أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - ثم ماذا بعد أيتها الحرب اللعينة..!؟














المزيد.....

ثم ماذا بعد أيتها الحرب اللعينة..!؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5825 - 2018 / 3 / 24 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثم ماذا بعد
أيتها الحرب اللعينة..!؟


إبراهيم اليوسف

الشيخان في غرفة العناية المشددة
هل يمكن لتاريخ كامل أن يركن هناك، على سرير المرض، في حالة لا أريد توصيفها، بين الوعي واللاوعي، الألم وما بعد الألم، بعد أن كان نابضاً بالحياة في أعلى درجات توترها: حضوراً، وحباً، وعطاءاً، من دون أن يتمكن من هو في موقع المتلظي بالألم تقديم ما يمكن تقديمه في مشهد ترك أمر من يحب تحت رحمة وحش كاسر؟
بما يشبه هذا الكلام أخاطب نفسي، منذ أيام، وبعد دخول اثنين مقربين مني:
عمي الشيخ عبدالقادر. الأخ الشقيق لأبي، ومن يعرف بالشيخ الكردي، أو شاعرالقصائد القليلة، أو القتيلة، بل الشاعر مؤجل القصيدة
وصديقي الشيخ عبدالقادر الخزنوي، المربي، الكاتب، الناشط في مجال حقوق الإنسان، وأحد أوائل آل الخزنوي ممن عملوا في الحركة السياسية الكردية، والذي خبرته في مواقف كثيرة: شجاعاً، شهماً، نبيلاً. مقداماً.
آلاف طلاب العلم تخرجوا على يدي عمي، في تل معروف، وكرصوار، وخزنة، والسفيرة، والشونية، على مدى نصف قرن، وهو الاسم المعروف بين علماء الدين، على نطاق واسع: الحجة، القبلة، المرجع، وغير ذلك من الصفات التي كانت تطلق عليه، وهو الذي لم يرفع يده أمام ظالم، ولا كلمته أمام مظلمة.
كلاهما وقف معي في المحن والشدائد
عمي الشيخ عبدالقادر، الأخ الشقيق لأبي، تعلمت على يديه، الكثير مما يتعلق باللغة والأدب، قرأ لي أغلب قصائد الجزري والملا أحمدي خاني شارحاً، على أن يكون ذلك جزءاً من مشروع لم يكن. لجأت إلى بيته أثناء انتفاضة2004، أكثر من ليلة شديدة، بعد وعيد هنا، وإنذار، هناك، بل تحت وطأة خطر خاص وعام. قبيل كل فجر منهِك، كان يقول لي بلغة من يحرس الآخر ويده على مسدسه:
لن يأخذك أحد، وأنا وأولادي أحياء
نم، أنا أمامي النهار كله. عملكم أعظم طاعة
الشيخ عبدالقادر الخزنوي الذي طالما كان بعض جلسائه لا يريدون سماعه، مرتعدين- بعضهم أبطال اليوم- وهو يقوّم بلغته النارية النظام الاستبدادي ويسمي الأسد الأب كما الابن كلاً باسمه ديكتاتوراً عاتياً، وكان يتجرأ على قول ما يريد في- المدرسة وأمام طلابه المخترقين بمبتدئي كتبة التقارير، إلى أن أبعد عن عالم التعليم، مرة أخرى، بعد منفى تعليمي رقي
كان حاضراً في كل محطات مواجهة النظام، ومن عداد أوائل المشاركين في المظاهرات، ومن أوائل معتقلي الثورة السورية
اكتب مذكراتك عمي، رجل المواقف الهائلة في كل ميدان قيمي، منذ طفولتك وإلى لحظة الوعي الراهنة، من دون أن تستسلم وترفع يدك، بما يشهده لك كل من عايشوك، وهم موزعون على أمكنتهم جميعها، كما روحك وبنيك، وبناتك، وأحفادك..!
اكتب مذكراتك، صديقي، الشيخ، أبا مصلح!!!!
أجل سأكتب....
اكتب مذكراتك ياعماه..!
أجل سأكتب....
ولا كتابة في مدونة الزمن الذي يحتله كثيرون من الكتبة الكذبة وباتت أصواتهم هي العليا..!
أحدهما في باتمان، والآخر في مدياد
كلاهما متجاوران في ذلك المنفى بعد أن كان مهادهما مسرح حراكهما: كل في مجاله
كلاهما بهاتفيهما مجمدي الصوتين الحانيين
كلاهما باسميهما" القادرين" أمام قدر واحد في عنوانين متقاربين
كلاهما على مقربة من قامشلي على مبعدة منها....
كلاهما في نوروزهما الجريح على سرير المشفى التركي الأبكم
بئس هذه الحرب اللعينة التي جعلها طاغية دمشق، ومن آزروه محطة تالية، للثورة السلمية التي بدأها الحراك الثائر، على امتداد خريطة البلاد. محطة لا مخرج منها حتى الآن، لنكون ضحايا مناف مستعصية، بعيدين حتى عن حدود أمداء أحلام ترمدت، وأمكنة ترملت. كل طرقنا إلى الأهل مستعصية، والطغاة في كل مكان حراس على قرارة الهجرات والمنافي، ونحن نتذاوى قلباً قلباً، نتهاوى حلماً حلماً، كما أشجار لم تنج جذورها من القصف والكيمياء..!

ابنة الشاعر
بين التقاط النبأ الأليم من الفيسبوك، وكتابة التعزية، كانت صورة دلدار آشتي، صديقي، الوفي، الذي طالما تحدثنا في الشعر، والحب، والحياة، والسياسة، بحضورها الكامل. أتصوره، لقاءاً لقاءاً، أغنية أغنية أغنية، أمسية أمسية، قصيدة قصيدة، ثم تحضرني الصورة الأخرى، وهو يتلتقى النبأ الأليم:
ليلاف رحلت
وليلاف إحدى أجمل قصائد الشاعر التي كتبها على امتداد ربع قرن، أو عبر ثلاثين سنة، من معرفتي به، إلى جانب توائمها: أخوة، وأخوات، هي عنوان ديوانه المؤجل، هي عنوان بيته. عنوان أمسيته. عنوان رؤاه. عنوان مدينته. شارعه. بيته. وطنه. فضائه.
لكن الخبر حقيق
هي ترتمي من سموات النوروز بعد رقصة بلغت أعلى آفاق الكون. رقصة تجمع بين ألم وأمل، بين أمس وراهن ورهان غد. هكذا يستسلم الشاعر لسطوة الألم البليغ. كل القصائد بكماء. لا مقدرة على تغيير مسار اللحظة:
لو أن الزمن تقدم لثوان أو تأخر........!
لو أن المكان كان حضن أم أو أب......!
لو أن موازين" شارع منيرحبيب" استطاعت تسوية أثقال أطرافها!
لو أن يدي الشاعر الرقيق الشديد كانتا هناك...!
لو أن لهفة الأم الرقيقة كانت....!
لو الأهلون.....
لو الشعراء في سرب روحه الكبيرة....
لو كلهم كانوا....!
لو كلنا كنا...!
لامناص- أيها الشاعر- من هذا الخيار. إنه خيارها، في ليلة محددة. ليلة مسماة، ليلة آذارية، ليلة نوروز التي زرتني في أخرى مثلها، وأنا أمام حالة خطر، داهم قبل عشر سنوات، لكنني- أنا الآخر- لا شيء لدي أفعله. لا طريق إليك. لا طريق إلى مقبرة الهلالية. لا طريق إلى خيمة العزاء، أو غرفتك الرحبة.
الطارئون يحيطوننا في كل مكان منذ عقود طوبلة، ومازالوا يتناسلون، وها نحن نسينا تلك الأحلام، وبتنا نتقرى كواليس الرؤى المجيدة، لعلنا من جديد، نجدنا، نستعيدنا، وسنظل على لهب الانتظار، إلى أجل، لم نعد نعرف أسماءه المتبدلة، في وسط هذا الغبش الشديد....؟؟؟؟؟!!


24-3-2018



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد مرور سبع سنوات على انطلاقة الثورة السورية لماذا هذا المص ...
- نوروز الرقة2010: وقصة نشر وتوزيع فيديو إطلاق الرصاص على المح ...
- حوار مع المجلة الثقافية الجزائرية
- ثلاثة بوستات صباحية:
- لاتفقدوا البوصلة إنها عفرين..! 1
- في بارين كوباني تلك اللبوة التي كتبت قصيدتها..!
- موعد مع روبرت فورد!؟
- مابعد كركوك
- العدوان التركي على عفرين: صفقة مكتملة بمقاييس دولية
- على مشارف عفرين الكردية الجيش الحريقتل مرتين..!
- امتحان عفرين وإعادة ترتيب العلاقات ضمن المعارضة السورية
- إيزيديو عفرين والفرمان الرابع والسبعون
- استعادة داعش بارين كوباني تخلع رداء الزيف عن قاتليها
- عفرين وتأشيرة فتح أردوغاني
- الفنان الكردي كانيوار إبداع مبكر ورحيل مبكر
- سفينة- مولانا- البغدادي
- طائر ساسون يعود أدراجه..
- سكاكين أمريكية في الظهرالكردستاني
- حوار حول مصير كردستان ومرحلة ما بعد احتلال بغداد ل- كركوك -
- انتصار ثورة الاستفتاء العظمى والحرب المفتوحة على كردستان!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - ثم ماذا بعد أيتها الحرب اللعينة..!؟