أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ما البديل عن رحيل القوات الأمريكية؟














المزيد.....

ما البديل عن رحيل القوات الأمريكية؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نقرأ في وسائل الإعلام تصريحات من بعض المسؤولين العراقيين، في مزايدات وطنية رخيصة، يطالبون فيها برحيل القوات الأمريكية التي ساهمت مع القوات الدولية بدعم القوات العراقية في حربها على الإرهاب وتحرير ثلث مساحة العراق من الإحتلال الداعشي الإرهابي الغاشم. فلولا هذا الدعم لكان الخلاص من الإرهاب أكثر تكلفة للعراق في الأرواح والأموال. وآخر تصريح في هذا الخصوص هو لعضو برلماني أدعى أن (بقاء القوات الأمريكية في العراق مخطط لتقسيم البلد)(1). والكل يعرف أن رحيل القوات الأمريكية في نهاية عام 2011 هو الذي أدى إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات شبه مستقلة.

تفيد الحكمة أن (العاقل يتعلم من أخطائه، والأعقل يتعلم من أخطاء غيره، أما الغبي فلا يتعلم حتى من أخطائه)، ويبقى يعيد نفس الأخطاء إلى ما لا نهاية. نسي السيد النائب هذا أنه لولا إصرار السيد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق، وبضغوط إيرانية ومن الموالين لها من المسؤولين العراقيين، على رحيل القوات الأمريكية لما سيطرت عصابات داعش على ثلث مساحة العراق وبدون إطلاق رصاصة واحدة، بينما كلَّف تحريرها عشرات المليارات الدولارات، وعشرات الألوف من أرواح العراقيين، ودمار شبه شامل لتلك المناطق التي ستكلف إعادة إعمارها أرقاماً فلكية ولعدة أجيال من الزمن.
والسؤال هنا، لماذا هذا الإصرار والعناد على تدمير البلاد والعباد؟ وهل يحتاج العراق إلى احتلال إرهابي آخر على غرار الاحتلال الداعشي، وتحت أسماء أخرى مثل عصابات (الرايات البيضاء) المدعومة من جناح مسعود بارزاني، لكي يتأكد هؤلاء السادة بأن الإصرار على رحيل القوات الأمريكية ليس في صالح العراق بل لتدميره تماماً؟

ومهما كانت دوافع أمريكا في دعم العراق، سواءً عند تحريره من أبشع وأشنع احتلال فاشي ألا وهو الاحتلال البعثي الصدامي، أو في حربه على الإرهاب، فالإرهاب أيها السادة هو مشكلة دولية تهدد الحضارة البشرية كلها، وأية مشكلة دولية لا بد وأن تحتاج لمواجهتها إلى دعم دولي بقيادة الدولة العظمى التي هي أمريكا. والعراق محظوظ في هذه الحالة أن تتوافق مصلحته مع مصلحة العالم وعلى رأسها الدولة العظمى، ومن حق أمريكا أن تهتم بالشأن العراقي، فأمريكا دفعت في تحرير الشعب العراقي من الاحتلال البعثي الصدامي، أكثر من أربعة آلاف قتيل، وأكثر من أربعين ألف جريح ومعاق من قواتها المسلحة، ونحو ترليون دولار من التكاليف.

واليوم نحن نعيش في عصر العولمة، لذلك وكما ذكرت آنفاً، إن المشكلة الوطنية وخاصة الإرهاب الإسلامي الوهابي البعثي الداعشي، هي مشكلة دولية، وتحتاج إلى جهود دولية مشتركة بقيادة أمريكا لمواجهتها. لذلك يجب على العراقيين أن يكونوا واقعيين، ويتخلصوا من نزعة العداء لأمريكا التي تفشت في عهد الحرب الباردة. فوجود عدة ألوف من القوات الأمريكية في العراق لتدريب قواته لا يسيء إلى السيادة الوطنية. فالقوات الأمريكية موجودة حتى في بريطانيا، وعشرات الدول الأخرى مثل ألمانيا، و اليابان وكوريا الجنوبية وغيرها. فعن أية سيادة وطنية يتحدثون عندما احتلت عصابات داعش ثلث مساحة العراق ، وكانت كردستان عبارة عن إمارة بارزانية مستقلة، ومسعود بارزاني يهدد الحكومة المركزية؟
كذلك يحتاج العراق إلى الدعم الإيراني ، وعلى الحكومة الإيرانية ومن يواليها من المسؤولين العراقيين أن يتفهموا الموقف العراقي في علاقته مع أمريكا وفق (الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية SOFA)، كما على أمريكا أن تعي أهمية العلاقة الودية بين العراق وإيران، إذ كما أكد السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مراراً، أنه ليس من مصلحة العراق أن تصبح أراضيه ساحة لحروب الوكالة بين إيران من جهة، والسعودية وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى. فالعراق بوضعه الهش، وشعبه الممزق، وعشرات المليشيات الحزبية المسلحة، ليس من مصلحته الدخول في هذه الاستقطابات الدولية والإقليمية. فالعراق يحتاج دعم الجميع.

لذلك نهيب بالسيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، أن لا يذعن لضغوط هؤلاء المطالبين برحيل القوات الأمريكية، وإلا سيكون مصيره كمصير سلفه السيد نوري المالكي. أي عودة احتلال إرهابي جديد، وتكرار سيناريو كل ما حصل منذ 10 حزيران 2014 إلى اليوم، وهذا يعني المزيد من الدمار، وأنهار من الدماء.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المشاركة في الانتخابات واجب وطني؟
- حذاري من تأجيل الانتخابات!
- لا للتجنيد الإجباري!
- هل ما يجري في إيران هو استنساخ للسيناريو السوري؟
- الحشد الشعبي ما بعد داعش
- لا لمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات
- المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية
- عودة إلى مقال: الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ(2-2)
- الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ (ثانية)
- السماح بالزواج من القاصرات جريمة ضد الطفولة ومخالَفة للدستور
- لماذا العراق غير قابل للقسمة؟
- تحية لقواتنا الباسلة على تحريرها كركوك
- لعبة إستخباراتية أجنبية لضرب الوحدة الوطنية
- نعم لاستقلال كردستان، لا للتنازلات لبارزاني
- حذارى من (التحرش) بقانون الأحوال الشخصية!
- الكرد أول ضحايا الاستفتاء
- مخاطر محتملة لما بعد الاستفتاء
- استفتاء كردستان العراق، حق تقرير المصير أم ابتزاز؟
- هل حقاً أمريكا قامت بحل الجيش العراقي؟
- العراقيون ولاؤهم لمن ولماذا؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ما البديل عن رحيل القوات الأمريكية؟