أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - عاما جديدا !.. وهل فيه من جديد ؟















المزيد.....


عاما جديدا !.. وهل فيه من جديد ؟


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عام سَعْدٍ وسلام وَأَمَلْ.. في عراق مختلف عن سابقه وماضيه !

للعراق .. وللجبل ... وللهور والصحراء ، لِشَطَيْهِ .. وللرافدين وَالجُرْفِ والْمُنْحَنى ...

لنسائنا .. لأطفالنا المحرومين من كل شيء جميل !

أملي أن يرفع الحيف عن الجياع والبؤساء والمشردين والنازحين والمهجرين !

ويكون رغيف الخبز الذي يحلم به الجياع ، يكون بمتناول الجميع !

أملي بأن تُكَفْكَفُ دموع الأطفال والأرامل والثكالى والمظلومين ، ويتوقف مسلسل الموت والتهجير والخطف والترهيب .. ويعود هؤلاء المخطوفين الى أهلهم وأحبتهم ولأطفالهم سالمين ..

وأن يقتص القضاء مِنْ كُل مَنْ روعهم واستباح دماء الأبرياء ، وتعدى على كرامتهم وتمرد على القانون والدستور، وعلى القيم الإنسانية ومعادات الحياة .

أملي بأن يحل صباح أول يوم من العام الجديد ، ويكون من روع الناس وتحدى القانون ، وهدد أمن الناس ، يكونوا في قبضة العدالة ، ويتم تبيان كل تلك الحقائق للشعب وللرأي العام ، كونهم قد ألغوا الدولة والقانون والدستور ! .. وإشاعةاللفساد والباطل ، وسرقوا الأمن والسلام من وطن يروم تحقيق السلام ... !!؟

لتمر هذه السويعات من عمر البشر، تداعبهم نسائم الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية والمساوات ، وتسود فلسفة المحبة والتعايش بين مختلف الشعوب والأمم ، بمختلف ألوانها وأطيافها وأديانها وانتمائها الإثني ، وبعيدا عن العنصرية والكراهية والغلو .

عالم يسوده التعايش والأمن والسلام ، خالي من أسلحة الدمار الشامل ، ومن الحروب والعدوان والتعصب ، وأن يتوفر الغذاء والدواء والتعليم والتعلم والسكن والخدمات للجميع .

سويعات تفصلنا عن بداية العام الجديد .. ونحن نرى بارقة أمل تلوح في الأفق ، وما تناقلته وكالات الأنباء عن الجهود التي تبذل في موسكو وجنيف ، والسعي لتوقف الموت والخراب والدمار والتشرد في سوريا ، والانتصارات التي تحققت على الدولة الا إسلامية والإرهابية في كل من العراق وسوريا ، ولتضع هذه الحروب العبثية أوزارها ، والتي هي حرب بالإنابة .. لا مصلحة للشعب السوري ولا لشعوب المنطقة !... وهي ليست في صالح أحد !...

ومتى كانت الحروب في صالح شعب من الشعوب ؟! .

كل الأماني الطيبة لسوريا ولشعبها ولليبيا واليمن والعراق وفلسطين ، أملنا بأن يتوقف هذا المسلسل المرعب ، وأن يسود السلام والتعايش بين مكونات شعبنا السوري والشعوب الأخرى ، الإقليمية والعربية والدولية .

وعلى الأمم المتحدة !.. الضغط على جميع الأطراف المتقاتلة ، ودفعهم للجلوس الى طاولة المفاوضات ، والتوصل الى حلول ناجعة وعملية سياسية قابلة للتحقيق ، وقيام نظام سياسي اقتصادي اجتماعي منصف وعادل ( في ضل .. دولة المواطنة .. دولة عادلة وديمقراطية اتحادية ومستقلة وموحدة ) وان يعود المهجرين والمهاجرين الى بيوتهم ومدنهم ، والعمل على تنظيم مؤتمر دولي تتبناه الأمم المتحدة والدول الكبرى والثرية لجمع الأموال لإعادة إعمار ما دمرته وخربته الحروب .. وهو أمل يراود الشعوب هذه ، وكل الخيرين في العالم ، وعلى الجميع أن يجعلوا مصالح هذه الشعوب فوق كل إعتبار ! .

سويعات تفصلنا عن نهاية العام .. وتشرق شمس يوم مختلف في عام جديد .. نأمل أن يكون مختلف عن الأعوام السابقة .. وأن يسود السلام في اليمن وليبيا والسودان وفلسطين ، وتنعم هذه الشعوب بنسائم الحرية والسلام والأمن والرخاء ، والتي مزقتها الحروب والتدخلات الخارجية والتناحر على السلطة والثروة والمال !

نأمل بأن يتوقف الموت والخراب والدمار في هذه البقاع ، والعمل على مساعدة هذه الدول وشعوبها على إطفاء سعير الحرب فورا ، وأن تصغي القوى السياسية والفاعلة في هذه الدول الى منطق العقل والتبصر !وتنظر بحجم مسؤولياتها تجاه شعوبهم ، وأن تتبنى المنظمة الدولية للأمم المتحدة مشروعا متكاملا وقابلا للتنفيذ ، وتبذل كل ما في وسعها للضغط على الدول المؤثرة والتي هي جزء وسبب في تأجيج هذا الصراع وزيادة سعيره وأمده ، من خلال الضغط على كل تلك الدول لإحلال السلام في هذه البلدان التي تعاني من الموت والتشرد والجوع والحرمان ، وهذا من صلب واجبات المنظمة الدولية ! .

وهذا لا يعفي الجامعة العربية والحكام العرب خاصة ومنظمة العمل الإسلامي والاتحاد الأوربي وبقية دول العالم من مسؤولياتهم ، في الدفع وبقوة لإطفاء هذه النيران المشتعلة منذ سنوات!!

ولا يجوز أبدا بأن يبقى العالم يتفرج على محن شعوب هذه البلدان وما تقاسيه ، ولا يجب على هؤلاء بأن يكونوا شهود زور ومتفرجين على نحر هذه الشعوب !...

فالضمير الإنساني والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ، والحقوق تحتم على كل هؤلاء بالتحرك الإيجابي والبناء !... لإحلال السلام في مناطق النزاع هذه .

وكذلك هذا ينسحب على معاناة الشعب الفلسطيني ، والقرار المنحاز الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية الى القدس !!.. ناهيك عن معاناة الفلسطينيين وما ترتكبه الحكومة الإسرائيلية .. اليمينية والمتطرفة والمتغطرسة ، المدعومة من أمريكا والغرب ، والتي تستمر في قضم الأرض الفلسطينية والتنصل من التزاماتها بتنفيذ القرارات الدولية الملزمة بهذا الخصوص ، والصادرة عن مجلس الأمن ومن الجمعية العامة والمنظمات الدولية الأخرى ، بما في ذلك القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات و، منعها من أي تغيير ديموغرافي على الأرض الفلسطينية .

على المجتمع الدولي وكل قوى الخير والسلام أن تعمل على محاسبة إسرائيل كونها دولة مارقة وخارجة عن القانون ، والوقوف مع الشعب الفلسطيني ، والضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها الأخير ومساعدة الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وعلى حدود ما قبل الخامس من حزيران عام 1967 م .

وهنا لابد لنا أن نتوقف ولو قليلا على ما ألت أليه الأوضاع في عراقنا الحبيب ، وما أفرزه الإحتلال الأمريكي ، وما نتج عنه من خراب ودمار وموت وتشريد وحروب !!

والجميع يعرف بأن العراق يعيش أزماته وبشكل مستمر ومتجدد وتراكمي مخيف !..
منذ ان جاء البعث بانقلاب تموزعام 1968 م ، بدء في العراق صراع فكري وسياسي واجتماعي ، وهذه نتيجة منطقية لنهج وفلسفة وعنصرية النظام البعثي ، نتيجة لنهجه الدكتاتوري والفاشي ، الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري .. فبدء التدهور يدب في الجسد العراقي ، وبوتائر تصاعدية ، وبالتحديد بعد استيلاء صدام حسين وبطانته على السلطة عام 1979 م ، فقد بدء بحملات بربرية وبشكل ممنهج ومنظم ضد خصومه السياسيين ، من العرب والأكراد والأقليات الدينية والعرقية ، ومن خصومه ومعارضيه من داخل حزبه.
وقيامه بحمامات دم !.

و التصفيات المريعة للشيوعيين واليساريين والوطنيين من خلال قتل الألاف وبحملة لم يشهد العراق مثيل لها ، وما زالت جثامين الألاف من هؤلاء ليس لها أثر ، ولم تقوم الحكومات التي جاءت بعد الإحتلال بواجبها في البحث والتحقيق في تلك الجرائم !!.. ولا مع مرتكبيها ، ولم يقدم حتى متهم واحد بهذه المجازر المروعة الى القضاء ، ودماء هؤلاء في رقاب الحكومات المتعاقبة ، فهي المسؤولة مسؤولية مباشرة مع السلطة القضائية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية ، في تبني هذه القضية الوطنية والإنسانية ، وتبيان حقيقة ما جرى لهؤلاء الضحايا .

نظام البعث يتحمل المسؤولية كاملة لكل ما تعرض له العراق من دمار ، وخوضه الحروب العبثية المجنونة مع جيرانه ، والذي نتج عنها الحصار المدمر والا إنساني والظالم ، الذي دام ثلاثة عشر عام ، والصراع الذي خاضه مع الغرب والأمم المتحدة والطاقة الذرية ، وتحمل العراق وشعبه وزر هذه الحروب وإجباره على دفع تعويضات ظالمة وقاسية .

وهذه الفترة استمرت ما يربو على ربع قرن ، ما بين حروب داخلية وخارجية ، وهذه التراكمات جميعها توجت بالحرب الأمريكية الغربية واحتلال العراق عام 2003 م .. والتي أدت الى تدمير بنيته التحتية ، وإسقاط نظامه السياسي الغير مأسوف عليه ، و أصبح العراق وحسب القانون الدولي تحت الوصاية الأمريكية ، وتم تعيين بول بريمر حاكم عسكريا مطلقا في العراق ، والعراق ومؤسساته يدار من قبل مستشارين أمريكيين ، يعملون في مؤسسات الدولة المختلفة ، وتم حل المؤسسة الأمنية والعسكرية ، والتي أضحت حدود العراق مشرعة أمام كل من هب ودب ، وخاصة الدول الإقليمية ، وهي مخالفة صريحة وفاضحة للقانون الدولي ، الذي أوجب على قوى الاحتلال بالحفاظ على سلامة شعب هذه الدولة وحماية حدودها وسمائها ومياهها ، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ، وعلى أرواح المواطنين المتواجدين على هذه الأرض ... وهذا لم يحدث ، والمحتل ملزم بإعادة إعمار ما تم تدميره أثناء الاحتلال ، وإعادة بناء المؤسسات التي تم تدميرها بقصد او من دون قصد .. وهذا لم يحدث !

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تتبجح بأنها ستقيم لنا نظاما ديمقراطيا يصون وحدة العراق السياسية والجغرافية والإجتماعية ، وتحافظ على الدولة العراقية من أي تهديد .. داخلي أو خارجي ... وهذا لم يحدث أبدا !!...

فالنزاعات الداخلية على أوجها وما أفرزته من حروب ... جراء الصراع الطائفي والاثني والحزبي ، ونتيجة للمحاصصة المقيتة ، والفساد المالي والإداري والسياسي ..!
فأنتجت لنا ولعوامل داخلية وخارجية ، والتأثير السلبي للمال السياسي ، بشراء الذمم والتأسيس للمجاميع المسلحة !.. التي قامت وبدوافع طائفية تخدم مصالح وأهداف أحزاب الإسلام السياسي الشيعي !.. الذي يمثل لون النظام الذي تسلق الى السلطة ، نتيجة لما ذكرناه أنفا وغير تلك الأسباب والمسببات ... فنتج أن تسلقت قوى الإسلام السياسي الى السلطة بمساعدة مباشرة من قبل إيران ودعمها السخي للميليشيات الشيعية بتدريبها وتسليحها وتمويلها ، والتي أصبحت تهدد قيام دولة المواطنة ( الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية الاتحادية ) .

هذه الميليشيات أصبحت اليوم عقبة كأداء أمام قيام دولة عادلة ، ومن العسير التخلص منها اليوم .. نتيجة لامتلاكها الشرعية الدينية ( الجهاد الكفائي .. الذي دعى اليه المرجع الشيعي بحجة مواجهة الدولة الإسلامية الإرهابية )

والتشريع الذي اقترحه رئيس مجلس الوزراء ووافق عليه مجلس النواب باعتبار ( الحشد الشعبي الذي تكون من هذه الميليشيات التي بمجملها تابعة الى هذه الأحزاب الحاكمة ) فأصبحت بحكم هذين التشريعين تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة شكلا ، ولكنها بحقيقة الامر لا تخضع الى ( وزارة الدفاع .. ولا الى وزارة الداخلية .. ولا الى الأمن الوطني !! ) ، وهي تخضع لمراجعها السياسية والدينية ، وهذا يعني منح شرعية للسلاح خارج المؤسسة العسكرية والأمنية !! ... وهي مخالفة للدستور والقانون !!

والأكثر من كل الذي ذكرناه والتي لم تفي بالتزامها الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها ؟!.. بوجوب قيام نظام ديمقراطي مدني دستوري ، وتكون المواطنة هي المعيار ، والمساوات بين مكونات شعبنا في الحقوق والواجبات ، ونتيجة للسياسة الأمريكية الغير متوازنة ، التي لا تتفق مع ما وعدت به ، بقيام نظام ديمقراطي علماني وعادل ، في عراق واحد موحد!... قامت لدينا في عراق اليوم ( الدولة الدينية .. ومنذ عقد من السنين !! ) وعلى مرئا ومسمع ومراقبة الولايات المتحدة وحلفائها !... وكل شيء في العراق يؤشر الى هذه الحقيقة ( فكر .. وفلسفة .. وثقافة .. وتطبيق ونهج وممارسة ) .

فكيف لنا ان نقيم دولتنا المدنية الديمقراطية العادلة ؟،

والشواهد على ما نقول كثيرة لا حصر لها ولا عد !
تكميم الأفواه ... والخطف والترويع !.. الذي يحدث على مدار الأعوام التي تلت الإحتلال وحتى اليوم ، وما حدث للناشطة النسوية والصحفية السيدة أفراح القيسي وتعرضها للخطف من دارها ، وهي على سبيل المثال لا الحصر ، إضافة الى عمليات الخطف والتصفيات الجسدية ، بدوافع سياسية وطائفية وعرقية ، وما حدث للناشط المدني( هادي المهدي ) في الكرادة عندما تم قتله في بيته وبدم بارد ، وهو إعلامي وصحفي وناشط مدني معروف ، ولم يكشف عن مصيره لليوم ، وغيرهم كثر !.. مثل اغتيال المفكر والكاتب كامل شياع ، والسيد وضاح حسن عبد الأمير عضو الجمعية الوطنية ، وقاسم عبد الأمير عجام الصحفي والكاتب واحد من رموز الثقافة العراقية ، والسيد نجاح حمدوش السياسي البارز في محافظة ديالى ، والأستاذ المحامي عامر لطيف أل يحيى ، مدير مفوضية الانتخابات في محافظة ديالى ، وغيرهم بالعشرات ، وجميع هذه الجرائم تسجل ضد مجهول !

ولو أردت أن أتناول عدد الذين تم خطفهم واغتيالهم وتهديدهم فسوف أحتاج الى صفحات وصفحات .. فاغتيال الناشطين والصحفيين ، هي ظاهرة يعيشها الكُتاب والصحفيين والناشطين ، وجميع المثقفين والادباء التقدميين ، فهؤلاء ليسوا بمنأى عن أي عمل إرهابي في ضل غياب الدولة والقانون ، والسلاح المنفلت خارج إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية !

ونحن على بعد سويعات من حلول العام الجديد !... لن نرى من الحكومة وبرلمانها وقضائها غير الوعود الكاذبة والمظللة !.. والبهرجة والزركشة وخطابات نارية ، طنانة ورنانة !!.. وجبال من الثلج يشيدها لنا هؤلاء الساسة !... ويمارسوا مع الشعب لعبة ( الحية والدرج !؟ ) من خلال التظليل والكذب !!....

أين الإصلاح المنشود ؟... وأين حكومة التكنو قراط التي وعدوا الناس بقيامها ؟ ... وأين الهيئات المستقلة قولا وفعلا ؟؟
أين قانون انتخابات عادل ومنصف وشفاف ؟؟ ... أين محاربة الفساد والمفسدين والكشف عنهم وعن أسمائهم وبالأخص عن الحيتان والقطط السمان .. أين هم ؟ .. مواعيد عرقوب اخاه بيثرب ؟
فقد قاموا بتشريع جميع ما ذكرناه بما يخدم مصالحهم وتطلعاتهم ، وبالضد من العملية الديمقراطية ودولة المواطنة !!

من الذي بدد ثروة البلاد والعباد ؟ .. هل الشعب ؟
هو من سرق ثروته ؟..
أم من يحكموهم بسم الله وبسم الدين والشرف والقيم ؟؟ ...

هل هذه التي ذكرناها والتي بحت أصوات الناس ، وهم يطالبون بها منذ ما يزيد على السنتين ؟ !!..

هل هذه تحتاج الى توافق ؟
أم تحتاج الى مصداقية وأمانة ووطنية ونزاهة وإخلاص ؟.. وتحتاج الى ضمير حي وقيم طيبة ونبيلة .. وللأخلاق الحسنة والنزاهة والوطنية ؟ ..

لِمَ تترددون ولا تجيبوا ؟.. يا كبار القوم .. أيها الحاكمون ؟؟

ألم تشعروا بالحرج وأنتم تظهرون على شاشات التلفزة بحلتكم الجديدة !..
أصبحت ومنذ سنوات مصداقيتكم في الميزان !
فبهرجتكم وتفاخركم ، كونكم حكام لهذا الشعب كما تدعون ؟

باتت هذه الادعاءات !.. بضاعة رخيصة وبائسة ومرفوضة !..

فهي لا تطعم جائع ولا تكسو عريان ، فالناس اليوم يعيشون البؤس والحرمان والجوع والتشرد وفي كل مفاصل وجزئيات الحياة !

خطاباتكم لن تجديهم نفع ، ولن تنتشلهم من الذي هم فيه !..

هل تدركون حقيقة ما يعانيه النازحون والمشردون ، نتيجة العمليات العسكرية وبسبب الإرهاب والبطش وما ألت إليه امورالمهجرين والنازحين منذ ثلاث سنوات ولليوم ؟..
من برد قارص وقيض لاهب ، ومن جوع ومرض وفاقة ، وهم يقبعون في خيم لا تستر حتى العورات !
وأنتم تهرولون مسرعين للفلفة إجراء انتخابات صورية ، ومن دون توفير الحد الأدنى لقيام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ، وتمكين الناس وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا واقتصاديا ، ليحددوا خياراتهم ودفعهم لممارسة حقهم الطبيعي وبحرية كاملة لانتخابهم من يروه مناسب لهم .

وهل الانتخابات هي غاية ؟.. أم هي وسيلة لتحقيق غايات محددة ؟
لبناء نظام سياسي اقتصادي اجتماعي يمثل إرادة الناس ويحقق أمالهم وتطلعاتهم ، في دولة عادلة ، تساوي بين الجميع ؟
لماذا تختزلون العملية كلها بإجراء الانتخابات ؟
من دون النظر الى جوهر الحراك في مفاصل الدولة والمجتمع ؟..
متى ستكون لديكم رؤية كرجال دولة ؟
يشعرون بمسؤوليتهم الأدبية والأخلاقية والقانونية ، وما يترتب على ذلك من التزامات وضوابط ومؤهلات تجاه شعبكم وبلدكم .. متى ؟؟

هل يجول بخاطركم يوما ؟".. أو تذكرتم مفردات البطاقة التموينية ؟.. وجودت ما يقدم لهذه الملايين من مواد ؟

الذين يعيشون على فتات هذه المواد على شحتها ، النظام المقبور بالرغم من الحصار والحروب والبطش والإرهاب !.. رغم ذلك كان يقدم للناس أكثر من عشرة مواد في الشهر ؟

وأنتم اليوم وعلى أيديكم !.. تقلصت وأصابها الضعف والهزال !!.. مثلما أصاب السواد الأعظم من الفقراء الهزال والضعف !
لماذا تتجاهلون مشاكل الناس ومعاناتهم وجوعهم وبؤسهم ، وأنتم تعيشون عيشة الأمراء والملوك ؟..
عجيب أمركم يا فقهاء الدين والتدين ؟..
أين قول أحدهم [ إطعام جائع !.. خير من بناء جامع ؟

لماذا لم تكشفوا عن الذين يسرقون قوت الناس وبطاقتهم التموينية وعن الرز الذي لا يصلح حتى علف للحيوانات ؟

هل سألتم أبنائكم الذين يذهبون الى المدارس عن القرطاسية والكتب والمناهج التي في متناول أيديهم ؟؟.. وهل تم توزيعها للطلاب ؟.. وهل يجلسون على مقاعد مريحة وكافية ؟.. وهل هناك من لم يجد له مقعد يجلس عليه ؟

هل يتم توزيع التغذية المدرسية والكسوة الشتوية على الطلاب مثلما كان يعمل بها نظام ثورة تموز 1958 م ؟...

هل تسألون أبنائكم عن وضع الطلبة ووضع المدارس اليوم .. وعن المتسربين من المدارس لأسباب اقتصادية واجتماعية وغيرها ؟
لكني نسيت بأنكم ترسلون أبنائكم ، الى مدارس خاصة ونموذجية كونهم أبناء ذوات ومن طبقات خصهم الله في كتبه وعلى لسان رسله ؟ ..

أنا نسيت ويا لذاكرتي التي قد يبدوا بأنها قد مسها الكبر والخرف !!
ولكني أعتقد جازما بأن شعبي لن ينسى هذه الحقائق المُرًة أبدا !
متى تتذكرون هذه الملايين التي أضناها وأتعبها الظلم والقهر والجوع وفقدان الأمل ، بيوم الخلاص من هذا البؤس والموت البطيء !

ونحن على بعد سويعات على بزوغ فجر عام جديد !... وتعيد الحياة دورتها السرمدية الأزلية ..

يبقى البؤس والشقاء والعذاب ، رفيق المحرومين والجياع والحفات والكادحين !
نقول أملنا كبير بأن يتحرك الوعي المجتمعي ، ويتطور وينتج أملا واعدا بتغيير ميزان القوى لصالح هذه الملايين ، وتتمكن من تحريك قاطرتها التي إِنْ تحركت ؟!!.. فلا راد لإرادتها وقدرتها على خلق واقع مختلف جديد ، يكون فيه الإنسان سيد نفسه وحافظ لكرامته ، ومعززا لقيم إنسانيته الخلاقة والصانعة للخير والنماء والسلام والتعايش ، وزرع الحب والعاطفة الإنسانيتين بين الجميع .
أملي وأتعشم خيرا بهذا الشعب العظيم بأن يتجاوز محنته ويحقق تطلعاته وأمانيه في عراق حر ديمقراطي ومستقل ، ويحقق الانتصار على مُسْتَغِليه .

كل عام وشعبنا والإنسانية بخير وأمن ورخاء وسلام .



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريد السيد العبادي اليوم !
- هل شعبنا يشعر بولادة سنة جديدة ؟
- لا أدعي الفراسة والحذاقة .. ولست بعلام للغيب ؟.. ولكن ؟
- بهرز ... والرفيق حسان عاكف حمودي .
- حول ما يجري من حراك في الأقليم !
- في أخر الليل !...وقفنا عند ضحكتها !
- لغة التصابي .. كلمتها !
- إعادة إنتاج الأزمات !
- أين الدولة ؟.. من العراق وشعبه ؟
- عام اخر يجر اذياله .. وما زال الجرح ينزف !
- خبر جديد .. وتعليق !
- سؤال من صديقة !.. فأجبتها عليه .
- الذكرى الثانية لرحيل الرفيق فلاح مهدي جاسم .
- الإرهاب والفساد !.. وجهان لعملة واحدة .
- لسحرها القابض على تلك الظنون !
- لا نمزح مع العابرين !
- من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !
- لا لتدمير صرح الاخوة العربية الكردية !
- العراق .. عصي على التقسيم !
- العلم العراقي !.. والراحل طيب الذكر مام جلال !!!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - عاما جديدا !.. وهل فيه من جديد ؟