أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منير الكرودي - الإستثناء المغربي يتهوى أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير بطنجة














المزيد.....

الإستثناء المغربي يتهوى أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير بطنجة


منير الكرودي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 09:07
المحور: حقوق الانسان
    


جيش عرمرم مسلح بالهراوات والعصيّ، فرق متموقعة في عدة أماكن، سيارات مصفحة تطلق سفارات توقظ الموتى من القبور وتزرع الرهبة والخوف في صدور الأحياء، تعليمات وأوامر حربية تصدر من جهات مختلفة، قنّاصة على السّطوح والبنايات العالية ترصد بكاميراتها لحظة الإجهاز على "العدوّ الغازي"، حالة استنفار قصوى، الجميع في حالة ذهول وترقب، دقت الطّبول.. إنها ساعة الحرب على الإحتجاج السّلمي الذي دعت إليه حركة 20 فبراير في كل مدن المغرب.
ساحة التغيير ببني مكادة –طنجة- مطوقة بالكامل بجيش مدرب على المناورات الحربية والعسكرية بساحات الوغى، له تجربة رائدة في تحرير الثغور المحتلة في عدة مواقع.. في الصحراء.. في سبتة وامليلية والجزر الجعفريّة...، إنه مفخرة المغاربة قاطبة.
شباب يتسلل بعزم وثقة وإرادة قوية نحو ساحة التغيير، مسلح بشعار: كرامة، حرية، عدالة اجتماعية، وبشعب يريد إسقاط الفساد ودولة العسكر الموروثة على "الحقبة الإستعمارية".
شباب مزود باللاءات.. لا لدولة المخزن والعسكر.. نعم لدولة مدنية ديمقراطية، لا للقداسة.. نعم للمحاسبة، لا للدساتير الممنوحة.. نعم لجمعية تأسيسية منتخبة، لا للمؤسسات الشكلية.. نعم لدولة المؤسسات، لا...، عقيدته في ذلك بناء دولة جديدة مؤسسة على الحريات والديمقراطية والمساواة.
لكن أيدي الغدر كانت تتربّص بهم في كل الشوارع والأزقة والطرقات المؤدية إلى ساحة التغيير التي عرفت يوم 22 ماي تدخلا حربيا ضد شباب عزّل، تخلله عنف وحشي وهمجي لم تعهده الساكنة الطنجاويّة منذ سنوات خلت، جسدت المحكيّ والمرويّ عن سنوات الرصاص، إذ شهد مواطنو مدينة طنجة تنكيلا وتحقيرا بهم تزامن مع إطلاق يد الأجهزة القمعية لقمع المتظاهرين والمحتجين، لم يسلم منها المارّة، من شيوخ ونساء وأطفال، تبدّت عبرها سلوكيات سادية وشاذة تصنف في خانة المرضية المخزنية، لا قبل للطب النفسي بها، فهل نظامنا المغربي بهذه المرضية القذافية؟...
إن كان هناك من عنوان لهذا القمع الهمجي فهو هشاشة نظام تربّى وترعرع على الفساد وشيّد على جماجم الأبرياء والشرفاء من أبناء هذا الوطن الذي بيع مرتين، مرة في 1912 بمقتضى معاهدة الحماية(...)، والثانية في إيكس ليبان، توج باستقلال شكلي أطلق لخونة هذا الوطن اليد لتحويله إلى "حظيرة دواب" يساق فيها المغاربة بالسوط والعصا الغليظة...
اعتقالات، اختطافات عشوائية، انتهاكات لحرمات المنازل، تحرش بالنساء والفتيات، سبّ، شتم واستفزاز للمواطنين بكلام نابيّ من طرف الجيش، كانت وسيلتهم نحو استدراجهم وجرهم إلى لعبة الملاسنات، تنتهي بعصيّ تهوي على رؤوسهم وظهورهم في أسرع من لمح البصر ليستفيقوا على اللّكمات والرّكل والرّفس وهراوات وهم بسيارات قوات القمع أو بمخافر الشرطة، حيث عرفت هذه الأخيرة انتهاكات خطيرة في حق المواطن الطنجاوي (تمديد المعتقلين على الأرض والمشي فوقهم،...)، إذ أخذتهم العزة بهستيريا القمع وأصبحوا يتباهون بما يفعلون.. إنهم يتنفسون أوكسجين كهنوت القمع والسطوة والتجبر على المواطنين العزل، إخلاصا منهم لتعاليم ومبادئ "المافيا" والمخزن و"قطاع الطرق".
إنّ نظاما يزرع الفقر والبطالة والدونية، وينشر التخلف والجهل والأمية بين المواطنين، ويؤسس لاضطهاد اجتماعي وفساد ينبني على الرشوة، المحسوبية، الزبونية والبيروقراطية، يوازيه بالضرورة خنق للفكر والإبداع، وكتم للأنفاس عبر مصادرة حرية الرأي والتعبير، ومساومة التنظيمات الحزبية، النقابية، الجمعوية والحركات وتأليبهم ضد الشعب.. سيحصد لامحالة الإنتفاضة والثورة، فنظام يمارس الكذب العلني على مواطنيه، ويغذي الشعب بآمال زائفة، ولا يحترم إرادة شعبه، لا يستحق أن يحترم.
إن القمع الأخير الذي شهدته معظم مدن المغرب يوم 22 ماي بإسم استقرار محكوم بالهواجس الأمنية، ومطبوع بهوس مخزني ينتعش في ظل دولة ديكتاتورية يريد لها الإستمرارية عبر فرض دستور قادم لم ينبثق عن الجماهير الشعبية، حتما سيتهاوى شعار الإستثناء المغربي أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير.



#منير_الكرودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأمازيغية ، القناع ... ، أو الوجه الآخر للمخزن ...


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منير الكرودي - الإستثناء المغربي يتهوى أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير بطنجة