أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون















المزيد.....

مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 10:45
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قراءة في كتابه: التكوّن التاريخي الحديث للجزيرة السورية.
قضية الهجرة الكردية من الجزيرة.
وما نعلمه تماما وفي السنوات التي يعرضها الكاتب كأعوام قحط، وأدت إلى الهجرة حسب تحليله (2006-2009) لم تكن سوى أعوام جفاف، تحصل مثلها في الجزيرة كل عدة أعوام، ونقص المواسم وتأثيراتها نسبية مقارنة بغنى المنطقة بالمياه السطحية والجوفية، وبالموارد الأخرى التي أهملت استثمارها من قبل سلطتي البعث والأسد وبتقصد، والتي وبقليل من الدعم الحكومي، والاعتناء بالقطاع الزراعي في الجزيرة، كان بإمكان سكان المنطقة، تجاوز سنوات الجفاف تلك، مثل غيرها من الفترات المناخية القاسية المتناوبة التي مرت عليهم.
مشاريع عديدة من قبل أبناء المنطقة، كانت قد بدأت تفعيلها، وكانت ستؤدي إلى تنشيط الاقتصاد، وإزالة حالة الركود في المنطقة، وكانت ستمنع الهجرة، وتغطي على سنوات الجفاف، وتؤمن العمل لنسبة عالية من السكان، ولكنها جمدت وبأوامر من السلطات العليا للسلطات المحلية ورؤساء المربعات الأمنية بعد صعود القضية الكردية دولياً، لأنهم أدركوا بانه في حال تنفيذها وتطويرها ستجلب اهتماما دوليا أوسع، وكانت ستؤدي إلى استقرار تام لأبناء المنطقة، ولأصبحت الجزيرة أهم عامل استقرار وازدهار لكل سوريا، وحيث الإمكانيات الاقتصادية الخام الهائلة الموجودة ليس فقط في الجزيرة بل في كل جنوب غربي كردستان، من ديركا حمكو إلى جبال عفرين، مقارنة بمناطق سوريا الأخرى.
وغايته من هذا العرض التاريخي الملفق وتحت هذه الحجج، والمسوغات الساذجة، التغطية على العامل الرئيس والحقيقي، والطرق غير المباشرة لتهجير أكثر من مليون كردي عن الجزيرة، معظمهم إلى مدن الداخل، ونسبة كبيرة منهم كانوا من الشباب. وقد كان القانون الاستثنائي الجائر رقم (49) الصادر في سنة (2008م والمشدد لقانون رقم 41 الصادر بتاريخ 26/10/2004م، حول اكتساب وإنشاء ونقل الحقوق العينية وتسجيلها واستثمار واستئجار العقارات الحدودية ) قمة الألاعيب التي نفذتها سلطة الأسد بحق الكرد، تجمدت على أثرها جميع المشاريع المدعومة من قبل الرأسمال المحلي، وأفرغت وبشكل مباشر المنطقة من السيولة والاستثمار الكردي، فهاجرت أو تم تهجير الشريحة التقنية واليد العاملة الماهرة المحلية، وللعلم فقد كتب هذا المرسوم المشؤوم بعد الثورة الكردية في آذار عام 2004م، لكنه لم يصدر بل مهد له بالقانون رقم 41، ومن حينها بدأت القيود تتصاعد على الشعب الكردي، وبناء على هذا المرسوم والمشابهة له تم توقيف الحركة العمرانية، من بناء العقارات إلى البنية التحتية، وحوصر التعامل التجاري، وعطلت عمليات البيع والشراء، وتأثيرها طالت العديد من القطاعات، إلى درجة أنها قلصت عمل المحامين، والمستثمرين الزراعيين، وأدت إلى ظهور نسبة بطالة في المدن الكردية تجاوزت ألـ 60 % من الطبقة العاملة والخدمية، وفاقمت من البطالة في الريف أي الزراعية والتي في الأوقات العادية كانت تتجاوز النسبة المذكورة، وخاصة بين الشريحة الشبابية.
وبعكس ما يروج له محمد جمال باروت، كانت الخطة مدروسة وبدقة من قبل سلطة البعث، لضرب المكون الكردي ضمن جغرافيته الكردستانية، سياسياً وديمغرافياً، الذي كان ينهض بمنطقته عمرانيا وصناعيا وزراعياً، وعليه تم تضييق الخناق الحكومي على شريحة واسعة من رجال الأعمال الكرد الذين كانوا يستثمرون وبقوة ضمن المنطقة، وفي جميع القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية والعقارية. ومن المعروف أن المنطقة الكردية هي من أغنى المحافظات السورية وأخصبها، وبإمكانها أن تؤمن معيشة أكثر من عشرين مليون إنسان، إذا وجد اهتمام بسيط بها، أو تركت بدون حصار اقتصادي -سياسي وحلت عنها ضغوطات المربعات الأمنية.
ولمعرفة مستوى غنى المنطقة الكردية سنأتي بقول الكاتب ذاته في الصفحة(837) " تنكشف في الجزيرة السورية.. "عورات" عملية التنمية...تنتشر فيها أكبر مساحة من الأراضي الزراعية المروية في سوريا فيها، والتي تعادل 55% من أجمالي المساحات المروية،...وتعتبر الجزيرة على مستوى المحافظة(الحسكة) وحجم سكانها محافظة غنية بالنفط" وهو بذاته ينتقد أعمال السلطة بشكل غير مباشر فيذكر في الصفحة (839) " مقابل هذا الغنى بمصادر الثروة الكامنة والمنتجة، تتمثل المفارقة الكبرى في كون الجزيرة الكبرى أحد أكثر الأقاليم حرمانا وفقراً على مستوى الفقريين المادي ( فقر الدخل) والبشري ( المرتبط بخدمات التنمية البشرية من تعليم وصحة ...)" وبمتابعة الصفحة هذه وحتى الصفحة (840) سينتبه القارئ إلى أن غنى المنطقة هي أحد العوامل المباشرة وراء خطط السلطة في تهجير الكرد من منطقتهم، بعد العامل القومي، وتطبيع جغرافية كردستان.
فكانت نتائج التهجير الممنهج كارثية على المنطقة واستنادا على أقوال الكاتب ذاته، عندما يقول في الصفحة (845)" فمن بين نحو 141 ألف أسرة تقطن 2000 قرية في محافظة الحسكة هاجرت 35 ألف أسرة يبلغ عدد أفرادها 210-215 ألف نسمة إلى محافظات أخرى أو إلى الخارج ...وراوحت نسبة الهجرة في القرى المنكوبة بين 50-75% من أجمالي سكانها" يعول الكاتب هذه الهجرة إلى عامل القحط والتصحر، ونحن نعولها، كما ذكرناها سابقاً، إلى مؤامرات سلطة البعث والأسد، فسنوات الجفاف لم تكن المرة الأولى التي تجتاح المنطقة، وتأثيراتها لم تؤدي يوماً ما إلى هجرة جماعية.
وللتغطية على هذا المخطط العنصري يورد الكاتب عوامل وهمية، وضعيفة الإسناد لتبرير عمليات التهجير غير المباشر، وهي في الواقع لم تكن هجرة عن قناعة، بل قسرية في عمقها، ولم تقف عند حدود الكرد بل طالت الأقلية المسيحية بعمق وبكل طوائفها، وهذه بأغلبيتها اتجهت نحو الخارج، والأغلبية الكردية نحو الداخل، وكانت السلطة في الطرف الأخر تنتظرهم بوضع قيود صارمة، وخاصة في المدن الكبرى حيث وجهة الهجرة، كمنعهم من التعمير، وعدم ترخيص الإقامات، كما وغلقت أبواب المراكز والشركات الصناعية الحكومية في وجوههم، ودفعت بهم إلى القطاعات الخدمية المتدنية، كالمطاعم وعمال مطابخ، وسخرة البنايات، وغيرها من الأعمال التي لم تكن تسد رمق عائلاتهم، إلى أن شكلوا حلقات على أطراف دمشق وحلب وحمص واللاذقية بحارات عشوائية غارقة في الفقر وخالية كليا من جميع المرافق الخدمية والإنسانية، ورغم أن الكاتب يلم بمعظم هذه القضايا إلا أنه يستمر بالدفاع عن سلطتي البعث والأسد، عارضاً عامل القحط قبل خطط السلطات العروبية، كما يوردها قرابة نهاية الصفحة(850)...
يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء السادس و ...
- لماذا تتخلى الدول الكبرى عن كردستان
- أين أخطأ السيد مسعود برزاني
- الكردي بين الخيانة والوطنية
- كردستان بين السذاجة والمصالح
- ماذا قال بوتين للخامنئي حول كردستان
- كردستان والعراق الاتحادية
- هل جنوب كردستان صفقة أمريكية إيرانية
- العراق المحكوم شيعياً
- قراءة في تصريح وزير خارجية أمريكا
- لا تيأسي يا كردستان
- القضية السورية والاستفتاء الكردستاني
- كردستان بين العرض والطلب
- القيامة بعد الاستفتاء


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون