أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - مكسيم غوركي وفكرته عن الله ...















المزيد.....

مكسيم غوركي وفكرته عن الله ...


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 14:22
المحور: الادب والفن
    


يقول مكسيم غوركي في رسالة لصديق أيام حكم القياصرة الروس : ليس أشق على المرء من التفكير انه مراقب في كل لحظة من لحظات حياته: قد أقبل ان يراقبني الله الرحيم لكن مراقبة القيصر فادحة الأذى للروح والوجدان.. وفي كتابه طفولتي يقول : بدأت حياتي مشركا.. ثم صرت ملحدا.. وفي كتابه: أين الله.. يقول : بدأت حياتي مشركا ثم صرت مؤمنا... ثم صرت ملحدا... ثم تحولت موحدا !!! وسأموت وربما هو الأرجح على هذا الايمان.. وتستطيع ان تعتبرني موحدا على طريقتي الخاصة ..ولكني لست قلقا على عاقبتي !! .. في كتابه ( طفولتي..) نتعرف على نوع حالة الشرك التي كان يعيشها.. فقد نشأ في كنف جده وجدته بعد ان تزوجت والدته من رجل آخر غير والده وتركته في رعاية ابيها ( وكان رجلا قاسيا عدوانيا ) ورعاية أمها وكانت سيدة عطوفة ودودة وحنونة( عطوف/ ودود /حنون ..). يقول: كان جدي يحرمني من أبسط الأشياء التي تفرحني كطفل وكنت اضطر أحيانا لسرقة بعض الطعام .. وسرقة بعض الوقت للهو كأي طفل بريء.. يقول كان جدي يهددني بنار الجحيم وعقوبة الله على افعالي الشريرة.. وكان يعنفني بشراسة ويذكر الله كثيرا في تعنيفه.. وكنت ارتعد هلعا من تهديداته.. واقرر ان اتجنب غضب جدي وغضب الله معا.. ولكن نزق الطفولة كان يوقعني في تكرار الأخطاء..!!! يقول غوركي.. عند حلول المساء أكون قريبا من جدتي التي تتحفني بحكاياتها الجميلة ودفء حنانها وإظهار محبتها لي وكانت تحدثني عن الله وحنانه ومحبته للفقراء والأطفال بشكل مختلف تماما عن شرح جدي وتقول ان الله لا يعاقب الأطفال ولا الفقراء.. بل يعاقب الأغنياء وغلاظ القلب..
من هنا يقول غوركي كنت أظن ان ثمة إلهين في الكون.. إلى ان كبرت وقررت ان أكرس نفسي خادما في احد الاديرة لإكمال تعليمي وتحصيل قوت يومي .. في الدير أصبحت مؤمنا موحدا .. وبقيت أتذكر حكايات جدي وجدتي المتناقضة بشيء من الحزن الشفيف... يقول غوركي في الدير تعرفت على مفكرين جيدين وديمقراطيين من القساوسة والمعلمين.. وتعرفت أيضا على جمهرة من المشعوذين والمنافقين من القساوسة المعلمين والطلبة على حد سواء..ومن طرائف ما يذكر ان احد العاملين في مخبز الدير كان كثيرا ما يصرح ان المرأة هي سبب البلاء وان المرأة لا تدخل الجنة لأنها أساس الفساد !! يقول غوركي كنت أحاول ان اناقشه لكني كنت اصطدم بتعصبه لفكرته ومحدودية قدرته على الخوض في أي نقاش جدي ومثمر.. يقول غوركي ذات يوم سمعت فحيحا يصدر من داخل قبو المخبز وحين تبينت الامر وجدت ان هذا الرجل يمارس العادة السرية على كيس من أكياس الطحين !!! متخذه بديلا عن سيدة مفترضة !!!..يقول غوركي لقد تعلقت بمدرس انيق الهندام والعبارة وذكي التحليل للكثير من الظواهر وكان قسا طاهر النفس ومحبوبا من اغلب التلاميذ.. يقول كنت اسأله كثيرا عن الخالق سبحانه وعقوباته وجوائزه للأبرار والفاسقين.. فكان يبتسم.. وكنت كثيرا ما أسأله عن مكان الله ..فكان يعدني بالإجابة بعد حين.. يقول غوركي ذات يوم دعاني باعتباري طالبا مجتهدا لبيته الخاص الواقع في ذات الدير..وخضت معه حوارا طويلا طالبا منه الإجابة عن اسئلتي القلقة والمقلقة معا.. يقول غوركي .. اطلق المعلم صفيرا من فمه كإشارة متفق عليها كما اتضح لاحقا مع احدى النساء التي ظهرت بكامل زينتها.. وطلب منها ان تحييني وتتعرف علي وتجيب على اسئلتي.. لكن الاجابة كانت عبارة عن مداعبة وضحكات ومرح انتهت الى ممارسة الجنس معها.. يقول غوركي. كاشفني المعلم القس ان الشيء الوحيد الذي هو متأكد منه لخلود البشر هو المضاجعة !!! يقول غوركي.. صدمت صدمة بالغة في صميم وجداني.. وغادرت الدير غير آسف عليه.. وتحولت في مرحلة لاحقة إلى اللاأدرية.. وهي فلسفة لا تقدم جزما شافيا او وافيا لحقيقة وجود عالم آخر من عدمه.. ثم تحولت إلى الالحاد بعد اطلاعي على نيتشه وافكاره واعجابي الهائل بإطروحاته.. ثم تلقفني الثوريون الروس.. ونسيت شركي وايماني كما صححت بعض مفاهيمي حول نيتشة وانغمرت بالعمل النضالي والادبي.. بعيدا عن رب جدتي او رب جدي او (لارب..) معلمي القس المنافق !!!...
اما عن التوحيد الذي انتهى اليه غوركي فأمره مختلف عما هو شائع لدى كل من المؤمنين والملحدين.. يقول غوركي بعد اطلاعي على الماركسية والخوض في غمار النضال ضد القيصر تعرفت على نوع غريب من الايمان.. والتوحيد.. الايمان برهافة الوجدان.. الايمان بشيء اسمه ان الانسان أثمن رأسمال .. الايمان بالمساعدة.. ويروي قصة طريفة .. وقد كتبها كقصة قصيرة تحت عنوان: ( مواطن جديد..) عن سماعه لصوت سيدة في حالة مخاض في غابة مهجورة.. لم يكن يعرفها ولم تكن تعرفه.. لم يسألها الا سؤالا واحدا. هل يمكنني تقديم مساعدة ما ؟؟؟ يقول غوركي لم أسألها هل الذي بطنها شرعي ام لقيط ؟؟!! ولم أسألها عن سبب وجودها في هذا المكان القفر.. يقول ان هاتفا أمرني وبدون تفكير لمساعدة هذه السيدة ... يقول غوركي لم اكن امتلك اية خبرة في مجال التوليد !! لكنها كانت توجهني.. افعل كذا.. افعل كذا.. وكنت انفذ اوامرها وتعليماتها الى ان وضعت جنينها.. يقول غوركي هذه المسارعة لإنقاذ السيدة والطفل.. هي روح الله التي أؤمن بها.. ان الله وفق غوركي .. هو كل ما هو طيب في وجدان البشر. وان الشيطان هو كل ما هو شرير في وجدان البشر.. وفي رأينا المتواضع ان قصة غوركي مع القس الذي يرى الخلود في المضاجعة تتناص مع فقرة من فقرات ملحمة كلكامش .. وخطاب صاحبة الحانة لكلكامش.. وان فكرة غوركي عن التوحيد واعتبار ان المساعدة الإنسانية والتكافل والتضامن الإنساني الشامل هي البديل الموضوعي لهيمنة الكنيسة موجودة في التراث الإنساني كله ومنها تراثنا العربي... لكن الفرق يكمن في تغليب الفكرة على الممارسة.. الله موجود في الوجدان.. وليس في التعاليم.. هذا ملخص رؤية غوركي التي مات عليها.. مات ماركسيا.. مؤمنا بالتفسير المادي للتأريخ والوجود.. ومات أيضا موحدا مؤمنا بالوجدان .. والروح في داخل وجدان البشر ..( ملاحظة : كان غوركي مقربا من لينين لكنه حورب في زمن القيصر.. وفي زمن ستالين أيضا..) في زمن القيصر من جندرمة القيصر السطحيين.. وفي زمن ستالين من جندرمة ستالين السطحيين أصحاب الفكرة الثابتة المتفق عليها الصادرة من رأس القيصر او الزعيم والتي ترفض التعايش مع اية فكرة أخرى ..)..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب (رهانات السلطة لماجد الغرباوي وطارق الكناني..)
- رقي الخاطر في نوبات شعرية..(نقد..)
- الرؤيوية في نص لفاتن نور...
- لذة الكأس ولذة الصلاة..
- العودة إلى الكهف..
- قراءة في نص لإبراهيم البهرزي....
- قصيدة من بيت واحد..
- ثمالة...
- مأزق عبد الرزاق الربيعي أم مأزق المربد؟
- الهروب من العاطفة صوب الفن...(نقد..)
- رد متأخر لكنه مفيد (حول دراسة مهمة للكاتب اليساري علاء اللام ...
- خيانات هاملت....
- ذكرى كتاب .. ذكرى قصة أليمة ونبوءة ..(مقاصة )
- إنطباع حول تنورة مارلين للشاعر وديع شامخ
- قراءة في رواية (كاهنات معبد أور لرسمية محيبس )
- تأريخ الكوت السياسي..قراءة وإنطباعات وملاحظات
- زورقاء اليمامة...
- زوبعة في فنجان الصباح ...
- قلبي الزعول.......
- قوارب طارق...( نص تائه )


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - مكسيم غوركي وفكرته عن الله ...