أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمضان الصباغ - الأفكار اللاكانطية عن المنزه عن الغرض















المزيد.....

الأفكار اللاكانطية عن المنزه عن الغرض


رمضان الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 5822 - 2018 / 3 / 21 - 09:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأفكار اللاكانطية عن المنزه عن الغرض

نيك زانجويل

ترجمة : د. رمضان الصباغ

انتقد العديد من علماء الجمال – فى الفترة الاخيرة – فكرة عدم الاهتمام . وفى تناول علماء الجمال لهذه المسألة رأوا أن للفكرة أصلا كانطيا غامضا . وهم يعتقدون فى أنفسهم عند مهاجمة هذه الفكرة على أنها محاولة لازالة حجر الزاوية لعلم الجمال عند " كانط" . يبدو ان هذا الاجراء من الصعب أن يكون ذا فاعلية اذا كان هجومهم يحمل شبها بسيطا بفكرة " كانط " الأصلية .
فى هذه الملاحظة الموجزة ، أود ان اظهر الى أى مدى قد غاب عن هؤلاء الجماليين المعادين للكانطية هدفهم . وأنا هنا بحاجة الى توصيف فكرة " كانط " اذا اردت تمييزها عن المفاهيم الفنية الجديدة . ففى القسم الثانى من نقد ملكة الحكم زعم كانط بأن المتعة بالجميل منزهة عن الغرض ، ولكى يفسر هذا الزعم ؛ كتب :
" السرور الذى يربطنا بتمثيل الخبرة الحقيقية للموضوع يدعى اهتماما . لذا فان مثل هذا السرور ينطوى دائما على اشارة الى ملكة الرغبة ، اما باعتبارها الأساس المحدد، أو باعتبارها متضمنة بالضرورة فى الأساس المحدد " .
يلاحظ أن " كانط " يبدو انه يقول بأن الاهتمام يعد نوعا من المتعة . هذا الاستخدام مربك الى حد ما لأنه فى موضع آخر يقال بأن المتعة ذات صلة بالاهتمام . اذا كان الأمر كذلك ، فيبدو أن الاهتمام ليس هو ذاته أصل المتعة . مع ذلك لا أعتقد أن هذا له أهمية كبيرة ، لأن فكرة كانط عن المتعة المنزهة عن الغرض اقل ارباكا من فكرة الاهتمام . يمكن تحليل معنى المتعة المنزهة عن الغرض – فى الواقع – على أساس ان عبارة " منزه عن الغرض " لم تعد مجازا .
وقد كتب كانط أنه عندما يقوم امرء بالحكم على الجمال :
" فكل امرء يريد أن يعرف ما اذا كان مجرد تمثيل الموضوع يعد تمثيلا لاعجابى ، بغض النظر عن كيفية عدم اكتراثى بالوجود الحقيقى لموضوع التمثيل " .
الفكرة هى أن المتعة منزهة عن الغرض عندما لا تكون هناك أية طريقة لربطها بالرغبة ( لأنها تتعلق بالوجود الحقيقى) . ونحن قد نقدم اشارة فى لغة أكثر معاصرة بالقول بأن المتعة المنزهة عن الغرض خالية من الرغبة ، والدور السببى الوظيفى . وبدقة اكثر – الى حد ما – المتعة منزهة عن الغرض عندما يكون الطريق من تمثيل الموضوع الى الاستجابة للمتعة يتجنب الرغة تماما .
المتعة بالجميل هى استجابة للتمثيل ، وللتمثيل وحده . هناك العديد من الخفايا والتعقيدات فى فكرة "كانط" . لكن لحسن الحظ بالنسبة لاغراض هذه الملاحظة ، فنحن لسنا بحاجة الى تتبعها . فلدينا ما يكفى لنكون قادرين على اعلان الفكرة التى تعد عكس فكرة كانط تماما .
اذا كانت هذه فكرة قديمة جيدة فما هى النسخ الجديدة السيئة التى أزعم بأنه يتم الخلط بينها وبين النسخة الاصلية ؟ .
على سبيل المثال ، سوف أقضى معظم الوقت فى فكرة القرن العشرين الجديدة السيئة عن الاهتمام المنزه عن الغرض أو الموقف المنزه عن الغرض . علماء الجمال الذين ناقشوا هذه الفكرة شعروا بالقلق مع وجود أو عدم وجود فاعلية الاهتمامات فى نشاط التأمل .

على سبيل المثال ، يفسر " جورج ديكى " “ 1 “ فى مقالته ذات التأثير : ( اسطورة الموقف الجمالى ) المذهب بقوله أنه هو اهدافنا أودوافعنا فى الالتحاق بالأشياء المقسمة الى أنواع مثيرة للاهتمام وانواع أخرى منزهة عن الغرض . ووفقا لهذا المذهب فاننا ننظر الى أو نستمع الى ما يعد منزها عن الغرض أحيانا . ومضى " ديكى " الى مسألة ما اذا كانت مواقفنا تجاه الأعمال الفنية تعد – فى الواقع – منزهة عن الغرض بهذا المعنى .
سواء كان هذا أو لم يكن فهو محق فى هذا ، ويجب ان ندرك أن مفهوم التنزه عن الغرض فى اللعب ليس كانطيا تماما . فأهدافنا ودوافعناتعد شيئا ، وملذاتنا تعد شيئا آخر . الاهتما هو شىء نقوم به ، اما الشعور بالمتعة فهو شىء يحدث لنا . ربما يكون " ديكى " على حق فيما اذا قال بأن القضية ليست هى أن هناك نوعا واحدا للموقف – " الموقف الجمالى " – وهو ما يجب أن نعتمده من أجل متعة الخبرة بالجميل .

ولكن المتعة بالجميل حينئذ قد تكون منزهة عن الغرض بالمعنى الذى رآه كانط فى كل ذلك . وسواء كانت هناك أم لم تكن فعالية للرغبات فى نشاط اهتمام الادراك الحسى أو التأمل فانه عديم الصلة بمسألة ما اذا كانت الملذات مستمدة من هذا الاهتمام أو من التأمل فانها تعد منزهة عن الغرض بالمعنى الكانطى .
وجود فعالية الرغبات فى الاهتمام أو التأمل قد تكون من بين الأسباب البعيدة للمتعة بالجميل دون أن تشارك فى أساسه الذى يتطلبه كانط للاهتمام . لدينا مسارا سببيا من الرغبات المحفزة للانتباه الى الاهتمام والى تمثيل المتعة . ولأن الرغبات تحفز الانتباه على عدم التدخل فى المسار من التمثيل الى المتعة ، فان المتعة بالجميل يمكن أن تظل استجابة مباشرة للتمثيل . وهكذا فالمتعة بالجميل يمكن أن تكون مستقلة عن الرغبات التى تحفز الاهتمام .
هناك شىء مثل التمييز السابق فى مقالة " مايكل ماكغى " فى هذه المجلة ؛ " دودة دهن الخطا ". فعلى الرغم من أنه لا يناقش " ديكى " فانه يرى " المنزه عن الغرض " – عند كانط – يحدد المتعة بدلا من الاهتمام . ولكنه لم يوضح ان المتعة المنزهة عن الغرض من المفترض أن تكون نوعا من المتعة فى التمثيل الذى يتميز بنوع معين من الاستقلال عن رغباتنا أو يتعلق بالوجود الحقيقى . الا أننا نرى أن المتعة المنزهة عن الغرض هى المتعة التى تعد استجابة مباشرة للتمثيل وليس لها علاقة مباشرة مع الرغبة ، ونحن لن نقدم تفسيرا لكيفية امكانبة تطبيق المنزه عن الغرض على الملذات وعند تطبيقه على الاهتمام .

ما ينطبق على الموقف المنزه عن الغرض والاهتمام المنزه عن الغرض ينطبق أيضا على المفاهيم اللاكانطية الأخرى . ولنذكر مفهومين : المنزه عن الغرض الكانطى لا علاقة له بالحالة الذهنية ، أو النفسية الواعية للاهتمام أو وجود شىء مثير للاهتمام يعارض الشعور بالملل أو العثورعلى شىء ممل .
المنزه عن الغرض الكانطى لاعلاقة له باهتمامنا الذاتى . وليس لهذين المفهومين ليس علاقة بما يتحدث عنه كانط . ففكرة كانط عن الاهتمام هى افضل فكرة من الناحية التكنيكية . مفهوما الموقف المهتم والتأمل المهتم ، لايجاد شىء مثير للاهتمام ، وشىء فى اهتمامى الذاتى ، جميعها ذات معان متباينة عن الاهتمام ، وعن ما يضعه كانط فى اعتباره .
أنا لا أقول بأن مذهب كانط عن المتعة بالجميل المنزهة عن الغرض لا يرقى اليه الشك . وقد يكون الخلل غير قابل للاصلاح . كل ما أقوله هو اننا يجب أن نأخذ الأمر كما هو . ومن السفسطة ان نغير فكرة كانط عن المنزه عن الغرض الى المعنى الجديد . هذه جدلية منحرفة . كيف يكون ارتباكا لكانط ؟ . سيكون مجرد تورية – أو لعب بالكلمات - . فالاهتمام فى بعض معانيه الاخرى قد يكون متوافقا مع التنزه عن الغرض الكانطى . اذا كنا نهتم بوصف وتقويم مذهب كانط عن المنزه عن الغرض ، فبوسعنا تجاهل هذه المفاهيم الأخرى بشكل آمن .

ترجمة : رمضان الصباغ



#رمضان_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الجنسية فى الأرض الخراب : معاملة النساء واجسادهن فى ...
- قيم النظرية البراجماتية ردا على البروفيسور اربان
- ابتهجى
- ت. س. إليوت
- النظرية البراجماتية للقيمة ردا على هربرت و. شنايدر
- تطور مفهوم الشعر
- معذرة للفارس الجريح
- الزعيم أحمد عرابى بين الموالين للعثمانيين والمتصهينين
- نظرية القيمة
- نسق اربان القيمى
- فن الشعر وأحكام الجميل الكانطية
- مشكلة تعريب المصطلحات الاجنبية
- الفن والاخلاق -نظرة عامة
- الديموقراطية والموسيقى
- سارتر :العلاقة بين الروايات .. المسرحيات .. والدراسات النقدي ...
- هوامش لقصيدة حب - شعر
- التجربة الشعرية واللغة الشعرية
- الموسيقى أكثر رومانتيكية من كل الفنون
- فى التمييزبين المواقف النقدية والابداعية
- مرة ثانية ، موضوعية القيمة وحكم القيمة ردا على البروفيسور بي ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمضان الصباغ - الأفكار اللاكانطية عن المنزه عن الغرض