أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبير سويكت - إختبار نفسي يكشف عن وجه أخر للعنصرية في السودان و إشكالية الهوية















المزيد.....

إختبار نفسي يكشف عن وجه أخر للعنصرية في السودان و إشكالية الهوية


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 17:58
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مقالي الأخير كشف عن وجه آخر للعنصرية و أثرها في الأزمة السودانية

إختبار نفسي يكشف عن وجه آخر للعنصرية و إشكالية الهوية في السودان

بقلم : عبير سويكت

مقالي السابق بعنوان :( الدعارة العلنية عند العرب القدماء و الحديثة المشرعنة) و الذي كان الهدف منه طرح أزمة إجتماعية و نقاشها كخطوة بدائية نحو حل جذري أو جزئي علماً بأن المقال نشر في مواقع إلكترونية عربية و صاحب الموضوع ذات نفسه عراقي الأصل اي (عربي من العرب العاربه وليس من العرب المستعربة) و هو أستاذ في جامعة بغداد و باحث و مؤرخ و قام بطرح هذا الموضوع في منبر الفكر الحر الذي أعضائه من مختلف الدول العربية و كان الحوار هادئ و عقلاني و محترم و عندما حاولت أنا أطرح هذا الموضوع الإجتماعي علي اخوتي السودانيين اهتماما مني بالمواضيع الإجتماعية بشكل خاص لإيماني أن أي تغيير أياً كان نوعه ينبع من قلب التغيير الإجتماعي الذي يقود إلي التغيير السياسي و الفكري و الإقتصادي و الثقافي و لكن للأسف الحوار و النقاش خرج عن الموضوع المطروح و أصبح (hors sujet) و انقلب الي هجوم عنصري نتن نحو الإفريقية و العنصر الإفريقي الذي لا علاقة له بالموضوع المطروح و لكن أنا دائماً أقول أن بداخل كل شئ سلبي جزء و لو قليل إيجابي و الإيجابي في هذا الأمر أن المقال كان بمثابة إختبار نفسي كشف عن وجه أخر لأشكال العنصرية في السودان حيث سبق لي و تحدثت عن عنصرية بعض الدارفوريون و النوبة اتجاه من يسمونهم (الجلابة و العرب) و محاولة بعض هذه الفئات العنصرية محو هوية الآخر و للشفافية و المصداقية كنت أنوي عكس وجه آخر للعنصرية لذلك كانت سلسلة حواراتي مع ملكة جبال النوبة نتاليا يعقوب كبداية و مقالي السابق كان بمثابة الإختبار النفسي و فرصة جيدة لمواصلة ما بدأناه، و من هذا المنبر أنا أدعو العزيز القارئ أن يأخذ القليل من وقته و يقرأ مقالي السابق و بالأخص المداخلات التي تعكس و تكشف مافي بعض النفوس من العنصرية التي هي اليوم تعتبر إحدي أكبر أسباب الأزمة السودانية بالإضافة إلى إشكالية الهوية، فعلي سبيل المثال من خلال دراستي لتاريخ السودان دخول العنصر العربي إلي السودان كان عن طريق عدة طرق منها الفتوحات الإسلامية التي اقتحمت أفريقيا فكانت بقيادة عمرو بن العاص في مصر و عبدالله بن أبي السرح في السودان و أنا أركز هنا علي وجه التحديد في إسم السودان و لماذا أطلق العرب بالذات على هذه الرقعة الترابية من أفريقيا إسم(السودان)؟ و لماذا لم يطلق علي بقية الدول الأفريقية المستعربة أمثال الجزائر و المغرب و مصر... إلخ إسم(السودان) ؟ و الجواب واضح السودان يعني بلاد السود أي أن العرب عند دخولهم وجدوا سكان هذه المنطقة سود البشرة و لم يطلقوا هذا الإسم علي بقية الدول العربية الأفريقية المستعربة أمثال المغرب العربي لأن سكان هذه البلاد الأصليين من بربر، شلوح، و أمازيغ... إلخ كانوا ذوي بشرة بيضاء بخلاف سكان السودان الأصليين السود هذا من ناحية، و من ناحية أخرى السودان دولياً يصفونه ضمن قائمة(l Afrique noir) يعني أفريقيا السوداء التي تضم جميع أنحاء أفريقيا بخلاف مصر و المغرب و تونس.. إلخ الذين يصنفوهم أفارقة جغرافيا فقط و ليس عرقيا بينما لا ينظرون إلى السودان بنفس النظرة حيث يرون أن السودان مزيج من قبائل أفريقيا بيور مئة في المئة و أخري هي عبارة عن هجين خليط عربي أفريقي و العرب الأقحاح كما يقول أهلنا السودانيين الذين لم يدخلهم دم أفريقي هم أمثال قبائل الرشايدة التي هي قلة في السودان و لكن مازال هنالك فئات كبيرة من السودانيين تعيش حالة خلط أو بالأحرى عدم رغبة بالإعتراف بهوية السودان و هكذا تبقي إشكالية الهوية قائمة كأحدي أزمات السودان في عدم الإعتراف بتاريخ السودان الذي يمثل و يعبر عن وجود الطرف الآخر و لكن بالنسبة لي أنا كما سبق و أن قلت في مقالتي السابقة من أراد أن يكون عربياً فليكن و من أراد أن يقول أنه تركي فلا بأس في ذلك حتي من يريد أن يقول أنه أوربي أو أمريكي أو صيني لا مشكلة في ذلك إذا كان ذلك يريحه نفسياً و يساعده في التخلص من عقدة الهوية و عدم الرغبة في تقبل الذات و هذا يذكرني بموقفين : الأول عندما كانت جدتي تتكلم مع خالي في موضوع بهذا الشأن و قالت له : نحن ناس ألمك سويكت جعليين ميرفاب علياب أصولنا من العراق و هنا ضحك خالي و هو كان قد أنتهي من أكل وجبته المفضلة (الكوارع) و كان قد شرب القليل من الخمر ثم رد عليها قائلاً : قلتي لي كيف يا حاجه أصولكم من العراق؟ و وصلتوا السودان كيف؟ جيتو طايرين في كرتونة زي توم اند جيري و لا كيف؟ و الموقف الآخر كان من جهة أهل أبي المجمراب حين قال لي أحد أقاربي من خلال نقاشنا إذا أردتي سأرسل لك شجرة العائلة و بالمناسبة نحن المجمراب بديرية دهمشيه لكن أصولنا من اليمن و في نفس الوقت كان هناك العديد من اليمنيين الذين يحملون إسم المجمر قد أرسلوا لي دعوة في الفيس بوك كما أرسلت نفس الدعوة لبقية المجمراب و هم يسألونهم عن قبيلة المجمر في السودان و لكن إذا بأحد أعمامي يتصل بي و يطلب مني مسح جميع أفراد عائلة المجمر اليمنية من قائمتي و عندما سألته لماذا و هم لم يسئوا لي في شئ رد قائلاً : يا بتي أنت اليمنيين ديل ما بتعريفيهم أكتر مني أنا عشت معهم في اليمن سنين عديدة و درستهم و عارف كويس نظرتهم للسودانيين و ما عايز اي يمني يقعد معاي في الفيس وسط أهلي و نسائهم لأني لم أتجرأ و أضف أهله و نسائهم و أعرف جيداً أن نظرتهم دونية للسودانيين و أنا لا تشرفني معرفتهم و مجمر السودان و اليمن ما حاجه وحده و هنا شعرت بتضارب في الأقوال بين قريبي الذي يؤكد علي أصوله اليمينية و الآخر الذي يسب و يشتم اليمنيين و علما بأن هؤلاء اليمنيين كان في قمة الإحترام معي و مع أبي إذن هذه كانت أمثلة بسيطة واقعية لاشكالية الهوية في السودان، أما الجزء الأهم هو الوجه الآخر للعنصرية الصادرة من بعض الفئات المستعربه نحو ما يسمونهم تارة بالافارقة و تارة بالعبيد و تارة باولاد جون قرنق لكل من يتمتع ببشرة سمراء داكنة و تارة باولاد الغلف و غيرها من الألقاب العنصرية المتعددة و لكن الافظع من ذلك هي عملية الإستضعاف و الاضطهاد من قبل بعض الفئات التي بمجرد أن يفتح أي سوداني أفريقي فمه و يحاول أن يقول رأي مخالف يعملوا على إغلاق فمه بأساليبهم القذرة اللااخلاقية اللاانسانية في أسكت يا عب و اسكتوا يا أولاد الغلف و اسكتوا يا أولاد جون و أسكت يا أبو شلاليف و بمناسبة أبو شلاليف في إحدي المرات من خلال تواجدي في منابر إخواننا الجنوبيين الإعلامية عندما حدث اختلاف في الرأي بين أحد الشماليين و اخر جنوبي فإذا بالشمالي يشتم الجنوبي قائلاً : اسكت يا أبو شلاليف و الغريب في الأمر أن الجنوبي لم يضع صورته في البروفايل إذن الشمالي لا يعرف حتى شكله و لكن يسمح لنفسه بأن يشتمه بهذه الصيغة غير المحترمة و لاحظت أيضاً عادة عند الاختلاف في الرأي يقولون لهم دائماً : لا تشتري العبد إلا و العصا معه أن العبيد لانجاس مناكير و أيضاً بعض الفئات المستعربة اعتادت عند الإختلاف معها في الرأي أن تخرج من الموضوع الأساسي و تذكر هذه الفئات التي تسميها بالافريقية بتاريخ العبودية و كيف أنه تم بيعهم و شرائهم ثم يذكرونهم بأنهم كانوا عرايه و الآن تعلموا اللبس و صراحة أستعجب لمثل هذه الأفعال في زمن العولمة و الحوار الفكري و الثقافي و لكن إذا عرف السبب بطل العجب فهذا نوع من السياسات المستخدمة من قبل هذه الفئات العنصرية التي تعلم جيداً أنها عاجزة عن الحوار و الجدال العقلاني الفكري الهادئ المحترم فتلجا إلي تلك الأساليب العاجزة التي تعبر عن مدي ضحالة و ضعف و عجز المحاور و إفلاسه فكرياً و أخلاقيا فهذه الأفعال اللااخلاقية و اللاانسانية تعكس ما بداخل مستخدمها و تعريه و أنبه أيضاً إلي أن الهدف من مثل هذه السياسات العنصرية هو أضعاف ما يسمي بالعنصر الإفريقي في كل المحاور السياسية و الفكرية و غيرها حتي يتأكدوا من إسكاتهم عن المجادلة أو المطالبة بحقوقهم و قهرهم و بصورة أوضح إستراتيجيا أنا أصنفها بالحرب النفسية لإضعاف ما يسمونه الخصم الأفريقي حيث أن جذور هذه الحرب ترجع إلى الماضي القديم. عندما عملت هذه الفئات العنصرية علي نشر ثقافة معينة في السودان يمكن تسميتها بثقافة ال(Domination) حيث يتم تفهيم الجميع أن الأفريقية هي عبارة عن وصمة عار تمثل تاريخ العبودية و الإنحطاط الأخلاقي و ينسبون كل ما هو سئ للإفريقية كما حدث في جميع التعليقات علي مقالي حيث نسبوا مرض الإيدز للأفارقة و النساء الساقطات و قباحة الشكل و التكوين الجسماني حسب تصنيفهم طبعاً و الغباء و التخلف العقلي و هنا يحضرني المثل الشعبي السوداني الذي نسمعه عندما يريد أحدهم تبرأت نفسه من صفة الغباء التي ينسبونها للافارقه فيقول لك :( أنت قايلني على راسي ريشه) و غيرها من الأساليب القذرة بهدف أضعاف الطرف الآخر نفسياً و تعقيده من هويته و هكذا يتم أضعافه سياسياً فيرضخ لأجندتهم و يرضي بما يفرض عليه و هذا النوع من السياسات و الإستراتيجيات غير أخلاقي و لا إنساني و ظاهرة العنصرية و العنصرية المضادة في السودان خطيرة سواء كانت من قبل العنصر المستعرب ضد الإفريقي أو الإفريقي ضد المستعرب لأنها مهدد لوحدة البلاد و تماسكها و ترابطها و تعيق تعزيز ثقافة التعايش السلمي و التسامح و السلام العالمي و الحوار الهادف و تهدد الأمن القومي .

عبير سويكت
ناشطة سياسية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس
31/07 /2017



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل بين العلمانيين و المحافظين حول الإعتراف بواقع الدعارة في ...
- تنويه هام
- بيع الجسد العلني عند العرب القدماء و الحديثة المشرعنة 2_1
- معاناة المرأة اللانسانية من المهد إلى اللحد
- نقول للإعلام العربي : نعم للتسامح والتعايش مع إسرائيل و لا ل ...
- الدارفوريون متهمون بشن حرب الشائعات و الأكاذيب ضد الأجانب ال ...
- شعار الدول العربية لا للإرهاب شكليا و نعم لإضطهاد المسيحيين ...
- سحر عشق الرجل و أثره في إيقاظ أنوثة المرأة و جمالها
- رسالتي بمناسبة عيد الفطر المبارك تعزيز ثقافة التسامح و القوم ...
- لوول دينغ من لاجئ سودانى إلى رياضي عالمي يخطف إعجاب أوباما
- جورجيت الشامية أسطورة عشق هزمتها القيود التقليدية و الأديان ...
- كيف تحول جير دواني السوداني من طفل محارب إلى أسطورة سينمائية ...
- مصر التي عقدت التصالح اعجزت أن تعلم رموزها التسامح
- المايقوما و صرخة أمل نموذج لضحايا جرائم الشرف في العالم العر ...
- تحرير المطلقات و الأرامل و العوانس و القصر من السجن التقليدي ...
- أوراق عاشقه بين اليقظة والأحلام
- جدل حول زواج التراضي و إستمرار علماء الدين في تضليل العباد و ...
- لماذا لا يحكم المسيحي في بلد أغلبيته مسلمة إذا كان مؤهلا سيا ...
- تحريم زواج المسلمة من المسيحي مصدره القرآن الكريم أم العقلية ...
- حد الردة إنتهاك لحرية الإعتقاد و هدر للنفس البشرية العزيزة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبير سويكت - إختبار نفسي يكشف عن وجه أخر للعنصرية في السودان و إشكالية الهوية