عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 16:39
المحور:
الادب والفن
كوابيس نبيذة
قطارات الأسى ، في كُلِّ حينٍ ،
تدوسُ على قلبي ..
و تهرِسُ روحي شاحناتُ الهموم .
لستُ أنا الذي يرفضُ أنْ يحتفي
لرؤيةِ عصفورٍ يغْتَسِلْ
بماءٍ راكدٍ في الحديقة .
ولكنّها سُلالةٌ من الأسلاِفِ ، والأهلِ ، والأمّهاتِ اليابساتِ منَ القَهْر،
و تاريخٌ من السيوفِ ، والرؤوسِ المقطوعةِ ، والسبْيِّ المُبَكِّر .
لستُ أنا من بدأَ الهَجْرَ
، حتّى ولو كانَ جميلا .
ولكّنهم الآباءُ الذينَ عافونا قبل الأوانِ
ضَجَراً من خلافةِ هذهِ الأحزانِ الطويلةِ جدّاً
و وضَعوا على أكتافنا ، ونحنُ رُضَّعُ ،
كُلّ إرثِ البُكاء
الذي ليسَ من بينهِ
غُبارُ ابتسامة.
لستُ أنا اليائِسُ ، الشاكيُ ، الباكيُ ، غريبُ الأطوارِ ، شاردُ الذهنِ ، شديدُ القَتامَة .
بلْ هيَ هذهِ الأرضُ ، العظيمةُ ، السَبْخَةُ ، المُعَذّبَةُ ،
التي تأكلُ أبناءها
ومِنْ بحرِ الظُلْمةِ فيها
يأتي موجُ الليلِ
ويغمُرُني بالكوابيسِ النبيذةِ ، صالحةِ الاستعمال ،
لأكثرَ مِنْ مَرّة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟