أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أعداء الاستقلال.. محاولات لعقلنة الاستعباد














المزيد.....

أعداء الاستقلال.. محاولات لعقلنة الاستعباد


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



باينت ردودُ الفعل تجاه إعلان الدعوة إلى الاقتراع على استقلال إقليم كردستان، ما بين رافض ومتحمّس ومتوجّس، وإن كنا لنجد في الحقيقة مجرد موقفين رئيسين هما: إما أنك مع الاستقلال أو أنك ضده، وليس ثمّة خيارٌ ثالثٌ، وذلك لأننا تابعنا مقالات وتصريحات ومواقف من قبل أبعاضهم، وهم- مع الأسف- من غير الكرد والكرد في آن واحد...!؟
مؤكّد أنّ مَن أبدوا حماسهم، كانت لهم موازينهم ومحاكماتهم لهذا المقترح، ضمن فضاء اللوحتين الخاصة والعامة، العراقية، والإقليمية، ولربما قبلهما: الدولية، إلا أن من يطالب بحقّه المشروع، وهو يجد نفسه في طريق التهالك بسببه، من دون أن يتحقق كاملاً، ضمن توصيفات واقع سياسي مستنقعي، وفي ظل استدامة خلل عضوي لا يمكن إصلاحُه على المدى المنظور، ليسترخص كل شيء دونه، وهو ما لم يغب عن بال راعي و صانع القرار الرئيس مسعود بارزاني الذي مهد له طويلاً، كلما لمس التكالب على حقوق شعبه من قبل الذين لم يروا في وقوفهم ضد صدام حسين إلا ليكونوا نسخة أسوأ منه، لأن الرجل ساوى بين جميعهم في فضاء دكتاتوريته، ليكون عادلاً في ظلمه حتى للبعض من أهل بيته، ولم يفرق في ذلك بين طائفة وأخرى، أو قومية وأخرى، وكان موقفه ممن حوله متأتياً من منظار الولاء إلى درجة إمحاء ملامح الكرامة الذاتية، وإن ما يريده من تربوا على ثقافته هو أنهم أرادوا أن يبزّوه في ذلك، وما أكثر الأمثلة المشخصة في الفضاء العراقي..!
بيد أن من غمزوا من هذه المبادرة، وراحوا يشككون بها، من خلال محاولة نسفها بالحديث عن أي من الظرفين الذاتي أو الموضوعي بلغة فلسفة السياسة، أو أدبياتها التي باتت مستهلكة، لم ينطلقوا-غالباً- إلا لأنهم يضمرون مواقف سلبية من ممارسة الكردي لحق تقريره لمصيره، إذ إن الوقت الآن ليس مكرساً من أجل إبداء المخاوف، أو سوق مصفوفة الحجج لدحض هذا المطلب الشرعي، لاسيما إذا كان من يبدون هذه المواقف- بغرض كبح العملية- يتجاهلون حقائق كثيرة، في مطلعها حق الأمم والشعوب في تقرير مصائرها، حيث ثمة كثيرون حتى من المنظرين المنافحين عن مثل هذا الحق يسقطون الكردي من حساباتهم، وفي هذا ما ينم على بؤس الثقافة التي نهلوا منها.
ثمة من هو كردي- أيضاً- كما تشير إلى ذلك هويته بيد أنه لا يفتأ يدبج الكوابح الواحد منها تلو الآخر، همه الرئيس إفشال هذا الحلم، انطلاقاً من أن ثقافته الذاتية، نتيجة عامل شخصي، أو حزبي بغيض، يدعوه ألا يتحقق هذا الحلم على أيدي طرف طالما بيَّن وفاءه لإنسانه، ولم يخطىء في القضايا المبدئية الكبرى، وهو يدافع عن هويته في وجه من أراد محوها، أياً كان، مسترخصاً ذاته، في وقائع يسطرها التاريخ، وهي جزء من ذاكرة إنساننا، منذ أول بذرة وعي قومي، وهو في المحصلة وعي إنساني لابد منه.
وحقيقة، فإن هناك خطاباً إنسانياً يطلقه بعض من ينحازون إلى العيش المشترك بين شعوب هذا البلد أو ذاك الذي ابتلع جزءاً من خريطة كردستان، بما فيه إقليم كردستان. هذا الخطاب يتأسس على جملة مفاهيم وطنية، أو إنسانية، لها إرث من التاريخين الحياتي والنضالي- لاسيما لدى العوام أو النخب الثقافية وإلى حد ما لدى النخب السياسية- إلا أن مطلقي هذا الخطاب كثيراً ما يتجاهلون مسألتَيْ: ديمومة عقل استغلال وإقصاء واستبعاد مَنْ لا ينضوي في إطار القومية الكبرى، ناهيك عن استنفاذ هذا الخطاب، وتهالكه- نتيجة استذئاب من كانوا، ولايزالون في إطار المعارضة للنظام السابق، من خلال سعيهم لاستعادة أدوات، وطرائق دكتاتورية عقل النظام العفن ذاته.
بدهيٌّ، أن حساسيةَ الموقع الجيوبوليتيكي لكردستان- عامة- من شأنها أن تجعل من فكرة الإقدام على -استقلال - كردستان من عداد أفظع المحرّمات، والمحظورات، في أعراف كثيرين، وهو واقع له عمقه التاريخي، التنظيري، ولو غير المعلن، في أذهان هؤلاء الذين رسموا فضاء خريطة هذا المكان، بعد أن عرضوا شعبها للتهجير، ومحو الوجود قبل الهوية، ممزقين جغرافيتهم، ومتصاممين عن مطالب أهلها، متباكمين متعامين عن حقهم، ومآسيهم.
ربما يكون هناك- من بيننا- من يدفعه الحرص، إلى التخوُّف، في أعماقه، وهو من حقه، إلا أن من حق شعبه عليه، أن يتجاوز مخاوفه، وألا يحوله إلى فايروس وبائي لزعزعة الصف، لأن الوقت الآن ليس إلا للتعاضد، والتكاتف، من أجل توجيه رسالة للعالم بأسره حول لُحْمَة هذا الشعب الذي تعرّض لأقسى نكبات المحو عبر تاريخه، وظل يقاومها، مدفوعاً بإرادة الحرص على الحياة، كي يستدرك واضعو خرائط المنطقة خطأهم الاستراتيجي، بل جريمتهم الكبرى، على أمل التكفير عنها، وقد تأخّروا في ذلك كثيراً، إلى أن تجاوز فعلتهم الزمن...!

ولكل هذا، فإنه لن تغيب عن أذهان من هم وراء هذا القرار جملة التصوُّرات السلبية قبل الإيجابية، إلا أن اللجوء إلى القرار لم يكن إلا خياراً اضطرارياً، دون نسيان العلاقات التاريخية التي تربط الكردي بجيرانه جميعاً، ولاسيما هؤلاء الذين جمعهم، ولايزال، الخندق الواحد، في أصعب المحن، في مواجهة آلة الهلاك والقتل، وما احتضان كردستان لكثيرين من أمثال هؤلاء إلا دليلاً على الوفاء لمثل هذا الإحساس النبيل الذي يعد جزءاً من شخصية وتكوين الكردي الأصيل، غير الملوث بفيروس الانسلاخ عن شيمه وقيمه، أينما كان..!
يتبع.....



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبراهيم اليوسف في كتابه السيروي: -ممحاة المسافة: صور، ظلال و ...
- امتحان الاستقلال
- القصيدة في خط متوتر وصاعد فواز قادري أحد أكثر من كتبوا عن ثو ...
- الشاعر في مدونة المكان والكائن ظلال الاسم الجريح لعبداللطيف ...
- فرهاد عجمو أحد أهم الشعراء الغنائيين الكرد مشروع رؤيوي جمالي ...
- خارج الساعة
- أيقونة كردية تحفل بالإباء والحياة...!. إلى فصلة يوسف ومحسن ط ...
- يوسف زيدان وغبار أحذية جند صلاح الدين الأيوبي
- توأما بينوسانو يشعلان شمعتهما السادسة...!.
- بعد إصدار روايته التين البري الروائي الكردي جميل إبراهيم ثقا ...
- هكذا أكتب قصيدتي الشعروالشاعرفي مهب النظرية
- بشار الأسد ينقلب على نفسه!
- على عتبة عامها السابع:
- سكرتير عام حزب سياحي*
- شارع الحرية فصل من كتاب- ممحاة المسافة- سيرة ذاتية
- سقوط الأقنعة، سقوط الأوجه...!
- نبوءات جدتي أمينة شيخ حسن
- امتحان- حميميم- وحمى المحنة..!-قراءة سريعة في الموقف الثقافي ...
- حوار استعادي أجرته معي المناضلة الحقوقية والإعلامية الأسيرة ...
- حسن جنان ظاظا: الكتابة في مواجهة القهر


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أعداء الاستقلال.. محاولات لعقلنة الاستعباد