أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ-1














المزيد.....

يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ-1


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك بأن التكليف إنما يقع على العاقل المميز، القادر على الاختيار، فالمكلف مختار لما هو فيه من عوامل السمع والطاعة والتنفيذ، ولما هو مأمور بتنفيذه ومنهي عن فعله، أما محور قدرته على التنفيذ فمقيد بالسمع والطاعة لا العصيان . يخال للوهلة الأولى بأن هذا النوع من التكليف ينطبق فقط على الملائكة ، بيد أن الشواهد التاريخية تثبت بأن مبدأ (يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) قد يشمل البشر أيضا.
ربما تكون بداية هذه المقالة غير محددة، تماما كما هو حال بداية مأساة الواقع العربي، وربما نسأل أنفسنا كثيرا كيف بدأت جذور تلك المأساة، لا بد من الإقرار أولا بأن مأساة العالم العربي بأسره هو في سيره إلى الخلف ، يهدم ما يبنيه أبناءه، يستنسخ المشوّه ، يستورد الفتن والحروب بالمال العام، ويزهق الأنفس التي تبايعه طوعا وكرها، وتنهب ثرواته جهارا نهارا، صورة مأساوية هي حالة العالم العربي، وبالتأكيد فإن عوامل هذه المأساة ليست آنية، بل بلغت حد التواتر والإستمرار ومازالت فاعلة .
في ظل تلك الصورة القاتمة ثمة قبس من النور، لكنه يقبع خلف معضلة قدر لها أن تكون زئبقية، كلما وضعت إصبعك كي تزيلها انسحبت لتظهر من جديد، وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى الزئبق في العالم العربي من باب الخرافات ومادة للشعوذة والسحر، فإنه في أماكن أخرى من العالم يتم التعامل معه كمادة هامة تدخل في صناعات طبية وصناعية مختلفة، والفارق بين الطرفين عظيم. من البديهي القول بإن تحديد المشكلة يعد نصف الحل، وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها، فيتبقى لدينا النصف الآخر وهو التعامل مع تلك المشكلة وامتلاك أدوات حلها.
قد يكون السؤال من أين نبدأ بتحليلنا لمشكلة الواقع العربي المعاصر، من الزمن العربي الجاهلي السحيق والعقلية القبلية التناحرية التي أدت لحروب كالبسوس والفجار وبعاث وداحس والغبراء، أم من زمن تحالفات قبائل وممالك الجنوب الشرقي العربي مع الفرس في مقابل تحالفات قبائل الشمال الغربي العربي مع الروم، واستمرار تلك التحالفات بصور جديدة الى يومنا هذا.
تتلخص المشكلة العربية في أن كافة جوانب الحوار فيها مدببة، لأنها من وجهة نظر العديد من العوام والخواص تضرب بخاصرة الثوابت والمسلمات الدينية، قد نتفق مع تلك الفكرة من حيث المبدأ، حيث لايٌحرَك الساكن إلا لضرورة، وليس ثمة أمر أكثر ضرورة من معرفة أسباب تخلف العالم العربي المعاصر، لذا سنتطرق لتلك المسألة بأدواتها، حيث سنجملها سبقا ثم نفصِلها لاحقا، فهل بدأت جذور المأساة العربية المعاصرة عند محاولة استنساخ حكم النبي محمد حيث نجح بالجمع بين السلطة الدينية والسياسية دون تدخل إلهي مباشر، بخلاف الملك سليمان الذي حكم الإنس والجن والطير والدواب، وسُخرت له ظواهر الطبيعة، وقد ورث السلطة الدينية والسياسية من أبيه داوود، كذلك الحال للإسكندر المقدوني الذي إكتفى بفتوحاته ولم يحكم بإسم الدين.
ذلك الجانب الأول، يليه دور الفقه الإسلامي ومساهمات معظم رموزه في تعقيد المشكلة العربية من خلال تشويه دور الإسلام بالتنمية الشاملة، السياسية الإقتصادية والعلمية والإجتماعية، حيث يعد أبي حامد الغزالي نموذجا جليا من أشد رموز الفقه الإسلامي تناقضا وتطرفا وتأثيرا على التنمية الشاملة بالعالم العربي والإسلامي، فابتداءا من حياته في بلاط الخلافة العباسية، وإدراكه بلا شك إلى الدور الخطير الذي كان يلعبه هو شخصيا كفقيه سلطان، وانعكاس ذلك على جملة فتاويه وأفكاره لتثبيت حكم السطان، ولم يتمكن من إخفاء ولعه بالمناصب والجاه، ثم بعد فوات الآون إصابته بعقدة الذنب والتي جعلته يعتزل السياسة لصالح الفلسفة آواخر حياته.
فابتداءا من كتابه ( إحياء علوم الدين، ومرورا بتهافت الفلاسفة، الإقتصاد في الإعتقاد، وانتهاءا بنصيحة الملوك، وفضائل رسائل الأنام)، قام الغزالي بثلاثة أمور ، دمر عجلة البحث العلمي في أوج عصرها إبان الخلافة العباسية، ثم أسس لفكرة تكفير الخروج على الحاكم، والتي أرسى قواعدها لاحقا ابن تيمية، وأغرق العالم العربي والإسلامي بمدارس الفقه وأصول الشريعة والتي أنيط بها عملية (استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية)، والتي أوصلتنا اليوم إلى قعر الوادي فانتهينا بمؤتمر الرياض لعام 2015 للفقه الإسلامي والذي ناقش من جملة ما يهم العالم العربي والإسلامي في القرن العشرين فكان فتوى حكم الوضوء بماء الطحالب، وحكم التيمَم بمسحوق الطبشور، في الوقت الذي اقتربت فيه الهند من إطلاق مركبات فضائية مأهولة، لقد بتنا حقا في قعر وادي التخلف، مما جعل باقي الأمم تحار فينا، تخلف جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأتي شخصيا للرياض عام 2017 ليجبر حكام السعودية على تعديل المناهج الدراسية.
أما الجانب الثالث وهو الجانب الأشد تأثيرا على مصير الشعوب العربية فهي الأنظمة العربية التابعة والممرغة بالتحالفات والمؤامرات والإغتيالات منذ مقتل علي بن أبي طالب، إلى يومنا هذا، وأما الجانب الرابع فهي الشعوب العربية ذاتها ودورها فيما آلت عليه أوضاعها.
نعم قلنا سابقا بأن هذه الدراسة لن تكون نزهة، وهي في الحقيقة ليست كذلك، ورغم أن كل جانب بحاجة إلى مجلدات من البحث والدراسة، إلا أننا وفي المقالات القادمة سنقوم بتحليل كل جانب من جوانب مأساة الواقع العربي المشار لها سابقا بشكل جوهري وموجز قدر الإمكان.



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الميراث الروسي
- قانون الميراث الفلبيني
- قانون الميراث البريطاني
- موانع الميراث وفقا لقوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية ...
- موانع الميراث وفقا لقوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية ...
- موانع الميراث وفقا لقوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية
- تحليل الجدل الفقهي والقانوني حول موانع الميراث في الشريعة ال ...
- تدابير الحرية
- لو.. وأخواتها
- العلمانية وفقه التدليس
- الحرب والخوف - واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء- الجز ...
- الحرب والخوف - واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء- الجز ...
- الحرب والخوف - واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء- الجز ...
- توحيد قوانين الميراث في دول الاتحاد الاوروبي
- حِج واصمت !
- العيش تحت سقف الكذب
- عاصفة الحزم والحلم السعودي
- الصفر العربي
- لا تعجبي من صمتي
- على صفحة الذاكرة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ-1