أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - قصة المياه ..قصة الخلق














المزيد.....

قصة المياه ..قصة الخلق


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قال الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سنوات قبل أكثر من ألف وأربعماية عام "وجعلنا من الماء كل شيء حي...صدق الله العظيم"،وكان جل في علاه برهن على كلامه منذ أن خلق السماوات والأرض ،بأن جعل نسبة اليابسة إلى الماء 28.88%-71.72%/وجعل السماوات هي مصدر المطر لإحتضانها الغيوم التي تأتي بفعل التبخر الأرضي ،لتعوض نقص المياه ولتمنح الأرض حياة متجددة.
كانت الأنهار والبحيرات والبحار والخزانات الجوفية هبة من الله سبحانه وتعالى ،وضمانة للخلق بألا يشقوا ويعطشوا ،فيهلكوا وتهلك بهائمهم وأراضيهم ،ومع ذلك وجدنا البشر يتصرفون بغير الطريقة التي فطرت عليها الطبيعة وهي أن البشر شركاء في ثلاث:الماء والهواء والكلأ،وآثروا أن يتمتعوا بما وهبهم الله من مياه وحدهم ،أو إستغلوا جبروتهم في نهب مياه الآخرين ،وأكبر مثال على ذلك مستدمرة إسرائيل الخزرية االصهيونية الإرهابية.
إبتلينا نحن العرب في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم والتي تعد بحق موطن الديانات السماوية الثلاث، بهذا الكيان الغاصب الذي أسسه الغرب ليس حبا بهم ولا كراهية بنا ،بل رغبة ملحة منه كي يتخلص من فسادهم وإفسادهم بعد أن ضربوا القيم الغربية ،وها هو بعد أن تسلح بالسلاح النووي ،أصبح يهيمن على المنطقة الواقعة ما بين الشاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والشاطيء الغربي لبحر قزوين خاصة بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي ،وتم التشبيك بنجاح مع دول وسط آسيا الإسلامية التي إنفصلت عن الإتحاد السوفييتي وإستقلت.
بلوتنا أنه ليس إحتلالا عاديا بل هو إحتلال إحلالي يهدف للسيطرة على الأرض وما عليها وما تحتها ،وهو يعلم علم اليقين وبشهادات خبرائه الذين نقبوا عن الآثار في القدس وفلسطين منذ أكثر من مئة عام ،وأوهموا السلطان عبد الحميد الثاني أنهم سينقبون عن المياه في القدس الفقيرة في المياه ،وبعد إحتلال القدس في حزيران 1967 بدأوا بالتنقيب والحفر بأنفسهم ،بعد أن كانوا يستعينون بالغربيين والأمريكيين،وحتى يومنا لم يعثروا حتى على "شحفة "فخار تدل عليهم ،بشهادات كبار خبرائهم الذين أدلوا بها مكتوبة ومحكمة .
تعدت ممارسات هذا الإحتلال الإحلالية كل الحدود ،فها هو يسيطر على مياه الضفة الفلسطينية السطحية والجوفيه ويحرم الفلسطينيين منها ،في حين أننا نجده يوفر برك السباحة لمستدمريه في مستدمرات الضفة،كما انه يهيمن على مياه الأردن ويجبرهم على تأجير آبار الباقورة حتى بعد إنسحابه منها قبيل توقيع معاهدة وادي عربة نهاية عام 1994،كما أنه لم يسمح بإستغلال مياه الخزان الجوفي في منطقة الديسي إلا بعد حصوله على حصة متفق عليها ،ولا ننسى أنه سرق مياه الليطاني في لبنان وانه يسيطر على مصادر المياه في الجولان السورية ،ويعبث بحوض النيل ليكون له في نهاية المطاف حصة من هذا النهر العظيم.
المنطقة برمتها عطشى ،ومعروف ان الشرق الأوسط إقليم جاف وشبه صحراوي ويعاني من شح المياه وندرة الأمطار ،ومما زاد الطين بلة أنه كان من المتأثرين سلبا بالإنحباس الحراري والتغير المناخي ،وأن الحل صعب حتى بالنسبة لدول الخليج العربية النفطية التي تنفق على التسلح أكثر مما تنفق على تحلية المياه .
التحلية هي الحل الأمثل لكن تكلفته العالية تشكل عائقا للدول العربية غير الخليجية ،ولهذا فإن المطلوب من الدول المانحة بشكل عام أن تركز على تحلية المياه وتمنع السلاح عن هذه المنطقة التي باتت تحارب بعضها بعضا ،وتلغي بند التنمية من برامجها لتصبح عالة على الأمم .
كان الأجدر أيضا بالدول العظمى أن تغير من نهجها في الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب ،فبدلا من تصنيح سلاح الدمار الشامل والقيام بتهديد الدول الضعيفة وغزوها في نهاية المطاف ،فإنه يمكن أن تسهم هذه الدول في تنمية الدول الفقيرة وتساعدها على إستخراج ثرواتها ،ما يصيب الدول العظمى بالخير أيضا ولكن ليس عن طريق الدمار والغزو بل عن طريق الشراكة والبناء والتنميةنوهذه هي الطريقة المثلى للحفاظ على المصالح.
العالم اجمع وليس منطقة الشرق الأوسط ، يترقب حروبا مستقبلية على المياه بسبب جنون الدول العظمى ،وسوء إدارة وتخطيط الدول الفقيرة التي يرتع فيها الفساد أو ربما نقول ان الفساد يرتع فيها ،ونحن بذلك نخالف نواميس الطبيعة التي تؤكد لنا ان المياه فيها حياة وان الأنهار تجمع السكان حولها وتبعث الحياة ،لكن الجشع والطمع حولا ذلك إلى صراعات دموية ،وأقرب مثال لنا في هذه المنطقة الصراع الدائر في حوض النيل بعد تربع مستدمرة إسرائيل هناك وتحريضها دول المنبع الإفريقية على إلحاق الضرر بكل من السودان ومصر،ولن ننسى أن هذا الإحتلال سرق مياه نهر الأدن أواخر العام 1964 ،فردت عليه حركة فتح بأول عملية فدائية لها أسمتها "عملية نفق عيلبون "في الأول من يناير 1965دفاعا عن المصالح الأردنية،ولا ننسى أيضا أنهم بدأوا بسرقة مياه الليطاني فور إجتياح قواتهم لجنوب لبنان صيف العام 1982.
نحن هذه الأيام نسير في ركاب مبادرة السلام الزرق التي تعد إستلهاما ناجحا للتجربة الأوروبية في نهر الراين التي طبقتها تسع دول اوروبية هي:ألمانيا ،النمسا،سويسرا،فرنسا،لوكسمبورغ ،ليخنتشتاين ،هولندا،بلجيكا وإيطاليا،لتامين الإستخدام المثل لمياه نهر الراين الذي يغطي 200 ألف كم مربع ،وتصل مياهه لعشرين مليون نسمة،وهي تعاون حضاري سلمي تحقق برغم الخلافات التي تسود تلك الدول،وتدير هذه المبادرة المجموعة البحثية الهندية "Strategic Foresight Group".



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيل الشريف:سوء العلاقة مع إسرائيل هو التحدي الرئيسي للأردن
- وفد ألماني طبي يزور جامعة الملك عبدالعزيز لمواصلة تطبيقات اخ ...
- إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة... مبادرة مجتمعية ناجحة
- أوجه العبث
- حرب سعودية –إيرانية على الأبواب
- كنعان:مر على القدس غزاة كثيرون ورحلوا
- كارثة الخليج بين التصرفات الصبيانية وإبتزاز الدهاقنة
- مشروع -نيوم السعودي- تدشين ل-الشرق الأوسط -الإسرائيلي
- 4 مليارات دولار للسيسي تنهي أزمة الخليج
- 2017 عام الكويت
- إقبال كبير من فرسان السعودية ومصر والكويت في الجولة الثانية
- مؤتمر دولي يناقش في قونيا القضية الفلسطينية والدور التركي في ...
- وعد بلفور ..نتاج جريمتين
- حزب الحياة الأردني يعقد مؤتمره العام السابع وسط تشكيك بنوايا ...
- عبد الله كنعان ...صوت الحق المنافح عن القدس
- التطبيع شريان حياة ل-إسرائيل-
- التخوّف الرسمي الأردني ..في محلّه
- لقاء مدير الأمن العام مع مؤسسات حقوق الإنسان في الأردن .. مس ...
- حقوق الإنسان أساس الأمن
- فلسطين تشارك في بطولتي الدوري العربي للقفز على الحواجز في ال ...


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - قصة المياه ..قصة الخلق