أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - مافيا الحرس الثوري الثقب الاسود الذي سيبتلع نظام ولاية الفقيه















المزيد.....

مافيا الحرس الثوري الثقب الاسود الذي سيبتلع نظام ولاية الفقيه


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مافيا الحرس الثوري الثقب الاسود الذي سيبتلع نظام ولاية الفقيه
صافي الياسري
لم يكن احد عند تاسيس خميني الحرس الثوري الايراني عام 1979 بداية تاسيس خميني جمهوريته الثيوقراطية يتوقع ان يتجاوز الحرس الثوري كونه مؤسسة عسكرية اريد منها وانيطت بها مهمة حماية نظام خميني ورموز ولايته ومؤسساتها ،لكنه بمرور الايام تحول الى امبراطورية تمسك بخناق الاقتصاد الايراني بكل تفاصيله عبر راعه الاقتصادي ( مقر خاتم الانبياء ) ليصبح يد ايران الطولى
للتدخل والتوسع في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها، والقبضة الحديدية لقمع المعارضين في الداخل ، وارهاب المعارضين في الخارج..
أستاذ الاقتصاد الإيراني، الدكتور جمشيد اسدي، حمل في مقابلة سابقة له مع الإذاعة الفرنسية، الحرس الثوري مسؤولية تفاقم الوضع الاقتصادي الإيراني نتيجة العقوبات الدولية، فقال: "لو لم يحتكر الحرس الثوري الاقتصاد الإيراني بشكل مطلق، لكان تأثير العقوبات الدولية أقل بكثير مما هو عليه، لأن الحظر الدولي لم يستهدف الاقتصاد الإيراني. لكن وبما أن الشركات التابعة للحرس الثوري وقوى الأمن تسيطر على الاقتصاد الإيراني، فإن الحظر كان موجها ضدها، لهذا أصبح الاقتصاد الإيراني ضحية العقوبات".
وبعد أن تم انتخاب حسن روحاني، الذي رفع شعار تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، رئيسا للجمهورية، تجرأ الكثيرون أن يفضحوا الفساد الذي كان قد استشرى في مفاصل حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ويتفق خبراء الاقتصاد والشفافية في إيران بالمطلق على أن حكومة أحمدي نجاد، الذي كان يظهر بمظهر الرئيس الدرويش المتقشف، كانت أفسد حكومة في تاريخ إيران الحديث قبل وبعد الثورة على الإطلاق، حيث سجلت في السنتين الأولى من عمرها فقط حوالي 4000 مخالفة وخرق للميزانية، حسب الخبير الاقتصادي الدكتور جمشيد أسدي. ومن المعلوم أيضاً أن أحمدي نجاد كان يتمتع بالدعم اللامحدود من قبل الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي الذي وصفه بأقرب الرؤساء الإيرانيين إليه.
وخلال 8 سنوات من حكمه، أطلق محمود أحمدي نجاد، بصفته رئيساً للسلطة التنفيذية، يد الحرس الثوري في الاقتصاد الإيراني. واليوم أيضاً، عندما يتعرض الرئيس السابق للنقد لا أحد يذكر الجهة التي استفادت من الإمكانيات التي وفرها لها أحمدي نجاد، أي الحرس الثوري.
وكانت لجنة الخبراء الاقتصاديين القريبة من حسن روحاني قد كشفت الوضع المزري للاقتصاد الإيراني خلال السنوات الثماني التي سبقت حكم روحاني دون أن تشير للحرس الثوري ودوره المباشر في الاقتصاد. وجاء في تقرير اللجنة: "على الرغم من أن الطاقة والإمكانيات الكامنة للاقتصاد الإيراني تضع هذا البلد في الرتبة الـ20 في العالم إلا أن القوة الفعلية تهبط به إلى المرتبة الـ70".
ولكن بحسب مؤسسة "هيرتيتش" للاقتصاد الحر، تحتل إيران المرتبة 146 بين 161 بلدا من بلدان العالم.
وتظهر المؤشرات الإحصائية في مختلف المجالات، ذُكِرَت في تقرير ساهم في تحضيره ست مؤسسات دولية تنشط في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والأبحاث، تظهر أن "إيران احتلت في عام 2012 في المجمل المرتبة 102 بين 142 بلدا، فمن ناحية الأمن الشخصي المرتبة 125، وفي مجال الحريات الشخصية المرتبة 125، والاستثمار الاجتماعي المرتبة 121، والاقتصاد المرتبة 70، وخلق فرص العمل المرتبة 95، والتعليم المرتبة 57، والصحة المرتبة 66".
هذه الدراسات في مجملها تؤكد أن إيران لا تزال تعاني وبقوة في كافة المجالات الاقتصادية، خاصة على صعيد حرية التجارة وحجم التدخل الحكومي في الاقتصاد، وحريات وإمكانيات الطاقة العاملة والملكية الخاصة والسوق السوداء والاستثمارات الأجنبية والأسواق المالية.
من ناحية أخرى، وبما أن للحرس الثوري حضورا اقتصاديا وتجاريا وصناعيا قويا من خلال شبكة واسعة من الشركات المرتبطة بمقره الاقتصادي أي "مقر خاتم الأنبياء"، وعدم خضوعه لإرادة الحكومة ورفضه الشفافية والمساءلة بذريعة عدم الكشف عن معلوماته كونه جهازا عسكريا حساسا، بات نشاطه الاقتصادي الخفي، الذي أفلس الاقتصاد الإيراني خلال سنوات الحصار، أشبه إلى المافيا الاقتصادية.
ومن خلال نظرة سريعة على ما يمتلكه الحرس الثوري، يمكن القول دون تردد إن هذا الجهاز العسكري يمتلك إيران من أقصاها إلى اقصاها، حيث هو اليوم اللاعب السياسي والاقتصادي والأمني الأول في البلاد.
ولكي نعرف غيضا من فيض ما يحصل للاقتصاد الإيراني نتيجةً لتدخل الحرس الثوري المباشر فيه، نذكّر بأن "مقر خاتم الأنبياء" (الجناح الاقتصادي للحرس الثوري) يُعد أكبر مقاول في إيران، حيث يضم 812 شركة في إيران وخارجها، وله أسهم كبيرة في عدد من البنوك والمصافي ومصانع السيارات والبتروكيماويات والألمنيوم والصناعات البحرية وصناعة الجرارات والصلب والحديد ومصانع الأدوية والمطاحن وشركات الحفر والصناعات الغذائية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، باعت حكومة أحمدي نجاد 51% من شركة الاتصالات الإيرانية إلى شركات تابعة للحرس الثوري من خلال مزايدة تمت هندستها بطريقة تجعل أكبر صفقة في تاريخ الأسهم الإيرانية تنتهي لصالح شركات تابعة للحرس الثوري.
وكانت شركة "بيشكامان كوير يزد" الإيرانية الخاصة الشركة الأوفر حظاً لشراء 51% من أسهم الاتصالات الإيرانية. ولكن كان على هذه الشركة أن تنافس شركتين تابعتين لمؤسسة التعاون في الحرس الثوري، وهما "توسعه اعتماد" و"شهريار مهستان". وكون هاتين الشركتين لا تملكان تجربة في مجال الاتصالات كان من الصعوبة بمكان لهما منافسة شركة خاصة تحمل التجربة والإمكانيات لشراء أسهم الاتصالات الإيرانية. إلا أنه وفي اليوم الذي سبق الإعلان عن الشركة الفائزة، تم حذف شركة "بيشكامان كوير يزد" من المنافسة بذريعة عدم توفير "الشروط الأمنية"، وصارت الساحة فارغة للحرس الثوري لكي يستحوذ على 51% من أسهم "شركت مخابرات إيران"، أي شركة اتصالات إيران بثمن بخس وبمباركة الرئيس محمود أحمدي نجاد، الابن البار للحرس الثوري الإيراني.
هذا الانموذج يظهر الطريقة التي امتلك الحرس الثوري من خلالها مئات الشركات والمصانع والمصافي والمشاريع والأراضي والمناجم والغابات والشواطئ، وبات يزاحم ليس الاقتصاد الحكومي فحسب بل الاقتصاد الخاص.
وبعد أن تم إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، اثر الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الست عقدت حكومة حسن روحاني الأمل على الاستثمارات الأجنبية في إيران، إلا أنها تجاهلت أن المستثمرين في العالم يبحثون عن الأمن الاستثماري قبل الانتقال إلى أي بلد مهما كانت المجالات فيه مغرية. وعندما يرى المستثمرون أنه ينبغي عليهم منافسة الحرس الثوري الذي لا يخضع لأي مساءلة، فان من المؤكد انهم لا يجازفون برؤوس أموالهم ويتوجهون إلى إيران؟ وذلك ما حصل واقعا .وعلى وفق هذا الواقع فان الانتفاضة الشعبية الايرانية راهنا يعود حجر الاساس في تفجرها الى الممارسات التدميرية للحرس الثوري الايراني ،ما يدفعنا الى القول انه في هذه المرحلة دفع الحرس الثوري الامور الى حد ان يهتف الشعب باسقاط النظام ،وهذا يعني وبالتاكيد انه في المرحلة المقبلة اما ان يمسك مقاليد الامور كلها بيده بعد ان يبتلع نظام ولاية الفقيه ،او ان يدفع الامور الى الحد الذي يكنس فيه الشعب نظام ولاية الفقيه انتقاما وازاحة لهيمنة مافيا الحرس الثوري ،ويكون الحرس هنا ايضا هو الذي ابتلع النظام .



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مؤتمر الحوار العربي - الايراني ببيروت
- النظام الايراني فشل يلاحقه فشل - مؤتمر البرلمانات الاسلاميه ...
- ما الذي فعلته الانتفاضة بالمجتمع الايراني
- حقيقة الامام النزيه - الوجه الاخر لخامنئي
- من طهران الى بيروت اغتيال الكلمة على قدم وساق
- انهيار الريال الايراني
- الى عشاق اميركا وايران من العراقيين
- الملالي ينفقون المليارات على مقبرة خميني ولا ينفقون تومانا ل ...
- الهزات الارتدادية لاستقالة الحريري في صفوف الملالي
- من تداعيات استقالة الحريري - ايران تصب الزيت على النار
- استقالة سعد الحريري وثيقة ادانة للنظام الايراني وادواته في ل ...
- كربلاء تثور على التدخلات الايرانيه
- العالم يطالب المسلمين بمقارعة الارهاب والتطرف فكريا
- بانوراما الخيارات العسكرية غالاميركية في مواجهة ايران
- جياع ايران قنبلة النظام الموقوتة لتغجيره
- من مهازل الانتخابات الايرانيه
- خامنئي عترف بارتخاء قبضته على ايران
- هل سنشهد مواجهة ايرانية - اميركية في العراق
- قراءة في معطيات الانتخابات الايرانية عام 2017
- المقدمات والنتائج


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - مافيا الحرس الثوري الثقب الاسود الذي سيبتلع نظام ولاية الفقيه