أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - الاختراعات والبحث العلمي في خدمة السلام















المزيد.....

الاختراعات والبحث العلمي في خدمة السلام


عزيز سمعان دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 17:03
المحور: المجتمع المدني
    


مقابلة مع بروفيسور حسام حايك

ولد حسام حايك في مدينة الناصرة. أنهى المرحلة الثانوية في مدرسة المطران الكاثوليكية في الناصرة. بعدها انتقل إلى الدراسة الجامعية. أنهى اللقب الأول في الهندسة الكيميائية ومن ثم حصل على لقب الدكتوراه بامتياز فوق العادي من معهد العلوم التطبيقية -التخنيون. في عام 2002 عمل كباحث في مجال الإلكترونيات الجزيئية في معهد وايزمان للعلوم. وفي عام 2004 تخصص في موضوع "المجسات الكيميائية" في معهد كاليفورنيا. وفي عام 2006 عاد مجددًا إلى معهد العلوم التطبيقية – التخنيون كعالم وعضو أكاديمي. حاصل على درجة بروفيسور كامل (Full Professor) في الهندسة الكيميائية من معهد راسل بيري للنانوتكنولوجيا في معهد العلوم التطبيقية – التخنيون، وخبير في تكنولوجيا النانو ومجال التشخيص غير الاجتياحي للأمراض. له اكتشافات واختراعات وبصمات عالمية. أبحاثه تتمحور حول اختراع تقنيات نانومترية لتشخيص الأمراض السرطانية وأمراض أخرى في مراحلها الأولية بطرق غير اجتياحية، الأمر الذي يبعث الأمل في نفوس الناس بشكل عام والمرضى بشكل خاص، ويوفر للمستشفيات إمكانية إعطاء العلاج المناسب، ويرفع نسبة الشفاء من الأمراض. من أبرز وأشهر اختراعاته وبراءته: جهاز الكشف عن الأمراض من خلال النفس؛ جهاز لكشف الأمراض عن طريق الهاتف المحمول"؛ و"الجلد الإلكتروني" -مستشعرات نانوية تستخدم لخلق جلد الكرتوني يستشعر اللمس الحرارة والرطوبة. نشر البروفيسور حسام حايك أكثر من 200 مقالة علميه نُشرت في أهم وأفضل المجلات العلمية العالمية في موضوع النانوتكنولوجيا والطب، كما وقام بكتابة أكثر من 10 فصول كتب.
من خلال دوره التطوعي الاجتماعي-الثقافي، يقوم البروفسور حايك بتقديم المشورة الاكاديمية الثريّة بالحكمة والمفعمة بالمحبة لطاقم مدرسة مار يوحنا الإنجيلي وادارتها، من أجل تطوير وتطبيق منهجية خاصة لثقافة السلام. من فلك هذا الدور الهام كانت لي مقابلة حاورته فيها من خلال طرح بعض التساؤلات، تناولنا من خلالها بعض جوانب الثقافة السلميّة المجتمعيّة.
فيما يلي ملخص الحوار.

1. كيف تُعرِّف نفسك؟
حسام حايك من مواليد مدينة الناصرة، زوج لرنا وأب لولدين: فادي واياس. أعمل كعالم في معهد العلوم التطبيقية في التخنيون. مهتم بأمر المجتمع الصغير والكبير، وبالتالي يمتدّ الاهتمام من العلم والبحث إلى المجتمع، ويتسع للاهتمام الكوني، وذلك من منطلق الايمان أن كلّ منا لديه إمكانيات يمكن استثمارها لفائدة المجتمع.

2. ما هو تعريفك لثقافة السلام؟
ثقافة السلام بالنسبة لي هي عبارة عن الهدوء الفكري والنفسي والامتياز و/أو التميّز الإيجابيّ، والدمج ما بينهم لمصلحة كل ما هو متعلق بحياتنا اليومية، من تعلّم ومهنة وحياة عائلية وحلقات أوسع.

3. هل ثقافة السلام هي ثقافة يتم استيعابها بشكل طبيعي في الحياة اليومية العملية أم ثقافة يجب تعليمها والتدريب عليها؟ ومن المسؤول عن ذلك؟
ثقافة السلام موجودة عند البعض بشكل طبيعي، مثل الأم تريزا، دالاي لاما، وبيل جيتس -فهم شخصيات تجلت ثقافة السلام في حياة كل منهم وظهرت بأروع أشكالها للعالم أجمع، وذلك بحكم التربية وخبرة الحياة المعطاءة. ولكن مثل هذه النماذج هم قلائل، وبالتالي من المهم تعليم هذه الثقافة في المدارس لكي تتسع لشريحة أكبر. وهنا تبدأ مسؤولية الطالب والمحيطين به من الأهل والمدرسة بمعلميها وموظفيها، فبدون تعاون بين هذه الأطراف لا يمكن نشر وترسيخ هذه الثقافة، كما ومن المهم أن تقوم الادارة بقيادة برنامج ثقافة السلام في المدرسة وتوجيهه.

4. ما هو رأيك بوضع السلام وثقافة السلام في مجتمعاتنا؟ وفي العالم؟ وكيف بالإمكان تحسين الوضع؟
كلما كان الوضع الاقتصادي في البلد متطور أكثر كلما كانت ثقافة السلام مترسخة أكثر، وذلك نابع من تخفيف القلق لتوفير ضرورات الحياة اليومية واحتياجات ومتطلبات الحياة المعاصرة. فبلاد مثل فنلندا، السويد، انكلترا، المانيا وسويسرا على سبيل المثال فيها مستوى ثقافة السلام المجتمعي عالٍ وذلك لتوفر الامكانيات الحياتية. في حين أن المجتمعات الفقيرة تنقصها ثقافة السلام وليس فقط في التعليم النظري، بل بالتمرين والتدريب والسلوكيات الحياتية التي يجب أن تمتد ليس فقط للطلاب بل للأهل والمجتمع.

5. ما هو دور البحث العلمي والاختراعات في نشر ثقافة السلام؟
الاختراعات والأبحاث العلمية المؤسسة على الأهداف السلمية، تساهم بشكل مستمر في إيجاد حلول للمشاكل وتحسين الظروف الحياتية والصحية والاقتصادية، وتقدم الابداع والحثّ على التميّز، ومعالجة مواضيع تتطلب ابتكارات ثورية كحلّ مشاكل المياه، والطاقة والحفاظ على البيئة.
في عالمنا اليوم وكما كان سابقًا، يمكن تحويل أي اختراع كان لاتجاه سلبي مؤذٍ للمجتمع أو إيجابي مفيد للمجتمع، ولكنني كعالم وباحث ومخترع، أحاول أن أوجه اختراعاتي لجانب ايجابي لدعم الثقافة السلمية، بالرغم من الاغراءات والضغوطات الكثيرة التي تحاول اقتناء انجازاتي بمبالغ ضخمة وتحويلها واستخدامها في جوانب قد تضرّ بالبشرية بدل أن تساهم في رفع مستوى سلامها. ثقافة السلام المتغلغلة في الانسان هي أيضّا رادع إيجابي، لكيلا ينغر ويقوم بتغيير أهداف مشاريعه وأبحاثه، من أجل الربح والشهرة والتطور على حساب مبادئه وتوجهاته، بل يُستمر قُدُمًا في المُساهمة في رُقي وتقدم مجتمعه وتحقيق وتطوير ثقافة السلام فيه.

6. كيف تصف دورك كباحث وكعالم مرموق على مستوى عالمي رفيع في نشر ثقافة السلام؟
بكل بساطة من خلال الاقلال من التنظير والقيام بأفعال تساهم في تطبيق ونشر الثقافة السلمية. نحن في مجتمعنا غالبًا نمتاز بالتنظير، وأنا أحاول الاهتمام بالعمل بهدوء بدون الكثير من الكلام. أقوم بذلك ليس كقائد خادم بل حقيقة أكتفي بان أكون خادمًا لمجتمعي وللعالم، وهذه الخدمة بحدّ ذاتها تتمتع بمرتبة عالية. أتجاوب مع كل طلب لأقدم محاضرة للمدارس والمؤسسات لأهداف طيّبة بنّاءة. عندما خضت المغامرة والمبادرة بنفسي أولًا، أصبح الآن بإمكاني الطلب من طلابي في الجامعات المساهمة بذلك معي، بسبب كثرة الطلب من المدارس والمؤسسات والبلديات على المحاضرات. فمن المهم أن تكون قدوة ايجابية لتؤثر على الاخرين.
أساهم بنشر ثقافة السلام على المستوى العالمي من خلال مقابلاتي ومشاركاتي في صحف عالمية، ففي هذه الصحف يتحدثون عن حسام الانسان والعالِم وكيف يدمج بين الاطراف المختلفة، بين الأبحاث والعلم والسلم المجتمعي وغيره، وكذلك عن طريق مساقات علمية مجانية، تشمل موادًا علمية عصرية وحديثة تهدف لتعزيز الامتياز وهدأة البال، أقوم بتعليمها عن بعد عبر شبكة الانترنت، والتي تصل لآلاف الأشخاص من كل أنحاء العالم، وفي آخر مساق اشترك حوالي 118 ألف طالب/ة من 113 دولة.
وكذلك في التجربة والتربية الشخصية والعائلية أشير إلى أهمية تذويت القناعة الذاتية لدى الفرد وفي عائلتي، على سبيل المثال، عندما نذهب مع أولادنا إلى فندق وفيه كل شيء مشمول، ندرّب أولادنا على أن يٌحضروا فقط حاجتهم، ويضعوا في صحن الأكل فقط ما سيأكلونه، لكيلا يشاركوا بأي تبذير، بل يحترموا النعمة. وكمثال آخر لتجربة عائلية أخرى، وجدت قبل مدة عندما كنت مع ابني فادي مرطبان زيتون مكسور على الشارع، وقد تركه صاحبه دون ان يُنظّف المنطقة ويجمع الشظايا الزجاجية، فبادرنا ابني وأنا بتنظيف الشارع معًا.

7. كيف يمكن لمدارسنا أن تقوم بنشر ثقافة السلام بشكل أفضل وأنجع وأكثر فاعلية؟
من خلال تطوير وتوثيق التواصل واللقاءات بين الطلاب والمعلمين والمديرين من مدارس مختلفة، كما وهناك دور هام لدعم وزارة التربية والتعليم لمثل هذه اللقاءات، إضافة لإصدار منشورات علمية عن ثقافة السلام يمكن أن توزع بواسطة مركز التعليم العالي.

وفي كلمة ختامية ورسالة موجّهة للشباب
التميز في الحياة هو: أمر دينايمي يتطلب الابداع والابتكار للتعامل مع المشاكل التي ليس لها حلّ بسيط وواضح وللتقدم في سلم النجاح. للتَّعامُل مع الابداع والابتكار تُوجَدُ حاجة لمجموعةِ أدوات.
المُرَكِّب الأوَّل للابتكار هو المعرفة العمليَّة التي تُمَكِّن من تحديد الاحتياجات والمشاكل القائمة، والحاجة إلى إيجاد حلول لها.
المُرَكِّب الثَّاني هو الرُّؤية، وهو يصف المستقبل المنشود استنادًا إلى الحاضر الموجود.
المُركّب الثَّالث هو طرح أفكار للحَلّ. الفكرة المبتكرة هي إبداعيَّة، ولتطبيقها يجب أن تكون عمليَّة وقابلة للتَّنفيذ. عمليَّة طرح الأفكار لحلّ المشكلة يتطلب إذًا، إبداعًا ثوريًّا وأفكارًا مُتدفِّقة، بالإضافة إلى تفكير عملي أعمق.
المُركّب الرابع هو اختيار الفكرة للتَّطبيق. وفرة الأفكار من أجل الحلّ تتطلب الفرز والفحص الدّقيق وفقًا لمعايير مختلفة. التكيف مع الاستراتيجية التنظيمية، درجة المخاطرة المطلوبة، القدرة على التَّطوير، إمكانيَّة التَّسويق وحتَّى "الحَدْس"- كُلُّها يُمكن أن تكون ذات صلة، وينبغي فحصها بشكل منهجي لتحديد الأفكار الجيِّدة التي وصلت إلى خط النهاية.
المُرَكِّب الخامس هو تطبيق الفكرة حتَّى الابتكار. الابتكار هو عمليَّة أو مُنتَج، تدريجي أو ثوري. أثناء التطبيق، تنشأ مشاكل غير متوقعة تتطلب حلولًا إبداعيَّة ومبتكرة من تلقاء نفسها. الرِّحلة تكتمل عند وصول المُنتَج إلى المُستهلك النّهائي أو أي طرف في المؤسسة يستفيد من ثمارها.
الشّخص أو المؤسَّسة الابتكاريّة ينظُرانِ إلى الفشل على أنّه جزء من عمليَّة التَّعلُّم التي تُمَكِّن من التّغيير، التّحسين والنّجاح في الجولة المُقبِلة. وكما في كل رحلة، هنالك المُغامرات، التّحدِّيات والمصاعب التي تعترض الطَّريق، والنّشوة عندما ننجح في بلوغ القمَّة.



#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للأهل دور هام
- المعلم في قوالب تشبيه
- ثقافة السلام تطلب تجنيد قوى
- كنز المجتمع ورُقيّه
- ثقافة انتماء وتكامُل
- الاستشارة التربوية قناة تمرير ثقافة السلم المجتمعي
- يقتلونا لماذا؟
- أهم إعلان على الإطلاق
- ثقافة السّلم رافعة لمجتمعنا
- السلام ترنيمة الملائكة
- لغة الحوار أساس ثقافة السّلام
- فاقد الشيء لا يعطيه
- الجار الطيب ورجل السّلم المجتمعي
- السّلم المجتمعيّ هو الهدف الأسمى للتربية
- أي تأثير صغير له فعلٌّ كبير
- تسليط الأضواء على أحداث الميلاد
- عصرنا بأمس الحاجة لثقافة السّلم المجتمعيّ
- ثقافة السّلم المجتمعي في نظر مدير مدرسة عبلّينيّ وباحث في مج ...
- بداية جديدة لخلق دور وتوجّه جديد مقابلة السّلم المجتمعي مع م ...
- السّلم المجتمعيّ في عينيّ متخصصة بالقانون والعمل المجتمعي


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - الاختراعات والبحث العلمي في خدمة السلام