أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبير سويكت - أنجلينا تينج المرأة الحديدة تفتح النار على سلفاكير ميارديت 2_1















المزيد.....


أنجلينا تينج المرأة الحديدة تفتح النار على سلفاكير ميارديت 2_1


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 17:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أنجلينا تينج المرأة الحديدة تفتح النار على سلفاكير ميارديت 2_1

حاورتها عبير المجمر (سويكت)


الجزء الأول

ما زلنا راغبين في إيجاد حل للأزمة و الوصول لإتفاق و على الإيغاد أن تضغط على الحكومة حتي نتوصل لحل حول طاولة نقاش مشتركة.

سلفاكير أدخلنا في حروب كثيرة و مريرة و مسألة تفويضه أو ترشيحه لفترة إنتقالية أخرى مرفوضة.

على المعارضة أن تحتفظ بنفس روح الوحدة و الأسلوب و المستوى الذي كانت عليها في أديس أبابا حتى نصل جوبا و نحقق السلام.

نريد من الحركة الشعبية في الحكومة أن تكون جزء أصيل من حل الأزمة لذلك عليها أن تبحث عن بديل لسلفاكير الذي مازال يفكر بنفس الأسلوب و العقلية و نفس الطموحات في خلق دولة قبلية ديكتاتورية.

موقف المعارضة قوي و موحد إتفقنا على تقديم موقف موحد مشترك يمثلنا جميعاً حتى نضغط على نظام جوبا و نكون قدوة للشعب و نثبت لهم أننا موحدين من أجل التغيير والإصلاح.

70% من النساء المتواجدت في مخيمات الأمم المتحدة بجوبا تم إغتصابهن و إستغلالهن جنسياً من قبل الجيش الحكومي.

قبل الحرب 60% من ميزانية التعليم و الصحة كانت تأتي من المنظمات الدولية و الآن 70% من ميزانية الدولة تصرف على الجيش.

نظام جوبا يقمع النساء و يمنعهن من ممارسة أي نشاط سياسي و يمارس عليهن ضغوط داخلية من ضرب و تخويف و خير مثال لذلك أعتراضهم لإحدى النساء في مطار جوبا و منعها من المشاركة في محادثات اديس أبابا.


نطالب بتمثيل للمرأة في مناطق اللجوء و النزوح ، women bloc و كذلك المنظمات الدولية مختصرة على جوبا و لا تمثل أغلبية النساء الموجودة في معسكرات و مخيمات اللجوء و النزوح فصوتهن غير مسموع بالرغم من نشاطهن.

معاناة المرأة يرافقها معاناة الطفل المصاحب لها و المتنقل معها من مخيم لآخر و يعاني صحياً و جسدياً و نفسياً من رؤية أفظع المناظر من ضرب و قتل و إغتصابها أمام عينيه.

للأسف نحن عندنا دولة لكن لم نتمكن من بناء وطن.


أنجلينا تينج أو المرأة الحديدية كما يلقبونها ،هي إبنة المحافظ السابق توماس كوما في الفترة التي سبقت تقسيم السودان إلى 26 ولاية، و زوجة نائب رئيس حكومة جنوب السودان السابق دكتور رياك مشار تينج و زعيم المعارضة الجنوبية قائد الحركة الشعبية في المعارضة ، درست أنجلينا ببريطانيا وتجيد اللغة الإنجليزية والعربية بطلاقة، تقلدت منصب وزيرة الدولة للطاقة و التعدين في فترة حكومة الوحدة الوطنية في السودان إبان اتفاقية السلام الشامل في 2005 قبل الإنفصال ، ثم ترشحت لمنصب حاكم ولاية الوحدة في أبريل/نيسان 2010، ضد قريبها من جهة أمه تعبان دينق النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان حالياً ، خاضت مدام تينج منافسة حادة في هذه الإنتخابات أعلنت فيها لجنة الإنتخابات فوز السيد تعبان دينق لكن رفضت انجلينا النتائج التي شككت في نزاهتها.
و بعد إنفصال الجنوب تم تعيينها عضواً ببرلمانه، تعتبر من أشهر النساء سياسياً على مستوى الجنوب و لاحقتها الأضواء الإعلامية و السياسية فتلالات كنجمة ابنوسية زادتها قوة الإرادة و غذارة الثقافة بريقاً و لمعاناً.
أنجلينا تينج أو المرأة الحديدية كما يلقبونها امرأة قوية الإرادة كالجبل الشامخ لم تهزها الرياح التي عصفت بها و بزوجها، أنجلينا المرأة السودانية الأصيلة كانت خير أنموذجاً للمرأة السودانية الوفية المخلصة، وقفت مع زوجها و ساندته عندما خانته السلطة و غدر به الرفاق و أبتعد عنه أصحاب المصالح، وقفت معه في أحلك الظروف السياسية التي مر بها في حياته، فكانت بجانبه في عام 2013 عقب إندلاع أحداث 15 ديسمبر و ملاحقة قوات الحكومة لهما بعد إنطلاقهما من داخل العاصمة جوبا حتى وصولهم منطقة قاديانق.
وكذلك كانت برفقته عقب تجدد الاشتباكات في يوليو 2016 خلال رحلتهما المحفوفة بالمخاطر من داخل العاصمة جوبا حتى وصولهما إلى دولة الكنغو في رحلة إستغرقت قرابة 40 يوماً ملاحقين من قبل طائرات الحكومة و منظمة بلاك وترز.
إنجيلينا تينج المرأة الحديدة هي رفيقة الصعاب الوفية المخلصة و كما يقال وراء كل عظيم امرأة فلقد كانت و ما زالت أنجلينا وراء زوجها السياسي السوداني الجنوبي المخضرم دكتور ريك مشار تينج .

الآن إلى مضابط الحوار

نحن نسعى لإيجاد حل جذري لنظام الحكم و الوضع الإنساني و ترتيب القطاع الأمني حتى نتفادى ما حدث في يوليو 2016 لكن الحكومة أرادت أن تختصر الحل في تقسيم مناصب .
----------------------------------------------------------
مدام تينج كنتم حاضرين ضمن وفد المعارضة في مفاوضات أديس أبابا، هل لك أن تحدثينا عن المفاوضات قليلاً؟
طبعاً نحن ذهبنا إلى أديس أبابا و كنا متوقعين أن نوقع حتي إن لم نتمكن من إنجاز توقيع كامل شامل للإتفاقية على الأقل أن نوقع الأساسيات، و نحن كمعارضة وقعنا على إتفاقية إعلان المبادئ لكن الحكومة للأسف الشديد من جانبها كانت متعنتة و غير متجاوبة و غير راغبة في أن يكون هناك حل سلمي، فرغبة الحكومة في إحلال السلام ليست بنفس مستوى رغبة المعارضة و شعب الجنوب، و بالرغم من هذا التعنت إلا أننا حاولنا أن نناقش بعض المواضيع المهمة و لكن للأسف الشديد رفضوا مناقشة المواضيع الجذرية و الجوهرية التي لها علاقة بنظام الحكم في البلاد و كانت حكومة الجنوب مركزة بشكل خاص على تقسيم السلطة و المناصب فهي تعتقد أن الحل يكون في تقسيم الكعكة، و يعتقدون أن الوضع الذي عليه البلاد الآن هو وضع جيد و لا يحتاج لتغيير لكن يمكنهم أن يوجدوا أماكن في السلطة تعطي للمعارضة، و نحن كمعارضة نرى العكس أن الحل لن يكون في تقسيم مناصب و إدخال فلان و إخراج فلان، لكن نحن نسعى لتغيير جذري جوهري لنظام الحكم في جنوب السودان، و الوضع الإنساني في البلد، و كذلك الترتيبات الأمنية حتى نتفادى ما حدث في يوليو 2016، لذا كنا نرى أن من المهم جداً أن تكون نظرتنا للأشياء دقيقة خاصةً الترتيبات الأمنية و وقف العدائيات وقف إطلاق النار الذي وقعنا عليه في ديسمبر 2017، لكن الحكومة لم تهتم لذلك، و نحن ما زلنا راغبين في إيجاد حل للأزمة و الوصول إلى إتفاق، و و نعتقد أن على الإيغاد أن تضغط على الحكومة حتي يتم حل أزمة جنوب السودان حول طاولة نقاش مشتركة.


تعلمنا من درس 2016، و لن نقع في نفس الفخ لن نقبل إلا بأتفاق شامل للمواضيع الجوهرية خاصة نظام الحكم و الفيدرالية.
----------------------------------------------------------
إذن مدام تينج أنتم تحملون الحكومة مسؤولية عرقلة سير المفاوضات إلى الأمام؟
نعم، الحكومة مسؤولة مسؤلية كاملة عن عرقلة عملية إحياء إتفاقيةالسلام ،فالإطروحات التي أتوا بها تؤكد على ذلك و على أنهم في حالة إقتناع كامل أن الوضع في الجنوب تمام و أنهم ينفذون الإتفاقية كما ينبغي، و نحن نرى العكس، و مع ذلك هم يصرون على أن الحل يكون عن طريق تقسيم بعض المناصب و إيجاد مكان للمعارضة في السلطة، و أن يتم تغيير الجداول الزمنية التي تخص عملية التنفيذ ، و بعد ذلك نذهب لإجراء إنتخابات من غير أن نناقش أو نلقى نظرة على المشاكل الأساسية التي تسببت في الوضع الذي عليه البلاد حالياً، و كما تعلمين فالبلد منذ يوليو 2016 و حتي الآن الوضع الإنساني فيها في حالة تدهور كبير جداً، فثلث سكان البلاد موجودين بالخارج و النصف الآخر في حالة نزوح مستمر، و يقال أن سبعة مليون من سكان الجنوب في حاجة ماسة لدعم إنساني، إضافة إلى أن الوضع الإقتصادي كما تعلمين متدهور للغاية، فالدولة الحالية هي دولة منهارة بمعنى الكلمة في جميع النواحي و المجالات .
لذلك نحن نعتقد أنه يتوجب على جميع أطراف النزاع النقاش و الحوار حول المشاكل الأساسية الجذرية الجوهرية و أن نجد لها حلول بدل أن تكون نظرتنا قصيرة المدى و نتكلم في من سيدخل الحكومة و من خارجها، و كيف سنخلق وزارات جديدة و نزيد عدد البرلمان و غيرها من الأشياء التي لا تقدم و لا تأخر.
ثم أن مسألة تفويض سلفاكير أو ترشيحه لفترة أخرى إنتقالية أو غير إنتقالية هذا أمر مرفوض، ففي إنتخابات 2010 جددنا فترة الرئيس و كذلك البرلمان خمسة أعوام، بعدها أدخلنا سلفاكير في حروب أخرى بعد أن وقعنا على الإتفاق و سمحنا له بفترة أخرى ،لذلك نحن نرى أن من المهم جداً حل البرلمان الحالي لأن شرعيته القانونية قد إنتهت و هو برلمان أعضائه غير مؤهلين للفترة القادمة التي تعتبر فترة مهمة و تاريخية لجنوب السودان فقد تم تعيينهم بناءاً على ولائهم للحكومة و قربهم منها و لم يتم التعيين بناءاً على الكفاءات و الخبرات و المؤهلات، إضافة إلى أن عدد البرلمان ضخم جداً لدولة كجنوب السودان عدد سكانها لا يتعد ال 10 مليون نسمة، و يصرف على هذا البرلمان و أعضائه بطريقة بذخية حيث أن الميزانية المصروفة على البرلمان كان من الممكن إستخدامها في تنمية البلاد و تعميرها، إذن يتوجب حل هذا البرلمان حتى نتمكن من أن ندخل في نظام حكم جديد.
كذلك نحن نطالب بحكم فيدرالي حتى يكون هناك تداول سليم للسلطة و الموارد في الولايات و المحليات، لكن الحكومة ترى أن كانت لنا رغبة في تنفيذ مثل هذه المتطلبات علينا أن نذهب بها إلى المؤتمر الدستوري، في حين أننا سبق و أن إختلفنا حول هذه المواضيع في 2008، و في 2010 إختلفنا حول الدستور الإنتقالي و لذلك كنا نعتقد أن الجو الآن في أديس أبابا ملام لحل هذه المشاكل حتى لا ندخل في أزمات مرة ثانية، لكن ما وجدناه من الحكومة هو عدم جدية كاملة و عدم لا مبالاة ،و دول الترويكا و الإيغاد يجب أن تضغط على الحكومة، فنحن في إتفاقية 2015 قبلنا أن نوقع و نتفق و تنازلنا عن أساسيات مهمة بما فيها نظام الحكم الفيدرالي، و كنا نقول طالما أن الحكومة تصر على عدم مناقشة المشاكل الجذرية الجوهرية دعونا إذن نتفق على ال reform و من خلاله يمكن أن نحدث تغيير و من ثم في الدستور الدائم يمكن أن نناقش بعض الأمور التي تتعلق بالحكم و هكذا، و لكن طبعاً درس 2016 يجعلنا نرفض أن نقع في نفس الفخ و نذهب للمفاوضات و نأتي منها دون أن يكون هناك إتفاق حول المواضيع الجوهرية خاصةً التي تتعلق بنظام الحكم.

المعارضة متفقة حول أهمية تغيير النظام و فيدرالية الحكم و القطاع الأمني و حل البرلمان لذلك ذهبنا بموقف موحد للمفاوضات.
----------------------------------------------------------
حسناً السيدة أنجلينا تينج ماذا عن توحد المعارضة؟
و الله طبعاً نحن كمعارضة شكلنا 9 مجموعات و ال io رقم 9، و يمكن أن أقول لك أننا جميعاً لنا رؤية واحدة موحدة فيما يخص المواضيع الجذرية و الجوهرية، و متفقين حول أهمية تغيير النظام الحالي و تبدليه بنظام فيدرالي و كذلك فيما يخص القطاع الأمني، لذا وجدنا أن من الأفضل لنا أن نقدم مواقفنا و أطروحاتنا كموقف واحد موحد يمثل المعارضة، و نحن ندرس آليات و مشاريع لتوحيد المعارضة بصورة أكبر و أكثر فعالية مستقبلاً، فنحن كمعارضة آراءنا و مواقفنا تجاه النظام الحالي متشابهه إلى حد كبير و لا توجد بيننا أمور متناقضة لذلك كلما ذهبنا بصوت واحد قوي موحد كان الضغط على نظام جوبا أفضل و أكثر فعالية، و بهذه الطريقة أيضاً نثبت لشعبنا أننا نعمل في اتجاه متوحد من أجل التغيير.
فكما تعلمين وضع البلد حرج للغاية و المشاكل كثيرة و الشعب متضرر للغاية و الوضع الإنساني في وضع مؤلم يحتاج منا كمعارضة أن نتوحد حتى نخاطب شعبنا بصوت واحد موحد، و نخاطبهم في أهمية أن نتجاوز كل الذي حدث و نتمكن من أن نبدأ عملية مصالحة، فنحن كمعارضة نعارض من أجل الإصلاح و تغيير نظام الفساد لذلك يجب أن نكون قدوة للشعب ،و إذا كان النظام متقبل لعملية التغيير نحو الأفضل في تغيير نظام الحكم في البلد فسنعمل معهم سوياً.

سلفاكير بعد أن أعطي فرص عديدة قاد البلد لوضع كارثي و أثبت عدم تؤهله لقيادة البلاد و عدم قدرته على إخراج البلد من هذه الأزمة.
----------------------------------------------------------
هل هذا يعني يا مدام تينج أنكم كمعارضة فاوضتم بشكل موحد و قدمتم مقترحات موحدة بخلاف الحكومة؟
بالطبع، نحن كمعارضة في أديس أبابا فاوضنا بقلب رجل واحد قلباً و قالباً و أؤكد لك إن جميع منظومات المعارضة بلا إستثناء كانت متحدة في جميع المواضيع الجوهرية و الجذرية، و نحن نعمل على توحيد و تقوية المعارضة بشكل أكثر فعالية مستقبلاً مع حرصنا الشديد في أن تحتفظ كل مجموعة و منظومة بهويتها و برنامجها، و لكننا متفقين على أن المواقف التي نناقشها يجب أن تطرح كموقف واحد يمثل المعارضة، و نحن لدينا أمل كبير في أننا سنواصل بنفس الروح ليس فقط في مفاوضات أديس أبابا و لكن ستثبت على نفس الأسلوب و المستوى حتى نصل جوبا و نحقق السلام.
و كذلك نحن نرى أن سلفاكير لا يستحق فرصة إنتقالية أخرى، فقد أعطيناه الفرصة بعد الاستفتاء و أدخلنا في حرب ، و وقعنا معه مرة أخرى و أعطيناه حق أن يقود فرصة إنتقالية مرة ثانية في 2016 و لكن لم يقدر على فعل شئ سوا أنه زاد الطين بله و تدهور وضع البلد الكارثي و صار في حالة سيئة للغاية ، لذلك نحن نرى أن سلفاكير غير مؤهل للقيادة مرة أخرى و قد اثبت أن ليس لديه الإمكانية و القدرة من أجل إخراج البلاد من هذا المأزق و إيجاد حل للأزمة.
فحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان و منظمات الأمم المتحدة و المنظمات الدولية إتضح أن الحركة الشعبية في الحكومة يتوجب عليها أن تبحث لها عن بديل لسلفاكير، و نحن سوف نناقش مع الحركة الشعبية في الحكومة هذا الموضوع لأننا نريد منها أن تكون جزء أصيل من حل هذه الأزمة، لذلك لابد لها من البحث عن بديل، فنحن لن نعطي سلفاكير فترة إنتقالية أخرى يقودها هو بعد فشله في المرات السابقة فهو لم يتغير و مازال يفكر بنفس الاسلوب و نفس العقلية و مازالت عنده نفس الطموحات في الحكم و في خلق دولة قبيلة ديكتاتورية لذلك نحن نرى أنه قد حان أوان التغيير.

يمكن للمرأة أن تلعب دوراً فعالاً من خلال الأحزاب السياسية و المجتمع المدني على أن تكون لها أجندة عملية و لا تكتفي بالشعارات و النداءات حتى تطمئن على نفسها و أولادها و تشارك في إتخاذ القرار و الرؤية.
----------------------------------------------------------مدام تينج كيف يمكن لك إنت كامرأة و لجميع نساء جنوب السودان أن يشاركن و يساهمن بطريقة فعالة في حل الأزمة و إحلال السلام؟
حالياً هناك دوران يمكن أن تلعبهما المرأة في جنوب السودان، أولاً من خلال الأحزاب، فعلى سبيل المثال أنا في الحركة الشعبية في المعارضة و في القيادة التابعة للحركة الشعبية في المعارضة و معي نساء أخريات نعمل بشكل مؤثر في إتخاذ القرارات و في تحديد الرؤية بشكل خاص، و أظن أن بهذا الاسلوب و عن طريق الأحزاب يمكن للمرأة أن تساهم بشكل فعال، و كذلك المرأة في الحركة الشعبية في الحكومة فهن جزء من الحكومة و يتوجب عليهن أن يقودن عملية التغيير و أن يأثرن في إتخاذ القرارات و أن يشاركن في الرؤية التي تخص الحزب، فنحن على سبيل المثال في الحركة الشعبية في المعارضة نعمل على أن تكون هناك محاسبة لكل القوات الموجودة، و كذلك يجب عليهن أن يدخلن في مثل هذه البرامج لأن المرأة الجنوبية كانت و مازالت تعيش معاناة كبيرة جداً بسبب جيش الدولة، و المعاناة التي عاشتها المرأة الجنوبية لم تحدث من قبل في العالم بأجمعه، و على أي شخص يتبع للنظام أن يخجل و يختشي من من الأفعال الشنيعة الصادرة منه .
لذلك أنا إفتكر ان المرأة يمكنها أن تلعب دور عبر الأحزاب و كذلك عن طريق المجتمع المدني و نحن نعمل على ذلك حالياً و نقول لنساء الجنوب أن من الضروري جداً أن يكون عندهن حد أدنى من الأجندة العملية بحيث لا يكون العمل مجرد كلام و نداءت (نحن تعبنا، نحن نريد سلام)، لا، هذا لن يحل المشكلة لابد من أجندة، و أن يقدمن رؤيتهن في كيف تدار البلاد و في القطاع الأمني، حتى تتمكن المرأة من أن تكون مطمئنة على نفسها و أولادها ،و يتوجب عليهن أن يتفقن على أجندتهن حتى يتقدم عملهن إلى الأمام.
و نحن في الحركة الشعبية في المعارضة نعمل في هذا الإتجاه، لكن طبعاً هناك بعض النساء غير المشاركات و هن يمثلن الأغلبية العظمى،
و هذه المجموعة هن النساء الموجودات في معسكرات اللجوء و مخيمات النزوح، فهؤلاء النساء أصواتهن غير مسموعة و دورهن غير ملموس بالرغم من أنهن نشطات في معسكرات و مخيمات اللجوء و النزوح، لكن المشكلة في إيغاد عندما تعمل تقاريرها هؤلاء النساء تظل هويتهن غير محددة ،فنحن نسمع بي women bloc لكن هذه الكتلة النسائية لا تمثل المرأة في مناطق اللجوء و النزوح بل تمثل فقط مجموعة من النساء في جوبا فقط و هن لا يمثلن الأغلبية، لذلك لا بد أن نصل للنساء في تلك المناطق و لا نترك أمرهم للمنظمات فقط، لأن المنظمات متواجدة في جوبا فقط و وجودهم لا يمكنه أن يكون فعال بسبب الضغوطات الداخلية التي تتعرض لها النساء من قبل الحكومة و جهاز أمنها، حيث تمارس عليهن ضغوط عالية جداً و يتم تخويفهن، فعلى سبيل المثال عندما وقعنا إعلان المبادئ في أديس أبابا كانت هناك إمرأة تريد أن تأتي حتى تشارك لكن تم إعتراضها في المطار و منعها من أن تأتي و تشارك في المحادثات، لذلك نحن نطالب بأن يكون هناك تمثيل للنساء في مناطق اللجوء و النزوح و الدول المجاورة.

أطفال الجنوب لا مستقبل لهم و لا يمكنهم أن يتأقلموا مع العولمة، و لا المنافسة مع أطفال العالم فأغلبهم لا يجلسون للدراسة لعجزهم عن دفع مستلزمات الدراسة المالية بما في ذلك أطفال الأسر المتيسرة الحال.
----------------------------------------------------------
مدام تينج بما إنك تطرقت لبعض اشكال معاناة المرأة عند حديثك عن دورها في المشاركة في إحداث تغيير، فهل لك أن تحدثينا عن وضع المرأة و الطفل في الجنوب بصفة عامة ؟
حقيقةً لا أدري كيف يمكن أن أوصف لك وضعهم ،تعجز الكلمات عن الوصف ،فإذا قلت لك أن وضعهم مأساوي أو مؤسف للغاية فهذه كلمات بسيطة للغاية لا يمكنها أن تعكس واقع المرأة و الطفل، و لا يمكن لهذه الكلمات أن تكون ترجمان يحكي المرارات التي يعيشونها، فالنساء المتواجدات في جوبا في مخيمات الأمم المتحدة 70% منهن تم إغتصابهن و إستغلالهن جنسياً و الجيش الحكومي هو من قام بهذه الجرائم البشعة، فعندما يقوم هؤلاء النساء بالخروج من المخيمات عند الصباح لقضاء أغراضهن منذ أن يضعن أقدامهن في عتبة الباب يقوم الجيش بمسكهن و ضربهن و إذلالهن و سجنهن و إغتصابهن و التحرش بهن جنسياً، و بالرغم من جميع هذه الإنتهاكات التي تتعرض لها النساء إلا أنهن يعاودن الرجوع مرة أخرى بسبب الحاجة فجميعهن يقومن بتربية أطفال و في نفس الوقت يخافن على أزواجهن أن خرجوا أن يموتوا بيد الجيش و هذا هو وضعهن حسب وصف منظمات حقوق الإنسان و المنظمات العالمية و منظمات الأمم المتحدة التي تصف الوضع بأنه كارثي للغاية و لم يحدث من قبل في العالم ، و في مناطق اللجوء الوضع مماثل فالواحدة منهن تقضي ستة شهور بأكملها في التنقل من منطقة إلى أخرى، و عندما يحصل ضرب تنتقل النساء إلى المنطقة الأخرى و يكون برفقتهن الأطفال، لذلك نحن عندما نتكلم عن وضع المرأة عادةً يكون مربوط بوضع الطفل مثلاً : تتم إهانة المرأة بطريقة قاسية و بشعة أمام أطفالهن و أزواجهن، فصراحة هنالك مناظر فظيعة للغاية لا أجد كلمات لوصفها ،لذلك من المهم جداً أن نصل لحل جذري في أسرع فرصة ممكنة حتى نتمكن بعد ذلك من أن نعيد تأهيل المرأة نفسياً و عملياً و نساعدها بقدر المستطاع بشتى الأساليب و الطرق.
لذلك نحن في الحركة الشعبية في المعارضة نشدد و نركز على مسألة العقوبات، فنحن نعتقد أن أي شخص أرتكب أي جرم أي كان نوعه و حجمه لابد أن يحاكم، فصحيح أننا سنذهب إلى المصالحة الوطنية و جميع هذه المساعي لكن هذا لا يعني أن نسمح بأن يفر المجرم من العقاب، يمكن أن يسامح المجرم لأننا نسعى لنشر و تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي لكن المسامحة لا تعني عدم تطبيق العقوبة لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نضمن من خلالها أن نتقدم كدولة إلى الأمام و هذا تحدي كبير.
إضافة إلى ذلك فا لمناطق المتأثرة بالحروب منذ أربعة إلى خمس سنين لا توجد بها مدارس أي بمعني هذه الأجيال تعاني من حالة أمية كاملة، فحتى تلك المناطق التي توصف بأنها مستقرة مثل جوبا و أنا أتمثل بجوبا لأن الآن عندما نتكلم عن الجنوب نذكر جوبا لأن الجنوب اليوم أصبح هو جوبا فقط و بقية المناطق تعيش نوع من التهميش الشامل و هي مهملة تماماً ، و حتي في جوبا لا يوجد تعليم و لا صحة، فقبل حتى إندلاع الحرب 60% من الميزانية التي كانت تذهب للصحة و التعليم كانت تأتي من منظمات عالمية في حين أن أكثر من 40% من ميزانية الدولة كانت تصرف في تعبئة الجيش، و الآن يمكن أن نقول أن أكثر من 70% من ميزانية الدولة تصرف على الجيش، و 30% قد تكون تصرف بشكل أو أخرى على التعليم و الصحة.
فالان الأسرة الجنوبية تعيش تحت ضغط كبير من ناحية الصرف المالي لذلك لم تعد لديهم القدرة على الصرف على أبنائهم في مجال التعليم، ففي السابق بعض الأسر المقتدرة كانت تذهب بأبنائها إلى كمبالا و كينيا، لكن الآن الأمر قد تغير حيث أصبحت تلك الأسر مضطرة إلى أن ترجع أبنائها إلى الجنوب، فاليوم أؤكد لك أنه أصبح من الطبيعي أن ذهبتي إلى أسرة تجدي أولادها ماكثين في البيت لا يذهبون إلى المدارس في حين قد يكون الأب دكتور و الأم موظفة في الحكومة و مع ذلك يصعب عليهم أن يوفوا بلمستلزمات التعليم، و هذا يعني أن أطفال الجنوب من هذه الأجيال لا مستقبل لهم في السنين القادمة، و لا يمكنهم أن ينافسوا في ال 15 أو 20 سنة القادمة ، و تخيلي معي يا عبير في زمن العولمة هذا كيف سيكون وضع أبناء الجنوب؟؟؟ ، فمسألة التعليم هذه على وجه التحديد مهمة للغاية، فنحن للأسف عندنا دولة لكن لم نتمكن من بناء وطن.
فاجيال الجنوب أصبحت ضائعة و هي من المفترض أن تكون أجيال المستقبل التي ستقود الجنوب إلى الأمام فنحن نعمل من أجلهم من أجل الإصلاح و التغيير و توفير حياة أحسن لهم من أجل مستقبل أفضل.

تابعونا للحوار بقية



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الصراحة و كشف الحقائق مع مناوا بيتر القيادي الجنوبي في ...
- فاقان اموم قوة شخصية و مصداقية قضية في حوار حول الأزمة الجنو ...
- فاقان اموم قوة شخصية و مصداقية قضية في حوار حول الأزمة الجنو ...
- حورا العبقرية العسكرية و الآفاق الفكرية مع جنرال توماس شريلو ...
- في حوار الصراحة يكشف القيادي الجنوبي البارز فوك بوث فوك كيف ...
- حوار العسكرية العبقرية و الآفاق الفكرية مع جنرال توماس شريلو ...
- حوار المصداقية و القضايا الخفية مع مدير الإعلام والعلاقات ال ...
- حوار الصراحة و الدبلوماسية مع القامة السياسية دكتور لام أكول ...
- حوار الصراحة و الدبلوماسية مع القامة السياسية دكتور لام أكول ...
- بيان صحفى حول التوقيع على إعلان المبادئ
- أُسرة _يوسف _الكودة بيان صحفي رقم( ٢)
- ما معني أن نحيا و لا ندري بأن العشق قد يبقى سجيناً في الخلاي ...
- ما معني أن نحيا و لا ندري بأن العشق قد يبقى سجيناً في الخلاي ...
- القيادية الأنصارية صفية ترد على الأسئلة النارية.
- شاهدة عيان أنصارية تروي تفاصيل التجاوزات الأمنية.
- كودة الإبن:الأحزاب الإسلامية لا تصلح للقيادة في الفترة القاد ...
- حوار مع كودة الإبن يعري و يفضح الحكومة و الجماعة المحمدية و ...
- نادي الصحافة السودانية في فرنسا
- إعتصام نميري تحكي كيف تم استدراج زوجها و تحذر المعارضين من ا ...
- حوار مع رمز الثورة و النضال السوداني عمو يعقوب الأنصاري الرج ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبير سويكت - أنجلينا تينج المرأة الحديدة تفتح النار على سلفاكير ميارديت 2_1