أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - ما بعد نفعية لزيارة ترامب وغربة حوار الاديان!















المزيد.....

ما بعد نفعية لزيارة ترامب وغربة حوار الاديان!


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت أول تحركات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب الخارجية للمثلث الديني: الوهابي الصهيوني الكاثوليكي.. من آل سعود إلى بني صهيون إلى البابا فرانسيس. بالتأكيد تحركاته لم تكن ما بين الأديان السماوية الثلاثة. فالأصح أنه ألتقى بالمذاهب الثلاثة التي تقع ضمن الأديان: الإسلام واليهودية والمسيحية. فالواضح أن محركات الأديان الثلاثة تقع اليوم، وعلى التوالي، تحت عباءات الوهابية والصهيونية والبابوية الكاثوليكية بالرغم من أن أمريكا تحركها البروتستانتية اللوثورية، التصحيحية والثائرة على المسيحية الكاثوليكية، منذ خمسة قرون. وقد نحتاج قبل قراءة زيارة السيد ترامب الثالوثية، ما بعد النفعية، للوقوف عند المحطات التالية:
• لا ندري هل تحركات السيد دونالد ترامب جاءت من باب الصدفة أم أنه يريد أن يتوج هو وإخوانه اللوثورين الذكرى الخمسمائة لإعلان الثائر مارتن لوثر عن رفضه لممارسه بيع الكنيسة الكاثوليكية لصكوك الغفران للمساكين من المؤمنين وانفصاله عنها بعد الانتقادات التي سطرها في مذهبه الجديد.
• يدعي الجميع بأن زيارته للرياض كانت للقاء القمة مع الدول العربية والإسلامية .. فلماذا غيبت إيران الفارسية الإسلامية؟! أم أن شهادات الاسلام توزعها العائلة السعودية بعد إلباسها بالعربية ويعتمدها السيد ترامب!!!
• تداولت وسائل الاعلام والصحف تعبيرا تشير فيه إلى الأديان الثلاثة بقصد: الإسلام واليهودية والمسيحية، والكاتب يرى التعبير الأدق هو لقاء للمذاهب الثلاثة: الوهابية والصهيونية، والكاثوليكية.
• أدعى السيد ترامب بأنه سيعمل على السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع زيارته للقدس المحتلة ولحائط المبكى ، المغتصب من نصف قرن، ورفضه زيارة رام الله بل وبتعبير غير مفهوم عن محرقة اليهود جامل الصهاينة بقول أنها "أظلم ساعات التاريخ" وهل يعني ذلك بأنه نسى كارثة هيروشيما ونجزاكي أو الإرهاب وأحداث 11 سبتمبر؟!
• مع تزامن حرمان الكثير من المسلمين من الصرف على أنفسهم لدفع إتاوات الحج المكلفة تدفع السعودية حوالي 400 مليار لإرضاء السيد ترامب وزوجته السيدة ميلانيا، وكذلك أبنته إيفانكا، وبدون أن تكلف السيدة ميلانيا نفسها عناء مجاملة تقاليد "دولة راعية الإسلام!!" ولو صوريا وشكليا!
• تكتمل الحشمة لذا السيدة ميلاينيا حرم السيد ترامب، وأبنتها، عند زيارة البابا فرانسيس بغطاء الرأس الأسود بل وحتى جزء من الوجه.
• مع اختلاف البابا مع السيد ترامب في مسألة الإجهاض ومنع تسرب الكاثوليك الفقراء من أمريكا الاتينية حرص على ظاهر الدبلوماسية وتمسكه ببروتستانتيته فأهدى البابا، الذي طلب أن يكونوا متحدين من أجل السلام، مع قطعة جرانيت ونحت برونزي مجوعة كتب للمناضل مارتن لوثر كنج! لا ندري هل هو تجسيدا للديمقراطية الليبرالية المنحازة للأقليات؟ أم أنه تعصب للمصلح مارتن لوثر وهو الجمهوري المتعصب!
• أكد السيد ترامب على أعضاء حلف النيتو ببروكسيل على ضرورة رفع نسبة الصرف على التسليح إلى 2% من الناتج القومي لكل دولة على أقل تقدير وتباهي بأن أمريكا تصرف أكثر من 3%.. فهل هذا يعني بأن الحروب والصرف على التسليح هو المحرك للأقتصاد؟!!! لا ننسى أيضا الغلاء الفاحش الذي يضرب الدول الاسلامية في المواد الغذائية "المستوردة"!
• مع اجتماع الدول 7 في بلدة "تاورمينا" الصغيرة في جزيرة صقلية رفض السيد ترامب قبول اتفاقية المناخ في فرنسا 2015 أو اتفاقية التجارة العالمية بينما اتفق معهم على محاربة الإرهاب تجفيف مصادر التمويل، ودفع الشركات الكبرى للانترنت من لمنع المتطرفين من توظيف الانترنت لاستقطاب الشباب والترويج لفكرهم.

حوار الأديان ومشروعية محاربة الارهاب:
أستهل السيد ترامب زيارة بربط خيوط التواصل بين ما يسمى "بحوار الأديان" أو من يمتلك خيوط اللعبه في الأديان الثلاثة والمتمثلة في:الوهابية، والصهيونية والبابوية الكاثوليكية.. لقد جمعهم على محاربة الإرهاب وإحلال السلام! الكلمتان براقتان تجذبان أي إنسان وتحركان روح التعاطف معهما. وتبقى التفاصيل مع يمتلك خيوط اللعبة يوجهها نحو مصالحة.
عقد السيد ترامب صفقة ضمن فيها تحريك تجارة السلاح والنفط لشركات أمريكية بتوقيع عقود تصل إلى مئات المليارات من الدولارات لضمان استمرار الوهابية كراعية للإسلام واستمرارها كخزينة لجمع إتاوات الحج من العالم الإسلامي بمختلف طوائفه ومذاهبه. فمن يدفع لترامب مئات المليارات بالتأكيد يملك امكانية تعويضها برسوم الحج من الغلابة والمساكين المعوزين الذي يرغبون في شراء رضى الخالق تقدس أسمه بالدولار والريال!!!
صفقة ترامب هي ضمان لاستمرار الوهابية وحمايتها من أي تحرك ضدها. فالوهابية هي الخطوة الأولى في اتجاه التطرف الديني الجهادي وهي الراعية لكل التطرف في العالم والموجه بدقة نحو اهدافه. إلا أن بعد انفلات زمام الأمر من صانعيه من استخبارات لا دين لها ولا جنسية .. فعوضا أن يخدمهم التطرف الوهابي في خلق الفوضى الخلاقة في الدول المراد ترويضها وخاصة الراغبة في التخلص من الدكتاتورية والتطلع للحرية والديمقراطية .. هذا التطرف المبارك بعذابات الناس وآلامهم وتحطم أحلامهم يرتد على مدنهم وبكل أسف يكون الضحايا مدنين في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وتركيا والعراق وأخرها انفجار حقيبة على ظهر الشباب سلمان العبيدي لنفسه في أرينا بمانشستر ببريطانيا.

ترامب والميكافيلية وما بعد النفعية!
رفض ترامب الالتزام بأي اتفاقيات أو معاهدات بيئية أو تجارية من شأنها أن تؤثر سلبا على الاقتصاد والتجارة الامريكية دليل على تمسكه ما بعد النفعية. بل في احتماع الدول السبع طلب من ألمانيا أن تخفض من فائض ميزان تجارتها الخارجية وكأنه يقول يجب أن تخفضوا من جودة صناعاتكم بحيث لا يتم الإقبال عليها وتصديرها؟؟؟!!! نعم الكاتب يجد أن ذلك تجاوزا لحدود النفعية بحيث يصل إلى ،التعبير الأفضل، ما بعد النفعية.

هل من أمل في التغيير؟
مما تقدم لا توجد إشارات مبشرة فالواضح أن شخصية السيد ترامب المتغطرسة، الحريصة على إطالة رسم شفتاه للأسفل تتخللها كل حين بسمة صفراء، والمتعمد لترك أزرار جاكيته مفتوحة أغلب الوقت، لا يهمه إلا الأرباح والصفقات. هذه الشخصية مناسبة لتغليب المصالح الأمريكية بدون الاكتراث إلى المجاملة والدبلوماسية، وترسيخا لمبدأ ما بعد النفعية. صحيح كما يقال أمريكا " not one man show" فهي دولة مؤسسات لكن المرحلة تتطلب لاعب بمواصفات السيد ترامب وعقليته النفعية التجارية. صحيح أسلوبه يبدأ بالهجوم ثم الانتظار ثم الصياغة الأخيرة بالتنفع والترضية. فبعد أن هاجم المسلمين بالمجمل ولوم على السعودية ومال لإيران تركها ثم حصد الرضا عنها ما يزيد عن 400 مليار. وهذا ينسحب ما تم مع البابا فرانسيس وسيتم مع إيران ووسيا ومصر. لذلك يمكن تلخيص خطواته في ثلاثة:
• الفزعة: الاكتساح والهجوم .
• السكتة: الانتظار أمل في مراجعة الضحية سبل الاسترضاء.
• الغنيمة: التعبير عن الرضا بقبول المنفعة "الأتاوة".

وستحمل لنا الأيام القادمة بالكثير من المفاجآت لتلد لنا ما قد يسرنا أو ما سيبكينا "وتلك الأيام نداولها بين الناس"



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع في ليبيا وآثاره على التعليم (0)
- وتستمر براكين الكراهية والانتقام لتخريب الوطن ..طرابلس
- لنخمد براكين الكراهية والانتقام ونبني وطن
- ويستمر حصار درنه وكذلك تاريخها المشرف في طرد داعش :
- هل الإرهابيون ضحايا قبل الإجهاز على ضحاياهم؟
- نعم لمدينة الصراع السياسي وتلييب الإسلام في ليبيا
- داعش .. من سرت بدأت وتمددت فتبددت
- لا تلوموا ترامب فغربة الإسلام ومقتل د. نادر العمراني السبب!! ...
- ببنغازي .. الخطايا لا تبرره حسن النوايا
- الكتاب .. من القدسية إلى العبثية ومحدودية الصلاحية
- الشرعية والمأساة الليبية .. والشريعة الجدلية
- بعث الوقت بعد الموت .. ويستمر هدر الوقت في الثقافة الليبية
- محاولات توطين المهاجرين بليبيا:
- نالوت ..السلام .. اللمة الليبية
- الانتهازية والعشوائية .. وحرمة المكان في الثقافة الليبية!!!
- داعش في ركن زاوية .. والحسم للبنيان المرصوص ومجلس الوصاية!
- لكي لا ننسى الجماهيرية .. وعاهاتنا النفسية
- ويستمر كذب الدكتاتور معمر يلاحقنا!!!
- الصراع الثيوقراطي والعسكري في ليبيا
- انتصار اعتدال أحرار ليبيا وهزيمة تطرف فرنسا


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - ما بعد نفعية لزيارة ترامب وغربة حوار الاديان!