أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ماذا وراء الدعوة لانتخابات مبكرة في اليابان؟














المزيد.....

ماذا وراء الدعوة لانتخابات مبكرة في اليابان؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أواخر سبتمبر الماضي، دعا رئيس الحكومة اليابانية «شينزو أبي» إلى انتخابات برلمانية مبكرة في الثاني والعشرين من هذا الشهر، على أمل الخروج بأكثرية برلمانية تطلق يده في إقرار ما يريد دونما حاجة إلى الدخول في مساومات مع الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان. وقد قيل في توقيت الدعوة إنه اختير بعناية للاستفادة مما تشهده أحزاب المعارضة التقليدية من انقسامات، وأيضا الاستفادة من الشعبية التي تحققت للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم وزعيمه «شينزو أبي» مؤخراء جراء أمرين، هما: مواقفه السياسية الحازمة تجاه كوريا الشمالية، وقيامه بفصل مسؤولين حزبيين وحكوميين متورطين في قضايا فساد دون أدنى تردد، بمن فيهم وزير دفاعه «تومومي إينادا».

والحقيقة التي يعرفها المطلعون على التاريخ السياسي لليابان في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية هي أن ما أقدم عليه «أبي» أمر تكرر مرارا على يد العديد من أسلافه، غير أن الحالة هذه المرة تبدو مختلفة وتحيط بها تكهنات وتساؤلات وتحديات كثيرة.

صحيح أن أحزاب المعارضة التقليدية أضعف من أن تنجح في هزيمة الحزب الحاكم الذي أدار اليابان في معظم سنوات ما بعد الحرب، أو هزيمة «أبي» الذي هيمن على ساحة السياسة اليابانية طيلة السنوات الخمس الماضية، وكان بإمكانه الاستمرار في ذلك إلى حين الموعد الطبيعي للانتخابات القادمة في عام 2018، لكن الصحيح أيضا هو أن الأخير وجد نفسه فجأة في مواجهة تحد لم يكن في الحسبان. ونقصد بهذا التحدي بروز حزب جديد تحت اسم «كيبو نو تو» أو «حزب الأمل» بقيادة عمدة طوكيو «يوريكو كواكي» بعد ساعات قليلة من الإعلان عن الانتخابات المبكرة. هذا علما بأن كواكي مُنحت عضوية الحزب الحاكم بعد فوزها في انتخابات عمادة طوكيو قبل أن تتمرد عليه، ثم قامت بإغراء أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض للانضمام إلى حزب الأمل، الأمر الذي تسبب في تصدع خطير للحزب الديمقراطي جعله يقرر عدم المشاركة في انتخابات 22 أكتوبر.

هذا التطور جعل المراقبين يتساءلون عما إذا كان «أبي» سيتجرع من الكأس نفسها التي تجرعت منها رئيسة الوزارة البريطانية «تيريزا ماي» يوم أن دعت في أبريل 2017 إلى انتخابات مبكرة في يونيو، فخسر حزبها الأكثرية التي كان يتمتع بها في مجلس العموم، خصوصا إذا ما عرفنا أن كواكي وحزبها الجديد يركزان في حملاتهما الانتخابية على إجراءات معاكسة لما يريد «أبي» الإقدام عليه في حال فوزه بثلثي مقاعد البرلمان. فمثلا يسعى «أبي» إلى زيادة الضريبة على المبيعات من 8 إلى 10 بالمائة بهدف جمع أموال إضافية للإنفاق على الخدمات الاجتماعية في قطاعي التعليم ورعاية الطفولة والأمومة، فيما تسعى كواكي إلى تجميد هذا الملف في حال فوزها بسبب تبعاته المادية والمعنوية على المواطن، والاستعاضة عنه بزيادة الضرائب على الشركات وتسييل الأصول المملوكة للدولة. وفي حين تتضمن أجندة «أبي» الانتخابية ما دأب على المطالبة به طويلا وهو تعديل بعض مواد دستور ما بعد الحرب العالمية بحيث تتحلل اليابان من التزامها بعدم بناء قوة عسكرية أو خوض مهام قتالية فيما وراء الحدود إذا استدعى أمن البلاد ذلك، فإن أجندة منافسته كواكي تشتمل على ضرورة الدخول في حوار وطني مسبق بين الأحزاب اليابانية حول موضوع العودة إلى «عسكرة اليابان»، بل وطرحه قبل إقراره على استفتاء شعبي، وذلك بسبب تبعاته الإقليمية في إشارة إلى ردود الأفعال الصينية التي يتوقع أن تكون ساخطة وعنيفة في ضوء ما هو معروف عن قادة بكين من مواقف صلبة ضد أي محاولة من جانب طوكيو لبناء جيش قوي، على اعتبار أن ذلك يشكل تهديدا للأمن الصيني. وبمعنى آخر فإن فوز «أبي» في الانتخابات القادمة بأغلبية مريحة سوف تدفعه إلى تعديل الدستور، وهذا سوف يتسبب في توتر وتصعيد إقليمي بين اليابان والصين بشكل خطير قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة. وفي هذا المقام، من المناسب الإشارة إلى أنه على الرغم من المادة الدستورية رقم 19 التي تحظر على اليابان بناء قوتها العسكرية، فقد سُمح لها منذ عام 1954 ببناء قوة دفاع وصل عدد عناصرها اليوم إلى نحو 300 ألف عنصر، وهو ما وضع اليابان في قائمة الدولة الثامنة في العالم من حيث الإنفاق الدفاعي.

إضافة إلى ما سبق، تختلف وجهات نظر «أبي» و«كواكي» حول مفاعلات اليابان النووية، فهي ترى ضرورة التخلص منها تدريجيا بحيث تصبح البلاد خالية منها تماما في عام 2030، بل تطالب بحظرها في أي تعديل دستوري، بينما يرى هو العكس على اعتبار أن الخبرة النووية اليابانية يجب الاحتفاظ بها خيار ردع في ظل ما يحيط بالبلاد من تهديدات متنامية من قبل جاراتها. وفي هذا السياق قيل إن «أبي» مضطر إلى عدم الخوض كثيرا في موضوعي تعديل الدستور والمفاعلات النووية بسبب حساسيتهما، لكنه سيفعل العكس بطبيعة الحال بمجرد فوزه في الانتخابات، خصوصا أن حكومته كانت قد أعلنت قبل نحو عامين أن الدستور الياباني لا يمنع «التسليحات النووية المحدودة»، وهذا المصطلح مطاطي ويمكن تفسيره بألف طريقة. ومن هنا أيضا يتبين كم أن انتخابات 22 أكتوبر الجاري ستكون مختلفة عن كل الانتخابات السابقة؛ لأن نتائجها ذات تداعيات تتعدى النطاق الداخلي.
----------
رابط المقال + صورة رئيس وزراء اليابان
http://www.alayam.com/Article/courts-article/407519/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%A8%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%9F.html?vFrom=mpLWT



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الملك خالد.. شانزليزيه الخبر والمنطقة الشرقية
- مأزق واشنطن مع طهران وبيونغيانغ
- نفته بريطانيا من مصر فعاد إلى لندن سفيرًا للسعودية
- فارس النغم الكويتي أقسم ألا يلمس العود!
- ولا تزال الهند تقدم النماذج والمفاجآت
- العتيقي.. وزير كويتي أصوله قرشية وأجداده نزحوا من نجد
- الجماعات المتطرفة تهدد وحدة أندونيسيا وتنوعها
- رائد الفنون التشكيلية في السعودية
- أسباب اللهاث الصيني وراء أفريقيا
- الأب الروحي للأغنية السعودية.. قلبه بالمحبة مبتلى
- ما الذي يحمله المستقبل لروسيا اقتصاديًا؟
- شاهدته ولا تعرفه
- هونغ كونغ في مواجهة مشكلة الخادمات الآسيويات
- خنساء الكويت.. أمرها الحاكم بالكف عن الشعر
- غوام المنسية في بؤرة الضوء فجأة
- الزامل.. عائلة لها بصمات خالدة في أكثر من مكان ومجال
- صراع الرفاق الشيوعيين الذي لا ينتهي
- مريم شريف لن تصبح زعيمة لباكستان
- عميد الأغنية العمانية.. غنى للميغ ويوم العيد وعصر الخميس
- مهاتير يسعى للعودة إلى السلطة مجددًا


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ماذا وراء الدعوة لانتخابات مبكرة في اليابان؟