أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولود مدي - مملكة محمد بن سلمان .. الى أين ؟














المزيد.....

مملكة محمد بن سلمان .. الى أين ؟


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما صعد محمد بن سلمان الى سدّة الحكم في السعودية, و أصبح هو الأمر الناهي في المملكة, قال بأن هدفه هو اعادة تشكيل المملكة السعودية على أسس حديثة, و احتوت أجندته الخاصة على تنويع الاقتصاد السعودي و التخلّص من التبعية للنفط الذي بدأت السيطرة على أهم منظماته " الأوبك " تخرج عن السعودية, اضافة الى حريّة التجارة, و رفع الحظر عن الترفيه و انهاء سلطة هيئة " الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ", لكن على ما يبدوا أنه هناك عاملين على الأقل قد يحرمان الملك السعودي الشاب من تحقيق مشروعه.

فالعامل الأول تمثلّ في امكانية منافسته على العرش من طرف العائلات الحاكمة, و لدينا في محمد بن نايف كنموذج .. وضعه محمد بن سلمان تحت الاقامة الجبرية, و بذريعة الحرب على الفساد, قام ابن سلمان بتجميد حساباته البنكية في شهر نوفمبر رفقة مجموعة من الأمراء من العائلة المالكة, و بما أن " محمد بن نايف " هو رأس المخابرات السعودية, فقد يكون عامل تهديد خطير أمام مشروع محمد بن سلمان فتمّ عزله, و اختصرت المملكة في شخص محمد بن سلمان وحده, فهو ملك السعودية, و وزير دفاعها, و رئيس المجلس الاقتصادي, و المتحكّم في شركة " أرامكو ", و كل هذا تم بعزل جميع منافسيه, و كل من يشكّ في ولائهم له, فطالت الاعتقالات, رجال الأعمال و أهمّهم " الوليد بن طلال " الذي لا ترتاح له السلطة السعودية خاصة وأن والد " الوليد بن طلال " كان يميل الى الأفكار الليبرالية و قد سبق و أن عارض سلمان بن عبد العزيز.

العامل الثاني الذي يقف أمام مشروع محمد بن سلمان الذي يحمل عنوان " رؤية 2030 " هي طبقة رجال الدين السعوديين, و هذا المشروع هو تهديد مباشر للحياة الرغيدة و الباذخة للاكليروس الوهّابي, فالكهنة الوهّابيين في السعودية بدؤوا يستشعرون خطر مشروع ابن سلمان على نفوذهم و مكانتهم في المملكة, لأنه اذ حدث الانفتاح الاقتصادي لصالح الشركات الخاصة, ستنخفض ثروة الاكليروس لأن كل امكانيات السعودية ستذهب لدعم الاستثمارات, و سيزول الغنى الذي تركه لهم الملوك السعوديين قبل محمد ابن سلمان, لأنه لسنين طويلة جدّا و العائلة الملكية في حلف مع الاكليروس الوهّابي, من أجل اعطاء الشرعية الدينية للعائلة الملكية.

و قبل صعود ابن سلمان للحكم, سبق لهذا الاخير و أن صرّح بأن النفوذ الوهابي داخل المملكة, سيكون عقبة أمام النمو الاقتصادي, و لإمكانية استقلالية السعودية اقتصاديا, لذلك اذا اختار الكهنة الصمود و الدفاع عن نفوذهم, فسيكونون عدوّا مباشرا لهدف الملك الشاب في اجتذاب المستثمرين الأجانب, و بالتالي قد يضطر الملك الى شراء دعم رجال الدين, أو على الأقل صمتهم, بأن يترك لهم حريّة الدعوة الدينية الى المذهب الوهّابي بطريقة لا تؤثر على خططه المستقبلية, لأنه منذ عام 1973 أنفقت الحكومة السعودية, و مؤسّساتها " الخيرية " البلايين على نشر الوهّابية المتطرفة, و بالتالي يعني تعزيز الدعوة الوهّابية الذي سيكون خبرا سيئا على المجتمع الدولي و المنظمات المناهضة للتطرف.

إن رجال الدين السعوديين أقوياء في الداخل، إذ أن عددا كبيرا من رجال الدين يستعملون كثيرا القنوات التليفزيونية و وسائل التواصل الاجتماعي التي يتابعها الملايين لإيصال أفكارهم و الترويج لمذاهبهم و فتاويهم, و هذا ما أجبر بالملك الشاب الى ايقاف برامجهم التي تدعوا الى الكراهية ضد الشيعة المسلمين و الى " الجهاد " في سوريا لإسقاط بشّار الأسد خشية تأثيرها الكبير, دون أن ننسى دور " هيئة كبار العلماء " السعودية التي كانت وسيلة المملكة لكسب النفوذ في الدول العربية السنّية و التأثير على المسلمين, فيمكن لرجال الدين التحريض على رد فعل سياسي عن طريق هذه المنصات بانتقاد سياسة ابن سلمان ان لم تكن في صالحهم، مما يمكن أن تشعل الاضطرابات الاجتماعية في بلد يشهد ارتفاعا كبيرا في معدل بطالة الشباب.

وفي شهر سبتمبر ، اعتقلت السلطة السعودية واحتجزت بعض رجال الدين المؤثرين الذين رفضوا دعم سياسات ابن سلمان في قضية الحصار على قطر في محاولة لخنق المعارضة , و بالتالي لمراوغة الرأي العام تم اعداد عملية تطهير لمكافحة الفساد، لاعتقال اكثر من 200 من الوسطاء السعوديين، بمن فيهم وزراء حكوميون سابقون وأفراد من العائلة المالكة, ان الحصار السعودي على قطر, بحجة دعم هذه الأخيرة للارهاب, لهي أكذوبة أكبيرة, لأنه في الحقيقة السعودية أيضا دعمت الارهاب و الحركات السلفية ابتداءا من الثمانينات بالمال و الفتاوى, و موّلت جميع الحركات الأصولية في العالم الاسلامي و حتى المتواجدة في العالم الغربي, و قد سبق و اعترفت رفقة الامارات بالدولة التي أسّستها حركة " طالبان " الارهابية و دعمتها ووقفت الى جانب الجهاديين في الحرب الأفغانية و أطلقت حملة تجنيد في الاعلام, مثلما دعمت قطر أنظمة الاسلام السياسي و أحزاب الاخوان المسلمين الذين يعادون السعودية علنا, ومنه حجة دعم قطر الارهاب لا تخدع الا السطحيين.

المشكلة الكبرى هي أنه اذ فشل محمد بن سلمان في تحقيق مشروعه فإن المملكة العربية السعودية ستعود إلى الثيوقراطية السلطوية التي قامت على استعباد الشعب السعودي, وستصبح خطرا على كل الدول المجاورة لها لافتعالها الأزمات مع أغلبية جيرانها و تسبّبها بكوارث دبلوماسية أفسحت المجال للإيرانيين لتقوية شوكتهم في الشرق الأوسط الى حد السيطرة على أربع عواصم عربية، كما أن التقدم الضئيل في حقوق المرأة الذي تم النضال من أجله منذ السبعينات سيذهب هباء منثورا، وسوف تتراجع البلاد اقتصاديا واجتماعيا. والأسوأ من ذلك أن أموال المملكة ونفوذها سيظل يستخدم لتصدير التطرف الذي يسبب اضطرابات كبيرة في بقية أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك في أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا.



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا و قطر و الاخوان .. و أشياء أخرى
- مشكلة المسلمين مع السياسة
- من شكّ فقد تزندق !
- وهم محاربة الفساد
- السعودية في طريقها لانكار السنّة
- أكذوبة الفتوحات.. غزو مصر كدليل
- المسلمين و أسئلة التنوير
- هل التصّوف وسيلة للقضاء على الارهاب ؟
- هل تتّجه السعودية نحو العلمانية ؟
- لماذا يكره المتطرفون الفن؟ الموسيقى نموذجًا
- المشكلة أعمق من حذف البسملة ..
- الاسلاموية و مشكلة الديمقراطية
- أسباب التقارب الايراني التركي
- حول مسألة الشريعة و تطبيقها
- كيف تأثر الفقه الإسلامي بالعقلية العربية البدوية؟
- هل تعرف من هو لورنس العرب الألماني؟
- حول الاشتراكية الديمقراطية
- مأساة الفلسفة في العالم العربي
- ما لا تعرفه عن نظرية الانفجار الكبير
- ملاحظات حول الماركسية


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولود مدي - مملكة محمد بن سلمان .. الى أين ؟