أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - عن السلفيّة الجاميّة.. وغريمتها السرورية.. وكيف يلتقيان؟














المزيد.....

عن السلفيّة الجاميّة.. وغريمتها السرورية.. وكيف يلتقيان؟


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 27 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلفية الجاميّة هي نسبة لمحمد أمان الجامي، ومن أتباعها في مصر: محمد سعيد رسلان، وأسامة القوصي سابقًا.. وهي توجه رجعي تمامًا ومتعصّب، وموالي للسلطات الحاكمة، ويحرّم الخروج عليها، وهي مضاد للسلفية السرورية الحركيّة التي تكوّنت جرّاء الخلطة الإخوانية القطبيّة مع الوهابيّة *، ومن رموز السروريّة: محمد سرور الإخواني السوري "ومنه اكتسبت اسمها" ، ومحمد قطب شقيق سيّد قطب -والاثنان عاشا في السعودية لفترات طويلة من حياتهما، برعاية من آل سعود مكايدة مع النظم القوميّة وقتها، وقطب مات ودُفن في مكّة عام 2014، أما سرور فانتقل إلى لندن مع أوائل التسعينات، وقد وفّرت العاصمة الإنجليزية له مناخ واسع لنشاطه، ومات في قطر العام الماضي-، والسرورية هي التي قادات ما سُمي بـ"الصحوة" في الثمانينات بالسعوديّة، ومن أتباعها: عائض القرني وسلمان عودة وناصر العمر، وحازم أبو إسماعيل يمثل هذا الخط بمصر.

جميع هذه الأشكال تلتقي، من طرق مختلفة، في الحضن المُهيمن الأمريكي في النهاية، الأول بإلزام الشعوب بطاعة حكّامها العملاء كآل سعود، بالتحديد، والثاني بالقتال تحت راية الناتو وبتخطيط السي آي إيه في ليبيا وسوريا وسائر المناطق الآخرى.. وطبعًا التياران يجتمعان في مناسبات كالتحريض على الجهاد في أفغانستان والشيشان ويوغوسلافيا.. وما يشابه، وحين يكون للناهب الأجنبي مصلحة ما.

كما أن الطرفين رجعيّان تمامًا على المستوى الاجتماعي (فيما يخص المرأة والفنوان، مثلًا)، ويبثّان موادًا تحريضيّة كثيفة ضد مخالفيهم (مذهبيًا أو دينيًا)، وهما من عوامل بث الانقسام في المجتمعات على أساس الموروثات، ولهم نصيب وافر في تأبيد التخلّف، والتعمية على التحديات السياسية والاجتماعية الحقيقية، والإغراق في الغيبيّة، كما أن تناولهم للتراث هو على أساس توثيني تمامًا، مما يؤدي إلى الانعزال عنه، كما أن العامل المُعتقدي يغلب على القراءة، وبالتالي يحصل عُزلة تامة وقطيعة عن التركة الحضاريّة باعتبار أن رموزها سيكونون بالنسبة لهم "غير محلّ رضا"، وهنا يلتقي الخطاب الاستشراقي اللدود مع السلفية المقدِّسة التي تتجاهل السياقات التاريخية.. وهذا يُضاف لقائمة خدماتهم لأي غريم خارجي.

كذلك تلتقي جذور أبناء الفريقين وتتقاطع مع أنصار السنة المحمديّة، وهي الجمعية التي نشأت في مصر بعشرينيات القرن الماضي كامتداد ما لأفكار رشيد رضا مطعّمة بوهابية أشد، حيث ارتبطت عضويًا وتمويليًا وأيدولوجيًا بالوسط الديني والسياسي بالسعودية، وتوفّى عدد من قادتها كعبد الرازق عفيفي وعبد الرحمن الوكيل هناك، ولهذه الجمعية دور في دعم الإخوان قبل أوثناء حكمهم لعامِ في مصر، عبر "مجلس شورى العلماء" الذي تولاه عبد الله شاكر رئيس الجمعية، إلا أن الأمور تغيرت التدريج بعد إزاحتهم.

وقد تبلور خلاف بين تيارين، مع قرار استعانة آل سعود بالولايات المتحدة في نهاية 1990، حين أيّد الجاميّون، وناهض بعض السروريّة.
----
* الخلطة القطبيّة مع الوهابيّة هي الخلطة التي تمزج بين التعصّب الديني والتمايز عن المجتمع حتى على مستوى الملبس والنفور منه والخصومة مع الحياة عامة، وبين السياق السياسي، وانبثق من تلك الحالة السلفيّون الجهاديّون في مصر من أواخر الستينات، وفرّخت تلك الخلطة كل ما نراه إلى اليوم (من أول تنظيم الجهاد وحتى داعش.. مرورًا بالقاعدة، والتكفير والهجرة، والشوقييّن)، وكان للحالة الأفغانية، والدور الذي لعبته السي آي إيه وحلفائها: نظام السادات والمخابرات السعودية، النصيب الوافر في تأطير تلك الحالة وإطلاقها، كما وفّر انهزام مشروع الصعود العربي والمقاومة مع 67، ومجيء نظم عميلة، وهيمنة السعودية ورجال الأعمال الخليجيين وأموالهم، وحصول حالة من الانفلات المجتمعي على الصعيدين الاقتصادي والأخلاقي، مادة خام استفاد منها السلفيّون في جذب الأنصار، تحت شعار الرغبة في تغيير هذا الواقع، وتحرير المجتمعات من التبعيّة، ومناهضة التمييز الاجتماعي، لكن سرعان ما تنعكس الآية تحت تأثير غياب العقل الواعي والعاجز عن استيعاب الواقع ونقده، فتصير في خدمة ما حشدت لمناهضته.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلك الأمريكي: حين يُمسك بك العدو
- «داعش» كحاجز حدودي.. تهشّم
- ملف كامل عن الروهينجا وأزمتهم: الدور الاستعماري البريطاني.. ...
- إشعال بورما بوابة لاستهداف وعقاب الصين وإباحة جنوب شرق آسيا ...
- هل سمعت عن ثورة التايبنج؟
- من كابول إلى دمشق.. «الإخوان» العباءة الأمريكية!
- السعودية الأخرى: كل شيء كان وشيكًا أن يتغير
- جرائم منسية بكوريا الجنوبية: «سنجمان ري والبيت الأبيض» كسفّا ...
- المقهى والبقالة.. والمال السّهل.. لماذا؟
- عن امتيازات المواطن الأوروبي!
- حين لا ترى الواقع.. عيون (الفيس بوكيين)!
- في تشخيص الداء.. لماذا نرى -متسولين-؟
- حسين حبري: كمجرم ومستبد حطّم بلاده.. لا يذكره أحد ؟!
- هنا.. الموالد الشعبية
- حتى نفهم: ما دلالات توقف العمل بنفق السكة الحديد أسفل القناة ...
- هيرو هيتو: مجرم حرب ياباني.. غسلت سمعته واشنطن
- الاقتصاد المصري قبل يوليو 52: تركيز للثروة في أيدي أقلية وأج ...
- الدعم الأمريكي للخمير الحمر.. الجملة المفقودة في قصة كمبوديا
- عمال القطاع العام...دعموا الجيش في معركة العبور فدهستهم «الخ ...
- أين الخلل الاقتصادي في مصر؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - عن السلفيّة الجاميّة.. وغريمتها السرورية.. وكيف يلتقيان؟