أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - الارهاب..تلك ألالة العمياء















المزيد.....

الارهاب..تلك ألالة العمياء


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد مصطلح "الارهاب" يعبر عن معناه الذي استخدم فيه لغويا، بما يعنيه تحديدا بمعنى؛ الرعب أو الأخافة، أي بما لا ينصرف في الأساس الى الفعل المادي البحت..! ولعل ما اجمع عليه المفسرون والفقهاء الاسلاميون من معنى لهذا المصطلح ما يغني عن الافاضة..! فورود مفردة (الارهاب) في القرآن الكريم في قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم ،لا تعلمونهم الله يعلمهم.))"سورة الانفال. أنما ينصرف الى اخافة العدو ، وزرع الرعب في نفسه، من خلال اظهار الاستعداد القتالي ، وليس القتال نفسه أو العنف بحد ذاته..!

لقد أكتسبت جملة الأفعال المطبوعة بطابع العنف، والموجهة ضد المدنيين -على مختلف مشاربهم أوالملكية الخاصة او العامة، والتي تسبب الأذى والأضرار بألأفراد أو الأطيان، اكتسبت صفة "الأرهاب" لا طبقا لما يعنيه مفهوم الارهاب لغويا، بل تعداه ذلك الى الافعال المتسمة في جوهرها بالعنف المادي في صيغته الملموسة..! فألأرهاب بمفهومه الحديث يتعدى ما تعارف عليه بالرعب أو التخويف، وأصبحت هذه المسميات أحد نتائج العنف بشكله المادي المألوف.
العنف بشكله المادي وعلى مر السنين، أخذ مسارا تصاعديا في جسامته وأهدافه ومدياته ووسائله..! فبألأضافة الى العنف الذي يطول ألأفراد لأهداف شخصية بحت، أصبح العنف يستهدف أهدافا يغلب عليها الطابع السياسي أو يقصد منها ألأنتقام. وأصبح مصطلح "ألأرهاب" في يومنا الحالي اكثر شمولية ، وأغراضه لا تعرف الحدود..! ومجالات أستخدامه أوسع من أن تطال ..! أما اشكاله فتستعصي على أن تحصى..لدرجة بات معها ، تفجير الشخص لنفسه بحزام ناسف، واحدا من تلك الأشكال، طالما يؤدي ذلك الى نفس الغرض الذي يهدف اليه صاحبه أو الجماعة التي يدور في فلكها..!؟ وحيث أن ما ينتج جراء ذلك يمتد بآثاره بعيدا ليشمل ليس فقط من أرتكبه بل دائرة واسعة من المتضررين..!؟

لقد برزت ظاهرة ألأغتيال السياسي _ وهي فعل مادي بشكله، أرعابي في محتواه _ منذ القدم، ولعل في التأريخ المدون للمجتمع الأنساني ، ما يسجل عن استشراء هذه الظا هرة منذ القرن الاول الميلادي وأرتبطت في دوافعها الى حالة" التعصب الديني أو الطائفي"، كما هو الحال في (( اليهود المتعصبين الذين كانوا يلجأون الى قتل أولئك المتعاونين مع الرومان من أبناء طائفتهم.. بقصد ترويعهم، أو في حالة طائفة من المتعصبين من المنسوبين الى أحدى الفرق الشيعية ( الأسماعيلية)، وهم المعروفون ب"النزارية- بني صباح" في القرنين الحادي عشر، والثاي عشر، حيث كانوا يغتالون المعارضين لطائفتهم من خلال شن الحملات الأنتحارية،وقد عرفوا فيما بعد بجماعة " الحشاشين" حتى تم القضاء على آخر تنظيماتهم في الشام من قبل االمماليك على يد قائدهم الظاهر بيبرس، عام 1270 ))*

أما في العصور الحديثة، وبعد أن أكتسبت ظاهرة "الأستعمار" وأستعباد الشعوب، ، وما يدعى الان ب"العولمة" طابعا شموليا ، فقد أخذ "اللجوء للعنف" أبعادا أوسع من حيث الدوافع وألاسباب..! لقد فسرت الكثير من أعمال العنف بما فيها ألاعمال ذات الطابع التدميري الشامل- الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة- بأنها ذات مشروعية أخلاقية ..؟! لأنها تستهدف المستعمر المحتل لأراضي الغير..!؟ وكذلك فسرت ما تقوم به بعض الفصائل الفلسطينية من استخدام العنف ضد الاحتلال السرائيلي، بما فيه الهجمات الأنتحارية، بأنها تكتسب شرعيتها لكونها موجهة ضد المحتل ، وأنها مجرد أعمال مقاومة لأجبار المحتل على ألانسحاب، وكذلك هو الحال بالنسبة للأعمال المسلحة ضد القوات العسكرية الأمريكية وحلفائها الموجودة ألان في العراق – رغم أختلاف وجهات النظر حول أسباب تواجدها- ..!

أن أعمال العنف آنفة الذكر، من وجهة نظر من توجه ضدهم تلك الأفعال، فأنها تقع تحت طائلة مفهوم " ألارهاب"، حيث أكتسب هذا المفهوم هو الآخر طابعا شموليا، واستنادا للأتفاقية العربية لمكافحة الأرهاب 1998 فقد عرفت الارهاب بأنه ((كل فعل من افعال العنف او التهديد به اياً كانت بواعثه او اغراضه يقع تنفيذاً لمشروع اجرامي فردي او جماعي يهدف الى القاء الرعب بين الناس او ترويعهم بايذائهم او تعريض حياتهم وحيرتهم للخطر او الحاق الضرر بالبيئة او بالمرافق والاملاك العامة او الخاصة او الاستيلاء عليها او تعريض احد الموارد الوطنية للخطر)) وعرفت الجريمة الارهابية(( بأنها اية جريمة او مشروع فيها يرتكب تنفيذاً لغرض ارهابي وحدد عدداً من الجرائم الواردة في الاتفاقات الدولية واعتبرها جرائم ارهابية منها اتفاقيات مكافحة الاستيلاء على الطائرات وسلامة الطيران المدني ومعاقبة الافعال ضد الاشخاص المشمولين بالحماية الدولية واختطاف واحتجاز الرهائن ولم يعتبر هذه الجرائم من الجرائم السياسية ولو كانت بدافع سياسي واعتبر من ذلك القتل العمد المصحوب باكراه ضد الافراد والسلطات او وسائل النقل والمواصلات واعمال التخريب والاتلاف للممتلكات العامة والخاصة.))**

أنه وطبقا لهذا التعريف، يصبح من المسلمات البديهية نبذ أي أعمال عنف تقع تحت طائلة هذا التفسير، حتى وأن كانت ذات مقاصد سياسية..! فألارهاب اليوم ومن الناحية الشكلية ، أصبح مفهوما عاما يغطي مساحة جد شاسعة من أنواع واشكال الاعمال المتسمة بالعنف، بل وأصبح من المسلم به - طبقا للولايات المتحدة الامريكية- على وجه الخصوص، بأن "الارهاب" عدو دولي يجب القضاء عليه وأستئصاله، وبهذا التفسير تعطي الولايات المتحدة لنفسها الحق في غزو أي بلد تعتقد "هي" بأنه يحتضن "الارهاب" أو يمارسه..!؟ حتى أصبح من المتعذر معه التفريق بين ما هو "أرهاب"، طبقا لما هو موضح أعلاه، وبين أعمال المقاومة ضد المحتل التي أقرها ميثاق "الأمم المتحدة"، خاصة عندما تتداخل الحالتان في حيز واحد، كما هي حالة العراق..!؟ حيث الصورة أكثر ضبابية، والفعل الارهابي طاغ في كل مكان..!؟

أما الصورة الثانية للارهاب فهي صورة أرهاب الدولة، التي تتعدى أحيانا حدود واجباتها في حفظ الامن وحماية المواطنين، لتصبح مجرد أرهاب مسلط على رقاب الناس..!؟ ولعل من نافل القول الاشارة الى ما تمارسه سلطات الاحتلال ،في جميع البلدان التي تتعرض الى الاحتلال، من ارهاب غاشم ضد المواطنين، بما فيه استخدام الطائرات الحربية، تحت حجة "مكافحة الارهاب"..!؟

وفي دوامة الارهاب التي تعصف بالعراق اليوم ، يتصدر أرهاب "الطائفة" كأسوء اشكال الارهاب التي توجه ضد المواطنين من الطوائف الأخرى..!

أن ما تعرضت له الطائفة المسيحية في العراق يوم 29/1/2006، ((- حيث استهدفت عدة اماكن للعبادة من الكنائس المسيحية، الى محاولة تفجيرها ، وأزهاق أرواح أكثر من عشرين مواطنا جراء التفجيرات- ))، يلقي بظلاله القاتمة على ما يدور في الساحة السياسية.. ..؟؟! أن ذلك، وبلا أدنى تأجيل، يدعو الى الادانة والاستنكار من قبل الجميع وفي مقدمتهم الحكومة ورجال السياسة والدين وكل الذين تهمهم مصلحة العراق الوطنية، وشجب كل ما يمت بصلة الى "التعصب الطائفي" من أي جهة جاء..!؟

أن التماسك واللحمة الوطنية بين كافة طوائف المجتمع هو السلاح الكفيل بمكافحة الارهاب وكشف زيف مقاصده وغاياته..! فالفعل الذي يستهدف تمزيق أوصال المجتمع أنما هو عمل أرهابي مهما كانت الجهة التي تقف ورائه، دينية كانت أم سياسية..!؟ فألارهاب هو تلك الالة العمياء..!؟

* انسكلوبيديا : ويكبيديا
** جريدة الصباح : الارهاب بين قرار مجلس اللأمن ومكافحته في قانون الجمعية الوطنية الجديد



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوابت وآفاق تشكيل الحكومة المرتقبة في العراق
- !...قناة -الفيحاء- ليست أستثناء
- ألقضاة لا يكذبون ...! تداعيات استقالة القاضي رزكار محمد أمين
- رباعية الثوابت.. والمخاض المرتقب
- الجيش العراقي...بين احتلالين..!!
- ليتوقف قتل الابرياء


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - الارهاب..تلك ألالة العمياء