أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب محمد عيسى - مفارقات فلسطينية














المزيد.....

مفارقات فلسطينية


مصعب محمد عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة لمدة الأربعون يوما المنصرمة اضراب الكرامة الذي دعا اليه القيادي في فتح الاسير مروان البرغوثي والذي ضم حوالي 1300 اسير فلسطيني قرروا خوض معركة الامعاء الخاوية للضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق مطالبهم التي اطلقها البرغوثي مسؤول قيادة لجنة الاضراب المتمثلة بتحسين شروط الاعتقال واعادة الميزات التي كانت مصلحة السجون قد سحبتها من الاسرى قبيل اضراب الكرامة هذه المطالب فيها مفارقة غريبة مقارنة مع المطالب التي تبنتها الحركة الاسيرة سابقا من حيث مطالبها المتمثلة باطلاق سراحهم او الاستمرار في خوض معركة الامعاء الخاوية فكان سامر عيساوي الاسير الاطول اضرابا في تاريخ الاسرى 256 يوما واضراب الشيخ خضر عدنان الذي بلغ قرابة شهرين واضراب الاسير محمد القيق الذي بلغ 94 يوما شواهد حياة على انتصار معركة الامعاء الخاوية
من حيث المقارنات فهناك فروقات واضحة
أولا من حيث مدة الاضراب
ثانيا من خلال الاختلاف في طبيعة المطالب بين من يسعى لتحسين شروط عبوديته واسره وبين من يسعى بجوعه لنيل حريته لكن السيناريوهات جميعها وتناقل الروايات من داخل المعتقلات تثير زوبعة التلميع واطالة الهالة الصفراء حول حركة فتح والاصرار على اظهارها دوما بمظهر الريادة الوطنية وانها صاحبة النظرة الاقدر على قيادة المجتمع الفلسطيني سواء على صعيد السلطة او على صعيد المنظمة او من داخل قضبان المعتقلات
فبعد اعلان قيادة الاضراب المتمثلة بالاسير مروان البرغوثي بوقف او تعليق الاضراب وبدء اجراء المفاوضات مع ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية سارعت كثيرا من الاقلام الى تهويل النصر وتضخيمه فتحاويا وتلميع صورة الاسير مروان البرغوثي على حساب بقية الاسرى الذين من بينهم من هو اكبر منه عمرا وفكرا وربما اقدم اعتقالا
مفارقات يطرحها تساؤل المنطق وجدل الحقيقة حول ابقاء الاسير مروان البرغوثي صاحب مبادرة اضراب الكرامة وقيادته للاضراب ومن ثم تفاوضه لاحقا لانهاء الاسرى تمهيدا لتحقيق مطالبهم وبين قيام ادارة مصلحة السجون بعزل الاسير احمد سعدات مع مجموعة من رفاقه ونقلهم الى عزل اخر لماذا تم الابقاء على الاول عزل الثاني
اما من حيث مطالب اضراب الكرامة بقيادة الاسير مروان برغوثي فالحق يقال انهم انتصروا ولكن مقارنة بمطالب من سبقهم اعتقد انه من الاجحاف المقارنة اصلا
بالمقابل تظهر المفارقة الاخرى بين الاسرى الفلسطينين المعتقلين لدى سجون الاسد وبين المعتقلين الفلسطينين لدى سجون الاحتلال جلية واضحة كعين الشمس التي يرقبها كل القابضين على قيد الحرية
فبينما يخوض المعتقلين الفلسطينين اضرابا طوعيا لتحسين شروط اعتقالهم من خلال مطالبتهم بادخال القنوات الفضائية والهواتف الذكية وغيرها من علامات رفاهية السجون في الجهة الاخرى يأن المعتقلين الفلسطينين لدى سجون الاسد تحت وطأة التعذيب وسياط الجلاد وبكرات التعليق وتحويل الجسد الى مطافئ لسجائر الجلادين وهم يخوضون اضرابا قسريا عن الطعام والشراب وغير مسموح لهم اصلا باقل حقوق المعتقل من خلال التفاوض مع ادارة السجون او من خلال المطالبة بادخال الطعام او الاستغاثة قهرا تحت سياط العذاب فلا اذنا تسمع اصواتهم ولا صوتا ينقل صدى انين عذاباتهم
هذه المفارقات تمتد اكثر لتظهر اكثر قباحة في مشهد غريب في تاريخ الحرية باسره فحيث ان الحرية لا تتجزأ تطل علينا قيادة سلطة اوسلو وفصائلها بنشاطات متزامنة مع اضراب الكرامة ليل نهار وبيانات تضامنية مع الاسرى ووقفات في العواصم العربية والاوروبية يتخللها دبكات ورقصات استعراضية وهذا اكثر ما يملأ القلب غصة
مقابل هذه النشاطات الفصائلية انتصارا لاضراب الكرامة يشارك بعض هذه الفصائل في اعتقال الفلسطيني في سورية وتسليمه لمعتقلات واقبية النظام الاسدي فيما يصر الباقون على كتمان اصواتهم النشاز والتزام الحياد والصمت ازاء ما يتعرض له الفلسطيني السوري من ممارسات اجرامية داخل معتقلات الاسد التي لايمكن مقارنتها اصلا بمعتقلات العدو ربما سجن العدو ارحم كونه يبيح لك حق الاضراب والتفاوض وفي بعض الحالات يستجيب لحريتك مرغما
مع ان عدد المعتقلين الفلسطيني داخل سجون الاسد يقدر بحوالي 12500 معتقل بينهم نساء وشيوخ واطفال دون سن العاشرة
فيما يقدر عدد المعتقلين الفلسطيني في سجون الاحتلال ب6500 اسير اي اقل بنسبة النصف
ولامجال اصلا للمقارنة بين ظروف وطبيعة الاعتقال الاسرائيلي وبين طبيعة وظروف الاعتقال الاسدي مع ان المفارقة لابد لها ان تظهر كعين الشمس فالاسرائيلي هو عدو احلالي انشأ معتقلاته لاسكات صوت المقاومة واستكمال وعده باحتلال فلسطين واسطورة الدولة اليهودية العظمى في حين ان الاسد انشأ نظاما مقاوما لهذا العدو يبيح من خلاله ارتكاب المجازر والجرائم واعتقال ابناء المخيمات باسم المقاومة وتحرير فلسطين
بين هذا وكله يظهر صوت العقل جليا كاسرا صمت الخجل ورمزية ما مضى
وتخوف الذات من تهمة الخيانة بحجة الاستفسار والتأمل في المفارقات ربما سيصل الى نتيجة لاحقا ان بين كل هذه المفارقات الفلسطينية الصنع يبقى التائه الوحيد هو الوطن ويكتمل مشهد الاعتقال لصوت الضمير والثورة



#مصعب_محمد_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرات الشتات ...محاصصة فصائلية
- قدود من دم
- عمر النايف ...بين الذكرى والانطلاقة
- الجالية الفلسطينية من تمثل ومن يمثلها
- ديمقراطية الجبهة لاتحمل سوى اسمها
- تيار المسار الثوري
- يا ظلنا المكسور ..
- فلسطينيو سوريا في تركيا ...اغتراب جديد
- للمخيم رب يحميه
- اليسار الفلسطيني بين سندان النظام ومطرقة pyd
- المثقف اليساري الفلسطيني من اقصى اليسار الى اقصى اليمين
- اليسار الفلسطيني من الثورة والتحرير الى السلطة والتبرير


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب محمد عيسى - مفارقات فلسطينية