أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الورداشي - قراءة في كتاب السيميولوجيا والتواصل. ل إريك بويسنس، ت: جواد بنيس















المزيد.....



قراءة في كتاب السيميولوجيا والتواصل. ل إريك بويسنس، ت: جواد بنيس


محمد الورداشي
كاتب وباحث مغربي.

(Mohamed El Ouardachi)


الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 02:39
المحور: الادب والفن
    


قراءة في فصول كتاب: السيميولوجيا والتواصل، تأليف "إريك بويسنس"
ترجمة وتقديم: جواد بنيس.
صدرت الترجمة عن: مجموعة البحث في البلاغة والأسلوبية. ط1: 2005.
من إعداد الطالب: محمد الورداشي
ماستر السيميائيات وتحليل الخطاب، جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب بنمسيك.

تعد السيميائيات علما يهتم بدراسة العلامات اللغوية وغير اللغوية، فهي علم ظهر في أواخر القرن التاسع عشر مع رائدين اثنين يتواجدان في قارتين مختلفتين، إذ إنهما كانا قد تحدثا عن علم العلامات دون أن يعرف أحدهما الآخر. ففي اللحظة التي تنبأ فيها العالم اللساني السويسري إلى السيميولوجيا باعتبارها علما يدرس حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية، كان في الجهة المقابلة الفيلسوف الأمريكي تشارل سندرس بورس عن السيميوطيقا باعتبارها تسميةً ثانية للمنطق، حيث أشار إلى أنه: لم يكن في استطاعته أن يدرس الفيزياء، وعلم التشريح المقارن واللباس، والخمر والنساء والرجال... إلا من وجهة نظر سيميائية. ومنه فإن بورس يجعل هذا العلم عاما وشاسعا يضم كل مجالات السلوك الإنساني، بيد أننا لم نجده يخلف كتابا يجمع كل هذا العلم، إنما تم الاهتمام بكتاباته ونشره بعد وفاته، من قبل دلودال.
لقد تنبأ سوسير لميلاد علم السيميولوجيا، إلا أنه شكل منطلقا مهما للدراسات التي أتت بعدهُ، مما أسفر عنه ظهور اتجاهين بارزين في السيميولوجيا، وهما: سيميولوجيا التواصل مع رائدها بويسنس، وسيميولوجيا الدلالة مع رولان بارت.
- مقدمة المترجم.
لقد حاول المترجم أن يقدم الإطار العام الذي ظهرت فيه السيميولوجيا بالمفهوم الحديث خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كما أنه أشار إلى أن هذا العلم موجودا منذ القديم، خصوصا في مجال الطب، بحيث أن السيميولوجيا هي الأعراض التي تُشخص حالة المرض، بالإضافة إلى الإشارات التي نجده في محارات أفلاطون، وبالأخص محاورة كراتيل في أصل اللغة.
لقد حاول المترجم أن يطلعنا على المكانة المهمة التي يحتلها بويسنس داخل الحقل السيميولوجي، من خلال كتاباته وآرائه المهمة في هذا الحقل.
- مقدمة المؤلف.
استهل المؤلف هذه المقدمة بالحديث عن تطورات العلوم الفيزيائية وفكرة ضم الفيزياء النيوتونية إلى الفيزياء العامة، والأمر نفسه حدث في اللسانيات خلال القرن 20م، حيث دعا سوسير إلى التوسيع من مجال الدراسات اللغوية إلى الدراسات غير اللغوية، ذلك من خلال تنبئه بظهور علم جديد يهتم بدراسة العلامات اللغوية وغيرها. فاللغة كعلامات يصعب ضبطها إذا لم نقم بمقارنتها بغيرها من الأنساق، وتبعا لذلك، فإننا نجد المؤلف يقدم تصورا مغايرا للتعريف الذي قدمه سوسير للسيميولوجيا. لقد عرفه بويسنس بأنها" دراسة الإجراءات التواصلية، أي الوسائل المستعملة للتأثير في الآخر والمنظر إليها بهذه الصفة من طرف من نريد التأثير فيه".
ومن ثمة، فإن الكلام ليس فعلا فرديا –كما قال سوسير- إنما هو ظاهرة اجتماعية يكون الهدف منها التأثير في الآخرين والدفع بهم نحو التواصل، فالسيميولوجيا –من هذا التصور- ترغمنا على العودة إلى الوظيفة الأساسية في اللغات، وهي التواصل من حيث التأثيرُ في الآخر عن طريق مؤشرات تجعلنا نتعرف على حالة الشخص الذي يسعى إلى التأثير فينا، غير أن السيميولوجيا تهتم بالمؤشرات العرفية سواء أكان العرف ضمنيا (تقليد الطفل لوالديه) أم صريحا (وضع مصطلحات علمية).
لقد تأسست السيميولوجيا كعلم للتواصل خلال الحرب العالمية الثانية، إذ تأسست مراكز عديدة لدراسة التواصل. على الرغم من الكتب العديدة التي تحدثت عن مظاهر التواصل الاتفاقية، إلا أننا لا نجد كتبا اهتمت بتطور وسائل التواصل غير اللغوية. وبهذا يكون المؤلف قد تبنى وجهة نظر سيميولوجية معتمدة على سانكرونية سوسير.
- الفصل الأول:
أشار المؤلف إلى أن الفرد داخل المجتمع في حاجة إلى إلى الآخرين، فمن خلال مؤشرات تشير إلى نفسية الآخر في حال الحزن مثلا، ذلك يعزى إلى السلوك الإنساني الذي يصدره الإنسان. فمن خلال الكلام يمكن أن نستشف الحالة النفسية للآخرين، ورغبتهم في التواصل.
إن ما يميز الإنسان عن الحيوان أنه يتكلم ويؤشر عن حالته النفسية عن نية قصد، فمثلا الطفل والحيوان لا يمكننا أن نفهم من أفعالهما أنهما يرغبان في التواصل؛ لأن ذلك يدخل في الطابع الطبيعي وهو ما يسمى بالمؤشر (سبب يؤدي إلى نتيجة) ولا يكون قصديا. نقول مثلا إن كثرة الضغط قد ينتج عنه الانفجار. ومرد تأويلنا للمؤشرات هو العودة إلى أصلها كظواهر طبيعية " تكلمنا لأن لها دلالة، في حين أننا عندما نلجأ إلى الاستعارة، فإن الظواهر لا تتواصل معنا.
- إن ما يميز التواصل الحقيقي عن غيره يتجلى لنا من خلال المثالين اللذين أوردهما المؤلف:
- حينما يلاحظ كلب قدومنا نحو السيارة فيقوم بفعل مادي محسوس؛ أي أنه يخدش باب السيارة، وإذا نحن فتحنا له الباب وقمنا بالربط نفسه، فإن هذا السلوك يسمى تواصلا حقيقيا.
أما المثال الثاني الذي يطلعنا على اللغة الطبيعية والتي لا تحمل تواصلا:
فالطفل حينما يقلد والديه، فإنه لا يقلدهما من أجل التعبير، ومن ثمة التواصل بغية إحداث تغيير في المحيط الاجتماعي.
إن جل الحركات التي تصدر منا فهي في حاجة إلى تعليق. فعندما نشير بحركة إلى شخص بعيد بهدف المجيء، فإننا ندعوه إلى التواصل لأن هذا الفعل إرادي، في حين أن قبضة الخطيب السياسي، مثلا، عندما يجمع أصابع يده، فهي تعبير عن حالة نفسية لا واعية.
- "يشكل كل فعل تواصلي علاقة اجتماعية، وذلك يتم بواسطة الصيغة التي قد تكون نفيا أو إثباتا أو أمرا. فنبرة الصوت تمكن الآخرين من فهم قصدنا أولا، والتراتبية الاجتماعية ثانيا. إضافة إلى أمثلة أخرى تتعلق بأنظمة تواصلية غير لغوية، كإشارات الطريق ورنات البوق ودلالة الصيغة في هذه الأشكال.
"فالصيغة إذن هي ما يحدد نوع العلاقة الاجتماعية التي يقيمها المتكلم مع مستمعه". وبهذا فإن الصيغة هي جزء من الدلالة ينضاف إليها عنصر المادة الذي يعين الصيغة.
- قد نلجأ إلى فعل سيميائي عرفي في علاقتنا مع الآخرين، لكن إذا نحن أردنا تغييره فإننا سنلجأ إلى سلوكات تكون مؤشرا لاختيار الآخرين عن الحالات التي نريدهم أن يفهموها، فنحن نؤثر فيهم من خلال تصرفاتنا، إذ إننا لا نرى في سلوكنا أنه وسيلة للتواصل.
- للكتابة دلالتان: الدلالة الأولى هي التي نعطيها لكتابتنا بكيفية إرادية، والثانية هي الدلالة التي نعطيها لها رغما عنا، والتي يكتشفها المتخصص في الخط، ومن ثمة تكون إشارة ليطلع على حالتنا النفسية.
- لقد ميز المؤلف بين الفعل التواصلي والمؤشر من حيث كون:
التواصل عرفي وينجز بحالة وعي إرادي وغير ذي قصد.
يهدف التواصل إلى إحداث تأثير في ذهن من نتوجه إليه.
- يحمل الفعل السيميائي دلالة معينة، تجعله يكون فعلا للتواصل، فجملة مثل:
"المطر يهطل" قد تقصد الزوجة مقاصد مثل: "خذ معطفها"، "لا تخرج"... إلخ، إلا أن ما يهم اللساني في هذه الحال أن المطر يهطل، أما الأسباب التي جعلت الزوجة تتحدث فإنها لا تهم اللساني، إنما ستكون من اهتمام التداولي الذي يبحث في سياق وظروف القول ونفسية صاحب القول.
2- تسميات جديدة.
- يستعمل مصطلح اللغة (langage) ليدل تارة على المؤشر، وعلى كل تواصل حقيقي تارة أخرى، وتفاديا للخلط بين المفهومين فإن المؤلف سيلجأ إلى مفهوم السيميائية، والتي سيكون مضمونها هو "السيمياء" التي تتحقق فعليا من خلال الفعل السيميائي.
- تتعارض مجموعة من السيمياءات فيما بينها، إلا أننا قد نجد نوعين سيميائيين متداخلين في سيميائية واحدة. فالرياضيون يلجئون إلى علامات رياضية، واللاترابيون يلجئون إلى الحركات، كما أن آخرين يلجئون إلى الصفير، وكل هذه الأصناف توظف للتواصل، غير أنها تختلف عن التواصل بالكلام. إذن، إذا كان الكلام يختلف عن هذه الأصناف التواصلية، فإنه يكون سيميائية خاصة به دون غيره، إذن؛ ما الاختلاف بين الكلام وتلك الأنواع السيميائية؟ وإلى أي سيميائية يمكن أن تضم تلك الأنواع الأخرى؟
- هناك حالات عديدة نجد فيها أنواعا من السيمياءات فمثلا، إشارات المرور تضم الألوان والخطوط من أجل التواصل المقصود. "ولكي نستطيع القول بأن سيمياءين تنتميان إلى نفس السيميائية، ينبغي أن نبين أن تعارضها الشكلي يتقابل في ذهننا مع تعارض ذي دلالة".
- مثال:
تصفير المتفرج قد يدل على الاستهجان.
تصفيق الجمهور قد يدل الاستحسان.
3- المجال السيميائي.
هناك مجموعة من السيميائيات التي ليست لها قاعدة لغوية، فالسيميائية الأكثر شهرة هي الألسن بطبيعة الحال، إلا أن المؤلف أورد لائحة من الأنواع الأخرى يمكن ذكرها كالآتي:
- العلامات الخطية للعلوم الدقيقة وعلامات المنطق وإشارات الطريق، وحركات الرهبان اللاترابيين والعلامات التي يستعملها هنود أمريكا للتواصل بين قبائل لا تتكلم اللغة نفسها، وقرع الأجراس في الكنيسة...إلخ.
فجميع هذه السيميائيات "لا تتضمن الأبجدية ولا كتابة براي ولا سنن المورس، فهذه لا يمكن أن نفهم دلالتها إلا إذا عدنا إلى مستعمليها.
إذا كانت أبجدية الصم-البكم ولغة المورس لا يمكن فهمها إلا بالعودة إلى من يستعملها. فكيف يتعامل معها السيميائيون؟ وماذا عن اللائحة المذكورة أعلاه، ألا تقتضي معرفة دلالتها العودة إلى مستعمليها؟
يقال إن الفن لغة لأن الفنان ينطلق من المثال ويضفي عليه أحاسيسه حتى يبرر حالته النفسية، والأمر نفسه ينسحب على كل من: الموسيقي الذي يؤثر في الصوت بواسطة الصوت، والرسام، والخطيب والراوي والشاعر، وغيرهم. إلا أنا لا نجد إشارة في هذه الأمثلة تدل على المشاركة التي تهم السيميائيات، فوظيفة الفن هي وظيفة جمالية، في حين أن للخطاب وظيفةً اجتماعيةً يكون الغرض منها هو المشاركة في التواصل.
عندما يفهم الجمهور العمل الفني الذي يقصد الفنان أن يؤثر به نفس جمهوره، "إذ ذاك ينشأ بينهما توحد في المشاعر فيظهر الفن في نهاية المطاف كأنه إمكانية للتواصل". وبهذا فإن المؤلف يدعو إلى أن يُخصص مكان داخل التظاهرة السيميائيات للفن، باعتباره يوظف التعبير بشكل أولي، وطابعه السيميائي ثانوي.
- لقد عرف هيغل الرمز بأنه" شيء معطى أو حاضر بصورة مباشرة في الإدراك وينبغي أن يفهم لا كما يظهر مباشرة، في ذاته، ولكن بمعنى أوسع وأكثر عمومية" (ص30)، إلا أن السيميولوجي ينظر إليه فقط على أنه مؤشر ولا يهمه إذا كان رمزا.
- إن الطابع السيميائي لحدث أو لشيء ما متوافق على الوظيفة التي نسندها له، فمثلا، الصليب اللاتيني يهتم به السيميولوجي عندما يكون موضوعا على نُصب مخصص للشعائر المسيحية، ولا دلالة له حينما يكون موضوعا داخل زجاج في متحف يحفظ فيه لقيمته الجمالية.
- إنما يؤول في السيميائيات هو الفعل السيميائي الذي يتضمن حدثا اجتماعيا يدفع بنا نحو تأويله، فمثلا الفيلم، إن ما نؤوله ليس المصور والفنان لأنهما لا نعرف عنهما أي شيء، ولكن الأحداث الاجتماعية التي يتضمنها الفيلم يمكن أن نستحضرها في أذهاننا ونحن نؤول الأحداث والصور التي تُمثل لها.
4- اللجوء إلى الدلالة.
هناك من اللسانيين من دعا إلى عدم الاهتمام بالدلالة، من بين هؤلاء اللساني الأمريكي "زيليج هاريس"، إلا أنه رغم كل الجهود فإن أحدا لم يستطع الاستغناء عن بشكل تام عن الدلالة، ولعل هذا ما نادى به كل الذين تأثروا ببلومفيلد 1933.
حيث لاحظ أن السيرورات النفسية غير قابلة للملاحظة إلا من خلال اللغة، بيد أن المؤلف اعترض على هذا الرأي قائلا: ليس صحيحا أننا لا نعرف السيرورات النفسية إلا من خلال اللغة: فكل الوسائل السيميائية الأخرى تعرفنا بذلك أيضا، بالإضافة إلى سلوك الفرد".
-الفصل الثاني: تعريف السيمياء.
1- التجريد.
لقد دأبت مجموعة من الأنحاء على التمييز بين الكلمة المحسوسة والكلمة المجردة، وهناك رأي يشير إلى أن التجريد لا يمكن أن يتم إلا بواسطة الكلمة. من هذا المنطلق قدم المؤلف مجموعة من الأمثلة التي تؤكد أن لا علاقة للتجريد بالكلمة؛ فالحيوان لا ينطق ولكنه يوظف التجريد والتعميم، وقد مثل لذلك بعمل عالم النفس لوي فرلين، الذي قام بتجارب على قرد، ليستنتج بعد ذلك أن القرد يلجأ إلى التجريد عندما يعيش حالة متكررة، حيث إنه يبحث الدودة في الخانات التي تشكل له عنصرا وظيفيا مؤقتا.
خلاصةً لم سبق نستنتج أن التجريد يحدث في مستوى ذهني لا علاقة له بالكلمة، ولا أدل على ذلك من كون الحيوانات غير ناطقة إلا أنها تلجأ إلى التجريد حينما تكون تقوم بالمقارنة. إذن يمكن تعريف "التجريد هو أن نعزل بواسطة الفكر ما ليس معزولا في موضوع الفكر". وبهذا يلجأ الإنسان إلى التجريد عندما تتراكم في ذهنه مجموعة من الحالات المتكررة يقوم باختيار العنصر الوظيفي في هذه الحالات ويعممه بشكل تجريدي على الحالات المتشابهة. ومنه يمكننا التساؤل عن علاقة اللغة بالتجريد؟ وما العلاقة بين التجريد والسيمياء والفعل السيميائي؟ وما دور التجريد في التواصل؟
للتجريد أهمية كبيرة في التواصل، وهذا ما أثبتته الدراسات النفسية على المصابين بالحبسة، حيث إنهم لا يملكون القدرة على التجريد باعتباره إذا غاب تصبح اللغةُ منعدمةً بدون وجوده.
2- التمييز بين الفعل السيميائي والسيمياء.
يمكن أن نقدم الأفكار الأساسية في هذه النقطة من خلال الآتي:
- إن الفعل السيميائي هو ترابط فعل (acte) محسوس، يتيح لنا إقامة علاقة اجتماعية بحالة وعي نريد إظهارها.
- الفعل السيميائي ذو طابع عرفي، فهذا الأخير يعد تكرارا لفعل سابق أولي، وحتى نقوم بتكرار الأفعال نفسها ينبغي أن تتوفر الظروف الملائمة التي توفرت للفعل الأول، وهذا شيء يبدو مستحيلا، ما جعل المؤلف يقدم أمثلة عديدة سنكتفي بذكر واحد منها:
- إذا ألقى أستاذ محاضرة في موضوع معين وطلب من أن يكرر الفعل نفسه، فإنه لن يكرر المحاضرة الأولى بشكل دقيق، ولكن الحاضرين لن يجدوا أدنى اختلاف بين الفعل الأول والفعل الثاني، لأنهم أخذوا الخصائص المشتركة بين الفعلين، ومن ثم يعممون ذلك في أذهانهم، لأن التجريد هو التعميم.
- إننا نقوم بتجميع الأشياء التي تشترك في بعض الخصائص وتختلف في أخرى، ونستخرج العناصر الوظيفية المشتركة في تلك الأشياء.
- أشار المؤلف في المقدمة أن موضوع السيميولوجيا هو "السيمياء"، وهذا ما أكده في هذا السياق حيث قال:
"وينتج عن ذلك أن موضوع السيميولوجيا ليس هو بالضبط الفعل السيميائي في واقعه الملموس، بل هو فقط مجموع عناصرها الوظيفية".
بناء على ما سبق، يمكن أن نقول إن السيمياء هي تلك العناصر الوظيفية التي نجد لها أثرا ملموسا في الفعل السيميائي المحسوس، ومن ثمة فإن التجريد يوجد في السيمياء، لأننا عندما نقوم بالتجريد فإننا –كما سلفت الإشارة- نقوم بعزل ما هو وظيفي مشترك بين مجموعة من التجارب التي نكررها في حياتنا اليومية.
- التجريد يكون كذلك في الأشياء غير المحسوسة، فمثلا، قصة الكلب الذي يرغب في أن نفتح له باب السيارة، "ليست الوسيلة المستعملة خاصة بحالة وعي واحدة لهذا الكلب ذاته. إن هذا السلوك يصلح لحالات الوعي المتشابهة". بمعنى نقوم بتعميم هذه الحالة على ما لا نهاية له من الحالات المشابهة لها، وهذا هو فعل التجريد.
- يوجد فرق بين الدلالة المجردة والوعي المحسوس، ويتجلى ذلك من خلال:
الأمثلة الآتية:
- عندما يمر شخص على لوحة تشير إلى أن الطريق منحرف؛ فإن هذا الشخص لا يمكنه أن يكون دلالة واضحة عن هذا الانحراف، إلا بعد أن يعاين المنعطف.
- يظهر التعارض- أيضا- بين الدلالة المجرة والشيء الملموس عندما يتم إشراك عنصر ملموس في التواصل، على سبيل المثال: عندما نشير إلى أحد الأصدقاء بأن يأتي ليجلس على كرسي ملموس نعينه بالإصبع، والحال هذه فإن ذهننا يقوم بربط دلالة مجردة بهذا الشيء الملموس.
- تصلح الوظيفة الإشارة لتعيين وظيفة شيء ملموس الذي يتم استحضاره حينما نفكر فيه.
- تدرك السيمياء من خلال الأشياء الملموسة التي نُدركها.
- تتعين الأشياء الملموسة من خلال عناصر سيميائية، أي عناصر مجردة.
- يهتم السيميولوجي بالتجريد ذي الطابع الاجتماعي؛ إذ إنه يدرس جماعة لغوية تدرس تتواصل فيما بينها، وما يعنيه –بالدرجة الأولى- هو البحث عن العناصر المشتركة بينهم.
- يقتضي التواصل العادي معرفة التجريد والتجسيد.
مثال:
- إذا أخبرني صديق بأنه اشترى بيتا، فإنني لا يمكن أن أعرف شكل البيت، حتى وإن عرفت مساحته وموقعه، إلا أنني لا يمكن أن أحصل على معرفة دقيقة عن البيت إلا من خلال التجسيد، بمعنى رؤية البيت مباشرة.
- هناك مجموعة من الصعوبات التي تجعل عملية التواصل صعبة (ص48).
- كل فعل سيميائي يقتضي دائما نوعا من التجسيد.
تتضمن السيميائية اللغوية التضمين، مما يجعل تأويل بعض الجمل يقتضي العودة إلى السياق الاجتماعي والسيميائي الصرف.
3- الكلام والخطاب واللسان.
- إن الكلام هو سلسلة من الأصوات التي تحمل وظيفة تواصلية، إنه "ذلك المد الصوتي الخارج من فم المتكلم، فمن البديهي أنه يلزم إيجاد لفظ آخر لتعيين تتابع الفونيمات وكل العناصر الأخرى التي تسمح بالتواصل، وسنسميه الخطاب.
- عرف سوسير الكلام بأنه نشاط فردي واللسان نسق، إلا أنه جمع بين الكلام واللسان، ما سماه بويسنس –هنا- بالخطاب والكلام الملموس.
- إن السيمياء هي الجزء الوظيفي من المحسوس، وعلى السيميولوجي أن يدرس الفعل السيميائي ليستخرج السيمياء، والشيء نفسه يمكن قوله على ثنائيتي: الكلام والخطاب، فهذا الأخير يمثل العنصر الوظيفي للكلام، وعلى اللساني أن يدرس الكلام حتى يتمكن من استخراج الخطاب.
- مهمة اللساني أن يعيد تشكيل اللسان (النسق) من خلال الركون إلى الكلام والخطاب.
- الفصل الثالث: تصنيف السيميائيات.
1- وجهة النظر الحواسية.
لكل سيميائية دور في التواصل، فمثلا، هناك السيميائيات: البصرية، والسمعية والشمية واللمسية، والذوقية.
- البصرية: تعلب دورا كبيرا من حيث التواصلُ والدلالات، يدخل تحت لوائها: الكتابة، واللوحات، والصور، وإشارات المرور...إلخ.
- السمعية: تجعلنا نتواصل عبر مسافات بعيدة من خلال استعمال الهاتف مثلا.
- الشمية: يمكن أن نقول إن خاصيتها الأساس هي الجسد، فمثلا، إذا وضعت امرأة رائحة فإنها قد تمد الرجل برسائلَ عدة.
- الذوقية: حيث نستطيع بواسطتها أن نميز مجموعة من الأشكال التي تذكر بواسطة حاسة الذوق، إلا أنها –حسب المؤلف- تبدو خير ممكنة التحقيق في مجموع الحالات، إذ إننا لا يمكننا أن ندرك جل أنواع الأذواق لأن هذا يتطلب منا معرفة أغلب الأذواق حتى نمارس التجريد.
- اللمسية: إنها السيميائية التي توظف في كتابة براي، مثلا، لأن الأعمى يستطيع معرفة الدلالة المجردة من خلال حاسة اللمس.
إن ما يمكن استخلاصه من هذه السيميائيات الآتي:
1- تعد السيميائية السمعية الأكثر أهمية في مجال التواصل؛ لأنها سيميائية تعويضية لسيميائية الخطاب، ومن ثم فإن مزاياها عديدة.
إن حركة السيميائية اللمسية تكون محدودة جدا، وتستدعي –بالضرورة- أن يكون الآخر قريبا منا، وتأتي السيميائية السمعية لتعوض كل من الإشارة واللمس ذلك من خلال الخطاب.
2- كل هذه الأنواع من السيميائيات الحواسية ذات أهمية في التواصل، كما أنها تعويضية.
3- يمكن القول إن سيميائية الخطاب تظل أرقى هذه الأنواع.
2- وجهة النظر الدلالية.
إن تصنيف السيميائيات الحواسية أعلاه أسفر عنه تمييز بين السيميائية المباشرة والتعويضية من وجهة نظر دلالية. فمثلا، سيميائية الخطاب هي مباشرة لأنها تحتل أهمية كبرى من حيث تحقيقُ فعل التواصل. في حين أن السيميائية المتعلقة بالكتابة هي تعويضية من الدرجة الـأولى، لأنها تعوض الحروف الصوتية ذات الوظيفة الدلالية للخطاب.
هذا، إلى جانب السيميائية اللمسية التي يتم تعويضها بالكتابة البصرية، وقد يحدث العكس، حيث إن كتابة براي، مثلا، تعويضية من الدرجة الثانية، تقوم بتحويل الكتابة التي تدرك بالبصر إلى ما هو لمسي.
3- وجهة النظر الاقتصادية:
لقد حاول المؤلف في هذه النقطة أن يقدم أنواعا عديدةً من السيميائيات التي تحمل جانبا اقتصاديا، ليخلص في الأخير إلى أن اللغة هي أكثر الأنساق التواصلية اقتصادا، وربما هذا يعود إلى اعتمادها على التجريد والتعميم، ما لا يتاح لباقي الأنساق الأخرى.
4- وجهة النظر السوسيولوجية.
كل سيميائية مرتبطة بفئة اجتماعية، حيث إنها توظف في سياق اجتماعي خاص بها، فمثلا: اللاترابييون يوظفون سيميائية خاصة بهم قد لا يحتاجون معها إلى سيميائية أخرى، كذلك الرياضيون والمناطقة وغيرهم. إلا أن "الخطاب هو السيميائية الوحيدة التي لها طابع كوني: كل إنسان يتمتع بتكوين طبيعي، يعرف لغة واحدة على الأقل"، ورغم ذلك، فإن الخطاب له حدوده.
5- وجهة النظر التشريعية.
حاول المؤلف أن يميز لنا بين السيميائيات التي تخضع لسلطة ما، والتي لا تتحكم السلطة في تقلبها وتغيرها، فرنة البوق مثلا، في سياق عسكري تخضع لسلطة تجعلها غير قابلة للتغيير، وهذا ينسحب على جل الأنواع الأخرى: إشارات المرور، لغة المورس، والموسيقى ...الخ
"تتميز اللغات إذن عن السيميائيات الأخرى بدرجتها العالية من التقلب، يعود سبب ذلك إلى كون اللغة ملكا مشاعا لكل الناس، بينما تستعمل السيميائيات الأخرى من طرف (من قبل) فئات اجتماعية محدودة حيث من الممكن سن القوانين".
- الفصل الرابع: ائتلاف السيميائيات.
لكل سيميائية حدودها الخاصة، لكن نتجاوز هذه الحدود حينما نلجأ إلى سيميائية أخرى، من هنا يمكن أن نجد سيميائيات عدة في سيميائية واحدة.
نمثل لذلك بالأمثلة الآتية:
- حينما نتعامل مع لوحة فنية، فإننا نكون إزاء سيميائية بصرية، لكن إذا نحن أردنا شرح وتأويل هذه اللوحة نلجأ إلى اللغة.
- يمكن كذلك أن نعوض الخطاب بإشارات وحركات، حيث إننا نجد في الأخبار مثلا، شخصا أبكم يقوم بترجمة الخطاب من حيث هو مسموع إلى حركات بصرية وإشارة بصرية تكون لغة لمن لا ينطقون.
- إذا قالت لزوجها "إن المطر يهطل" فإن ما نفهمه من هذا التعبير هو أنه لساني وفقط، لكنه يضم داخله مجموعة من العبارات الأخرى، والتي نفهمها عندما نكون مشتركين في التجارب نفسها، ولعل هذا ما سماه "دولا كروا" باللغة الأولية التي تتميز بالتشابه والتماثل بين الأشخاص من حيث اشتراكهم في التجربة نفسها.
- تزداد اللغة صعوبة حينما نقحم الإيحاء(connotation)، وهذا ما اهتمت به المدرسة البريسية الجديدة التي تتبع هيلمسلف. ومنه، ما دلالة الخطاب الإيحائي في التواصل؟ وكيف يتم التواصل بوجود الإيحاء؟ إذا كان التواصل يعتمد القصدية، فالإيحاء يكون مضمرا، إذن كيف يتم التواصل؟ وكيف يتعامل السيميولوجي مع التواصل الإيحائي/ الإيحاء في التواصل؟
"باختصار يغني الإيحاء – الذي هو حالة خاصة من حالات التأليف بين السيميائيات- وسائلَ التواصل، لكنه يحرج السيميولوجي الذي يريد دراسته لأنه يفتقر إلى شكل خاص به".
- الفصل الخامس: العلامات.
1- المدلول والدلالة.
في هذه النقطة تحدث المؤلف عند المدلول والدلالة في كل السيمياء والعلامة، حيث أشار إلى أن السيمياء تختلف عن العلامة من حيث كونُها وحدها تملك دلالة حقيقة، بمعنى أنها تكون إرسالية، في حين أن المدلول يشكل الجانب الدلالي للعلامة، وشكل هذه الدلالة هو الدال، لهذا، يتبين جليا أن السيمياء دلالة مجردة. أما شكلها فهو الفعل السيميائي المحسوس، ما يجعلها تشكل إرسالية ذات صيغة ومادة في آن واحد.
أما العلامة فإنها لا تشكل دلالة لوحدها، ونمثل لذلك من خلال المثال الآتي:
إن السهم في لوحة إشارية يمثل علامة، لكنه لا يكون دلالة إلا إذا حددناه في لون معين وفي اتجاه معين، ولوحة معينة، والشيء نفسه ينسحب على كلمة "طاولة" حيث إنها لا تشكل دلالة إلا إذا دخلت في ائتلاف مع علامات أخرى.
- لقد عرف سوسير العلامة بأنها "كيان نفسي ذو وجهين"، فإذا كان سوسير يشير إلى أن العلاقة بين الدال والمدلول يمكنها عكسها، بمعنى أننا يمكن أن نبدأ من أحد الوجهين لتحديد الدلالة، فإن بويسنس يذهب خلاف هذا الطرح، إذ إنه يرى أن الدلالة ليست شكلا معطى، وبذلك "لا يمكن الوصول إلى المدلول إلا بواسطة الدال" وليس العكس. فالعلامة إذن ليست ترابطا ذي وجهين، إنما هي "ترابط ذو اتجاه واحد، حيث إن الدال هو وسيلة الوصول إلى المدلول".
2- التصنيف الشكلي للعلامة.
يمكن أن نتحدث عن اختلاف شكلي في بعض العلامات، ومن ثمة في دلالتها أيضا. فمثلا، إشارات الطريق نجد أن الأشكال (الدوائر، الرسومات، والخطوط...) تحمل مدلولات، والألوان –هي الأخرى- تختص بمدلولات أخرى.
في الخطاب نجد صيغة التنغيم تحمل دلالة، أو تشير إلى مدلولات معينة؛ كالسؤال والإثبات... كل هذه الصيغ التنغيمية تحملها وتعبر عنها الكلمات أيضا.
3- الطابع العرفي للعلامة.
إن العلامات تحمل طابعا عرفيا يجعلها قابلة للاستعمال في التواصل بين عشيرة لغوية، من حيث إن العرف هو اتفاق ضمني على الكلمات من قبل العشيرة اللغوية التي تستعمل هذه الكلمات.
لقد دأب اللسانيون على التمييز بين العلامات المعللة والعلامات الاعتباطية، إذ إن الكلمات المعللة نجد الدال فيها يحمل جزءا يقربنا من المدلول، وهذا ما سمي في محاورة كراتيل لأفلاطون بالمحاكاة الطبيعية. فمثلا، كلمة coucou (طائر الوقواق)؛ فإن الدال السمعي يحمل جزءا من المدلول يجعلنا نقول عنه إنه معلل. في المقابل نجد كلمة bœuf (ثور) اعتباطية لأننا لا نعرف المبرر الذي جعل هذا الدال يرتبط بحيوان.
لقد خالف بويسنس ثنائية الاعتباطية والتعليل مشيرا إلى أن اللغة كلها عرفية، حيث قال: باختصار كل العلامات عرفية، والتعارض بين ما نسميه اعتباطيا ومعللا مرتبطا بوجهة نظر أخرى.
من هنا، فإن ما يجعل العلامة معللة هو كون الدال يحمل رابطا داخليا يجعله مرتبطا بالمدلول، في حين أن العلامات الاعتباطية تتوفر على ترابط خارجي.
خلاصة القول إن العرف يشغل مكانة هامة داخل التواصل، ومن ثمة فإن احترام العرف ضروري، و" إذا لم يتم احترامه لن يكون ثمة نسق تواصلي". فالعرف بهذا المعنى مرتبط بالاعتباطية، وهذه الأخيرة تجعل اللغة سنكرونية، ولعل هذا ما يسعف السيميولوجي على التحليل.
- الفصل السادس: المعرفة والدلالة.
1- التمييز بين المعرفة والدلالة.
إن ما يجعل التواصل ممكنا هو العناصر المشتركة بين المتخاطبين؛ إذ إنها تجعلهم يعرفون ما يجري في عملية التواصل، ومن ثم يمكن القول إن النقاط المشتركة بيننا هي التي تمكننا من التواصل، لهذا "فإن الدلالة نفسية، لكنها عرفية" تتحقق باكتشاف ما هو مشترك بين حالات وعي الأفراد الذين يتواصلون".
إن السيميولوجي لا يهتم بالعناصر الفردية، إنما يبحث عن العناصر المشتركة بين جماعة اجتماعية تجعلهم يحققون التواصل.
كما أن المؤلف أشار إلى أن تمفصل الخطاب لا علاقة له بتمفصل الفكر والدلالة.
2- تأثير الدلالة في المعرفة.
في هذا السياق قام المؤلف بانتقاد اللسانيين الألمان –من بينهم هيمبولدت- الذين أكدوا أن اللغة هي التي تتحكم في تفكيرنا (رجل يتكلم الألمانية لا يفكر مثل رجل يتكلم العربية)، ليخرج المؤلف بخلاصة مفادها أن "كل ما تفرضه اللغة علينا هو التمفصل اللغوي وليس تمفصل فكرنا" مقدما في ذلك أمثلة عديدة نذكر منها:
- حين كنا صغارا نسمع أن الشمس تطلع على الأرض، لكن عندما كبُرنا علمنا أن الشمس ثابتة في مكانها، والأرض تدور، إذن، نستشف أن اللغة لم تتغير (الشمس تطلع) إلا أن حالة وعينا/ فكرنا تغيرت، ويستفاد من هذا المثال أن لا تدخل للغة في فكرنا.
3- تأثير المعرفة في الدلالة.
يؤثر الفكر بشكل كبير في كلامنا؛ فالكاتب، أحيانا، ينتهي من كتابة مقالة وعندما يقرأ ما كتبه يغير بعض الكلمات. تبعا لذلك، فإن لا يمكن أن نطابق بين المعرفة واللغة، على اعتبار اللغة ذات طابع عرفي، ومن ثمة فإن المؤلف خلص إلى أن "الفكر الإنساني يتحرر بسهولة من الأطر الخاصة باللغات عندما تدعو الضرورة إلى ذلك".
- الفصل السابع: الخصائص الأساسية للغات.
يخلص المؤلف في ختام هذه الملاحظات السيميولوجية إلى أن اللغات تختلف عن الأنساق الأخرى من حيث:
- ليس الخطاب هو السيميائية الصوتية الوحيدة، إنما نستطيع أن نتواصل بالتصفيق والتصفير.
- تخضع اللغات إلى تمفصلا ليس له مثيل في الأنساق الأخرى.
- ولد الخطاب عددا من السيميائيات التعويضية، والإيحاءات أيضا.
أما ما تشترك فيه اللغات مع السيميائيات الأخرى:
- يتوجه الخطاب لأحدى الحواس الخمسة، والهدف منه هو التأثير في الآخر.
- السلوك السيميائي يكون عرفيا، وبما "أن عدد الأعراف اللغوية محدود، فاللجوء إلى سيميائيات أخرى يكون لازما في بعض الإرساليات".
خاتمة:
لقد حاولنا أن نرصد فصول الكتاب مستخلصين أهم الأفكار الرئيسة، وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب يعد إسهاما تنظيرا وتطبيقا لسيميولوجيا التواصل، فهو غني من حيث قضاياه؛ إذ إنه يحمل معارف جمة فيما يخص السيميائيات اللغوية وغيرها، بالإضافة إلى استحضاره لما تشترك فيه اللغات مع السيميائيات الأخرى، وما تختلفان فيه، علاوة على قائمة المصطلحات الموجودة في نهاية فصول الكتاب.



#محمد_الورداشي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Ouardachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مضامين كتاب: مفهوم النص دراسة في علوم القرآن، ل نصر ...
- قراءة في المباحث الأولى من كتاب السيميائية وفلسفة اللغة ل أم ...
- قراءة في مضامين كتاب إشكاليات القراءة وآليات التأويل، ل نصر ...
- مقدمة في نحو النص
- بعض المفاهيم الكبرى في التداولية
- مناهج النقد الأدبي الحديثة: المنهج البنيوي- أنموذجا.
- نظرية الحقول الدلالية وآثرها في التراث العربي
- بقلم أحمر، يمكننا تصويب الخطأ.
- قراءة في الفصل الأول من كتاب: المصطلح اللساني و تأسيس المفهو ...
- دراسة موجزة حول: تاريخ اللسانيات الغربية الحديثة
- إشارات في علم اللغة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الورداشي - قراءة في كتاب السيميولوجيا والتواصل. ل إريك بويسنس، ت: جواد بنيس