أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حلمي الجصاني - البوليس النمساوي يطارد اشباحا سوداء في قلب العاصمة فيينا















المزيد.....

البوليس النمساوي يطارد اشباحا سوداء في قلب العاصمة فيينا


اياد حلمي الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5650 - 2017 / 9 / 25 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البوليس النمساوي يطارد اشباحا سوداء في قلب العاصمة فيينا
اياد الجصاني
ان من زار وعرف العاصمة النمساوية فيينا او سمع عنها يبقى عاجزا من ان يصف ابرز ما تشتهربه هذه المدينة ولكن باختصار يمكنني القول انها من اشهر مدن العالم جمالا حيث حدائق وقصور الشوينبرون لاباطرة الهابسبورغ في فيينا منذ زمن الامبراطورة ماريا تريزا والبنايات والجسور والعمارات العالية والشوارع الجميلة التي تنتشر فيها المقاهي والمطاعم والحدائق والمحلات التجارية بالاضافة الى الدانوب المار بها وما تشتهر به من سلسلة جبال تحيطها من كل جانب كان لها الفضل في صد هجمات الغزاة الاتراك العثمانيين الذين اجتاحوا اوربا ووصلوا الى فيينا وحاولوا لعدة مرات غزو المدينة في القرنين السابع عشر والثامن عشر وهناك آثارهم في جبل كالينبيرغ القريب من فيينا التي تركوها بعد ان احاطوا بالمدينة لاشهر لم ينجحوا بدخولها واحتلالها مما ادى الى انتحار القائد التركي في حينه حسب الامر الذي تلقاه من السلطان . ولهذا التاريخ حكاية ان جنديا فرنسيا التحق بالجيش الامبراطوري النمساوي وحصل على لقب الامير اويغن من سافوي تقلد مناصب عدة في الجيش ووصل الى مرتبة قائد صد الهجمات التركية التي اندحرت هاربة . وتفتخر النمسا اليوم بوجود نصب تذكاري لهذا القائد البطل في احد اكبر ساحات المدينة فيينا مثلما تفتخر بموسيقيها الخالدين موزارت وشتراوس ورجالاتها المشهورين فالدهايم وكرايسكي الذين رحلوا عن المسرح السياسي وخلفوا اثرا كبيرا في تاريخ النمسا المعاصر اضافة الى الكاردينال الشهير كونيغ صاحب مؤلف المذاهب البشرية ونظريته في الحوار والتقارب بين الاديان . كما اشير الى ان العاصمة تشتهر ايضا بوجود وسائط النقل من مختلف الانظمة وعلى مستوى رفيع ومتقدم للغاية . ولا اريد ان اطيل واذكر ان مقرا للمنظمة الدولية الامم المتحدة موجود في فيينا مثلما هو في جنيف ونيويورك . اضف الى كل هذا ما تشتهر به ليالي فيينا من افراح وامسيات جميلة توجتها المغنية الراحلة اسمهان في الاربعينيات من القرن الماضي باروع واشهراغنية لها المعروفة بليالي الانس في فيينا على الحان الفالس للموسيقي النمساوي الشهير شتراوس. لكل هذا وغيره من الشهرة التي وصلت اليها فيينا في اقل من خمسة عقود بعد ان خرجت محطمة بعد الحرب العالمية الثانية ودخلت السوق الاوربية ومن ثم الاتحاد الاوربي بداية التسعينيات من القرن الماضي ، يصل الى النمسا والعاصمة فيينا بالذات او سالزبورغ وكراتس ملايين السواح كل عام من مختلف اقطار العالم . ومما يثير الدهشة ان ترى الشباب من الفتيات والشبان ومختلف الاعمار يرتدون مختلف الالبسة الصيفية وقد تكون شبة عارية على النسوة الاوربيات اللاتي يزرن حتى الاماكن الدينية كالكنائس التي اصبحت كالمتاحف بمثل هذه الثياب فالامر اعيادي بالنسبة للاوربيين الديموقراطيين ولا يثير الدهشة والغرابة على الاطلاق وقد تعودوا على ذلك وخاصة ما نراه في مسابحهم وعلى شواطئ الدانوب حيث اماكن العراة الذين يتمتعون بكل حرية في اشعة الشمس الحارقة اثناء الصيف . منذ سنوات عدة يصل الى النمسا والى العاصمة فيينا سواحا من بلدان الخليج العربي والسعودية يحصلون على تاشيرات سفر لمدد تختلف من شهر الى 3 اشهر ولا تدقق القنصليات النمساوية في شخصيات الزائرين وانما المهم دفع اثمان التاشيرات للعوائل والسواح والوصول الى النمسا مع الاف الدولارات لتنشيط حركة السياحة . ويفاجئ النمساويون من حين لاخر بوجود نسوة مقنعات مغطاة بالسواد يتجولن في قلب العاصمة فرادا او لاكثر من امرأة لا ترى منهن الا هيكلا اسودا بالكامل يسير على الارض مع وجود ثقبين في الرأس يمكن المرأة من الرؤيا ويسير خلف هذه المقنعات خادمة او اكثر من جنسيات فلبينية او سيلانية لاهم لهذه المقنعات غيرالدخول الى ارقى المحلات لشراء اروع ما انتجته دور الازياء والاحذية والعطور والكوزميتك الفرنسية والايطالية وغيرها حتى يتمكن من ارتداء كل ذلك في بيوتهن والتفاخر بين النساء عند العودة الى الاوطان . ولقد اختصت بعض المناطق في العاصمة فيينا او في مدن اخرى بالنمسا باستقبال السواح الخليجيين وفتحت لهم مطاعم خاصة يرتادونها لسهولة التعامل ونشر اسماء الاطعمة على قوائم باللغة العربية ووجود من يتكلم العربية ايضا . ومن المثير ان اذكر ان عائلة نمساوية كانت تنتظر امام مصعد كهربائي لاحد الفنادق الكبرى مع اطفال لها وعندما وصل المصعد الى الدور الارضي وانفتحت ابوابه ظهر فيه ثلاث نسوة بهذا اللباس الاسود مقنعات مما اثار الرعب فجأة في نفوس الاطفال امام المصعد الذين اخذوا بالصراخ والخوف مما شاهدوه . كثرت حوادث ارهابية استغل الارهابيون هذه الاقنعة على انها لباس نسوة ولكن البوليس اكتشف الامر مما اضطر الحكومة النمساوية منع المقنعات من التجول مع فرض غرامة تقدرب 150 يورو على كل امرأة تتجول على هذا النحو المخيف للناس اعتبارا من الاول اكتوبر القادم . الامر الغريب ان الحكومة لم تصدر اوامرها عن طريق وزارة الخارجية لتمنع المقنعات من المجئ الى النمسا وانما تركت الامر للسلطات الداخلية . والاكثرغرابة في الامر ان المقنعات تحدين السلطات واخذن بالخروج مقنعات رغم تعرضهن للغرامة فالامر لهن غير مهم اذا ما عرفنا ان جيوبهن او جيوب ازواجهن متخمة بالدولارات . ومن الجدير بالذكر ان السلطات لم تمنع النساء من المحجبات بالظهور في المدينة احتراما لحرية المرأة في اختيار لباسها لكنها شددت الاجراءات وفرضت الغرامات فقط على المقنعات . حقا ان منظر النسوة المقنعات يثير الاشمئزاز بل والسخرية عندما ترى مثل هذه الاشباح تتجول بين الناس على شكل نشاز مشوه للبيئة ومهدد للامن الاجتماعي او يجلسن في المقاهي والمطاعم دون ان ترى منهن اي شئ يدل على وجود امرأة تحت هذا القناع . ومما يثير الاسف والاسى ان هذا الامر ارتبط بالاسلام والعرب مما زاد في الاساءة لسمعة العرب المسلمين وخاصة السعوديين والخليجيين على انهم متخلفون ويواصلون تخلفهم ويظهرونه في الاوساط الاوربية بكل جهل وعناد باسم الاسلام . ومما يثير الدهشة ايضا اننا قرأنا مثلما كتبت الصحف النمساوية ان مليونيرا جزائريا عربيا مسلما اسمه رشيد نخاس تبرع بدفع كافة الغرامات التي يفرضها البوليس النمساوي على المقنعات دفاعا عن حرية الاديان كما يدعي والتي ستبلغ 300 الف يورو يوم تطبيق القانون على النساء المقنعات الموجودات في النمسا حسب التقرير المنشور في صحيفة اوسترايخ يوم الجمعة الماضية 22 سبتمبر هذا الشهر . حقا ان هذا المليونير المريض والمتخلف لا يدري ان في عمله هذا اساءة للاسلام وللمرأة العربية المسلمة لان الاسلام لا علاقة له بارتداء المرأة الاقنعة المخيفة التي ترتديها النسوة المتخلفات في اوساط المدن الاوربية . ولا ندري ما هو موقف دول الخليج والسعودية من مواطنيها الذين يزورون النمسا او الدول الاوربية الاخرى بصحبة زوجاتهم المقنعات . ولا نستغرب ان اعضاءا من منظمات نمساوية قررت مهاجمة مثل هذه النسوة في بعض الاماكن الحساسة من العاصمة فيينا . فيا ترى الى متى يبقى الاوربيون يتحدثون عن العرب باحتقار ويقولون ارفعوا النقاب عن نسائكم ايها العرب المسلمون حتى نحترمكم ونسمح لكم بزيارة مددنا بحرية كالسواح الاخرين . احد الدعاة من السعوديين المدعو سعد الهجري كما جاء في صحيفة الكرونة الصادرة في فيينا بتاريخ 24 سبتمبر الجاري غرد قائلا ان النسوة عندنا في المملكة لا يمتلكن عقولا كاملة كالرجال لان ادمغتهن ناقصة تصل الى نصف حجم ادمغة الرجال وانها تصل الى الربع عندما يخرجن للتسوق . فيا ترى اي حجم لادمغة النسوة المقنعات وهن يتسوقن في شوارع فيينا كل يوم مع ملاحقة البوليس النمساوي لهن واجبارهن على دفع الغرامات فورا ؟ كلمة حق تقال ان قرار الحكومة النمساوية هذا قرار منافق لان كرامة الشعب وسمعة النمسا والحفاظ على مصالحها امام السواح من كل انحاء العالم وعلى علاقاتها الاجتماعية بين السكان يقضي ان تنذر هذه النسوة بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة او ان تامر قنصلياتها بالتدقيق في هوية النسوة القادمات الى فيينا وعدم الموافقة على منح تاشيرات سفر لاي امرأة مقنعة وليس فرض غرامات يسخر منها هذا العربي المليونير السخيف المجنون ولله في خلقه شئوون .



#اياد_حلمي_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يتعض مسعود البرزاني من ابيه الملا مصطفى البرزاني؟
- ما الذي لم يذكره السيد الوزير الجعفري بصراحة في الحوار الذي ...
- هل سيفجر قيام دولة كردستان الصراع في العراق و الشرق الاوسط ؟
- هل ستغرق الفيضانات القادمة بغداد انتقاما من الفاسدين ؟
- حول -حسن العلوي ورسالة عزة الدوري اكاذيب ودلالات -
- اضافة فهرست الى مقالتي المنشورة في صحيفتكم الكريمة
- عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم - بان ...
- صفقوا معي للنائب الكويتي الوطني الغيور عبد الحميد الدشتي
- اللعنة تطارد امير دويلة قطر وادانته بدعم الارهاب تلاحقة في ا ...
- رسالة عتاب من مواطن عراقي الى نائب رئيس جمهورية العراق
- خبير امريكي يسأل : لماذا تشتري السعودية 15 الف من الصواريخ ا ...
- على ضوء انعقاد مؤتمر القمة الخليجية 34 في الكويت كاتب امريكي ...
- حينما تتجسد الميكيافيلية في الدفاع عن الاسلام السياسي السني
- وعن دبي سألوني : ما سر فوزها باستضافة معرض اكسبو 2020 ؟
- لماذا اصبحت دولة الرفاه في الكويت غير قابلة للاستمرار ؟
- في الرد على خطبة القرضاوي ومقالتي عبد الرحمن الراشد وقطاطو ا ...
- بلاد الحرب اوطاني من الشام لبغدان.....
- حكومة المالكي تكرم البعثيين وتتنكر لعودة اصحاب الكفاءات
- ما الذي اعجبني عند انعقاد القمة الحكومية لتطوير الخدمات في د ...
- خمسون عاما وما زلت اتذكر برعب 8 شباط 1963


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حلمي الجصاني - البوليس النمساوي يطارد اشباحا سوداء في قلب العاصمة فيينا