أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - ديب -العمه تحية- المشاكس يلعب فوق حش البرسيم














المزيد.....

ديب -العمه تحية- المشاكس يلعب فوق حش البرسيم


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 03:51
المحور: الادب والفن
    


"الديب يلعب فوق البرسيم .. قصة بقلم تحية ياسين" ... قراءة بقلم الكاتب والباحث/ محمود سلامة الهايشة : عضو نادي أدب قصر ثقافة المنصورة والمحاضر المركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة - [email protected]

هي الكاتبة/ تحية ياسين نصر عنتر، تكتب القصة القصيرة للكبار والصغار، بالإضافة للمقال الأدبي الاجتماعي والذي تتناول فيه عن ما يجول في خاطرها تفاعلا مع الأحداث الآنية، تكتب بتلقائية شديدة، يحرك يدها موهبتها الفطرية، ويرسم قلمها الحرف كما يأمره قلبها، توثق كل ما يدور حولها في صورة قصص قصيرة، وبرغم أنها تسكن بإحدى قرى مركز أجا بمحافظة الدقهلية، ومسئوليتها الكبيرة كأم وجدة لأبناء وأحفاد كبار، إلا أنها دائمة التواجد في اللقاء الأسبوعي لناديي أدب قصر ثقافة المنصورة وبيت ثقافة أجا.

وبطبيعة الحياة الريفية التي تعيشها الحاجة تحية فهي دائما تكتب عن عالم الحيوان والطير والنبات، سواء بشكل مباشر أو بإسقاط رمزي لتجسيد المشاكل الحياتية التي تمر بها هي شخصيا أو يعاني منها أفراد المجتمع من حولها، ففي مجموعتها القصصية الزرافة والفيل، جاءت القصة الأولى فيها بعنوان "الديب المشاكس"، تدور أحداث القصة في حقل البرسيم الخاص بالفلاح عوضين الذي يذهب حقله لحش البرسيم بحمارته، وكان هناك ديب لا يحلو له اللعب إلا على حش برسيم عوضين وعلى ظهر حمارته، هذا من حيث مكان حدوث القصة وأبطالها، أما الزمان فهو في خلال موسم زراعة البرسيم الذي بالتحديد في فصل الشتاء، وقد ذكرت الكاتبة ذلك حرفياً (في موسم الشتاء)، ويمثل هنا عوضين الجانب الطيب الخير أما الديب فيمثل الجانب المكار الشرير، فبرغم أن عوضين كان دائما غاضب من تصرفات الديب مع حمارته وحش برسيمه، ألا أنه عندما وجد الديب مريضا أخذه وغسله وكشف عليه وفحصه وأعطاه الدواء وحقنه بالمصل المناسب لمرضه وقام على خدمته حتى شفي تماما، وحتى تثبت الكاتبة تحية ياسين بأن ما فعله عوضين أمر طبيعي وسلوك عام يتسم به جميع أهالي القرية (مثلما يفعل أهل بلدته مع القطط والكلاب عندما تمرض)، وتأتي حل العقدة في القصة وتختتم الكاتبة سردها بالدهشة، وذلك من خلال إظهار الجانب الخفي من صفات الديب وغدره بالطيبين أصحاب المعروف (ولكن الديب بعدما شفي.. قد دب فيه عرق المكر والخيانة وغدر بعوضين وقام بجرح العنزة الصغيرة)!!، بالطبع من الممكن أن تكون العنزة الصغيرة والتي ذكرت في نهاية القصة رمز لابنته الصغيرة مثلا، فلابد أن يقدم الإنسان الخير لمن يستحق ولا ينكر الجميل ويقدر المعروف.

تتضمن أغلب القصص الرمزية معاني أخلاقية أو دينية، وتنسب القصص الرمزية المشهورة إلى "أيسوب"، وهو كاتب إغريقي قديم، وتهتم حكايات الكاتب أيسوب بوصف مغامرات الإنسان والحيوانات، ولكن الكاتب كان يرغب في أن يعلّم قراءه شيئا حول طبيعة الإنسان.
كتبت قصة "الديب المشاكس" بقلم نسائي، فالبطلان الرئيسيان هما عوضين الطيب والديب المشاكس، أي ذكران، بينما عربة عوضين التي يحمل عليها حش البرسيم تجرها حمارة، أي أنثى، ومن قام بإزائها في نهاية القصة عنزة عوضين الصغيرة، أيضا أنثى، فهل هذا الأمر مقصود أو صدفة، أما كانت الكاتبة تريد إحداث توازن بين الذكور والإناث داخل قصتها؟!

ومن أمثلة تلك القصص الرمزية: قصة "موبي ديك" التي كتبها الكاتب الأمريكي "هرمان ملفيل" عام (1851م)، وقصة "يقظة فينجانز" لمؤلفها الأيرلندي" جيمس جويس "عام (1939م)، وقصة "سيد الذباب" لمؤلفها الإنجليزي وليم جولدنج (1954م)، وقصة "جلز راعي الماعز" لمؤلفها الأمريكي "جون بارث" (1966م).

يمكن أن نطلق على كتابات القاصة المصرية الدقهلوية "تحية ياسين عنتر" بأنها كتابات فطرية الرؤية، طازجة الاستساغة، بسيطة اللغة، انسانية الرؤية، كما تمتلك الكاتبة فائض كبير من مخزون الذكريات والمواقف الإنسانية التي توظفها بشكل ملائم للكتابة للأطفال مداعبة في قصصها خيال الطفل.



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكري الأولى لوفاة شاعر المنصورة صفي الدين ريحان
- نادي أدب بيت ثقافة بني عبيد ملئ بالمبدعين في كافة أشكال الإب ...
- زهرة المدائن وسنابل القمح بديوان ألغاز متاحة للشاعر محمد الش ...
- فضفضة ثقافية (404)
- فانتازيا مشاهد الاستشهاد بقصة -غادة آخر الليل- للكاتبة دعاء ...
- فضفضة ثقافية (403)
- القاصة هبه فوزي وقصتها التيير الأزرق وأحلام الطفولة
- الانتقال بمكان القصة من الواقع الحقيقي إلى الواقع الافتراضي ...
- وجع طازج يؤدي لموت طازج قصة ل عبدالباسط سعد عيسى
- إشكالية الفقر والجوع في قصة فتاة القمامة للقاصة شيرين عابدين
- قصة سارة الدمشقي للكاتبة صفاء عبدالمنعم.. من قصص السير الذات ...
- فضفضة ثقافية (402)
- فضفضة ثقافية (401)
- فضفضة ثقافية (400)
- فضفضة ثقافية (399)
- فضفضة ثقافية (398)
- قراءة في وشوشات واهنة لسمير الفيل
- قراءة في أقاصيص أحمد الزلوعي
- فخ الواقعية ل محمد عبدالله الهادي
- فضفضة ثقافية (397)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - ديب -العمه تحية- المشاكس يلعب فوق حش البرسيم