف المغترب، مجتمع مالك للمعرف الكاملة، مجتمع لا يُؤْمِن بما يقول، مجتمع يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لا يقول، مجتمع الديمقراطية والإختلاف والتنوع يقيسه بالإصطفاف بجانب الجوقة الناصبية الناصرية السائرة في ركبه بالتزمير والتطبيل، مجتمع الذِّلَّة والنذالة ببساطة..

في هذه الظرفية أحبّ إليّ الإصطفاف إلى فئة شعبي الكادحة، الإصطفاف إلى جانب الشّهامة والهمّة والأخلاق المجتمعية النقية السريرة، الإصطفاف إلى جانب الحراك بكل بساطة، فعندما يحين الصّح لن تجد إلا هذا الشعب الأبيّ للدفاع عن هؤلاء، هؤلاء -المثقفين- ببذلات الذل والعار وربطات عنق الإستعباد وأحذية ملمعة بآهات المستضعفين، الذين سيفرّون إلى جحورهم مثل الفئران..



#منير_الكرودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى -حكماء وعقلاء الريف-
- -العمل التطوّعي بين الإلتزام والتملّص..-
- -سجين وسجان..-
- -سجن بحجم الوطن..-
- محمد الساسي ومشروع القومية العربية
- جهوية سياسية ديمقراطية تستمد سلطتها وسيادتها من الشعب
- الإستثناء المغربي يتهوى أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير ب ...
- الحركة الأمازيغية ، القناع ... ، أو الوجه الآخر للمخزن ...


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير الكرودي - -الإصطفاف..-